السلام عليكم كل الشكر للجميع في الموقع الرائع، جعله الله في ميزان حسناتكم اللهم آمين. أنا شاب ابلغ من العمر 28 سنة، أعجبت بفتاة بالعمل "حيث أننا نعمل معا في نفس الشركة" وطلبت أن التقي بها وفعلا حدث هذا اللقاء في منزلهم، وتحدثنا في أمور كثيرة "عامه" عن وضعي وحياتي وهي أيضا، المهم أنني كنت أنوي في هذا اللقاء أن أخبرها بمعلومة شخصية عني وهي في غاية الأهمية ولا يجوز حتى أنني لم أفكر بإخفائها وهي أنني أتناول دواء السيروكسات المعروف لعلاج الرهاب، ولكن الذي حدث إنني لم استطع إخبارها بذلك عدة أفكار متضاربة في رأسي ، حديثي معها صعب علي الموضوع أكثر بل وتعلقت بها وأحببتها اكثر والله أخبرتها بأنني سوف أتقدم خطوة "الخطبة" بمجرد أن اقتدر ماديا على ذلك بالإضافة الى بعض الأمور العائلية ... الآن أنا تعبان جدا جدا جدا والله ،هل أخبرها الآن عن وضعي الصحي "أي قبل التقدم لخطبتها" أخشى أن أسبب لها الأذى "لأن شخص في وضعي أعجب بها"، أيضا أخشى إن تأخرت بإبلاغها أن ترفض شخص آخر يتقدم لها خلال هذه الفترة ويكون موضوعي هو السبب وهذا ما يقلقني اكثر وعندما اخبرها بأمري تصدم خاصة "بعد كل الذي فعلته زيارتهم في المنزل وحديثي معها"والذي يفترض إنني أخبرتها بكل شيء عني عندها" وقبل ذلك تلميحي لها بأسلوب مهذب ومتزن" أم انتظر إلى حين أتقدم لها بشكل رسمي واخبرها بذلك ."مع العلم أنني لم أفكر أبدا بإخفاء الأمر عليها قبل الزواج والله خير الشاهدين... والله إنني أفكر بها وأخشى على مشاعرها اكثر من ما أفكر في نفسي.. والله اشعر أنني ما فعلته كان خطا وأنني تعجلت بذلك ، لقد قرأت في موقعكم الطيب لأحد المشايخ الأفاضل بأنه ليس من الخطأ أن يلمح الرجل إلى فتاة بأنه يرغبها زوجة له ولكن ضمن شروط وضوابط يجب أن لا يتعداها، وهذا ما فعلته بالضبط ولكن اشعر بان التوقيت غير سليم 100% ، لا أدري ماذا فعلت وخاصة أيضا لشخص مثلي لان هناك تفاصيل مزعجه "وضعي الصحي" والتي ذكرتها سابقا. حسبي الله ونعم الوكيل، وبشر الصابرين أما والذي لا يملك الأمر ومن هو بالسر المكتوم أعلم، لأن كان كتمان المصائب مؤلما لإعلانها عندي اشد وأعظم .أرجوكم ساعدوني فأنا في حيرة من أمري وأتألم جدا لذلك والله، عقلي لا يتوقف عن التفكير.. أفيدوني يا أهل الخبرة، فانتم تنظرون الى الموضوع من الخارج وترون ما لا أراه تفهمون ما أعنيه وجزاكم الله كل الخير.أخوكم في الله .29/8/2005
صدقت والله حين وصفتنا بالناظرين إلى الموضوع من الخارج ونرى ما لا تراه، وإن شاء الله سنكون مهديين في بيان ما خفي عليك من أمر نفسك وليس فقط الموضوع من الخارج، اسمع يا بني: ذكرت لنا أنك تتناول عقار السيروكسات لعلاج الرهاب الاجتماعي، ولم يرد بعد ذلك في إفادتك إشارة لأيٍّ من أعراض أو علامات الرهاب الاجتماعي المفترض أنك تعالج منه، فأين هي الأعراض؟ أنت موظف صاحب علاقات طيبة بزملائه مرغوبة صحبته من الجنس الآخر إلى الحد الذي سمح لك بالتعبير عن رغبتك في الارتباط بزميلتك في الحلال وزرتها في بيت العائلة، وتكلمت معها ومع أهلها وحكيت كل الأشياء المهمة في حياتك، كل هذا صعب على مريض الرهاب الاجتماعي كما نعرفه! فهل معنى أنك لم تذكر لنا شيئا عن أعراضٍ تعانيها الآن هو أنك شفيت ولله الحمد، وأنت الآن في مرحلة البقاء على العقار كوقاية أو كاستكمال للعلاج أو تثبيت الاستجابة أيا كان ما أفهمه لك طبيبك المعالج، أليس كذلك؟ أم أنت تتناول عقار السيروكسات منك لنفسك؟! نحتاج منك كثيرا من التوضيح نحن في الحقيقة، على أي حال أحسب أن مشكلتك إنما تكمن في تهويلك وتضخيمك الزائد عن الحد لمشكلتك النفسية، فمرةً وصفت حالتك النفسية بأنها مصيبة، ومرة رأيت في تفاصيل وضعك الصحي تفاصيل مزعجة، ومرة قلت بأنك تخشى من أن يتسبب تصريحك بحالتك النفسية في إصابتها بالأذى إذ تقول مفسرا الأذى "لأن شخص في وضعي أعجب بها"، لا إله إلا الله ألا ترى أنك بالغت وتماديت أكثر من المعقول في تقييمك لكونك تتناول أحد عقاقير الماسا؟ ولا أدري أنا هل المصيبة أنك أصابك مرضٌ نفسي وشفاك الله منه؟ يا أخي قل الحمد لله أنه شفاك سبحانه، واعلم أن المؤمن مصاب وأن مقولة أن المرض النفسي لا يصيب المؤمن القوي هي مقولة خاطئة، وكذلك مقولة أن الأمراض النفسية لا شفاء منها، فهي أيضًا مقولة خاطئة، أم ترى المصيبة أنك تتناول عقار السيروكسات المعروف لعلاج الرهاب؟ كما ذكرت لنا بنفسك؟، أقصد هل هي وصمة المرض النفسي أم هي وصمة العقار النفسي أم أنت تخاف من آثار الماسا الجانبية؟أصل بعد ذلك إلى نقطة لست أدري كيف هي غائبة عنك وهي أن من يتناول عقار ماسا لعلاج حالة رهاب يفترض أنه يتناوله كعامل عقاري مساعد لفترة محدودة، تقصر أو تطول حسب أدائه وتقدمه في العلاج المعرفي السلوكي لحالة الرهاب، فدور العقار في حالة الرهاب أصلا دور ثانوي، وبالتالي فعليك أن تعرف وتخبرنا إلى متى يفترض أنك ستبقى على العقار؟ فإن كنت أجريت علاجا سلوكيا فمن المؤكد أنك ستوقف العقار يوما، وأما في حالة من لا يجري علاجا معرفيا أو سلوكيا فإن الأمر قد يختلف بعض الشيء فهل أجري لك ذلك النوع من العلاج أم ؟معنى هذا الكلام أن الرهاب الاجتماعي مرض قابل للعلاج وللشفاء إذا عولج بطريقة سليمة حتى أن الإجابة على سؤال هل يجب عليك إخبارها أصلا من عدمه تعتمد على استجابتك للعلاج، فإذا كنت قد تحسنت كما فهمنا من إفادتك وإن لم تصرح فليس هناك أصلا ما يستدعي إخبارها بأنك كنت مصابا بأحد اضطرابات القلق وعولجت منها، فالحقيقة أنني لم أقابل حالة رهاب اجتماعي غير قابلة للشفاء ولكن هناك من يرفض العلاج المعرفي السلوكي لأنه متعب ويستريح للعقار الدوائي الذي يساعده على اجتياز المواقف الصعبة في حياته ويفضل الاستمرار عليه، فإذا كنت من هؤلاء فلي معك حديث طويل، لأنك في هذه الحالة تصبح مجبرا على إخبارها بسبب المعروف حديثا بعض الشيء من الآثار الجانبية لعقاقير الماسا على الوظيفة الجنسية ، فهنا يصبح من حقها أن تعرف الاحتمالات المختلفة. ألخص لك في النهاية ما وصلني من خلال إفادتك وما أطلبه منك وأنصحك به:(1) الرهاب الاجتماعي وما قد ينتج عنه من انطواءٍ أو اكتئاب مرض قابل للعلاج وخير علاج له هو العلاج المعرفي السلوكي، ولابد فيه من التعب والمعاناة، وعليك أن تبحث عن طبيب نفسي يعرف طرقا علاجية غير العقاقير لأنها وحدها غير كافية، رغم كونها ضرورية في كثير من الأحيان.(2) مشكلتك أنت الأكبر ليست أقول أو لا أقول أو متى أقول، وإنما هي في تهويلك وتضخيمك من معنى وأثر إصابتك بمرض نفسي أو تناولك لعقاقير نفسية، أي أن التهويل هو المشكلة الأكبر من مشكلة الرهاب.(3) أحسب أن إعادة تقييم الأمر بصورة متزنة أهم ما يجب فعله قبل اتخاذ أي قرار، فإذا وجدت من يتعاون معك في علاج الرهاب معرفيا وسلوكيا فقد لا تحتاج إلى إخبارها أصلا لأن المرض في هذه الحالة لن يكونَ مزمنا.أتمنى أن أكون قد وفقت في توضيح الأمر لك، وأنا في انتظار متابعتك، وأهلا بك.