لست أدري بسم الله الرحمن الرحيم.لا أعرف كيف أبدأ ولكني سأحاول .حكايتي بدأت منذ 6 شهور تقريبا .في البداية كانت لدي كل أعراض الاكتئاب الجسيم وقد شخصته أنا من خلال متابعتي لكل ما نشر على هذا الموقع بصدده حيث توفرت لدي كل أعراضه تقريبا.وقد تزامنت هذه الأعراض مع امتحانات الثانوية العامة مع وجود اضطرابات شديدة في الدورة الشهرية والتي ذهبت على أثرها إلى طبيبتين وللأسف لم تستطع إحداهما أن تخبرني بسبب هذه الاضطرابات.في تلك الأثناء كانت لي محاولتان فاشلتان للانتحار.ثم بعد انتهاء الامتحانات دخلت في حالة غريبة من اللاشيء أو بمعنى أدق انعدام الإحساس والتفكير بصفة عامة ولكني لاحظت أن أعراض الاكتئاب قلت نسبيا حتى ظننت أنني بدأت أشفى منه وبدأت استعيد كياني قليلا.تلا ذلك بداية الدروس في شهر 8 فبدأت أتحسن من خلال رؤية صديقاتي والانشغال في المذاكرة .لكني كنت مخطئة عندما ظننت أن المشكلة قد انتهت لأنها في الحقيقة بدأت من جديد مع تجدد أعراض الاكتئاب.الموضوع يتلخص في أنني أفكر كثيرا جدا جدا وأتعمق في كل شيء حتى أصل إلى نهاية واحدة مشتركة وهي عبارة عن طريق مسدود وأبواب توصد كلها في وجهي وفي النهاية أجد نفسي تائهة إلى أقصى درجة ولا أجد من ينقذني من كل ذلك فكان من الطبيعي أن أفقد ذاتي وأنهار. بالنسبة لحالتي الأسرية فهي مستقرة جدا ولكن علاقتي بوالدي وأخواتي تكاد تكون منعدمة. في ماعدا ذلك لي أصدقاء كثيرون لكنهم ليسوا مخلصين .كان لي هوايات كثيرة كالرسم والشعر والقراءة لكني فقدتها جميعا أثناء كل ما ذكرته .أما عن العاطفة في حياتي فقد كنت رومانسية جدا لكني منذ بداية المشكلة لم أعد كذلك أبدا بل أني لم أعد أؤمن بالحب أصلا .ليست لي أي علاقات بالجنس الآخر وأنا متدينة إلى حد ما. بالمناسبة أيضا أنا في 3 ثانوي أدبي ومتفوقة إلى حد ما.أعرف أنني أطلت الحديث ولكني حاولت أن أوضح لكم كل الجوانب.أرجو منكم المساعدة العاجلة لأن حالتي تسوء بدرجة خطيرة وأفكر في إيذاء نفسي بكل الطرق وأنتم أملي الوحيد الآن.في النهاية أشكركم وأتأسف على الإطالة .23/09/2005
الأخت الصغيرة لوتسأحيي فيك ثقافتك النفسية وقدرتك على قراءة أحوالك الداخلية, ويبدو أن شخصيتك الحساسة قد بدأت تشف إلي حد الهشاشة والضعف, فأنت يا أختاه تتأثرين بالضغوط الحياتية لدرجة أنها تصيبك بالاكتئاب فتكتئبين فعلا ويبلغ بك الأمر إلى محاولة الانتحار.أيها الأخت العزيزةإن مشكلتك ليست في إصابتك بأعراض اكتئابية فنحن كثيرا ما نصاب بها في رحلتنا الشاقة مع الأيام. إنما تكمن المشكلة في شخصيتك أنت, فهي كما أرى من بين سطورك رومانسية حالمة مولعة بحب الحياة, ولكن يمنعها الخجل من ممارسة الحب. وهي أيضا شخصية انطلاقية خروجية مرحة ولكن قيم مجتمعها تحد كثيرا من انطلاقها.يا أختاه عليك إعادة تقيم الأحداث وإعادة حساب معادلة الضغوط الحياتية التي تمرين بها, فعليك أن تقللي من انفعالك مع الأحداث ولا تضخمي من الضغط النفسي الطبيعي فتحولينه إلى ضغط مرضي يصيبك بالاكتئاب.إن الثانوية العامة التي جعلتك تكتئبين هي مجرد سنة دراسية أنت تخطيت مثلها سنوات كثيرة ولا تستدعي منك أن تحزني أو تقلقي أو تفقدي هواياتك ثم تحاولي قتل نفسك, علما بأن مستواك كما أسلفت هو مستوى ليس متدنيا أو عاديا بل هو مستوى معقول, فما دام مستواك هكذا فما الداعي إذن أن تنهاري مع وطأة ضغط الثانوية العامة. ولتعلمي أن استسلامك للأحداث يزيد من قسوتها عليك فأنت حين تستسلمين للاكتئاب وترين كل الدروب مظلمة موصدة فهذا يجعل الاكتئاب يحكم عليك قبضته لدرجة أنك تختنقين وتقررين الانتحار.إن الحل عندي أن هو أن تصقلي شخصيتك جيدا وتقللي من انفعالك بالضغوط الحياتية وتحاولي أن تقاوميها أو تروغين منها وتحتمين وسط هوايات تحبينها أو ناس يروق لنفسك مجلسهم. وأنا أعتب عليك أنك هجرتي هواياتك فان الهوايات الفنية التي تميلين إليها من الشعر والقراءة والرسم لتمثل متنفسا واسعا في جو الحزن والتوتر الذي يحياه إنسان هذا العصر.أما علاقاتك بالأسرة والأصدقاء فهي تحتاج إلى خطوات تقتربين بها من القلوب التي تحبك فعلا كقلب أبيك وأمك وإخوتك. وأنصحك أن تستميلي قلبا صديقا من الناس تشتكين إليه إن ضاقت بك, فالصديق في هذا الزمن شيء ثمين عزيز يحتاج من الإنسان أن ينقب عليه وسط ركام القلوب المحيطة به.الأخت لوتسإن الأمر يحتاج إلى مجاهدة نفسية حقيقية بحيث تحاولين أن تزيدي من ثقتك بنفسك وأن تقللي من انفعالك بالأحداث وأن تزيدي من تعلقك بالحياة بحب كان أو بصديق أو هواية.أما إذا استشعرت أن الرغبة في الموت مازالت تلح عليك فلا تترددي في استشارة طبيب نفسي في مقابلة يرشدك فيها إلي بعض العقاقير المضادة للاكتئاب.واقرأ أيضا:العلاج المعرفي للاكتئاب(1) العلاج المعرفي للاكتئاب(2) العلاج المعرفي للاكتئاب(3) العلاج المعرفي للاكتئاب(4) مع تمنياتي بالسعادة