أمور عاطفية بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم؛ وبعد إذ أنني طالب جامعي في الفصل الأخير أبلغ من العمر 24 عاما، المشكلة هي أنني أعجبت ببنت إعجابا كبيرا وهي من سكان منطقتنا, طلبت منها أن أكلمها ورحبت بذلك الشيء لأنني معروف عني الأدب والأخلاق, في المرة الثانية ذهبت لكي أكلمها وللأسف رفضت البنت رفضا شديدا لدرجة أنها قالت لي لا أريد أن أراك وكل ذلك حتى وقتها كان من دون سبب, بالطبع أنا إنسان مؤمن أومن بالنصيب فقد نسيت الموضوع ولكن ظل الوسواس يلاحقني(ماذا ارتكبت وماذا فعلت لكي يحدث هذا).بعد فترة شهر تقريبا فوجئت وأن سمعت بأن أحد أعز أصدقائي ذهب إليها وهددها بالفضيحة وكل ذلك كان من غير سبب مجرد غيرة! غدروا فيني والآن أنا مصدوم من ذلك الأمر الغير مبرر لا أدري ما أفعل فالبنت في فكرها أنني خائن لأنني أخبرت أصحابي بالأمر بالرغم من أنني لم أقل لأحد عن هذا الشأن وإنما مجرد متطفل رآنا مع بعض وأفسد كل شيء أفسد مشروع كنت أنوي له بنية صادقة. لا أدري ما أفعل هل أصارح البنت بالحقيقة سوف لن تصدقني هل أعمل مشاكل مع الخونة لا أستطيع لأن بيني وبينهم عيش وملح، أرجو إفادتي بالحلول إن أمكن بأسرع وقت ممكن، ولكم الشكر. 18/09/2003
رسالتك محيرة يا أخي!! في السطور الأولي تتحدث عن إعجابك أو حبك للفتاة وكيف أجهضت العلاقة مبكرا عندما رفضت الفتاة مقابلتك في المرة الثانية.. وأنت تقول أنك قد رضيت بما قسم الله وبدأت في نسيان الموضوع.. ثم في السطور الأخيرة تحدثنا عن تطورات أخري، لتسأل بعد ذلك"هل أصارحها؟" هل أعمل مشاكل مع الخونة الذين أفسدوا المشروع الذي كنت تنوي له بصدق؟" ولا أدري.. هل أنت تريد فعلا نسيان الموضوع أم إتمام المشروع؟؟ كما أني أري بين السطور الأولي والأخيرة مساحة غامضة.. تتحدث عن صديقك الذي ذهب وهددها، فتذكره تارةً بصيغة المفرد، وتارةً بصيغة الجمع،وأنا لا أدري أيضا هل هو صديق واحد أم شلة من الأصدقاء؟؟ وهل أنت فعلا لم تقص لهم شيئا وأن أحدهم فقط رآك معها؟ علي أية حال دعني أبدأ معك من النقطة المحورية في رسالتك وهي:ما هو هذا المشروع الذي كنت تنوي له بصدق؟ هل هو مشروع زواج أم علاقة؟؟ عليك أولا أن تجيب عن هذا السؤال ـ مع نفسك بوضوح.. هل أنت تنوي الزواج من هذه الفتاة لما تشعر به نحوها من حب وإعجاب، ولما تجده متحققا بينكماـ مثلاـ من تكافؤ اجتماعي وثقافي وخلقي، ولأنك مستعد ماديا لأعباء الزواج مثل المسكن أو مصدر الكسب، أو حتى علي الأقل تستطيع أن تضع تصورا أو خطة بهذا الشأن لتتقدم بها لأهل الفتاة؟؟إن كان ذاك.. فهذا هو الزواج إذن، وهنا لا مانع أن تعرض علي الفتاة عرضا واضحا بهذا إما من خلال لقاء مباشر بينك وبينهاـ أن قبلت هي هذا ـ أو أن يكون العرض من خلال وسيط أمين.. وفي كل الأحوال لابد من دخول البيت من الباب وليس من النافذة.. أما إن كانت الثانية.. أي أن موضوعك هذا الذي تتحدث عنه هو إقامة علاقة مع الفتاة، تنبني على اللقاءات والمقابلات، وتتطور من إعجاب إلي حب إلي عشق، ثم يأتي الزواج أو لا يأتي.. فهذا ما لم تقبله الفتاة لذلك رفضت الاستمرار في مقابلاتها معك. وكما أن الفتاة لم تقبل العلاقة، فلا شك أنك تعلم أن الله تعالي لا يقبلها، وربما تعلم حديث الرسول صلي الله عليه وسلم : عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً قال: "يا رسول الله في حجري يتيمة قد خطبها رجل موسر ورجل معدم، فنحن نحب الموسر وهي تحب المعدم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين غير النكاح" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أي الزواج..(قال الألباني: الحديث أخرجه ابن ماجه والحاكم والبيهقي والطبراني وغيرهم، وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، صحيح السلسلة الصحيحة، أنا أقدر مشاعرك يا أخي وأعلم أنها مشاعر طيبة وبريئة، ولا أشم فيها رائحة الخبث أو سوء النية، ولكني فقط أقول أن حسن النية وحده لا يكفي.. كثيرون مثلك أحسوا بما أحسست به.. الحب البريء للجنس الآخر.. وكل يسأل نفسه أليس الله هو خالق هذا الحب؟ هل يضر هذا الحب بأحد؟ هل يحمل الحب بداخله شيئا سوي الاشتياق للمحبوب والرغبة في القرب منه والسعي لتقديم نجوم السماء وورود الأرض إليه في باقة لأجل نيل محبته ورضاه؟.. وكلها مشاعر جميلة وطيبة عدها الله تعالي من آياته عندما قال: "من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآياتٍ لقوم يتفكرون" صدق الله العظيم (سورة الروم الآية 21).ويأتي توجيه السماء لنا نحن أهل الأرض في كلمة"أزواجا" ليذكرنا دائما حتى لا ننسي أو لا يزين الشيطان لنا أعمالناـ أن مسار الزواج هو المظلة الوحيدة المقبولة لهذه العلاقة منذ اللحظة الأولي وتحت سمع وبصر الأهل.. أما عن موقفك من" الخونة" فإنه من المهم أن تأخذ معهم موقفا رادعاـ لا يصل لحد القطيعةـ ولكن يشعرهم بوقاحة ما قاموا به، والذي لم يسئ إليك فحسب وإنما أساء إلي الفتاة الطيبة الغافلة.. ولكن يظل أهم ما في الأمر هو موقفك من الفتاة نفسها، فإما أن يسير الأمر في اتجاه الزواج، ويحدث قبول من ناحية الفتاة وأهلها وأهلك، فهذا خير.. وإما أن مشروع الزواج أمر مستبعد بسبب ظروفك أو بسبب عدم قبول الفتاة أو الأهل، وهنا أنصحك بأن تعود لما بدأت به وهو نسيان الأمر كله لعل الله تعالي يرزقك بغيرها عندما تسمح ظروفك بهذا.. وأهلا بك صديقا لصفحتنا