الأخت الفاضلة ..... قلب العطاء .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك على الرسالة الموجهة لصاحبة مشكلة " عشق البنات بين فكي الدموع ", وأستسمحك في أن أبلور بعض النقاط الهامة التي وردت في الرسالة :
• أوافقك تماما على أن الإنسان حين يبتلى بشيء فعليه أن يجاهد نفسه حتى يتغير للأفضل, ويكرر المحاولات حتى ينجح, ولا يوجد عدد محدد للمحاولات خاصة أن الإنسان يثاب على تلك المحاولات ما دامت على طريق الخير وما دامت النية موجهة لله, وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
• حين نكبر ونكتشف أن خطأ ما قد حدث في تربيتنا وأدى إلى مشكلات نفسية, فليس الحل أن نغضب من أبوينا فهم غالبا لم يقصدا ذلك فلا شك أبدا في حب الأبوين وحرصهما على سعادة الأبناء, ولكن كثيرا ما تحدث منهم الأخطاء بحسن نية أو بدون قصد أو بسبب ضغوط وقعت عليهم وجعلتهم في حالة نفسية مضطربة, والأفضل في مثل هذه الظروف التماس الأعذار لهما والبدء فورا في معالجة آثار المشكلات التربوية, ومن رحمة الله وفضله أن الإنسان قابل للتغير في أي مرحلة من مراحل حياته بشرط وجود النية والإصرار على التغيير للأفضل والاستعداد لبذل الجهد والمثابرة, وأن نحذف من قاموسنا كلمات مثل : " لا أقدر " ... " لا أستطيع " .... " حاولت كثيرا وفشلت " ... " لا فائدة ", فهي كلمات تكرس للهزيمة والإحباط .
• في مشكلة مثل هذه يصبح توسيع مجال إدراكنا لأنفسنا وللمجتمع وللكون كله أحد عوامل الخروج من الأزمة, وهذا ما تحتاجه صاحبة المشكلة, وقد ذكرت في ردك أشياء من هذا القبيل, حيث طلبت منها توسيع دائرة نشاطها وحياتها حتى لا تظل طول الوقت فريسة لهذه المشاعر التي تؤلمها, وكأنها حين توسع إدراكها ونشاطاتها تخرج من الركن الضيق الذي حاصرتها فيه هذه المشكلة, وترى الدنيا والآخرة بعين واسعة وقلب مفتوح, وهنا تتضاءل أمامها هذه المشكلة وترى نفسها أقوى منها وترى في الوجود أشياء أخرى تستحق الاهتمام, أما حين تضيق رؤيتنا وتتقلص اهتماماتنا فإننا نجد أنفسنا دائما في طريق مسد ود ونشعر بالعجز واليأس بدون داع لذلك , فمما لا شك فيه أن الاندماج في أنشطة علمية وترفيهية واجتماعية ودينية وروحية يزيد من مناعتنا في مواجهة الشهوات والرغبات خاصة المرفوضة منها, حيث تجد النفس راحة وسلوى وسعادة ولذة فى كثير من الأنشطة فيعوضها ذلك عن تلك اللذة التي كانت تتحصل عليها من ميولها المرفوضة وحدها .
• إن اللجوء للأقارب للحصول على التعويض العاطفي ولتعويض جفاء الأم وجفاف مشاعرها لهو حل إيجابي ومأمون, خاصة إذا كانت القريبة إنسانة ناضجة ولديها القدرة على العطاء العاطفي, ولا تخلو عائلة من مثل هذه النماذج .
أخيرا أشكرك على هذه المشاركة الإيجابية الفعالة وأرجو أن يكون فيها عون لأختنا العزيزة للخروج من محنتها, وأرجو أن يكون لك من اسمك " قلب العطاء " نصيب . |