أخي العزيز..... سعيد محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خبراتك الجنسية المبكرة أدت إلى خروج الطاقة الجنسية في هذا الاتجاه, ومع تكرار ذلك حدث ما يسمى في علم النفس بالارتباط الشرطي, بمعنى أنه كلما رأيت شيئا له علاقة بما كان يحدث من علاقات فإنه يحرك رغبتك تجاه هذا المؤثر, وهذا التحريك للرغبة يرتبط بتنشيط مركز التعزيز في المخ(Reward Center ) , ويجعلك في حالة انجذاب شديد نحو هذا المثير, رغم أنك تحاول مقاومته بناءا على اعتبارات دينية وأخلاقية لها قيمة كبيرة لديك. وربما نفهم حكمة الشرع في النهى عن الاقتراب من الفواحش (وليس فقط النهى عن اقترافها) , فمجرد الاقتراب منها يمكن أن يفتح بابا لهذا الارتباط الشرطي, ذلك الباب الذي يحتاج لوقت طويل وجهد عظيم للتخلص من آثاره .
يمكنك أن تعتبر معاناتك الحالية ابتلاءا تحاول التغلب عليه, وأي جهد تبذله على هذا الطريق نسأل الله أن تثاب عليه. والطاقة الجنسية قد حفرت قناة تخرج منها في اتجاه المردان الذين يتمتعون بالوسامة , أو تظهر ملابسهم الداخلية من تحت ملابسهم الخارجية, وقد استمرت في الخروج والتصريف في هذا الاتجاه لفترة كافية حتى تأكدت من خلاله.
يضاف إلى ذلك أن عشّاق المردان لديهم ما يسمى بالحب النرجسي, فهم يحبون أمثالهم في الجنس المتميزين بالوسامة والجاذبية, وكأنهم يحبون الصورة المثلى لأنفسهم وتخرج مشاعرهم تجاهها بدلا من أن يحبوا الجنس المغاير, كما هي طبيعة الأسوياء (الحب الغيري).
يمكنك أن تتجاوز صعوبة التفسيرات النفسية السابقة (إذا كان لديك صعوبة في هضمها), وتركز في طريقة الخروج من هذا المأزق والتغلب على هذه الرغبة الداخلية الملحة والمرفوضة على المستوى العقلي والأخلاقي والديني .
لديك فرصة ممتازة للعلاج, وهى أنك على وشك الزواج, والمطلوب الآن أن تغلق الباب تماما أمام أي مشاعر تجاه المردان (بأن تتخيل علام " قف" موضوعة أمامك كلما راودك التفكير فيهم, وعنده تتوقف عن التفكير, وهذا التدريب يحتاج لوقت حتى تنجح فيه) ولكي تتراكم الطاقة الوجدانية وتتوجه نحو خطيبتك والتي ستصبح _ إن شاء الله زوجتك قريبا, وكلما جمعتك بها لحظات جميلة وسارة, كلما نشأت ارتباطات شرطية جديدة نحوها, وهذا الأمر سيأخذ وقتا ويستدعى جهدا, فلا تبخل بالوقت أو الجهد في أمر تعتبره من المجاهدات, فأنت تصحح ميلا منحرفا في نفسك نشأ في ظروف معينة, وأمامك الآن اتجاها مناسبا تحول نحوه مشاعرك وميولك, وحين يتم الزواج ستصبح الفرصة أقوى حيث أن كل علاقة جنسية بالزوجة تمثل تحويلا للطاقة نحوها وتدعيما للارتباط الشرطي الجديد في الاتجاه الصحيح .
وهناك ما يسمى استراتيجيه التفادي, وهى أن تتفادى النظر إلى المردان حتى لا يتعلق قلبك بهم, وهذا ما كان يدعو إليه علماء السلف لمن وقعوا في مثل هذا الأمر, وفى ذات الوقت كلما تورطت في النظر إلى المردان بشهوة عليك بالتكفير عن ذلك من خلال إخراج صدقة أو صوم يوم أو عدة أيام لكي تلزم نفسك الانضباط تجاه هذا الأمر (وذلك بناءا على قاعدة: "إن الحسنات يذهبن السيئات").
أما الإستراتيجية الأخرى (ويؤيدها فريق من علماء النفس), وهى استراتيجية تقليل الحساسية, وذلك بالتعرض للمثير بكثرة دون إشباع, بحيث ترى عددا كبيرا من المردان في الشارع أو في أماكن مختلفة لا توجد الفرصة فيها لأي علاقة من أي نوع, ومع التكرار تصبح رؤيتهم شيئا مألوفا لديك, ولا يحرك لديك مشاعر خاصة تضعف أمامها .
وسواء استخدمت استراتيجية التفادي والابتعاد أو استراتيجية تقليل الحساسية, فأنت ستتم هذا الأمر بتوجيه طاقاتك الوجدانية تجاه خطيبتك في الوقت الحالي, وحين تتزوج توجه طاقاتك الجنسية نحو زوجتك, ومع الوقت يتحول مسار المشاعر والغريزة .
وفى بعض الحالات حين يكون النظر إلى المردان قهريا لا يقدر الشخص على مقاومته مهما فعل, هنا يمكن أن نعتبر ذلك جزءا من منظومة الوسواس القهري وعلى أساسه تتناول بعض الأدوية المستخدمة في علاج الوسواس القهري يصفها لك أحد الأطباء النفسيين كوسيلة مساعدة . والله الموفق
واقرأ أيضا: الميول المثلية ووساوس من فقه السنة متابعة 5 وساوس في الله والجنسية المثلية الوسواس القهري وجحيم الجنسية المثلية: الوسواس القهري و جحيم الجنسية المثلية متابعة. الجنسية المثلية والوساوس الدينية : هل ثمة ارتباط |