أزمة ثقة بالنفس السلام عليكم؛ لا أعرف كيف أبدأ المشكلة ، المشكلة باختصار أني أعاني من أزمة سميتها(أزمة ثقة بالنفس) لأني لا أثق بأي عمل أعمله في الحياة كل أعمالي ليست كاملة. أخي العزيز كنت مصابا بمرض الاكتئاب وعولجت منه عن طريق أقراص والحمد لله زالت مني شعوري بالنقصان وعدم اهتمام الآخرين وبقيت شعوري باني لا أستطيع القيام بأي عمل كامل على أكمل وجه إلا نادرا أخي يقولون عني مشاغب ويقولون عني طيب ويقولون عني لو أن منك اثنان في الدنيا تخرب الدنيا ويقولون أنت غبي بعض الأحيان وعبقري أحيانا أخرى يقولون، وأنا لا أعرف حقيقة نفسي جدا من أنا؟ كيف أنا؟ لماذا أنا؟ أين أنا؟ لماذا أتصرف هكذا مع الناس؟ أخي هل أعراض الاكتئاب مازالت موجودة أم زالت؟ أعتقد أنها زالت فأنا الآن أحسن من قبل بكثير، أخي حتى الكتابة أنساها أحيانا في الاختبارات أسهل الكلمات لا أستطيع كتابتها في أثناء الامتحان! لا أستطيع القيام بشيء إلا ل60 % فقط لا أكثر مها أحاول بعدها لا أستطيع، آسف على الإطالة. الفارس صاحب هذه المشكلة كان قد أرسلها لنا بصيغة مشابهة من قبل وقمنا بالرد عليه تحت عنوان الاكتئاب المتبقي أم العلاج المنقوص ؟، وعندما وصلتنا منه هذه الرسالة الثانية، قمنا بإرسالها إلى أحد مستشارينا، كما قمنا أيضًا بإرسال رابط إجابتنا عليه على صفحة استشارات مجانين الاكتئاب المتبقي أم العلاج المنقوص ؟ إلى بريده الإليكتروني الخاص، فجاء رده كما يلي: السلام عليكم، تحيه طيبه وبعد دكتوري العزيز أشكرك على الرد الرائع على موضوعي الاكتئاب المتبقي أم العلاج المنقوص ؟ ولي ملاحظات أتمنى منك الرد عليها. أولا: أنا ذكرت أنها أعراض الاكتئاب كاملة وكنت أعاني منها جميعا بلا شك والحمد لله الآن أنا أفضل، وعلاجي كان لمده سنة كاملة، أخي كنت أحس بنفسي أني طفل صغير وأنا عمري20 سنه، كان لدي(أزمة ثقة بالآخرين وأزمة ثقة بالنفس) هكذا أحب أن أسميها، الحمد الله أزمة الثقة بالآخرين زالت ولكن أزمة الثقة بالنفس باقية. قطعت عن العلاج لحاجة خارجة عن إرادتي الكلية، وقد سألت عنها دكتوري الذي عالجني فقال لي أنها وسواس من الشيطان وأنت ليس بك شيء.أنا أعتقد أني أحتاج إلى شيء جوهري يجعلني أتغير بالكلية. لا أدري ماذا أقول أيضا ولكن العلاج كان ناقصا والعلاج مر عليه أكثر من سنتين هل أعود لتناول الدواء لمده سنتين ولا أستطيع أن أتناوله وأنت تعرف حساسية الموضوع أمام الناس والمجتمع!، كيف العمل ماذا تنصحني؟؟ أريد أن ابعد هذا الإحساس عني، نعم أحس بالنقص ولكن ليس كما كان سابقا، أحس أني ممكن أن أقوم بكل شي ولكن لا أعرف!! هناك ما يمنعني ما هو؟؟؟ أرجوك جاوبني ماذا في داخلي يقول لي أنت ناقص عن العالم ماذا؟؟؟ أريد أن أقتله صراحة ملاحظة أي نوع من البشر أنا ممكن أن تخبرني لك جزيل الشكر. المخلص الفارس
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك مرةً أخرى وشكرًا على متابعتك وعلى ثقتك المتجددة في صفحتنا استشارات مجانين،الحقيقة أن ما يستنتجُ من متابعتك هذه يؤكد عدة نقاط أهمها أن الاكتئاب غالبا أصابك على خلفية من عسر المزاج Dysthymia لا ندري إن كان مبكر البداية معك أي منذ سنوات الطفولة أو متأخر البداية أي في أثناء المراهقة أو ما بعدها، لكن هذا هو ما يستنتج من قولك(أخي كنت أحس بنفسي أني طفل صغير وأنا عمري20 سنه، كان لدي "أزمة ثقة بالآخرين وأزمة ثقة بالنفس" هكذا أحب أن أسميها، الحمد الله أزمة الثقة بالآخرين زالت ولكن أزمة الثقة بالنفس باقية) ومن قولك في إفادتك الأولى(عندما أعمل أي عمل لا أعطيه حقه كاملا مهما كان يعني 60 % فقط لا أستطيع أن أعطيه كامل حقه وأنا كثير الأخطاء وثقتي في نفسي شبه معدومة، بصراحة أنا لا تصور أني أستطيع الزواج مستقبلا)،ومن قولك في إفادتك الثانية(لا أستطيع القيام بشيء إلا ل60 % فقط لا أكثر مها أحاول بعدها لا أستطيع).المهم أن الاكتئاب الذي أصابك وعولجت منه لمدة سنةٍ كما ذكرت لنا في متابعتك كان اكتئابا مضاعفا Double Depression، وهذا يعني أن العلاج بالعقاقير لم يكن كافيا في حالتك وكان العلاج المعرفي ربما أهم ولكنك لم تلجأ إليه أو بمعنى أصح لم يدلك طبيبك المعالج عليه كما أن شعورك بعدم اكتمال ما تفعله أو عدم قدرتك على إتقانه، وكذلك قولك في إفادتك الثانية: (أخي حتى الكتابة أنساها أحيانا في الاختبارات أسهل الكلمات لا أستطيع كتابتها في أثناء الامتحان!)، إضافةً إلى ما تقول أن طبيبك قاله من أنك ليس بك شيء وأن الأمر يتعلق بالشيطان. فإننا هنا نشعر بوجود بعض سمات الشخصية القسرية Anankastic Personality، أو بعض الوساوس، ولا ندري ماذا يقصد طبيبك ذلك بالضبط، فقد يكون الأمر كله أن لديك إحساسًا متضخمًا بالمسؤولية ورغبة دائمة في إدراك الكمال وهذه أحد سمات الشخصية القسرية وهي واحدة من الشخصيات الطبيعية التي تعيش بين الناس، وكثيرًا ما تتمتع باحترامهم وإعجابهم في العديد من صفاتها كالانضباط والدقة والالتزام والتفاني في العمل والشعور بالمسؤولية والواجب، فأصحاب الشخصية القسرية العادية التي لا تصل إلى مرحلة الاضطراب هم أشخاص يتميزون بوجود بعض السمات السلوكية التي يمكن أن تعد صفات مرغوبة أو خصالاً حميدة أو خصائص يوسم بها الأخيار من البشر كالنظافة والدقة والنظام ويقظة الضمير والوفاء بالعهد وغيرها من الصفات المحمودة في المجتمع. وبعض هذه الصفات حتى في درجتها المتطرفة يمكن أن تعد لازمة لبعض المهن، كالنظافة المفرطة بالنسبة للجراح، والدقة والنظام والمراجعة بالنسبة للباحث في المجالات العلمية، وتكرار التأكد من صلاحية أجهزة قيادة الطائرة قبل الإقلاع لدى الطيار مثلا، ويقظة الضمير والوفاء بالعهد بالنسبة لأي إنسان صالح، لكن هذه الصفات والسمات إذا وصلت شدتها وزادت حدتها عن الحد الذي يسمح لحياة الشخص وتفاعلاته مع الآخرين بالسلاسة، فإنها قد تصل إلى مرحلة اضطراب الشخصية القسرية التي تتسبب في بعض الأحيان في إعاقة حياة الفرد بدلاً من تيسيرها، وتؤثر سلبًا في حسن أدائه لدوره في الحياة، فتكون سببا في معاناة الشخص ومعاناة المقربين منه سواء في محيط أسرته أو محيط عمله. كل هذه نقاطٌ نحتاج إلى تحليلها والفصل فيها من قبل طبيب نفسي يقوم بإجراء تقييم شخصي مباشر لك، ويفضل أن يكونَ ذلك الطبيب النفسي واحدًا من المهتمين بالعلاج النفسي المعرفي، لأن أفضل طرق العلاج في مثل حالتك لا تكونُ بالعقاقير، فصحيح أن نوبات الاكتئاب التي قد تصيبك من حين لآخر ستحتاج إلى عقاقير مضادة للاكتئاب لعلاجها بسرعة. لكن عسر المزاج أو بعض سمات الشخصية القسرية لديك ستحتاج إلى علاج نفسي معرفي، فهذه هي الطريقة التي ستمكنك من استعادة الثقة بنفسك وبأفعالك وبالآخرين. إذن فما ننصحك به ليس هو العودة إلى العقار وإنما هو إعادة عرض نفسك وحكايتك كلها على طبيب نفسي متخصص في العلاج المعرفي أو على دراية به، وأما مسألة رأي المجتمع فلا حيلة لنا في ذلك إلا أن نحيلك لقراءة الموضوعات المعروضة على موقعنا في باب الطب النفسي شبهاتٌ وردود، وفي النهاية نتمنى لك الخير والتوفيق، وتابعنا بأخبارك.