هل هناك حل؟؟ وردة تذوب وحياة تضيع من أيام طفولتي وأنا أحس دائما بالاضطهاد والظلم حيث أن أمي وأبي دائما عندهم جانب التفرقة والتحيز لأحد من أخوتي، حيث أن أمي مند أن كنت صغيرة تعاقبني على أقل الأسباب وكانت تحقر مني وتعطيني إحساس بأني ليس لي القدرة على النجاح في أي شيء، وكانت تتعامل معي بالضرب المبرح وكنت في وقتها أمتنع عن الأكل والشرب لأبين لها أنني فعلا أحس بالحزن تجاه تصرفها تجاهي بهذا الأسلوب ولكن حالة الإضراب هذه كانت دون جدوى بل إنني أحس بالحزن أكثر وأكثر لأن أفراد عائلتي يتخذون هذا الموقف مني كنوع من السخرية. وللأسف لا أجد أبدا من يخفف عني أحسست أن أمي تكرهني فعلا وأني ليس من الممكن أن أكون ابنتها لتعاملها معي بهذا الأسلوب ولأنها كانت تتلفظ علي بألفاظ قاسية علي فتخيلوا أنا وفي سن 14 عشرة في أوج المراهقة لي كانت تقول لي أنا لا استغرب منك أن ترمي على الشباب أوراق تلفونات وتلوثي شرفنا أنت إنسانة ساقطة أنت فاجرة أنت حقيرة أنا بريئة منك أنت لست ابنتي لا أريد رؤيتك اغربي إلى غرفتك ولا أريد رؤيتك وما إلى هنالك من كلام عجز لساني عن قوله. على العكس من هذا فأنها تعامل اخوتي على أحسن وجه. هذا بالنسبة لأمي أما بالنسبة لأبي؟؟ فأبي من الناس البخلاء لدرجة بخله علي دائما أحس بالنقص حتى ولو كان كل ما أريده عندي تصوروا أبي عندما كنت أذهب إلى المدرسة كان لابد من أخذ المصروف ولكن هنا مع أبي الحال يختلف حيث أنه بالشهور لا يعطيني مصروفي مع أن حالة أبي جدا ميسورة أما بالنسبة للعطلة المدرسة التي كنا نقضيها إذا تعطف وتحنن علينا فإنه يأخذ إجازة ويسافر معنا لا يزيد عن خمسة أيام نقضيها في نكد وظلم معه حيث أن أبي فوق أنه بخيل إلا أنه يشك حتى في خياله ويا ما أخذت من أبي الضرب المبرح على أقل الأسباب وفوق هذا وذاك أنا لا أحس بالفشل في البيت بل في الدراسة وفي الصداقة باختصار أنا من الناس الذين لا حظ لديهم أعيش الآن في اكتئاب وتفاكير ليس لها حدود؟؟ فما هو الحل؟ وتحت عنوان "عصبية +عاطفية بلا حدود" أرسلت رهف رسالةً أخرى تقول فيها: أنا مند طفولتي كنت عصبية نوعا ما ولكن عندما كبرت خفت العصبية ولكن عندما أصبحت في سن 19 سنة أحسست أني عصبية بلا حدود فعلى أقل الأشياء أعصب ربما كان من الأسباب العصبية لي هو رسوبي في الكلية.أنا محتارة في أمري عصبيتي ليس لها حدود وعلى أقل الموقف أحس أن إحساسي قد انجرح وعلى الفور أبكي بصراحة لم أعد أطيق العصبية التي أنا فيها حاولت مرات عديدة أن أمسك نفسي ولكن دون جدوى قرأت الكثير من الكتب في الطب النفسي لكي أجد لمشكلة عصبية حل ولكن دون جدوى. فما هو الحل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 23/09/2003
الابنة الكريمة: كان الله في عونك وقلوبنا جميعا معك وندعو الله سبحانه أن يفرج عنك ما تعانينه من كرب، ومن الآن يمكنك أن تجدي فينا جميعا آباء وأمهات لك يعوضونك عما تعانينه من آلام وأحزان، والحقيقة أن رسالتك أثارت في ذهني الكثير من الهواجس والأفكار، وأول هذه الهواجس هو من منا يختار والديه؟!!! وإذا كنا بالفعل لا نختار والدينا، وإذا جاء الوالدين على غير هوانا فما هو الخيار الأفضل؟ هل الانفصال عن الوالدين ورفضهم هو الأسلوب الأمثل أم أن الأفضل هو محاولة تقبل الوالدين والتعايش مع عيوبهم ومحاولة تخفيف أثر هذه العيوب. والهاجس الثاني الذي أثارته رسالتك: هو هل من الممكن أن يكره الآباء أبناءهم؟!!!! وإذا كانت الإجابة بلا، فلماذا نجد أحيانا سوء المعاملة من الوالدين للأبناء؟!!! هل يمكن أن تكون هذه المعاملة التي تتسم بالشدة والقسوة نابعة من حب الوالدين للأبناء وحدبهما عليهم لأنهم يتصورون خطأ أن التربية لا تكون إلا بهذه الطريقة؟!!! وهل يمكن أن تكون هذه المعاملة كرد فعل لتصرفات الأبناء السلبية؟!!! وما أردت قوله من هذه المقدمة أن أمامك خياران لا ثالث لهما: الخيار الأول؛ أن تستمري في الوضع الذي تعيشين فيه حيث الرفض الداخلي لوالديك ولطريقة تعاملهم معك وما يترتب على هذا من آلام وضيق واكتئاب.والخيار الثاني؛ هو أن تحاولي أن تتقبلي والديك كما هما وبعيوبهما، وأن تتعايشي مع هذه العيوب، وفي هذا الإطار يفيدك أن تتعرفي على الأسباب التي تجعلهم يعاملونك بطريقة تختلف عن أخوتك، حاولي أن تُقَوِّمي في نفسك أي سلوك خاطئ يدفعهما لهذه التفرقة في المعاملة، تعرفي على نفسك وعلى عيوبها لأن الإنسان أقدر على تقويم نفسه وتعديلها، واحرصي على أن تكوني الفتاة التي يفخر بها والداها، وحاولي أن تقتربي من والديك أو من أحدهما بحيث يمكنك أن تبثيه آلامك وأحزانك، وأن تسأليه التشجيع المستمر. فإن لم تتمكني من ذلك فحاولي الاقتراب من أحد أقاربك (عمة أو خالة مثلا)، وفي خطابك لم تذكري لنا طبيعة العلاقة بينك وبين أخوتك، ولكن يفيدك كثيرا أن تحاولي تحسين العلاقة معهم، وعندما تتمكنين من تعديل كل الأمور المضطربة داخلك فستهدأ نفسك وتصبحين أقل عصبية وأكثر تحملا، مع خالص دعواتي أن يفتح الله بينك وبين أهلك، وأن يؤلف بين قلوبكم بقدرته سبحانه. * ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخت السائلة الحقيقة أن الأخت الزميلة د.سحر طلعت قد أحاطت في تعليقها على مشكلتك بمعظم جوانب المشكلة، لكنني أود فقط أن أضيف توجسا ألم بي من عدة عبارات في إفادتيك المتتاليتين، وهي قولك في آخر إفادتك الأولى(وذاك أنا لا أحس بالفشل في البيت بل في الدراسة وفي الصداقة باختصار أنا من الناس الذين لا حظ لديهم أعيش الآن في اكتئاب وتفاكير ليس لها حدود؟؟).وفي إفادتك الثانية (أنا مند طفولتي كنت عصبية نوعا ما ولكن عندما كبرت خفت العصبية ولكن عندما أصبحت في سن 19 سنة أحسست أني عصبية بلا حدود) وأيضًا (وعلى أقل الموقف أحس أن إحساسي قد انجرح وعلى الفور أبكي بصراحة لم أعد أطيق العصبية التي أنا فيها)، فما أتوجس منه أنا ويتماشى مع عواقب ما تعرضت له من أسلوب تربية يتسم بتعميق التناقضات السلوكية والشعورية داخلك، والتي يبدو أن لديك أصلا تهيئةً بيولوجيةً لها أو استعدادا تكوينيا أو وراثيا، وهو أن تكون بعض سمات الشخصية قد اضطربت داخلك، وهذا ما يفهم من اتساع نطاق الاضطراب في علاقاتك وسلوكياتك وقدرتك على تحقيق النجاح، فالأمر لا يقتصر فقط على البيت وإنما أيضًا الدراسة والزميلات، ولو تدبرت الأمر لوجدت أنك أنت العامل المشترك الوحيد بين كل تلك المجالات، وهذا إضافةً إلى الاكتئاب وهو ما يبدو أنه اضطرابٌ حادثٌ منذ فترةٍ لم تحدديها بدقةٍ لنا وهو اكتئابٌ بدرجةٍ ما لا نستطيع تحديدها أيضًا. وأرى أنك إن لم تتمكني من تطبيق ما نصحتك به الأخت الزميلة د.سحر طلعت فإنك لابد أن تلجئي لطبيب نفسي ليعالجك من اكتئابك الذي ازداد في الفترة الأخيرة ربما بسبب الرسوب كما أشرت، وعلاج الاكتئاب سيحسن كثيرًا من قدرتك على التأقلم مع ظروفك العائلية، ومن قدرتك على التوافق مع زميلاتك وفي علاقاتك بوجه عام وأيضًا من قدرتك على تحقيق النجاح وتغيير مفهومك عن ذاتك، ونحن معك دائمًا فتابعينا بما تفعلين وأهلا بك.