الأرض تدور أم عقلي يدور؟ بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ السادة الأكارم في موقع مجانين لأني وثقت بخبراتكم وأعجبت بطريقتكم في عرض المشاكل وحلها ومناقشتها بأسلوب مميز ومنطقي تكسوه لمسة إيمانية، فقد أحببت أن أعرض عليكم ما يحيرني.كنت وإلى وقت قريب مثل الكثير من أقراني ومن هم حولي أعتقد بأن الأرض تدور وتتحرك3 دورات: حول نفسها وبها يتعاقب الليل والنهار, حول الشمس وبها تحدث الفصول الأربعة, وتتحرك مع الشمس وجميع الكواكب الأخرى (أي مجرة درب التبانة بكاملها)في الفضاء الواسع, إلى أن أتى ذلك اليوم الذي دخلت فيه معلمة مادة الثقافة الإسلامية -وكان الدرس يومها يتحدث عن اكتشافات العلماء المسلمين في مجال الفلك وبالتحديد الأرض ودوراتها- لتبدي استغرابها من أن يدرّس لنا مثل هذا الشيء الخاطئ في مادة الثقافة ومادة الجغرافيا لأنه بحسب وجهة نظرها مخالف لما ورد في الكتاب والسنة ـ(وقد أوردت حديثاً شريفاً, ورد فيه ذكر البيت المعمور الذي يوجد في السماء ويقابل موقعه موقع الكعبة المشرفة على الأرض بحيث لو أنه سقط فإنه سيسقط عليها وهذا لن يكون مادامت الأرض تتحرك, فهي إذن ثابتة كما أورد الكتاب الذي تقرأ علينا منه)ـ ودخلت معها في نقاش لم أستطع التبحّر فيه كثيراً نظرًا لمحدودية معرفتي بتفسير القرآن الكريم والسنة المطهرة . وأذكر أنني قلت لها: أن دوران الأرض موثّق الآن وأنّ وكالات الفضاء تستطيع رصد صور للأرض من الفضاء وهي تدور, ولكنها حاولت إقناعي بأن الأمر غير ذلك فالشمس هي من تدور على الأرض.. وكان جل ما خرجت به من تلك الحصة هو بحر من الحيرة في التفكير!! بحثت بعدها في بعض الكتب -في الحقيقة بعضها عرض صوراً وتخيلات عجيبة للكون الذي يجب على كل من يتبع الكتاب والسنة أن يؤمن به, والبعض الآخر جرح في بعض علماء هذا الزمان الذين يربطون بين كل جديد يتم اكتشافه في الكون وبين ما نقرأه في القرآن الكريم كالزنداني- وغير ذلك من الكتب والمقالات وهو ما زاد حيرتي حيرة, فسألت بعض المهتمين بهذا الموضوع فكان ما حصلت عليه هو نصيحة بأن أبتعد عن التفكير بمثل هذه الأمور- إما لأنها تؤدي إلى متاهات في العقيدة والإيمان, أو لأن فهمي قاصر عن تخيل التصورات الفيزيائية العظيمة عن الكون-. المهم بعد هذا السرد المطول هو: هل ما درسناه وتعلمناه صحيح؟ أم هو غير ذلك؟ أم أن الأفضل أن أتناسى الموضوع برمته؟؟ وختاماً أعتذر عن بعض استطراداتي المملة ولكنني حاولت عرض الموضوع عليكم بأوضح صورة.... وشكراً لكم. 24/09/2003
واأسفاه على الإسلام المسكين الذي يستخدمه ويطوعه ضعفاء النفوس والعقول لكي يخدم أهوائهم كما يشاءون وهو برئ منهم جزاهم الله بأفعالهم هذه فهم بذلك يسيئون للإسلام. أي جدال هذا وأي نقاش هذا في حقيقة توصل لها القران الكريم قبل ألف عام من اكتشافها على يد العالم كوبرنيكس وإن هذا لشرف لنا كمسلمين يزيد من قوة إيماننا ويجعل لنا حجةً نواجه بها من يسيئون للإسلام وعلى رأسهم معلمتك تلك.لقد تبادر إلى ذهني بمجرد ما فرغت من قراءه رسالتك سؤال سألته لنفسي وهو ألا زال هناك أناس في الحياة مثل معلمتك؟ّ! وأي معلمةٍ هذه التي لا أعلم على أي أساس نالت شهاداتها حتى وصلت لتكون معلمةً مسؤولة عن تربية وإعداد النشء؟؟!! لقد افترضت أن هذه المعلمة تعلم مائة فتاة مثلا واستطاعت أن تقنعهم بهذه المقولة ولنا أن نتخيل أن كل بنت أنجبت ثلاثة أبناء وأقنعتهم بدورها بهذه الفكرة..... وهكذا فإننا بعد عقدين من الزمان ونحن نعلم كيف تدور عجله التطور العلمي، وكل يوم يأتي لنا بالجديد من الاكتشافات العلمية الحديثة، سوف نجد أنفسنا أمام جيل مازال يعتقد أن الشمس تدور حول الأرض وأن الأرض ثابتة بالرغم من أن حقيقة دوران الأرض تأكدت لنا منذ أكثر من خمسمائة عام وأصبحت من الحقائق والمسلمات العلمية وذلك استنادا منهم على حديث ساقه لهم تلك المعلمة.وإذا تأملنا هذه الحديث وتأملنا كلام المعلمة لعرفنا أنها اعتقدت بأن معنى دوران الأرض هو أننا نترك منازلنا في مكان صبحا لنرجع مساء وقد وجدناها في مكان آخر!!! ولماذا دائما ما يستند مثل هؤلاء للأحاديث النبوية والتي نعلم تمام العلم أن منها ما هو ضعيف السند ومنها ما هو موضوع ودخيل لماذا لا يسوقون لنا آيات قرآنية؟؟؟ السبب بسيط لأنه من السهل أن يقول أي فرد ما يريد وينسبه لرسول عليه الصلاة والسلام. إن السنة والأحاديث النبوية الصحيحة متوافقة مع القرآن الكريم يسيران في اتجاه واحد لم تخرج أبدا الأحاديث النبوية الصحيحة عن مضمون النص القرآني أما الحديث الذي ساقته لك معلمتك فهو وبالفهم الذي بينته على أنه الفهم الوحيد لذلك الحديث خارج بكل المقاييس لما يقوله النص القرآني!! فلا جدال حول حقيقة أن الأرض تدور وسوف أسوق لك الدلائل رحمك الله يا كوبرنيكس أنت وجاليليلو اللذان لم يكونا مسلمين وبالرغم من ذلك توصلا إلى حقيقة سبقهم لها الإسلام ولكنهم في سبيل إيمانهم بها ويقينهم من صحة كلامهم المبني على علمهم التجريبي ذاقا مر العذاب على أيدي أناس يشبهون تمام الشبه معلمتك هذه حتى وصل الحد مع جاليليو أن أحرقوه حيا فما بالنا نحن المسلمين نعمى عيوننا عن حقيقة أعطاها لنا القرآن الكريم بمنتهى الوضوح؟؟؟ أنصحك بأن تبعدي أي أعواد ثقاب عن أيدي معلمتك تلك إذا ما ناقشتها مرةً أخرى في ذلك الموضوع!! وأنا أستطيع بمنتهى البساطة والوضوح أن أثبت لك أن الأرض تدور من خلال عدد من الحقائق الفيزيقية العقلية والمنطقية، وسوف نستخدم منطق العقل لكي نستدل عليها سويا وسوف أستند أيضا لبعض آيات القرآن الكريم. لا يوجد شئ ثابت كل شيء في حركةٍ دائمة ومعروف أن الأرض كوكب من عدة كواكب في المجموعة الشمسية وتتوسطهم الشمس والتي هي أيضا تدور وتتحرك، فلو كانت الأرض ثابتة لكان نصفها المواجه للشمس نهار دائم ترتفع فيه درجة الحرارة ولكان نصفها الآخر ليل دائم يكسوه الجليد وحينئذ لن يكون هناك مكان يصلح للعيش غير المنطقة الفاصلة بين الليل والنهار حيث تكون الشمس تحت الأفق فلا تشرق أبدا!! ومعروف لدى الجميع باستثناء معلمتك أن الأرض تدور حول محورها ولكن هذا المحور ليس ثابتا نسبيا أي أن قطبي المحور غير ثابتين هذا بالنسبة لدوران الأرض حول نفسها فمن شأن ذلك أن يتعاقب الليل والنهار. كما أن الأرض تدور حول الشمس ويستغرق دورانها سنة شمسية كاملة، ويترتب علي ذلك تعاقب الفصول الأربعة، فلو كانت الشمس هي التي تدور حول الأرض (كما كان رأي الكنيسة في العصور الوسطى ويبدو أنه رأي معلمتك أيضًا) ومعنى كلمه تدور أنها تأخذ دورة كاملة في مسار دائري لترجع مره أخرى لمكانها فمعنى هذا أن تنتقل الشمس من مكانها في منتصف المجموعة الشمسية لكي تدور حول الكواكب الأخرى بما فيها الأرض وبالتالي سيستغرق ذلك منها آلاف السنين كي تتم هذه الدورة! ، وسوف ننتظر نحن آلاف السنين لكي تتعاقب علينا الفصول.ثم أي قوه جذب جبارة هذه التي تستطيع أن تحرك الشمس لتدور ونحن نعلم أن حجم الشمس هو أضعاف أضعاف حجم جميع الكواكب الشمسية مجتمعة فما بالك بذلك الكوكب المسكين المسمى بالأرض كيف بجاذبيته يستطيع أن يحرك الشمس الهائلة في حجمها؟؟؟ لو حدث هذا لتغلبت قوةُ جذب الشمس بحجمها الكبير على هذا الكوكب الضعيف ولابتلعته تماما!! هل خرج ما سبق عن منطق العقل البحت؟؟ ثم هل تعلمين ما هي السماء التي نراها فوق رؤسنا؟ انه الغلاف الجوى بطبقاته السبع والذي بدوره يدور مع الأرض، سوف أكتفي بهذا القدر حتى لا أجهد ذهنك. والآن هل تريدين أدلةً من القرآن على صدق ما سبق ويؤسفني أن أقول ذلك فالقرآن ليس دليلا على صدق شيء بل هو أصدق من أي شئ وكل ما هو دونه مصدق عليه ولكن هذا ما اضطرتنا له معلمتك!، ولسوف نحاورها بلسانها ونستخدم نفس سلاحها في النقاش فقد جعلت الإسلام ساحةَ النقاش فأهلا ومرحبا، ولنقرأ سويا الآيات رقم 37 و 38 و39 و40 من سورة يس، بسم الله الرحمن الرحيم: {وآيةٌ لهم الليل نسلحُ منه النهار فإذا هم مظلمون* والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم* والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم* لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلٌ في فلك يسبحون} صدق الله العظيم، ولنضع خطا تحت كلمة تجري وكلمة فلك وكلمة يسبحون وسوف أشرح أكثر: فالآيات الكريمة تقول أن المجموعة الشمسية ومنها الأرض تتحرك في فلك أي في مسار ولنتأمل كلمة : تجري فالجري دائما يكون للشيء البعيد لا للشيء القريب فلا ينبغي لها أن تلحق القمر أليس ذلك دليل على الحركة، ولنتأمل أيضا كلمة : يسبحون فهل يسبح الشيء الساكن؟ ولنقرأ سويا الايه رقم 88 من سورة النمل: بسم الله الرحمن الرحيم {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهى تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شئ إنه خبير بما تفعلون} صدق الله العظيم، الجبال وهي أبرز ما على الأرض، وضرب الله لنا مثلا للدلالة على حركة الأرض بحركة الجبال فكما أن السحاب تحركه الرياح فالجبال يحركها دوران الأرض، كما وردت آيات كثيرة في القرآن بأن الله رب المشرق والمغرب ورب المشرقين ورب المغربين ورب المشارق ورب المغارب ومنها الآية 17 من سوره الرحمن: بسم الله الرحمن الرحيم{ رب المشرقين ورب المغربين} صدق الله العظيم، أي أن المشرق والمغرب يختلف من يوم لآخر فالشروق والغروب يتناوبان في كل جزء في الكرة الأرضية، فمثلا الشمس تشرق في باريس وبعدها بساعتين مثلا تشرق في القاهرة، ويكون في نفس الوقت تقريبا هناك غروب في أمريكا وحتى وقت الشروق والغروب نفسه يختلف توقيته في نفس المكان فاليوم تشرق الشمس الساعة السادسة وغدا السادسة ودقيقة وهكذا هل يمكن أن يتحقق هذا لو كانت الأرض ثابتة؟؟! هل تعلمين ماذا يحدث لو كفت الأرض عن الدوران؟ لن أجد إجابة أبلغ من الآيتين الآتيتين وهما الآيتان 71و72 من سوره القصص، بسم الله الرحمن الرحيم{ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدًا إلى يوم القيامة من إلهٌ غيرُ الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون* قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون} صدق الله العظيم. في الآيتين السابقتين ينذرنا الله بأننا مهددون أن يكون لنا نهار دون ليل يعقبه أو ليل دون نهار يعقبه وهذا يحدث لو توقفت الأرض عن دورانها وأصبح جزئها المقابل للشمس نهارا دائما والجزء الآخر البعيد ليلا دائما ولكن ماذا يحدث الآن هل نحن في نهار دائم أو ليل دائم؟ بالطبع لا إذن ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الأرض تدور.... أفبعد هذا دليل على أن الأرض تدور؟ إن القرآن الكريم لم يدع شيئًا إلا وأحاط به وأعطانا منه ذكرى لم يدع لنا مجالا للشك والحيرة فقط علينا أن نتأمل ونستبصر في آيات الله والقرآن ملئ أيضا بالآيات الإعجازية والتي لا يتسع المجال لنا هنا لذكرها. أتمنى بذلك أن أكون قد أزلت الحيرة عنك وأحب أن أحيي فيك حبك للمعرفة والبحث العلمي وأحيي فيك اجتهادك ومحاولتك لتقصى الحقيقة على الرغم من أن الذين سألتهم بدلا من أن يعترفوا بعدم درايتهم نصحوك بتجاهل الأمر وكأنك اقتربت من حد من حدود الله وكان عدم التزامك بنصائحهم خير ما فعلت! تعلمي أن لا تجعلي الآخرين يملئون رأسك دون أن يكون لك دورا في اختيار ما يدخله، إن الوصول إلى المعرفة شئ جميل وأجمل منه البحث عنه، فيحب أن تتوصلي للمعلومة بنفسك، وأن تتقصي تلك المعلومة من أكثر من مصدر وفي النهاية تستخلصينها أنت، وإياك والتغاضي عن ما يحيرك، فأنت إن تجاهلت شيئًا بسيطا فقريبا ستتجاهلين ما هو أكبر وينتهي بك الحال إلى الجهل مثل معلمتك! يحب أن تواجهي معلمتك وإن وصل الأمر بك إلى أن تخبري إدارة المدرسة فهي بذلك سوف تدمر عقولكن وأنتن في سن يحتاج لقدوة ويسهل إقناعكن وافتتانكن فهل ترغبين أو تقبلين أن تكون مثل هذه المعلمة قدوة لك ولزميلاتك؟ فأنت مجرد واحدة ممن لم تستسلمن لكلامها وحاولت أن تبحث أين الحق فمن يضمن لنا أن تفعل بقية زميلاتك مثل ما فعلته أنت؟؟ أتمنى أن يكون ما قلته لك لم يزدك إلا إصرارا على المعرفة وإيمانا بدينك الجليل، ونحمد الله الذي هدانا للحق وما كنا لنهتديَ لولا أن هدانا الله، فأنت يا بنيتي بذرة طيبة أما معلمتك فلا أجد غير أن أقول لها آه يا أمة سخرت من جهلها الأمم! * ويضيف الأستاذ يحي صلاح: الأخت السائلة العزيزة أهلا بك في موقعنا مجانين.كوم وعلى صفحتنا استشارات مجانين ، وأحييك علي إعمال عقلك فيما درست وفيما سمعت من مدرسة الثقافة الإسلامية. أولا: لقد حث القران الكريم في أكثر من آية وسورة علي التدبر والتفكر وإعمال العقل والفكر في هذه الدنيا وفيما يحدث من حولنا من تغيرات في الكون وفي حياتنا عموما، وبدايةً فإن القرآن الكريم والحديث الشريف لا خلاف عليهما إطلاقا والنص القرآني له قدسية وقد تكفل الله تعالى بحفظه.والحديث الشريف له احترامه وأسسه وأعني بها الضوابط التي وضعت في هذا العلم من طرق تخريج الحديث وتصنيفه من حيث الصحة والضعف والرجحان بل تطرق ذلك إلى دراسة رجال الحديث وتجريحهم وتعديلهم من حيث ضبطهم للحفظ إلى غير ذلك من القواعد في هذا العلم. ثانيا: إن الخلاف لا يكون في النص وأعني به الآية الكريمة والحديث الشريف ولكن غالبا ما يكون الخلاف في فهم النص وأعني به شرح الآية أو الحديث فيعطي قول الشارح قدسية توازى أو تفوق النص نفسه في كثير من الأحيان. يقول الله تعالى:{فلا أقسم برب المشارق و المغارب إنا لقادرونٍ} صدق الله العظيم "المعارج:40"، وجاء في تفسير هذه الآية قد يكون المراد بالمشارق والمغارب أقطار ملك الله عىي سعته التي لا تحد. كما نجد الإشارة إلى ذلك في الآية137 من سورة الأعراف:{وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها} للدلالة على أرجاء الأرض المشار إليها، وقد يكون المراد أيضا مشارق الشمس والقمر وكافة النجوم والكواكب ومغاربها للدلالة أيضا على ملك الله كله. وترجع ظاهرة شروق الأجرام السماوية وغروبها إلى دوران الأرض حول محور من الغرب نحو الشرق ومن ثم تبدو لنا تلك الأجرام متحركة في قبة السماء على عكس ذلك الاتجاه مشرقة على الأفق الشرقي وغاربة من الأفق الغربي، أو على الأقل دائرة من الشرق إلى الغرب حول النجم القطبي، وبذلك تشير الآية كذلك إلى ساعات الليل. وظاهرة الشروق والغروب إشارة إذن إلى دوران كرة الأرض حول الشمس، وهي نعمة كبرى من نعم الله لإحياء هذا الكوكب فلولا دوران الأرض حول محورها لتعرض نصفها لضوء الشمس مدة نصف سنة وحرم النصف الآخر من الضوء تماما، وهذا ما لا تستقيم معه الحياة كما نعهدها. * ويضيف الدكتور وائل أبو هندي : الأخت السائلة الحقيقة أن الأخت الزميلة أ.إيناس مشعل قد أحاطت في تعليقها على مشكلتك بمعظم جوانب المشكلة، كما أورد الأخ الأستاذ يحي صلاح إضافةً مهمة، لكنني أود فقط أن أضيف توضيحًا للبس ما أخاف أن يقع وأبدأ هنا بإيراد نص الحديث الذي أشارت إليه المعلمة المذكورة وقد ورد بعدة نصوص منها:0 أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة"، وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف. 0 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"البيت المعمور في السماء يقال له الضراح على مثل البيت الحرام بحياله، لو سقط لسقط عليه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لم يردوه قط، وإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة" .0 وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مكة فأرادت عائشة أن تدخل البيت فقال لها بنو شيبة: إن أحدا لا يدخله ليلا ولكن نخليه لك نهارا، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فشكت إليه أنهم منعوها أن تدخل البيت، فقال:"إنه ليس لأحد أن يدخل البيت ليلا إن هذه الكعبة بحيال البيت المعمور الذي في السماء يدخل ذلك المعمور سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة لو وقع حجر منه لوقع على ظهر الكعبة".0 وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله (والبيت المعمور) قال: ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه:"هل تدرون ما البيت المعمور؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه من السماء بحيال الكعبة لو خر خر عليها يصلي كل يوم فيه سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم".ولن أضيف أكثر من تعليق واحد هنا هو أننا لا نحتاج إلى الطعن في صحة نسب الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن معنى دوران الأرض كما بينت الأستاذة أ.إيناس مشعل ليس أننا نترك بيوتنا في الصباح في مكان لنجدها في المساء في مكان آخر، كما أن القوانين التي تحكم الأرض والمجموعة الشمسية برمتها لا يصح أن نعتبرها تنطبق على السماء، وليس هناك ما يمنع من دوران تناغمي للكون كله بما في ذلك السماوات، أي أن تقابل البيت المعمور مع الكعبة المشرفة لا يشترط أن ينفي دوران الأرض لا حول محورها ولا حول الشمس.وفي النهاية أحيي صاحبة السؤال، وأدعوها إلى أن يكونَ البحث عن الفهم الصحيح للأمور وعن المعارف التي تزيد اتساع الأفق هو منهجها الدائم في الحياة، كما أدعوها إلى المشاركة المستمرة معنا في الصفحة وفي الموقع.
