إدمان الجنس أم إدمان التزنيق – لا حول ولا قوة إلا بالله - الحل في حسن الاختيارالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم .أود المشاركة في حل هذه المشكلة التي لست غريبا عنها بل أشاهدها بأم عيني خاصة في مواصلات القاهرة المزدحمة - وإن كنت أعترف أني شخصيا لم أشاهدها بكثرة ربما مرة أو مرتين نظرا لقلة خروجي ولأن المواصلات المزدحمة ليست مواصلاتي الأساسية للعمل ولكن هذا لا ينفي كثرتها خاصة مع وجود بعض الشهادات علي ذلك أود أولا ذكر بعض الملاحظات : أولا: ليست الفتاة وحدها هي الضحية -وإن كانت هي الأكثر- بل بعض الشباب يقعون ضحايا أيضا وحتى لا يكون كلامي غريبا أذكر لكم مثالا واقعيا : ما ذنب شاب خرج من بيته مصليا الفجر ذاهبا إلي عمله ذاكرا لله أثناء سيره ماذا يفعل إذا ركب المترو للذهاب للعمل ووجد الفتيات قد تركن العربات الخاصة بالنساء وركبن غيرها على ما يعلمن من الزحام الشديد فيها فهو من غير أن يتحرش لو أنه فقط أسدل يديه بجواره ستلتصق بأجساد الفتيات ماذا يفعل وهو مهما كان إنسان ولديه غريزة وفطرة و ...و... حتى كدت أرتاب في أي فتاة تترك عربات النساء .( معذرة هذا المثال خاص بالمترو).ثانيا: الحل الذي سأذكره إن شاء الله موجه لمن تبحث فعلا عن وقاية لها من التحرش وعن من يبحث لنفسه عن حل لتفادي هذه الفتنة - لأني كما ذكرت لا أجدد مبررا لترك النساء للعربات الخاصة بهن - (وأكرر هذا الكلام ينسحب حتى الآن على المترو فقط)..... الحل في مجمله يكمن في شيئية أساسيين: تقوى الله والأخذ بالأسباب - فتقوي الله هي أنجع علاج لترك المحرمات ثم الأخذ بالأسباب كما يلي :أولا : أصل المشكلة وجود الفتيات في المواصلات المزدحمة مع الرجال فلابد من معرفة الأسباب التي تدعوهن لأن يكن في مثل هذه المواقف وهي في رأيي ثلاث أسباب رئيسية :1- الخروج للدراسة2-الخروج للعمل3-الخروج للترفيه وغيره (التسوق الزيارات وغيرها )وعن تجربة شخصية أهدي هذه النصائح للإخوة والأخوات :1- عند الخروج للتسوق - إن كان في ضرورة - تجنب أوقات الذروة ( علي سبيل المثال الناس في مصر بتخرج مساء الخميس و في هذا الوقت تكون المواصلات - ملحمة -) فماذا ستخسر المرأة أو الشاب الذي يريد تجنب المعاصي والمشاكل لو خرج قبله بساعتين - سيجد والله محلات العتبة و26 يوليو فاتحة !!! - أو لو خرج في غير يوم الخميس.2- عند الذهاب للدراسة أو العمل صباحا نفس الحل السابق مع ملاحظ الآتي :- الالتزام بسيارات النساء - المترو - بالنسبة للفتيات - بالنسبة للشباب أثناء ذهابهم للعمل أو الدراسة ويعانون من هذه الفتنة : كنت أعاني والله الصعاب الكبيرة في مثل هذه الظروف وليس لدي حل آخر ولابد من الذهاب للعمل فكان الحل والله في منتهي اليسر -وهو التبكير إلي العمل فقط نصف ساعة - فبعد أن كنت أقف بصعوبة والله أصبحت أذهب إلى العمل جالسا - فقط بنصف ساعة تبكير لا أظنها مشكلة لمن يريد حقا أن يتقي الله .3- إذا كان للأخت أخ يحاول أن يوصلها للعمل أو الدراسة ولا يستكثر هذا على أخته ولا تستحيي هي أن تطلب ذلك.4- بعض المواصلات تكون أقل ازدحاما مثل الباصات المكيفة CTA وإن كانت غالية شوية لكنه أفضل بكثير .5- لبس الحجاب الشرعي والتأدب بآداب الإسلام قبل الحجاب الشرعي فهذه يقيهن كثيرا من المشاكل ولا يجرؤ أغلب الذين في قلوبهم مرض علي إيذاء المحجبات (المؤدبات) وأقول وأركز المؤدبات لأن الأخت - وهذا رأيته بنفسي- قد تكون محجبة وتلبس السواد والإسدال ولكن سلوكها للأسف يغري بها غيرها.6- الاستعانة بالله قبل كل شي في التوفيق والسداد.وفي النهاية ما كتبته مجرد رأي قد يراه البعض صوابا وقد يراه البعض خطأ - إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت - والسلام عليكم....والسلام عليكم ورحمة الله14/12/2005
وأثناء ذلك كتبت أنا عن الموضوع في جريدة الدستور ونشرناه على مجانين في المدونات تحت عنوان: التزنيق في المواصلات هل أصبح ظاهرة؟ وبعدها جاءتني رسالة إليكترونية من أحد الصحفيين من مجلة صباح الخير يطلب الإجابة على بعض الأسئلة ليضمنها ملفا عن التحرش ينوون نشره وكانت أسألته هي: 1. لماذا يستمر التحرش الجنسي في الأتوبيس رغم وجود وسائل أخرى كثيرة للتنفيس عن الكبت الجنسي ؟2. في المقال حديث عن الأعراض السلبية للتحرش بالنسبة للنساء، ألا ترون أنها بها مبالغة لأن السيدة من المفترض أن تبتعد كلما أحست بخطر؟3. ما هي أهم صفات المتحرش في الأتوبيس أو الأماكن المزدحمة عموما، وما هي أشكال الانفلات الجنسي في الشوارع؟4. هل يعتبر التحرش الجنسي درجة من درجات الاغتصاب ؟5. ما تقييمكم لغياب قانون يعاقب المتحرش في الأتوبيس وخلافه لصعوبة إثبات الواقعة ؟6. ما هي أغرب الحكايات خصوصا السيدة التي تقوم هي بالتحرش ؟7. ما تقييمكم لوصول هذه الحكايات للطبيب النفسي وهو الأمر الذي لم يحدث زمان ؟8. هل ما يقوم بهذا الفعل لا يمارس أي نوع أخر من الانفلات الجنسي، أي ليست له علاقات جنسية مباشرة، لا يدخل عن النت، وهكذا،فتبقى أمامه هذه الوسيلة ؟9. هل التحرش في الأتوبيس امتداد لعلاقات أخرى أو مقدمة لها ،أم هو فعل منفصل بذاته؟10. العلاج للطرفين؟وأرسلت له الرد الذي سأنشره هنا لأن الصحفي بعد أن أتعبني وتعب، رفض رئيس تحريره الموضوع لأن بلدنا كما هو معروف جدا بلد محترم وكسّوف –آخر حياء الحقيقة- ولا يصح أن ننشر مثل هذا الكلام أصلا، على أي حال ليس غريبا أن يحدث هذا لأنه في مصرنا عادي !، وهذا هو ردي على أسئلته: بداية أود أن نقصر استخدام لفظ التحرش على ما هو مشهور من قيام شخص كبير بسلوك جنسي معين تجاه طفل صغير أضعف أو غير مدرك، وأستخدم لوصف ما يحدث في المواصلات تعبير التزنيق الجنسي كسلوك يأتيه البعض تعبيرا عن حالة الانفلات الجنسي التي تعيشها مجتمعاتنا، ونادرا ما يكونُ ناتجا عن المرض النفسجنسي المسمى بتفضيل التزنيق أو الاحتكاكية Frotteurism وهو أحد اضطرابات التفضيل الجنسي النفسية، وليس درجة من درجات الاغتصاب فالمغتصب عادة عدواني يدبر ويصل للنهاية ولكن المزنق عادة ما يكون جبانا وجاهزا للهرب إما جسديا أو على الأقل بإنكار فعلته، ولاحظ أن المغتصب يسحب الضحية أو يتربص لها بعيدا عن الآخرين بينما المزنق لا يزنق في غير الزحام عادة، ربما ليداري نفسه بسهولة.ولكن أغلب من يزنقون في المواصلات عندنا ليسوا مرضى بتفضيل التزنيق، وإنما هم من الرجال غير المشبعين جنسيا سواء كان عدم الإشباع واضحا لأنه مراهق أو شاب غير قادر على الزواج أو كان عدم الإشباع بسبب غياب التفاهم الجنسي مع الزوجة "الميري" وهي الزوجة المحترمة التقليدية المنتشرة، أو حتى قد يكونُ عدم الإشباع مجرد "فراغة عين أو طفاسة"، وفي هذه الأحوال إذا تخيلنا أن البنت أو الأنثى التي تعرضت للتزنيق من أحدهم قد أصبحت راغبة فيه فإن من الممكن أن يتحول الحدث إلى علاقة جنسية في مكان مناسب وبموافقة الطرفين. وهناك مرضى تفضيل التزنيق وهؤلاء عادة ما يكونون متزوجين ولكنهم لا يشعرون مع زوجاتهم باللذة المنشودة وإن استطاعوا القيام بالعلاقة الجنسية الكاملة وأنجبوا، لكنهم يعانون من رغبة ملحة في التزنيق تحديدا، لأنه يقدم لهم إشباعا لا يجدونه في العلاقة الجنسية الطبيعية، هؤلاء عندهم انحراف في اختيار الموضوع الجنسي، فالأنثى التي توافقه وتقبل بالممارسة معه لا تشبعه، وإنما يشبعها كونها غير متوقعة أو رافضة، وبالتالي يمكنك أن تستنتج أن موافقة الأنثى هنا ستدفع هذا المريض إلى الزهد فيها، وبالتالي لن يتحول الحدث إلى علاقة جنسية في مكان مناسب. وأما الصنف الأخير من المزنقين فهم مضى باضطرابات نفسية أخرى كالفصام أو الاضطراب الوجداني أو السَّبَهْ (عته الشيخوخة) أو النقص العقلي وهؤلاء غير مدركين لما يفعلون وبالطبع لا تتطور الأمور إلى علاقة جنسية طبيعية أصلا.وما يحدث في وسائل المواصلات رغم أنه قديم قدم المواصلات العامة ربما إلا أنه لم يصل إلى معدلات الحدوث الحالية لأسباب كثيرة سأذكرها خلال الحديث، وأما أنك ترى أن هناك وسائل مواصلات عديدة غير الأتوبيس المزدحم الذي يكاد يختفي، فالحقيقة عندك حق لأنك من سكان المناطق الراقية في العاصمة على ما يبدو، ويؤسفني إبلاغك بأن الميكروباصات التي يجلس الناس فيها كل على حجر الآخر أو يقف بعضهم تملأ الشوارع في كثير من أحياء القاهرة الكبرى وليس هناك غيرها في بقية المحافظات!، يعني ليست هناك أزمة في أن تجد مكانا تزنق فيه هذا بالنسبة للمزنق، وليس هناك مفر من أن تضطر البنت لركوب وسيلة انتقال قد تتعرض فيها للتزنيق. وأنا أختلف معك في أن وسائل التنفيس عن الكبت الجنسي متوفرة وكثيرة، وأبين نقطتين هنا : الأولى أن كثيرين من المزنقين يكونُ غير قادر على إقامة علاقة اجتماعية طبيعية مع الجنس الآخر، رغم أنه إذا أتيحت له فرصة إقامة علاقة جنسية "جاهزة" بمساعدة أحد زملائه مثلا سيفعل، أي ليست عنده مشكلة نفسجنسية ولكن مشكلة خجل اجتماعي أو حتى رهاب اجتماعي تجاه الجنس الآخر وبالتالي يصبح التزنيق بمثابة "سد رمق" بالنسبة له.والنقطة الثانية هي : ليست وسائل التنفيس متاحة أصلا بالنسبة للجميع، هناك في المجتمع فئات كثيرة لا تملك فعلا ثمن تلك الوسائل التي تقصدها، وأنت تعرف أن الوسيلة الحلال أو المقبولة اجتماعيا وهي الزواج ليست في مقدور الغالبية العظمى من الشباب، ويجب أن يفهم ذلك في إطار مجتمعي ينتشر فيه إعلام السماوات المفتوحة ووصلة الدش أو الإنترنت التي أصبحت بمثابة "حاجة ببلاش كده"!، كل هذا جنس ديجيتال والإنسان إنسان يريد لحما حيا مهما أتخمناه بالديجيتال.وأما أن في حكايات البنات مبالغة أو أن في وصفي للآثار السلبية للتزنيق على الأنثى فمع الأسف هذه هي الحقيقة لأن الفعل الجنسي يرتبط عند امرأة بالحميمية وأعرف كثيرات يعانين أي معاناة من الحرمان الجنسي لكنهن لا يستطعن تخيل فعل جنسي دون حميمية وهذا يختلف عن الذكور ولا أريد إغضابهم بتحليلات أكثر، لكنني فقط أود التأكيد على أن شعور البنت بأنها معرضة يوميا لانتهاك حرمة جسدها ولو بمجرد اللمس هو شعور يورث الضجر والملل وكره الشارع والمواصلات والرجال والمجتمع وحتى جسدها نفسه، ومسألة أنها تستطيع الهرب أو الابتعاد بجسدها إذا أحست بالخطر هذا صحيح لكنه لا يحل مشكلتها النفسية وشعورها بالهوان والهشاشة وسط المجتمع، والحقيقة أن قليلات يستطعن التأقلم مع هذا لكن الكثيرات لا.والمعروف في الطب النفسي هو أن اضطرابات التفضيل الجنسي ومن بينها تفضيل التزنيق هي اضطرابات -غالبا- خاصة بالذكور وذلك باستثناء السادومازوخية، وبالتالي فإن وجود أنثى تقوم هي بالتزنيق أمرٌ مشكوك فيه إلى حد كبير وإن صدق الادعاء فغالبا ما ستكون المسألة مسألة عدوانية تجاه الرجل بغرض إثبات أنه "ضعيف" والسيناريو غالبا يكون مختلفا فهي غالبا ما لا يثيرها الفعل وترغب فقط في إثارة الرجل ثم تركه، والحقيقة أنني لم أقابل من تقول بأنها تزنق في الرجال في المواصلات العامة أو غيرها ولكن وصلتني من خلال موقع مجانين دوت كوم / الرسالة التالية من "معذبة" وما تزال المسألة بالنسبة لي محل شك، بل ربما يكون المرسل ذكرا يتسلى الله أعلم! وأما غياب قانون الخاص بمثل هذه الأفعال نظرا لصعوبة إثبات الواقعة، فالحقيقة أن كثيرا من القوانين الموجودة ووقائعها سهلة الإثبات أصلا هي قوانين معطلة، ولا فرق لأن العامل الفاعل في مثل هذه الحالات هو الضبط الاجتماعي وهذا هو الغائب وعشمنا في الله أن يبقى على قيد الحياة في غيابه الذي أتوقع أن يطول.أما كيفية العلاج لهذه الظاهرة المؤسفة فالمسألة هنا أكثر من قدرات أي طبيب نفسي وأقصى ما يستطيعه الطبيب النفسي هنا هو معالجة الآثار النفسية الناجمة، ومحاولة تدريب الضحية على حماية نفسها واتقاء الخطر إذا كان ذلك ممكنا، ولكن ما نحتاجه بالفعل هو تعاون بين المختصين بالصحة النفسية الاجتماعية وإعطاء دورات تدريبية وتوعية عامة للبنات، وإذا أردنا أن نحلم فقل معي تيسير الزواج! وأعتقد أن الزي المحتشم سواء ارتقى إلى مرتبة الحجاب أو النقاب أو كان محتشما فقط، فالمؤكد والحمد لله ما يزال هو أن ارتداء الحجاب يحيط صاحبته بمساحة من الحماية تفتقر إليها غير المحجبة، لكن تلك الحماية مشروطة بأن يحيط بها من في قلبه ذرة من ورع وهؤلاء كثيرون لكنهم ليسوا كل راكبي المواصلات مع الأسف، فهناك من تسيره الشهوة المنفلتة ولا يكاد يعقل أصلا، وهناك من تمثل له المحجبة تحديا يذكره بضعفه وهناك من لا يكترث بغير البحث عن جسد طري يعبث به ولا حول ولا قوة إلا بالله، ورغم ذلك فإن افتراضنا الذي يبدو منطقيا هو أن المحتشمة والمحجبة أقل تعرضا للتزنيق في المواصلات، وربما تسمح لنا الأيام القادمة بدراسة الفرق بين هذه وتلك.وهناك أيضًا مسألة الأخلاق التي تحتاج إلى ضبط والنخوة التي -يرحمها الله- فقدها معظم العرب والمسلمين من المحيط إلى الخليج، رغم أنها من صميم ثقافتنا وما يميزنا، ولكن ذلك ليس بمستغربٍ في زماننا الذي تغير فيه الناس وتبدلت نفوسهم وأصبحت كل المفاهيم والقيم سائلة، ولا أدري فعلا هل يمكن أن يكونَ طموحنا إلى عودة النخوة والشهامة والاستعداد لنجدة من يستنجد طموحا منطقيا؟ هل هناك فضائل مما فقدتها مجتمعاتنا قابلة أن تعود؟ أتمنى ولكنني لا أحسب ذلك ممكنا في جيلنا على الأقل، وأقولها وأنا يعتصرني الأسى، فنحن أمة أصبحت تسلم من يلوذ بها من أبنائها لمن يطلبه من أعدائها، هذا حالنا العام على مستوى الدول فماذا تنتظرين على مستوى المجتمعات أو الأفراد، مثلما تكونوا يولى عليكم ولا حول ولا قوة إلا بالله.ولا حل للمشكلة في رأيي إلا أن تتعلم البنت أو السيدة كيف تحمي نفسها بنفسها فلا ذوي نخوة ولا شهامة عندنا أصلا في وسائل المواصلات ولا غيرها، ولا أقصد التعميم وإنا أقصد أن الغالب هو أن أحدا لن يحمي من لا تستطيع حماية نفسها، وهذا هو أسرع ما يمكننا من حل، وهو حسب رأيي ممكن، من خلال دورات تدريبية مثلا لتعليم البنت كيف تحافظ على نفسها.