أبي وأمي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, مشكلتي تبدأ عندما كنت في الخامسة من عمري بسبب أبي وأمي حيث أنني كنت أنام بجانبهما كثيرا وشاهدتهما ثلاث مرات يمارسان الجنس, وفي كل مرة كنت أستيقظ ثم أفزع وأنام مرة أخرى بدون أن يشعروا وفي تلك الفترة أصبت بالتبول اللاإرادي لمدة عامين وأمي لم تكن تعرف السبب فكانت دائما تضربني وتلسعني بالكبريت. المهم أني لم أكن افهم ما شاهدته وسمعته ولكني أصبت بنفور شديد من أبي وأمي وكنت اشعر دائما إنهم يفعلون شيئا خاطئا عندما يغلقوا الباب وظللت هكذا حتى فهمت طبيعة العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة فزاد شعوري بالنفور منهم ومن تلك العلاقة التي فضلوها على, ثم أصبحت أصاب بحالة من القيء الشديد عندما كنت أشعر أنهم يمارسون الجنس وهناك في خيالي لمحات عن قيام أبي بضربي عندما شاهدتهم وصرخت ولكني لا أعرف إذا كان هذا حقيقة أم خيال, المشكلة أني مصابة بنفور شديد من الرجال ومن تلك العلاقة ولا أتخيل ممارستي لها بالإضافة إلى أن هنالك العديد من الأحداث التي ربما آدت إلى سوء حالتي:أولا أبي عصبي جدا, قاسى بشدة, بخيل إلى أقصى درجة, يضرب آمي ويضربنا ودائما يقول أشياء تخص شرفها أمامنا مع أننا نعلم أنه كاذب لأنه هو المنحرف, لي 3 أخوات بنات وأخ واحد والذي حدث أن شاهدته مرات كتيرة يمارس العادة السرية واشتكيت لامي وكانت مشكلة كبيرة (هو يبلغ من العمر 33 عاما) ولكن تم حلها الحمد لله, وأما إخوتي البنات فانا ترتيبي الثانية بينهم. فعلت خطأ فادحا في حياتي ومارست الجنس مع صديقتي ولكننا تراجعنا واستغفرنا والحمد لله, والآن أنا أريد أن أنجب ولكن لا أريد أن أتزوج وهذا ما يؤلمني بشدة, أشعر أني لا أستطيع العيش بدون أطفال ولا أستطيع الزواج........والسؤال هو هل مشكلتي النفسية هذه يمكن أن يتم علاجها وخصوصا أني أبلغ من العمر 25 عاما وأشعر أنها متصلة بداخلي ولو كان يمكن أرجو أن تعطيني اسم دكتورة وليس دكتور داخل القاهرة حتى أذهب إليها مع إعطائي جميع بياناتها حتى أستطيع أن أصل إليها. وفي النهاية أشكركم لاستماعكم لي مع تمنياتي بالرد سريعا. 17/02/2006
السائلة الكريمة: مرحباً بكالمشكلة التي أرسلتها لنا لها عدة جوانب كل منها له أهميته، ووجاهته في إحداث ما تعانين منه من مشكلات، وربما يكون ما سردته لنا هو جزء من العوامل التي أدت إلى تفاقم مشكلتك (وهي رغبتك في الإنجاب دون زواج) والاحتمال الآخر أنك تدركين هذه العوامل باعتبارها هي وحدها المسئولة عن مشكلتك.ونأتي الآن لتفصيل ما كتبته لأوضح لك بعض الأمور:الجزء الأول: فكرة رؤيتك للوالدين في أثناء علاقتهم الجنسية، وضيقك حينما يغلقون الباب على أنفسهم، اسمحي لي أن أوضح لك إنني بالطبع أرفض أن يرى الأطفال العلاقة الجنسية بين الوالدين، ولا يقبل ذلك أي عاقل، ولكن على جانب أخر يا عزيزتي فقد تعلمنا أن هناك ما يسمى "بتخيلات المشهد الأول" والمقصود بها أن الكائن الإنساني في مرحلة الطفولة تشغله فكرة العلاقة بالوالدين، أقصد طبعاً العلاقة الجنسية، ويظل يفكر في كيفية أدائها بل ويرسم لها سيناريو يختاره، فيرى الأم فيه ضحية تدخل حجرة النوم لتضرب من هذا الرجل الشرس (الأب) أو إنه يأخذ الاتجاه الأخر فيرى إن هذه السيدة (الأم) هي التي تغوي هذا الطيب لتدخله إلى علاقة معها أو ..... يعني صديقتي هذه العلاقة تأخذ لدى الطفل العديد من التصورات، تبدأ بسؤال (هو أنا جيت إزاي؟) وبهذا فهذه التخيلات طبيعية ولا تؤثر كثيراً على النمو السوي للطفل لأنه سرعان ما يخرج من دائرة هذه الفكرة، أما مشاهدة الفعل ذاته فهو مشهد ((صدمي))، في غاية الصعوبة، لأن الطفل لا يدرك هذه العلاقة في إطارها الطبيعي، وهو ما جعلك تقولين في رسالتك إنك كنت تتقيئين حينما تتخيلين أنهما يغلقان الباب لهذه العلاقة.فلم يسمح لك سنك وقتها بإدراك هذه العلاقة، وهو ما يأتي في مرحلة متأخرة من النمو .ولكنك كبرت! وتعاملت مع صراعك هذا بإدراكه وفهمه، والمعرفة نصف الشفاء أليس كذلك ؟!ثم تأتى المشكلة الأخرى، وهي الأب القاسي البخيل (كما ذكرت) الذي يهين الأم ويطعنها في شرفها، وهو نفس الرجل الذي يطلب من الزوجة أن تضاجعه في علاقة جنسية.وربما حبيبتي دخلت في عملية تعميم، فعممت نموذجي الوالدين، فرأيت نفسك في دور هذه الأم المقهورة، والتي عليها مع ذلك أن تمتع الجلاد (الأب)، فقررت رفض ذلك الدور، وربما يكون ذلك جزءا من تفسيري لدخولك في علاقة جنسية مع صديقة (أنثى) لا تملك أن تقهرك، ويأتي الجزء المكمل برفضك للزواج من (بابا) تاني عفواً أقصد رجل يشبهه، وكان الحل الأكثر توافقاً بالنسبة لك أن ترفضي الزواج ثم تتمنى الإنجاب الذي هو حبيبتي الحاجة الوحيدة التي لا يصلح فيها الاستغناء عن رجل في علاقة شرعية نفسية، عقلية جسمية جنسية مكتملة.أما عن حالة أخيك فهي حالة على هامش الموضوع، فقط ذكرتها لترينا وترى نفسك كم لاقيت من الرجال.حبيبتي المشكلة واضحة، ومتكررة، ولكن أملى في حالتك هو تعليمك وثقافتك في أن تفهمي ما يدور بداخلك، وتخرجي نفسك من دائرة التعميم، فلكل حالة في الحياة تركيبتها الفريدة، وكل زوج من البشر يختلفون في مفردات حياتهم عن الآخرين، لذلك تجدي رجل رائع ولكنه يفشل في علاقة مع زوجة هي الأخرى رائعة ولكنهما متنافرين، كل ما أرجوه منك أن تعيدي التفكير جيداً حتى لا يتسرب العمر منك، ثم إن العلاقة الجنسية لو كانت تحمل كل هذا القهر، والتقزز لما تزوج البشر ودفعوا من أعمارهم وراحتهم من أجل الزواج الذي هو سنة الله في خلقه في كل الأديان .بقى أن أوضح لك إنني لا أقدم لك دعوة للزواج، فكونك تتزوجي شيء جميل وكونك لا تتزوجي شيء جميل أيضاً إذا كان فيه راحتك النفسية، فاختاري حبيبتي وتحملي مسؤولية اختيارك فالاختيار مسؤولية دائماً يدفع ثمنها صاحبها .نتمنى لك كل الصحة والسلامة في كل الأحوال، ووالينا بأخبارك.