transvestism السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ لي عندكم سؤال أرجو الجواب عليه شاب في العشرينيات من عمره يصلي بالمسجد وملتزم بآداب دينه ظاهرا ويجتهد باطنا إذا أذنب تاب إلى ربه.. ولكن المشكلة تكمن في شهوته... فلقد اعتاد منذ صغره حتى قبل التزامه أن يفرغ شهوته في التشبه بالنساء والتزيي بزيهن من مكياج وملابس داخلية وغيره.... وقد كانت هذه الشهوة تزول تقريبا عند التعامل مع الجنس الآخر... ثم حدث بعد التزام سنة أن بدأت هذه الأفكار تطارده وبشدة كي يقترف المعصية وتسول له أنه مريض فلا حرج عليه أن يمارس تلك العادة ولكنه كان يكتفي بخطأ التمادي مع أفكار فقط كانت تؤدى في آخرها إلى إثارة جنسية شديدة تعقبها قذف فندم وتوبة.. علما بأن هذا الشاب لا يمارس العادة السرية ولا يعلم كيف تفعل ولا يعلم يوم بلوغه منذ صغره كما يعلمه باقي الشباب ولكنه يعتقد أنه رجل سوى... ثم حدث يوما أن دخل على الإنترنت ليعلم حالته فوجدها transvestism مع fetish فهو دائما ما يتخيل نفسه امرأةً خادمة لامرأةٍ أخرى ويثير ذلك شهوته بشده..... فبدأ الشاب علاجا مكثفا يعتمد على الدعاء وزيادة الإيمان... ولكن احتلامه مثلا غالبا ما يكون لممارسة هذه العادة في حلمه لا لممارسة الجنس مع امرأة إلا فيما ندر... إن شهوة هذا الشاب تجاه النساء شديدة فهل ينتهي هذا الأمر بالزواج أم أنه خطر علي من هذه حالته.. أفيدونا يرحمكم الله.. علما بأنه لا أحد يعلم بهذه العادة سوى طبيب نفسي ذهب إليه الشاب مره عند ازدياد هذه العادة فطمأنه وقال له أنه سيبدأ هو وطبيبة امرأة رحلة علاج معه مع القول بأنه بدأ العلاج فعلا بالإقلاع والدعاء و.. وأنه من الممكن أن يتزوج وتطلع هذه العادة مره أخرى لكن مع العلاج ستقل الفرص فعلم الشاب أنه لا ملجأ من الله إلا إليه ولم يذهب له مرة أخرى وخاف أن يفضح نفسه أو بالأصح خاف أن يقوم بخبرة العلاج فلا تكون سوى تفريغا لهذه الشهوة وإعطاءها أكبر من حجمها في حياته.. فهو يعتمد أساسا في علاج نفسه على تهميش وتحريم هذه الشهوة. فصارت هذه الشهوة تطارده في فترات ضعفه الإيماني والجسدي أي عند النوم غالبا فيطاردها بالذكر فتغلبه أو يغلبها (فهو يداوم على أذّكار الصباح والمساء والقرءان وذكر النوم وغيره). أرجو الرد مع التركيز على الزواج وحل أو حرمانية هذه العادة لأن الشيطان دائما ما يوسوس له بأنه مريض وله على الأقل أن يمارس هذه العادة مع زوجته إذا تزوج و.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجو التفكير في عرض هذه الرسالة على الموقع أو الرد عليها ردا خاصا... 28/09/2003
الأخ السائل أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، الحقيقة أن ما يعاني منه الشاب الذي يفترضُ أنك تصف حالته هو اضطرابٌ نسميه في الطب النفسي باضطراب لبسة الجنس الآخر الأثرية(أو الكلفية) Fetishestic Transvestism، وكنا في السابق نقول الفيتشية ظنا منا بعدم وجود مقابل عربي لكلمة Fetish ثم رأينا أن بإمكاننا الاختيار بين الكلف(أو الولع الشديد) وبين الأثر وهي ما نراه الآن أقرب للمعنى المراد لأن جوهر الاضطراب هو تعلق شهوة الرجل الجنسية بأثرٍ من آثار المرأة أي أن الأثرية هي أدق ترجمةٍ أو مقابلٍ عربي لكلمة Fetish.لكن الحالة التي تصفها لا تصف أثريةً فحسب لأن تأمل كلماتك(أن يفرغ شهوته في التشبه بالنساء والتزيي بزيهن من مكياج وملابس داخلية وغيره)، يشير إلى أن التشبه بالنساء من خلال ارتداء ثيابهن أو وضع مساحيقهن(أي آثارهن)هو المثير الأساسي، إذن فالحالة ليست اضطرابين بل هو اضطراب واحد من اضطرابات التفضيل الجنسيDisorders of Sexual Preference وهو لبسة الجنس الآخر الأثرية.بل إننا نستطيع أن نقفزَ قفزةً أخرى ونسميها بلبسة النساء الأثرية، بناءً على معلومات تشير إلى عدم حدوثه أصلا في النساء أي أننا لن نجد امرأةً مصابةً بلبسة الذكور الأثرية، وهذا الظهور في الرجال دون النساء ينطبق على كل اضطرابات التفضيل الجنسي فيما عدا السادية المازوكية والتي تظهر أيضًا في النساء، وبالمناسبة توجد بعض السمات المازوكية في الحالة التي تصفها كما يفهم من قولك (فهو دائما ما يتخيل نفسه امرأةً خادمة لامرأةٍ أخرى ويثير ذلك شهوته بشدة..). وبعيدًا عن كل هذا التوصيف والتصنيف الذي قد لا يعنيك كثيرًا، فإننا نود أولاً أن نشير إلى أن لديك مفهوما خاطئا عن العادة السرية، حيث أن ما تصفه من أفعال صاحب الحالة هو ممارسة للعادة السرية، فإفراغ الشهوة ما بين المرء ونفسه هو العادة السرية وهو الاستمناء، وليس شرطا لتسمية هذا الفعل بالعادة السرية أن يلمس الشخص ذكره بيده لاستجلاب المني! معنى هذا أن صاحب الحالة المذكورة يمارس الاستمناء بالتخيل منذ صغره كما أشرت، وبالمناسبة فإن ممارسة العادة السرية بالتخيل منتشرةٌ أكثر بين البنات منها بين الأولاد حسب خبرتنا الشخصية، فكثيرات هن البنات اللاتي يسترجزن (أي يمارسن الاسترجاز) دون أن يستخدمن أيديهن. نصل بعد ذلك إلى رأينا أولاً في أن علاج هذه الحالة ممكنٌ من خلال الذكر والأدعية والالتزام لنقول نعم ممكن جدا، مثله في ذلك مثل جميع الشهوات التي يعتبرها صاحبها حراما ويريد أن يلتزم بعدم ممارستها مستعينا بدينه وقوة إيمانه، ليست في ذلك مشكلة ولا خلاف، وأما أن احتلامه ما زال في الغالب يحدثُ نتيجةً لتلك التخيلات فإن هذا متوقع ولا أظن هنالك حرجًا من الناحية الدينية فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (رفع القلم عن ثلاث: عن الصغير حتى يكبر، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق) -رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم عن عائشة بإسناد صحيح، ورواه أحمد وأبو داود والحاكم عن علي وعمر بألفاظ متقاربة، ومن طرق عديدة يقوي بعضها بعضاً- كما أخرجه الترمذي بلفظ آخر: عن علي بن ابي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:"رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يشب، وعن المعتوه حتى يعقل" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنى ذلك أننا غير مسؤولون عن أحلامنا حتى الجنسية منها وبغض النظر عن محتواها.وأما من الناحية النفسية فإن تكرار مثل هذه الأحلام هو رحمة من الله لأنه يفرغ شهوته ورغبته التي يرفضها بوعيه المؤمن من خلال أحلامه أثناء نومه، كما يعني أن هذه الرغبة كامنةً ما تزال داخله. وأما الزواج بالنسبة لهذا الشاب فإنه ما ينصح به، وهناك في إفادتك عدةُ إشارات إلى أن هذا هو العلاج مثلا قولك(وقد كانت هذه الشهوة تزول تقريبا عند التعامل مع الجنس الآخر). وأيضًا قولك(إن شهوة هذا الشاب تجاه النساء شديدة)، فلعل الزواج بفضل الله يكونُ هو الحل، ولعل هذا أيضًا هو ما دفع الطبيب النفسي الذي عرضت عليه تلك الحالة أن يستبشر خيرًا بإمكانية العلاج، وجعله يقول لصاحب الحالة أنه بدأ العلاج بالفعل، وهنا أجد إحالتك إلى عدة مشكلات سبق عرضها على صفحتنا استشارات مجانين مهما لكي تعرف الإجابة عن ما سألت عنه وعن ما لم تسأل فانقر العناوين التالية: الشذوذات الجنسية وما هو أهم وأعم / صاحبي يفضلها طويلة / لبسة الجنس الآخر الفييتشية أم ؟ / أريدها مشعرة فهل هذ1 حرام ؟ / أريدها مشعرةً فهل هذا حرام ؟ متابعه / السادية والمازوخية وحكم الشرع وأيضاً نحيلك إلى ردنا السابق تحت عنوان: هي تدخن وهو يضع المكياج ! لترى أولاً نموذجا مشرفًا لزوجة مسلمة صاحبة عقل راجح وأفق متسع وثانيا لتعرف رأينا وما وصلنا إليه من حكم الشرع في ما يحدث بين الرجل وزوجته في غرفة نومهما وكيف أن الأحكام تختلف ما بين المستوى الاجتماعي والمستوى الشخصاني.ونحن في النهاية لسنا موقعا للفتوى ويمكنك أن تستفتي صفحة واسألوا أهل الذكر على موقع إسلام أون لاين فهم أهل الفتوى وأخيراً نشير إلى استغرابنا لموقف صاحب الحالة هذا من الطبيب النفسي الذي أشرت إليه، فمن الواضح أنه أراد الاستعانة بأحد المتخصصات في علاج اضطرابات التفضيل الجنسي ربما لأن هذا التخصص تخصص جديد، وربما لمس في الحالة ما لم تلمسه أنت ولم نستطع الاهتداء إليه بالتالي، لكن صاحبك على ما يبدو كان يعتقد أن لدى الطبيب النفسي حلا سحريا. والحقيقة غير ذلك فاضطرابات التفضيل الجنسي وهي أحد اضطرابات نطاق الوسواس القهري هي من أكثر الاضطرابات استعصاءً على العلاج في الطب النفسي، وإن كنا لأننا سنحاسب أمام الله لا نستطيع الجزم بأن هذا الكلام ينطبق على المسلمين في مجتمع مسلم لأن الاستعانة بالدين لم يتم اللجوء إليها أصلا في العلاج المعرفي السلوكي لهذه الحالات ربما لأن أحدا من الملتزمين في بلادنا لا يلجأ للطبيب النفسي لكي يعالج منها، وربما لأن من يلجئون غالبًا ما لا يكررون الزيارة مثلما فعل صاحبك.ونتمنى أن نكونَ قد أجبنا على تساؤلاتك وأوضحنا موقفنا، وفقك الله وتابعنا بأخبارك وأخبار صاحبك.