هل يمكن المساعدة من بعيد أشكر لكم جهودكم، لدي أسئلة تتعلق بالاضطراب الجنسي يرجى التكرم بالإجابة عنها مع الرجاء التعامل بسرية تامة مع كافة البيانات والمعلومات.0هل يقدم الرجل المازوخي على الزواج بمن يعتبرها معبودته وإلهته... أم أنه يفضل أن يبقى يمثل دور العبد الذي جل ما يطمح إليه نيل رضى معبودته حتى دون الوصال وحتى عبر المسافات... خاصة إن كان متزوج وليس بحاجة إلى أن يشبع حاجته الجنسية... 0كيف للطرف الثاني أن يمثل دور المعبود لكي يجعله سعيدا ولا اقصد هنا العلاقة الحميمة بل بالأقوال والتصرفات ولا أقصد هنا ثانية أي اتصال جسدي- لأنه لا يوجد ارتباط؟ 0هل من إمكانية للعلاج بمساعدتي دون التصريح بذلك له... فلا أعتقد أن أحدا غيري يعرف عن ذلك ولم يصرح أو يعبر لأي عن ذلك... فهو الرجل الحر الكريم القوي الفريد والذي يجب أن يبقى بهذه الصورة أمام الجميع... 0هل تزول المشاعر اتجاه معبودته بزوال الاضطراب؟أما عنه فهو يحمل شهادة دكتوراه و ناجح في عمله وذو مكانة اجتماعية ومالية عالية... متزوج منذ سنين وله أطفال وإن كان يصف نفسه بأنهsingle(أعزب)، وأن حياته لم تختلف بعد الزواج عنها قبله ... بالرغم من أنه لا يبدو على حياته الأسرية للآخرين أنها كذلك... ملتزم بأداء الواجبات الدينية ويحب الرسول كثيرا... يعترف بخطئه ولكن كل ابن آدم خطاء ولذلك باب التوبة مفتوح. هل من إثم عليه في قوله إني أعبدك وإنك إلهتي بما أن ذلك ناتج عن اضطراب فكما أعلم أن في هذا إثم؟ أرجو أن لا يفهم أن هناك تناقضا بأسئلتي... فكل ما أرجوه هو مساعدته وأسرته ولا مصلحة لي أو من اجل أن ارتبط به فمشاعري نحوه أسمى من ذلك وكل ما أرجوه سعادته وسعادة أسرته... أما عن إمكانية اتصالي بزوجته أو أحد أفراد أسرته فلا سبيل لذلك... مع جزيل الشكر والتقدير، 30/09/2003
الأخت السائلة أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في موقعنا وصفحتنا استشارات مجانين، مشكلتك تحمل كثيرًا من الجوانب التي تدل على طيبتك وقلة خبرتك بالحياة رغم أنك جاوزت الثلاثين من العمر، ويبدو أنك لم تتعاملي مع الرجال من قبل تعاملاً يكفي لإفهامك كثيرًا من سلوكياتهم وحيلهم مع النساء، وفي نفس الوقت من الواضح أنك واقعة تحت تأثير رجل محنك خبير، ورغم أننا تعرضنا على صفحتنا من قبل في عدة ردود سابقة لمعظم ما يتعلق باضطرابات التفضيل الجنسي Disorders of Sexual Preference، وتجدين ذلك تحت العناوين التالية:الشذوذات الجنسية وما هو أهم وأعم ، هي تدخن وهو يضع المكياج ! ، صاحبي يفضلها طويلة ، فيتشية القدم والميول المثلية متابعة ثانية ، لبسة الجنس الآخر الفييتشية أم ؟ ، أريدها مشعرةً فهل هذا حرام ؟ متابعه ، السادية والمازوخية وحكم الشرع ، لبسة النساء الأثرية والاستمناء بالتخيل بالرغم من ذلك إلا أننا نجد جديدًا يستحق الرد في استشارتك، وذلك الجديد إنما يتعلق باللبس الحادث عندنا بسبب نقاطٍ معينة في الإفادة، فبعيدًا عن سؤالك الأول، دعينا نحن نسألك عن معنى وجود علاقةٍ بينك أنت وبين رجلٍ متزوجٍ(تحترمينه وتجلينه ولا تصل العلاقة بينكما إلى حدود العلاقة الجسدية) لكن هذه العلاقة تسمح له بأن يعبر لك عن حبه لك وعن أنك أنت معبودته وإلهته وأن هذا هو كل ما يريد منك؟ هل هذا النوع من العلاقة التي يتحدث فيها رجل عن رغباته الجنسية المكبوتة لامرأة غريبة عنه فلا هي زوجة له(ولا هي حتى تريد ذلك) ولا هي أخته، ولا، ولا ... هل هذه علاقةٌ سليمة؟، ثم أنك تبدين مرةً مستعدةً للسماح له بأن يتعبد لك لكي يفرغ احتياجاته المكبوتة وربما تظنين أن ذلك يساعد في علاجه، ومرةً تبدين خائفةً من أن يطلب منك الزواج! فأي لبس هذا الذي تعيشين فيه؟ إن احتمالاً واحدًا قد يفسر لنا أن ترضي بهذا النوع من العلاقة وهو احتمالٌ نخشاه أتدرين ما هو؟ هو أن تكونَ لديك أنت نزعاتٌ سادية! وهو ما لا نتوقعه، إذن فالاحتمال الأكبر هو أن متورطةٌ في علاقةٍ مع رجل خبير يعرف كيف يأخذ منك ما يريد ولكن بترو وهدوء. الواضح أن العلاقة بينكما هي في الأساس علاقة عمل، فهل من ضمن علاقة العمل التي يقرها الشرع الإسلامي بين الرجل والمرأة، أن يحدثها ذلك الرجل عن ميوله الجنسية المضطربة، وعن حرمانه الذي يدعيه من ممارسة تلك الميول مع زوجته؟ وأنت تقولين بمنتهى البراءة (خاصة إن كان متزوج، وليس بحاجة إلى أن يشبع حاجته الجنسية...) فهل قال لك أنه ليست لديه رغبة جنسية بك وإنما فقط يريد أن يتعبد لك؟!ثم تسألين بمنتهى البراءة أيضًا(كيف للطرف الثاني أن يمثل دور المعبود لكي يجعله سعيدا ولا أقصد هنا العلاقة الحميمة بل بالأقوال والتصرفات–ولا أقصد هنا ثانية أي اتصال جسدي- لأنه لا يوجد ارتباط؟)، ودعينا نخرج حتى من حيز الحكم الفقهي قليلاً لنتكلم عن حسن نيتك أنت ورغبتك الطيبة(ولا أقول الساذجة) في معاونته، فهذا الرجل المحترم يا عزيزتي إن كان صادقا في أنه لا يمارس رغباته وميوله تلك مع زوجته، ترى ماذا يريد منك أنت؟ هل يريد أن يشبع رغباته تلك معك أنت؟ حتى وإن كانت رغباته كما يوهمك حتى الآن لا تصل إلى حد الصلة الجسدية؟ إن الواضح يا عزيزتي أنك لم تدركي معنى المازوخية، إن معناها أن الشخص المصاب ترتبطُ قدرته على الأداء الجنسي السليم والوصول إلى الإثارة بتعبيره عن تلك الرغبات والميول، أي أنه لا يستطيع الأداء الجنسي الممتع أصلا دونَ حدوث تلك الطقوس المازوخية، ولو كانت حالة هذا الرجل مازوخية كاملةً تستوفي معايير التشخيص، لما كان من الممكن له أن يمارس الجنس بشكل طبيعي مع زوجته لينجبَ منها أطفالاً، بكلمات أخرى توجد لدى هذا الرجل سماتٌ مازوخية، وهو يستطيع إخفاءها عن زوجته لأسباب تتعلق بشكل ونوع العلاقة بينهما، لكنه يبحث عن امرأةٍ أخرى يستطيع معها أن يكونَ على حريته ربما، ولعل هذا هو ما دفعنا إلى تسمية ردنا عليك يدعي المازوخية ويحاول الإيقاع بمعبودته، ففضلاً عن أن كلمة يدعي تعني في الأصل اللغوي إدعاء الحق وليس ادعاء الباطل مثلما هو شائع، إلا أننا بالرغم من ذلك نشك في مازوخية هذا الرجل. ولكن تأكدي أنه حتى لو كان مازوخيا فلن يكتفي أبدًا بما يعد به في شكل العلاقة التي يتمناها معك، لأسباب أجد نفسيَ في غنى عن ذكرها لأنها واضحة تمام الوضوح، خاصةً إذا تذكرنا سنك وحالتك الاجتماعية، فأنت إما ستكونين الزوجة التي سترضى به على علاته التي وضحها لها قبل أي ارتباط أو ستكونين مجرد امرأةٍ ترضي رغباته بأي شكل من أشكال العلاقة! ومن المهم بالمناسبة تنبيهك إلى أن المازوخية وغيرها من اضطرابات التفضيل الجنسي نادرًا ما يوجد أي منها وحده، معنى ذلك أنه قد تكونُ لديه اضطرابات تفضيل جنسي أخرى، ولكنه يخفيها لأنها قد تكونُ منفرةً مثلا، المهم هو أن تعلمي أن علاقتك بهذا الشخص غير سويةٍ منذ البداية وفي أخف صورها، ومجرد أنه يتكلم معك وأنت امرأة غريبةٌ عنه ولم يسبق لك الزواج لا يعني إلا أنه يحاول إغوائك أو إغرائك(حتى ولو بقصد الزواج منك وهذا أخف الأضرار)، وأما أن يكونَ لك دورٌ في علاجه، فهذه ليست سوى خديعةٍ تخدعك بها نفسك التي تميل إليه، لكي تواجهي بها رفضك لفكرة الزواج من رجل متزوج،والحقيقة أنه لا يمكنُ أن يكونَ لك دورٌ في علاجه خاصةً أنه لا يوجد علاج لمثل هذه الحالات إلا بشروط ولا يتعرض لمحاولة علاجه إلا أطباء ومعالجون متخصصون في العلاج المعرفي والسلوكي ومدربون في علاج الاضطرابات الجنسية، ونادرًا ما يكمل المرضى العلاج، وهذا هو ما يحدث مع المتخصصين فما بالك بما سيحدث معك أنت؟وأما سؤالك(هل من إثم عليه في قوله إني أعبدك وإنك إلهتي بما أن ذلك ناتج عن اضطراب فكما أعلم أن في هذا إثم) فقد استفتينا فيه الأستاذ مسعود صبري وهو أحد أعضاء فريق اسألوا أهل الذكر من موقع إسلام أون لاين فكان رده: تحت عنوان: عبادة المحبوب...هلاك للحب المعبود الذي يجب أن يعبد وحده في هذا الكون هو الله تعالى، وكل عبادة دون عبادة الله كفر به سبحانه، تورد صاحبها المهالك.، والله يقول:" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين"، إن للإنسان أن يحب، وأن يتم ذلك الحب بشكل متواصل، حتى لا يظل المحبوب بعيد المنال، فيحدث هذا الاضطراب النفسي، الناشئ عن العشق مع البعد، ولذا، فإن الإنسان يجد في نفسه حرقا وألما ممن يحب إن لم يكن موصولا به، والوصل إنما يكون بالزواج، ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" لم ير للمتحابين مثل الزواج".وقال الفقهاء: من أحب فتاة، فعليه أن يسعى للزواج بها، مادام هناك علاقة حب بينهما، ولكن من العجيب أن يصل الحب إلى درجة العبودية، فهذا ليس حبا، بل هو خرق للحواجز، وتعد سافر للحدود، إن الله تعالى خلق الإنسان حرا بينه وبين أقرانه من بني البشر، ولكنه عبد له وحده سبحانه وتعالى، ووصول الإنسان إلى هذه الدرجة أقرب إلى المرض منه إلى الحب، أو كون العلاقة حميمة، والقيام بدور المعبود فيه نفس الإثم العظيم، الذي يكاد يخرج صاحبه عن الملة إن كان المقصود العبادة بعينها، وأقل ما فيها أنها كبيرة من الكبائر، يجب التوبة منها، وأظن أنه من اليسير أن ينفك هذا الوهم، لو قررت انقطاع الصلة به بشكل كبير، فما عساه أن يفعل؟ إلا أن يفيق من سكرات عشقه، ويثوب إلى رشده.إن الله جعل العبادة له وحده، وطلب من عباده المؤمنين، أن يتفوهوا بها سبع عشرة مرة على الأقل يوميا، والإنسان بين يديه" إياك نعبد وإياك نستعين"، ثم لا أدري أي التزام تتحدثين عنه أنت، بوصفك ملتزمة كما كتبت في بياناتك، وأين التزامه هو، والذي تصفينه بأنه مؤد للفرائض، وهو يكاد يخرج عن الملة بأقواله هذه؟؟إن هذا المسلسل الدرامي الذي يلعب فيه الشيطان معكما فيه دورا كبيرا يجب أن يوقف فورا، قبل أن تقبض أرواحكما إلى بارئها فما تملكون أن تجيبوا سؤله حين يسأل عن هذه العلاقة الغريبة، وأظن أن التأثير الإعلامي الذي يشاهده الإنسان على شاشات التلفاز من الأفلام التي تدس السم في العسل، وتشوه صورة العلاقة بين الجنسين، كان لها دور كبير في هذا، إن الإنسان خلق على هذه الأرض لغاية، حددها الله في كتابه:" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون". فاعبدا الله تعالى، وإن كان بينكما حب صادق، فاسعيا إلى الزواج والارتباط، وكونا نفسا واحدة، لا نفسا عليا، وأخرى دنيا، فالزوج والزوجة وجهان لعملة واحدة، أو كما عبر العرب قديما: كفرسي رهان، يقومان معا، ويرقدان معا، فحولا الحرام إلى حلال، واجعلاه آية توجب الشكر،كما عبر عنها القرآن حين قال:"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون".والله أسأل لكما التوبة الصادقة من الغفلة الهالكة. ويستكمل الدكتور وائل أبو هندي: الأخت السائلة: في نهاية ردنا عليك أود تنبيهك إلى أن التصرف بقلبٍ طيب ونية صادقة لا يجب أن هو السبيل في تعاملك مع هذا الشخص فنحن بمنتهى الصراحة نشك في نواياه تجاهك، وننبهك إلى اختلافنا مع الأستاذ مسعود صبري في نقطةٌ تتعلق بتخصصنا في الطب النفسي وهيَ أن المازوخي الحقيقي لا يكفي أن يحاول التوبة لكي تنتهي مازوخيته،وعلى هذا الأساس نتمنى ألا تخدعي ونريدك أن تفكري ألف مرةٍ قبل الارتباط به، لأن الارتباط به بالزواج وإن كان ليس هناك ما يمنعه من وجهة النظر الشرعية، إلا أن لدينا من وجهة نظر الطب النفسي تحفظات عديدة، ولذلك ننصحك أن تعيدي التفكير في وضع حدود تتفق مع الشرع لعلاقتك معه ما دمت لا تريدين أن تتزوجيه، وندعوك في نفس الوقت إلى كثيرٍ من التروي والتفكر إذا كنت تنوين ذلك، وأهلا بك دائما وتابعينا بأخبارك.