قرأت رسالتك عدة مرات أحاول فك التناقض فيها, فأنا فهمت أن هذه الفتاة الشيعية تود الزواج من صديقك, ولكنها تريد أن يكون هذا الزواج غير مسجل بشكل رسمي, وربما طرحت علية قبل ذلك صيغة أخرى مختلفة أو كلمة "لا أدري"!! ثم تعود أنت لتقول في رسالتك: "وطلبت مني أن أقنع صديقي بعدم الزواج منها", و"وطلب مني صديقي المحاولة معها للموافقة على الزواج", فمن الذي يريد الزواج أصلاً من الطرفين, ومن الذي يرفضه؟! وما معنى ما تقول عن صيغة طلبها هي, وتسميها أنت: زواج أشبة بالمتعة؟!
يا أخي ينبغي ضبط الألفاظ لتتضح المعاني, وصل التناقضات التي بدت لي لينجلي الفهم!! وحتى تقوم بهذا مشكوراً دعني أتوقع أنه تحدث اتصالات مثل ما حدث بين صديقك هذا وتلك الفتاة, فالشيعة العرب بالملايين, وهم جزء من العالم الإسلامي طبعاً في المهجر, وفي أوطاننا, ولذا فالموضوع يستحق النقاش, ولا أريد أن أخوض في تفاصيل فقهية ستجدها بسهولة هنا وهناك عن الفارق بين أنواع الزواج, ومنها الزواج المؤقت المسمى بالمتعة, وبمن يرى أنه من الأنكحة الفاسدة لعلة التوقيت أي تحديد مدة للعقد يحدث الطلاق بحلولها, ولو لم يوقعه الرجل, أو هو يوقع الطلاق قبل انقضاء المدة, وبالمناسبة فإن صفحات النت تمتلئ بالحديث عن زواج المتعة تجنيداً له أو هجوماً عليه بينما هو على مستوى الممارسة ليس شائعاً بهذا القدر الذي يتصوره البعض, وذلك لاعتبارات اجتماعية وثقافية, أقصد عند الشيعة, فإنه ليس هو تلك الممارسة المتكررة في حياة كل شيعي وشيعية, لكنه مباح على كل حال-طبقا لمذهبهم- وأرى أنه من الناحية النفسية والاجتماعية قد يصلح حلاً للبعض ممن تمنعهم ظروفهم بشكل أو بآخر من الزواج الرسمي التقليدي المسجل.
ولكن منتقدي هذا النوع من الزواج ـفي صفوف الشيعة وغيرهمـ يرونه مدخلاً محتملاً للاستخفاف بقدسية رابطة الزواج, بل هو عند البعض قد يكون مدخلاً لنوع من الدعارة أو ما شابه!! وذلك في حالات الزواج قصير المدى: يوم أو يومين أو ما شابه وفي الموضوع تفاصيل كثيرة هامة.
إذن فإن زواج المتعة -من الناحية العملية- قد يكون حلاً, وقد يكون مشكلة, ولذلك فإن التدقيق في التفاصيل يبدو هاماً للغاية, وكل حالة تقدر بقدرها, وبالتالي لا يمكن إعطاء تحليل أو حكم اجتماعي أو نفسي واحد للتفسير أو للتوقع العام حول هذه المسألة.
أما إذا أردت أن أقول لك شيئاً عاماً في غياب المعلومات التفصيلية عن الحالة التي نعالجها, فإنني أقول أننا في حاجة إلى فتح كل الأبواب للخروج من حالة الأزمة الجنسية والاجتماعية التي نعاني منها بوجود الملايين من الشباب والفتيات دون علاقات مشروعة بالجنس الآخر!!
جنون يا سيدي أن تبلغ عندنا الفتاة في سن الحادية أو الثانية عشر, وكذلك الفتى بعد ذلك بقليل ثم لا يكون متاحاً إلا أن يتزوجا بعد عقدين أو أكثر في ملايين الحالات الحاصلة حاليا، فلدينا هؤلاء كشريحة ضخمة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية, ويحتاج الأمر إلى وقفة جادة, وثورة في الحوار الصريح المعالجات الجزئية, وربما يكون طرح أشكال مختلفة من الزواج لتناسب ظروف هؤلاء أو أولئك, كما نحتاج أيضاً إلى برامج توعية وإنضاج لتحمل مسئوليات العلاقة بشريك.
طبعاً عندي مشكلة مع إساءة استخدام الأحكام الفقهية, والآراء الدينية بأنواعها, ولكن هذا ينبغي ألا يلغي أن توسيع أبواب الحلال من شأنه التضييق على الحرام, ولكن ستظل مشكلتنا غير هذا تكمن في أننا لا نقبل غير المألوف بسهولة, كما أن معرفتنا الدينية, وبالتالي مرونة تفكيرنا ومسلكنا تبدو معطوبة إلى حد كبير, وبانتظار تفاصيل وتوضيح للحالة إذا كنت تريد إجابة محددة!!
|