أخي وائل، بعد قراءة إجابتك على آخر استشارة عن الشذوذ الجنسي بتاريخ 31 يوليو 2006؛ أقول: أعجبتني إجابتك عليها؛ لأنها صادقة صادرة من رجل ملَّ من إعطاء بعض الأعذار والرخص للمبتلين بالشذوذ عافانا الله جميعاً، ويكفينا أن الإعلام في الفيلم الأخير "عمارة يعقوبيان"، والذي قام مؤلف الرواية فيه بضغط كل مشاكل مجتمعنا العويصة الحل في "كبسولة" أو رواية، وهذه القدرة من روائي ليست شيئاً سيئاً؛ بل هي قدرة كبيرة من كاتب الرواية على تلخيص كمٍّ هائلٍ من القهر بكل أشكاله في سكان العمارة، والتي تمثل بالطبع شريحة كبيرة وهامة من المجتمع المصري في الحقبة التي نعيشها، ولكن صدقني صعب على النفس أن تجد هذا الكم من بلاوي ومشاكل مجتمعنا خلال ساعتين من الفرجة على فيلم!!!.والذي من المفروض أنك تروح عن نفسك بدخولك السينما ورؤيته، ولكنك وللأسف ترى كل أنواع القهر في هذا الفيلم: المعنوي والمادي والجسدي والعاطفي والسياسي والديني والسلوكي والجنسي والعقلي والفردي والعائلي والمجتمعي والخاص والعام والحكومي، ولو كنت نسيت نوعاً من أنواع القهر فهو بالتأكيد موجود بالفيلم، وأنا لم أستطع أو نسيت أن أذكره، أحد أقاربي شاهد الفيلم من قبلي بيوم، وكان تعليقه: "أمسكت بنفسي حتى لا أخرج من السينما في أثناء العرض أكثر من مرة"، وعندما شاهدت أنا الفيلم أصابني نفس الإحساس!!!.لذا فهذا الفيلم يدق ناقوس خطر رهيب في مجتمعنا، وعلينا أن نبدأ بإصلاح أنفسنا على الفور، علينا أن نكف عن قهر بعضنا لبعض وعلى كل المستويات: من أول قهرنا لابن بواب العمارة (من أجل وظيفة أبيه المحترمة جداً في نظري) وحتى القهر الذي يمارسه بعض من يحكمون على بعض نواب مجلس الشعب (للأعمال المشبوهة التي يمارسها هؤلاء النواب)، ولأ ن أحد أبناء المستغربين (أقصد بهم بعض من نشأوا في أحضان الثقافة الغربية أياً كان سبب ذلك) كان من عشاق الشذوذ الجنسي السلبي، فقد قهر هذا الشخص الغني بالطبع أحد جنود الأمن البسطاء على ممارسة الجنس معه، وكان ذلك بنظام الترغيب والترهيب بالطبع، "أو العصا والجزرة" كما نسمعها ليل نهار على قناة الجزيرة!.المهم أخي وائل ما رأيك في أن تجمع كل الاستشارات والمقالات من مجانين عن الشذوذ الجنسي بأنواعه وأشكاله، ثم تجعل لها صفحة عن "الشذوذ الجنسي"، وإذا وجدت الاستشارة الجديدة عن الشذوذ قد مر مناقشة مثلها من قبل فلا تكلف نفسك على الإطلاق الإجابة عنها لأنها موجودة بوضوح برقم "كذا" على صفحة الشذوذ في الموقع، وسيكون هذا بداية لزيادة التخصص في مجانين مثل صفحة عن القلق وأخرى عن الاكتئاب والثالثة عن الرهاب وهكذا، كما هو موجود حالياً عن الوسواس القهري واضطرابات الأكل وغيرهم...أخوك.مصطفى السعدني 1/8/2006