أحلام يقظة لا أعرف ما الذي يدفعني للكتابة عن هذا ربما هو ذلك الجزء الواقعي مني الذي يدرك خطورة الاستمرار على هذا الحال، نفس الجزء الذي يدفعني للمذاكرة ليلة الامتحان ولو من غير نفس، لكن أود أن أقول قبل أن أعرض مشكلتي أن الجزء الأكبر مني لا يريد من كل هذا أن ينتهي، واني قد حاولت كثيرا إنهاء كل هذا ولكن لا استطيع لأني لا ارغب. مشكلتي قد تبدو تافهة ولطالما اعتبرتها كذلك بل إني لم اعتبرها مشكلة على الإطلاق لفترة طويلة جدا لكنها أثرت على حياتي بالسلب، هي أحلام يقظة لكنها زائدة عن الحد، أنا اعتبرها حياتي الفعلية ، بمعنى إني أحبها أكثر من واقعي مع أن واقعي لا يوجد به ما يسوؤه. أنا الآن ابلغ من العمر 19 سنة، متى بدأت معي؟ لا أذكر ولكني أعتقد منذ طفولتي فأنا أتذكر أنه كان لي أصدقائي في الخيال الذين اعتدت على اللعب معهم مع العلم بأني كنت محبوبة ولدي أصدقاء كثيرون في الحقيقة أتذكر أيضا إني لم أخبر أحدا قط عنهم فقد كنت اشعر أن وجودهم خط، كم من العمر كنت أبلغ؟ كنت في الرابعة أو الخامسة من عمري. في الصف الثاني الإعدادي زادت أحلام اليقظة بشكل مبالغ فيه وأخذت من الوقت مني الكثير حتى إني كنت أتظاهر بالنوم حتى أوفر لها المزيد من الوقت، كنت (ومازلت) أمسك الكتاب كأني أذاكر وأنا لا أفقه منه شيئا كانت قد تطورت معي بشكل كبير، حتى أصبحت حياة كاملة بأدق التفاصيل، محتواها غريب عني، موضوعها بالطبع كوني البطلة محل أنظار الجميع، لم أكن أتشارك مع نفسي المتخيلة إلا في الاسم وأنها أنا غير هذا لا تشبهني في أي شيء، حتى العمر فقد أكون في خيالي أكبر أو أصغر حسب مزاجي في ذلك الوقت.معظم تلك الأفكار وليس كلها يشترك فيها عنصر الكآبة من موت أو مرض أو ألم وهي أشياء لا يمكن أن تحدث في الحقيقة لأني كما قلت جميع الأشخاص خياليين، حاولت من قبل أن أفرغ تلك الأفكار على ورق واكتب قصص لكي أتخلص من أحلام اليقظة لكني لم أستطع لم أجد عندي تلك الملكة بالإضافة إلى أن خيالي ليس مبدع فأنا أستمد معظم أفكاري من أي كتاب أقرأه أو فيلم أشاهده. في المدرسة كنت طالبة محبوبة لأني دائما من الأوائل، صراحة كنت أرى أني لا أستحق لأني أعرف كم ذاكرت وكم سرحت، أمي وإخوتي كانوا أيضا يعرفون أني لا أذاكر كثير، وكانت أمي دائما تنصحني بالمذاكرة وإنها مش دايما هتيجي معايا كده، كانت كل سنة يقل مستواي الدراسي عن سابقه ولا حاجة لقول إلى أي سوء وصل إليه مستواي بعد أن دخلت الجامعة لمحت مرة لأمي عن أحلام اليقظة التي أعاني منها وكان ردها إني لازم أقاوم بالانشغال بشيء مفيد، بس أنا بكل بساطة ممكن أعمل شيء مفيد مع السرحان في نفس الوقت. أصدقائي في الجامعة 2 فقط وليسوا مقربين مني ليه؟ عندي دايما إحساس أني مش محتاجة أصحاب أنا عندي من أحبهم وأهتم لأمرهم في خيالي مما يعطيني هذا الشعور الزائف، الجزء الواقعي مني يحاول جاهدا التعرف والتقرب إلى أشخاص جديدة لكن أول ما نقعد مع بعض يصيبني الخرس وتلاقيني سرحت ممكن في أحلام اليقظة ممكن في هو أنا المفروض أول إيه لغاية ما كل واحد يمشي وبينا بأه موبايلات باي ..باي 16 واحدة بيني و بينها موبايلات فقط. أنا مزاجية بشكل فظيع فإذا أحببت أحدا أحببته بشدة حتى يتملكني شعور أني لا أستطيع الاستغناء عنه وأنه هكذا يسيطر علي فأكرهه قدر ما أحببته وأكثر قليلا حتى في أحلام يقظتي فأنا بكل سهولة أتنقل في التفكير بين الحياة والأخرى، حتى أنني يمكنني أن أحكي لك 3حيوات مختلفة عشتها كاملة في خيالي، هل لاحظ المحيطون شيئا؟ طبعا مش عايزة سؤال، حتى وإن كنت ممثلة بارعة معظم الأوقات ولكن ليس طوال اليوم أحيانا أبكي على أحد مات في خيالي(وهو أصلا غير موجود في الحقيقة) أو أبكي من شدة الألم المتخيل لأني مريضة في تلك الأفكار، أخوتي مقتنعين أنها فترة مراهقة والسرحان ده طبيعي(هم أكبر مني بحوالي5و6 سنوات) وإن كانوا يحاولون إخراجي من سرحاني،أمي أنا قد أخبرتها من قبل ولكن أعتقد أنها تظن أني خلاص بطلت، أبي أجيد التمثيل أمامه... بجد بجد آخر حاجة ممكن أتمناها أن أحد أبوي يدرك حجم مشكلتي، هتبقى صدمة بالنسبة لهم حتى ولو بيلاحظوا أي شيء فأنا لا أريد أن يعرفا أن ابنتهما غارقة لأذنيها في عالم من الخيال، منذ فترة طويلة شاهدت فيلم أمريكي كئيب عن رجل في ال90 من عمره دخل في غيبوبة لمدة أسابيع ثم استيقظ فاقد التمييز بين الحقيقة والخيال وأخذ يسأل عن أصدقائه الخياليين كأنهم واقع، واضطر المحيطون أن يجاروه في أوهامه ويعيشوا معه في عالمه الخيالي حتى مات. أنا لا أكف عن التفكير في هذا الفيلم هل هذا من الممكن أن يحدث؟ أنا لا أتخيل نفسي في هذا الوضع الذي لا يليق به وصف إلا مثير للشفقة، لقد جلست مع نفسي ساعات طوال أفكر لمن أبوح بسري وجلست متخيلاه أمامي أحكي له حتى دخلت في دوامة أخرى إما سرحانة أحلام يقظة وإما علاج أحلام اليقظة وكلاهما واحد في النهاية مضيعة للوقت والحياة والمستقبل. أنا أحيانا أيضا أسرح في موقف حصل لي وأتخيله كيف كان من الممكن أن يحدث بشكل أخر أفضل أو أتخيل موقف سوف يحصل فعلا بعد أسابيع قليلة وأظل أفكر في تفاصيله (التي لم تحدث بعد) حتى يصيبني توتر .أحيانا أيضا أجد نفسي أعد الأرقام ولا أنتبه إلا بعد فترة هي على أي حال أفضل من الأفكار الأخرى من فضلكم ساعدوني نفسي أتخلص من كل التفاهات اللي بفكر فيها دى نفسي أفكر في حاجات مفيدة وليها لازمة. شكرا وأعتذر على أسلوبي الركيك. 15/09/2006