حضرة الدكتور وائل هندي، حضرة الدكتور أحمد عبد الله،هذه هي المرة الثانية التي أبعث بها إليكم وأنا في أمس الحاجة إلى النصح. اعتذر عن إرسال الرسالة عبر هذا الطريق،لكن لا سبيل آخر لدي.أنا فتاة فلسطينية من مخيم للاجئين، عمري 26 عاما، على وشك إنهاء الماجستير من أميركا بإذن الله، مشكلتي هي أن حياتي في منتهى الصعوبة، وأحس بأن خياراتي محدودة، وسألخص لكم أوجه الصعوبات التي أواجهها:* هناك تمييز اجتماعي ضد أهل المخيمات في الوطن وضد الفتيات بشكل خاص، فلا تكافؤ في فرص العمل أو حتى فرص الزواج أو التعامل، أنا أشعر بالاختناق عند تذكري لقسوة المجتمع معي ولن أفصل ذلك لكم فالحديث عن ذلك مؤلم ومرير.* استشراء الفساد والفوضى في البلد، خسرت وظيفتي و هددت بعدم السماح لي بفتح صيدلية لأني حصلت على منحة وطالبت بحقي في الحصول على إجازة دراسية، بينما منحت إجازة لزميلتي التي عادت إلى وظيفتها بكل يسر.* فرصي في الزواج تقريبا كانت صفر، لقد قبلت بمن لا شهادة لهم ولم يعودوا رغم أني جميلة بفضل الله وعلى خلق.* أختي الكبرى مصابة بمرض خبيث في الدماغ (Multiple sclerosis) التصلب المتعدد.أنا لم أعرف كيف أتأقلم مع المحنة وكذلك أهلي، فأنا لا أستطيع أن أحدث أبي وأمي بمشاكلي فلقد باتا يخافان كثيرا من أي شيء. كما لا أستطيع التحدث إلى شقيقاتي المتزوجات فهن يصبن بالفزع من أي مشكلة بسيطة والسبب يا سيدي أن الجميع في العائلة يظن أن مرض أختي مرتبط بعدم زواجها. *أميركا كانت تجربة جيدة ولكنها باهظة التكاليف، لقد شعرت بوحدة قاسية وغياب تام للدعم العاطفي، حاولت كسر حواجز الوحدة ولكن هيهات فكلما أحسنت لأحد قلب إلي ظهر المجن، كما ومررت بأزمة عاطفية لم أجد فيها داعما أو مؤنسا.أنا لا أرغب في العودة إلى فلسطين حيث تنعدم أدنى الفرص بحياة آدمية عادلة. وبقائي هنا خيار مرير فأنا أحكم على نفسي بالموت العاطفي والوحدة الأبدية. أنا أتمنى لو تنتهي حياتي بطلقة على حاجز احتلالي، أشيروا علي فقد استوحشت من البشر والحجر والشجر ومررت بمواقف صعبة لم أذكرها لا يصمد معها الرجال.15/10/2006