إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   زززززززز 
السن:  
26
الجنس:   C?E? 
الديانة: muslim 
البلد:   USA 
عنوان المشكلة: آلام الغربة والاكتئاب 
تصنيف المشكلة: اضطرابات وجدانية: اكتئاب Major Depression 
تاريخ النشر: 06/11/2006 
 
تفاصيل المشكلة


حضرة الدكتور وائل هندي، حضرة الدكتور أحمد عبد الله،
هذه هي المرة الثانية التي أبعث بها إليكم وأنا في أمس الحاجة إلى النصح. اعتذر عن إرسال الرسالة عبر هذا الطريق،لكن لا سبيل آخر لدي.

أنا فتاة فلسطينية من مخيم للاجئين، عمري 26 عاما، على وشك إنهاء الماجستير من أميركا بإذن الله، مشكلتي هي أن حياتي في منتهى الصعوبة، وأحس بأن خياراتي محدودة، وسألخص لكم أوجه الصعوبات التي أواجهها:

* هناك تمييز اجتماعي ضد أهل المخيمات في الوطن وضد الفتيات بشكل خاص، فلا تكافؤ في فرص العمل أو حتى فرص الزواج أو التعامل، أنا أشعر بالاختناق عند تذكري لقسوة المجتمع معي ولن أفصل ذلك لكم فالحديث عن ذلك مؤلم ومرير.

* استشراء الفساد والفوضى في البلد، خسرت وظيفتي و هددت بعدم السماح لي بفتح صيدلية لأني حصلت على منحة وطالبت بحقي في الحصول على إجازة دراسية، بينما منحت إجازة لزميلتي التي عادت إلى وظيفتها بكل يسر.

* فرصي في الزواج تقريبا كانت صفر، لقد قبلت بمن لا شهادة لهم ولم يعودوا رغم أني جميلة بفضل الله وعلى خلق.

* أختي الكبرى مصابة بمرض خبيث في الدماغ (Multiple sclerosis) التصلب المتعدد.

أنا لم أعرف كيف أتأقلم مع المحنة وكذلك أهلي، فأنا لا أستطيع أن أحدث أبي وأمي بمشاكلي فلقد باتا يخافان كثيرا من أي شيء. كما لا أستطيع التحدث إلى شقيقاتي المتزوجات فهن يصبن بالفزع من أي مشكلة بسيطة والسبب يا سيدي أن الجميع في العائلة يظن أن مرض أختي مرتبط بعدم زواجها.

*أميركا كانت تجربة جيدة ولكنها باهظة التكاليف، لقد شعرت بوحدة قاسية وغياب تام للدعم العاطفي، حاولت كسر حواجز الوحدة ولكن هيهات فكلما أحسنت لأحد قلب إلي ظهر المجن، كما ومررت بأزمة عاطفية لم أجد فيها داعما أو مؤنسا.

أنا لا أرغب في العودة إلى فلسطين حيث تنعدم أدنى الفرص بحياة آدمية عادلة. وبقائي هنا خيار مرير فأنا أحكم على نفسي بالموت العاطفي والوحدة الأبدية.

أنا أتمنى لو تنتهي حياتي بطلقة على حاجز احتلالي، أشيروا علي فقد استوحشت من البشر والحجر والشجر ومررت بمواقف صعبة لم أذكرها لا يصمد معها الرجال.

15/10/2006

 
 
التعليق على المشكلة  

بادئ ذي بدء أحيي أخي الفاضل
أ.د. وائل أبو هندي والأخوة الكرام والزملاء الأعزاء مستشاري موقع مجانين نقطة كوم وأرسل لهم جميعا ولرواد هذا الموقع المتميز تحية من القلب بمناسبة عيد الفطر المبارك. وهذا الموقع يعتبر انطلاقة جادة ومخلصة للتغيير في بعض مفاهيم الأخوة في العالم العربي والإسلامي تجاه ما يسمى بالطب النفسي.

الأخت الفاضلة: نهال
من هذه المقدمة أردت أن أوضح لك أن هناك طرقا لتحقيق الذات وأنه لا داعي للاستسلام إلى اليأس والقنوط.
لقد قرأت رسالتك جيدا واكتشفت منها أنك إنسانة قوية وعنيده واخترت طريقا قد يكون صعبا على كثير من الرجال. لم أكتشف اضطرابا نفسيا محددا ولكن ما تمرين به إنما هو عبارة عن ضغوط اجتماعية ونفسية واقتصادية.

فأما الضغوط الاجتماعية فتتمثل في عدم ارتباطك عاطفيا حتى حينه وعدم توفيق في ارتباط عاطفي سابق ثم ما تتحدثين عنه بأن هناك تمييزا اجتماعيا ضد أهل المخيمات في الوطن وضد الفتيات بشكل خاص، فلا تكافؤ في فرص العمل أو حتى فرص الزواج أو التعامل. وكذلك مرض أختك وعدم زواجها وما يمثله من ضاغط اجتماعي واقتصادي على الأسرة ككل.

وأما الضغوط النفسية: فتتمثل في الإحساس بوحشة الغربة وفقد الثقة بالنفس وبالناس والإحساس الدائم بالخوف حتى في مواجهة المواقف والتفكير فيها بصورة عقلانية والإحساس باليأس من عدم تغيير الواقع الذي استشرى فيه الفساد كما تقولين (استشراء الفساد والفوضى في البلد ولكن هيهات فكلما أحسنت لأحد قلب إلي ظهر المجن). وأما الضغوط الاقتصادية فتتمثل في خسارتك لوظيفتك والتهديد بعدم السماح لك بفتح صيدلية وحتى في أميركا والتي كانت تجربتها جيدة ولكنها باهظة التكاليف. وقد يكون لي أكثر من تعليق على ظروفك وما تمرين به من معاناة ولكن لا أريد الخوض في ذلك كثيرا. ولكن لنستعرض سويا بعض الحلول حتى نخفف الضغوط الكثيرة التي تتعرضين لها:

1- أن تتبني قضية عظيمة، فبلدك محتل ويحتاج للكثير من جهود أبنائه ومنها التعبير إما بالحديث أو الكتابة للتعبير عن قضية أكبر مما يساعدك على التسامي على المخاوف الشخصية والحاجات الغريزية ويتبدل حب الإنسان للطين إلى حب الله والوطن ويتبدل المرض بشعور العزة والكرامة.

2-
أن تبحثي عن وتشاركي في جمعيات أو مؤسسات لأبناء وطنك الإسلامي والعربي فتدعمك اجتماعيا وتخفف عنك ألم وحدتك.

3- هناك بعد رابع لا يدري عنه الكثير فبالإضافة إلى البعد البيولوجي (الحيوي) والبعد النفسي والبعد الاجتماعي واللذين يؤثران في تكيف الإنسان واستقراره فالبعد الديني إيمانا وسلوكا من الضروريات لتحقيق معنى استمرار الإنسان في هذه الحياة بدلا من الانتحار بنيران العدو على الحواجز أو الانتحار بأي وسيلة أخرى أو الهروب والذوبان في المجتمع الأمريكي فتتقاذفك أمواج عاتية تضيع ما أنجزتِهِ من تقدم في تحصيلك العلمي حيث يعتبر ذلك نوعا من أنواع الكفاح وحيث خلق الإنسان في هذه الحياة لتحقيق رسالة ألا وهي عبادة الله.

4- وأثناء ذلك يمكنك البحث عن أي عمل مناسب يوفر لك القدر المادي الذي تحافظين به على كرامتك واحترامك لنفسك.

أختي الفاضلة أحييك على صبرك وصمودك واعلمي أنه قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. أرجو لك التوفيق في جميع أحوالك. وأخبرينا عن أحوالك... بسم الله الرحمن الرحيم: "وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " (العصر 1: 3 )صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

واقرئي من على استشارات مجانين:
تعاني في الغربة: ألم الرأس والنفس
الاكتئاب المتلصصُ في الغربة   
   
المستشار: أ.د.السيد صالح