عاجز.. يريد أن يتعلم السباحة!! بسم الله الرحمن الرحيم نعم أريد أن أتعلم السباحة في بحر الحياة.. بداية وقبل كل شيء أود أن أستبيحكم العذر إن أطلت فإنما مقصدي هو تفصيل مشكلتي بشكل واضح.. حقيقة لا أعلم من أين أبدأ لان مشكلتي الرئيسية والعقبة الأولى في حياتي هي (أنا).. أنا طالب جامعي أبلغ من العمر 21 سنة.. ملول.. انطوائي، عشت أغلب فترات حياتي وحيدا.. بلا أصدقاء, لا يوجد إنجاز أو شيء في حياتي يستحق الذكر كل يوم كالذي قبله. بعد تخرجي من المرحلة الثانوية. بتفوق على مستوى المنطقة عشت فترة من أكثر فترات حياتي ترددا وحيرة, باختصار شديد لم أكن أعلم ما الذي أريده, وحتى إن أردت شيئا أهرب منه!!.. لم أكن أو بالأصح لم أستطع الخروج من الدائرة التي أعيش فيها.. نظرا لمعدلي كنت أعلم جيدا أن كثيرا من الجامعات ذات المستوى العالي تفتح أذرعها لطلبة مثلي.. ناهيك عن فرصة الابتعاث الخارجي للطلبة المتفوقين لكنني وبالمقابل كان مجرد التفكير بأنني سأخرج من مدينتي التعيسة يصيبني بالهلع والرعب.. وأنا بالمناسبة أستصعب أتفه الأمور فما بالك باتخاذ قرار مصيري في حياتي. كنت (ومازلت) أصغر وأضعف من أن أتخذ قرارا كهذا.. تتالت علي الإيحاءات السلبية بشكل لا يطاق.. ماذا لو حصل كذا ماذا لو حصل ذاك؟ حتى في المنطقة التي أعيش فيها هناك جامعتان آثرت أن أدخل الجامعة ذات المستوى الضعيف والفاشل تعليميا لا لشيء وإنما لأنني أعلم أن هذا التخصص سيوفر لي وظيفة في مدينتي!!.. الذي أعرفه أن الشخص الطبيعي يطمح للمستقبل المشرق ويحاول جاهدا استغلال الفرص لتطوير حياته ونمط معيشته في حالتي العكس هو الصحيح كنت أحوال جاهدا لملمة شتات حياتي البسيطة السهلة اللينة, كنت ومازلت أرفض بل وأحارب مجبرا لا باختياري أي تغيير في حياتي مهما كان تافها. هذا التردد والقلق جعلني أفكر مليا بحياتي.. كنت في تلك الفترة ببداية تدين والتزام ولك أن تتخيل شخصا ينبذ هذا وراءه رغم أني وجدت لذة وحلاوة الإيمان ولكن لجهلي كنت أظن أن التدين هو السبب في هذا؟؟!!.. كنت مبدعا في خداع نفسي وتسمية الأمور بغير أسماءها.. عندما دعاني أحدهم للعمل معه في تجارته رفضت بحجة الزهد!! ولكن السبب الرئيسي هو الخوف من مواجهة الناس. عندما آثرت الانضمام لجامعتي التعيسة كنت أعتبر هذا العمل زهدا ورفضا لزخارف الدنيا!!؟؟.. بينما الحقيقة هي أنني أجبن من أن أحدث أي نقلة في حياتي. حتى اليوم ورغم كرهي لهذه الجامعة لا أستطيع أن أتركها لأنني أجبن من أقدم على هذا.. كنت في السابق لا أؤمن بأنه يمكن لفيلم ما أن يغير حياة شخص ما لكنني وبعد مشاهدتي لـلتحفة الدرامية good well hunting تغيرت نظرتي, في هذا الفيلم رأيت شريط حياتي يمر أمامي, شاب عبقري في الرياضيات أمامه مستقبل مشرق وواعد ولكن بدلا من ذلك يؤثر أن يعيش على هامش الحياة.. دائما ما تأتيني أفكار بأن أكون راعيا للغنم أو صاحب مزرعة أو أن أعيش في الصحراء.. الرابط في جميع هذه الوظائف هو لا وجود للمسؤولية.. لا تحديات لا وجود لأي اتصال مع أي مخلوق كان. الشيء الوحيد الذي أجيده هو القراءة.. لا اصدق متى أرجع لجنتي (غرفتي) حتى أنهمك في القراءة أو البحث في الانترنت.. اسألني عن التاريخ, الفن, السياسة, علم النفس, الاجتماع, الاقتصاد, الشريعة أو أي موضوع يخطر على بالك فإنني على استعداد تام لان أعطيك إجابة وافية.. ولكن لا تنتظر مني أن أحدث أي تغيير بسيط لأنني ببساطة فقدت القدرة على ذلك. لا أقدر حتى على تكوين صداقات لأنني أخاف.. ربما من الألم.. أخاف من الرفض.. أكره النظرات الجائعة.. أخاف أن يعرفوا الطفل الخائف الصغير المختبئ خلف قناع الشاب المهيب. كل ما أريده الآن هو أن أتغير لأنني سئمت من نفسي.. هناك حياة يجب أن تعاش!!.. لا أدري ولكن أعتقد أن ظروف نشأتي ساهمت بشكل أو بآخر بما أمر به الآن.. سأتحدث عن نشأتي لان هذا أدعى لفهم المشكلة.. نشأت نشأة عادية كأي طفل في عائلة محبة.. بلا مشاكل ولا منغصات.. في سن السادسة تعرضت للتحرش الجنسي من أحد أقاربي ثم تلاه في سن السابعة تحرش آخر من قريب آخر!!. لم يكن اغتصابا بل مجرد لمس في المناطق الحساسة. مهما كان نوع التحرش فانه غني عن القول أنه ترك جرحا في نفسي لا يندمل. استمرت عجلة الحياة و أكملت دراسة المرحلة الابتدائية وكانت من أروع مراحل حياتي على الإطلاق. انتقلت بعدها لأتعس و أقبح فترة عشتها في حياتي وهي المرحلة المتوسطة حيث انتقلت إلى مدرسة اشتهرت بسمعتها السيئة (كان نصف الفصل ممن هم أكبر مني سنا وبمراحل!!!) لثلاث سنوات تعرضت لأبشع أنواع الاعتداء الجسدي وبشكل أكبر (العاطفي).. كنت محل سخرية واستهزاء.. كان طموحي يقتصر على أن أصل إلى غرفة الفصل دون أن أتعرض للسخرية والاستهزاء.. لم أكن قبيحا أو أحمقا.. إنما كنت مختلفا.. كان فكري أكبر من عمري.. عندما يقوم طالب ما بعمل سيء من وراءي لم أكن أرد بالمثل لان هذا ليس ما تربيت عليه؟!.. كنت الطفل الصحيح في المكان الخطأ.. الآن وبعد كل هذه السنين أعتقد أن هناك جانبا من نفسي لم يكبر بعد.. جانب مكبوت.. المصيبة العظمى أنه لم يكن هناك سند لي.. والدي كان وجوده مثل عدمه لم أحس يوما بأن هناك ظهرا أستند عليه.. غير والدتي رعاها الله وحفظها.. عندما طلبت منه مبلغا من المال زجرني وقال بالحرف الواحد اذهب واعمل في الشارع ليس لك عندي شيء؟!.. كانت صدمة مازالت آثارها باقية. في سن السادسة عشر قام والدي بترك المنزل ولم نر وجهه لمدة 3 سنوات مما ترك حملا ثقيلا علي.. لا أقصد ماديا فنحن في خير وسعة ولكن نفسيا.. كنت أصغر من أبوأ بحمل كهذا.. أم وثلاث أخوات.. هذا الشعور بالرفض حتى من أقرب الناس إلي (أبي) عزز في السلبية والخوف والرهبة من مواجهة الحياة.. قبل 4 أشهر قمت بمجازفة كبرى (على الأقل بالنسبة لي) حيث قمت بالسفر لكندا للدراسة لمدة ثلاثة أشهر كنوع من التغيير.. لكنني للأسف وجدت أنني أهرب من نفسي.. رغم تغير البيئة والمحيط الاجتماعي إلا أن طريقة تعاملي مع الأمور اليومية هي هي لم تتغير. قبل فترة طويلة ذهبت إلى طبيب نفسي ووصف لي حبوبا (سيروكسات) ولم تجد نفعا لأنني أعلم جيدا أن مشكلتي أعمق من أن تشفى بوصفة دوائية!! أرجوكم ثم أرجوكم أريد حلا.. أريد أن أتغير ولكن لا أعرف كيف؟ 24/11/2006