جمود القلب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛سيدي لماذا نفقد في بعض الأحيان التي غالبا ما تكون لفترات طويلة عندي الإحساس بالحب ولا أعني الحب باتجاه الجنس الآخر فقط بل إنما حتى الأصدقاء والأقارب ولكن لا أقول أكرههم بل أشعر نحوهم بلا شيء فعلا لا أستطيع أن أسميه فقط لا شيء لا أحب ولا أكره حتى لو تطرقت لموضوع الجنس الآخر الذي يفترض به أن يظهر مثل هذا الإحساس فقد سبق لي تجربة موضوع الارتباط لكن أيضا لا شيء لا أستطيع إحساس الحب تجاه الآخرين إنما بداخلي حزن عميق ليس من الآن ولكن منذ أن وعيت على معنى تلك الكلمات لم أتعرض لطفولة قاسية ولا مدللة إنما طفولة عادية وأهرب كثيرا من الواقع عن طريق أحلام اليقظة يبدو أنني ارفضه وارفض حتى الأشخاص الذين يحتويهم هذا الواقع ولكن لماذا يكون هذا الإحساس بالرفض؟ هل لأنه لا يناسبني مثلا؟ أعتقد أن اغلب الناس غير راضين عن واقعهم ويتمنون واقع افضل لان ابن آدم خلق هلوعا......، إذن هي صفة إنسانية بحتة وليست مرضا أعني عدم الرضا بالواقع والذي ينتج منه تمني الأفضل ومن أساليبه أحلام اليقظة.أشعر برغبتك في أن تسألني أين المشكلة؟ معك حق ولكني أيضا ابحث عن حل لكل ما نعانيه من آلام رغم أنه من صفات الله الرحمة. أعتذر عن الجملة الأخيرة لأني أرى فيها تطاول من بني آدم خلق هلوعا ولكني أردت تركها لعل يكون لها مدلول عندك. 14/10/2003
الأخ المرسل: أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، يبدو أن صفحتنا هذه تتحول بالتدريج إلى ما يشبه المقهى الإليكتروني، أو الجدار الطويل الذي يستغله البعض للكتابة والتنفيس غير المنتظم عن مشاكلهم أو بالأحرى ما يدور بداخلهم من أفكار، ولو كانت غير واضحة لديهم أصلا، أو مجرد خواطر مبتورة، أو غير متبلورة، ومن اللطيف أنكم تتركون لنا التخمين والتأويل لنخرج من سطوركم غير الدالة بمعاني، أو من ألغازكم الغامضة بتساؤلات بشكل عام فإنني أعتقد أن الحب أصلا هو شيء يستعصي على الفهم والتفسير، أو الإثبات بدليل، فإن عدم الحب هو أيضا معنى غامض وإثباته صعب، وعدم القدرة على ربط علاقة بطرف آخر من أنواع العجز الإنساني، والجهل العاطفي، وفي الأمر فنون وتدريبات، ووعي غائب عن حياتنا مما يزيد الالتباس والتشويش. وحديثك عن أحلام اليقظة والحزن العميق ورفض الواقع يعني أن لديك حالة مستمرة من اعتلال المزاج، وهو ما يزيد من تشوشك وعدم قدرتك على التعامل الإيجابي مع الواقع، وقد يكون السبب الأهم في كل هذا أنك تعاني من اضطراب مزاجي متوسط الشدة غالبا أي أعراض اكتئابية هي السر في هذه الحالة الدائمة من عدم الرضا، وضعف التفاعلية، والمبادرة. ولا يمكن الجزم بهذا إلا بعد فحصك إكلينيكيا بمعرفة متخصص، ولا ينفصل عن هذا -فيما يبدو – ضعف الشبكة الاجتماعية المحيطة بك، وتأثر علاقتك بالله سبحانه بسبب ما تعانيه من أعراض مرضية، وأرجو ألا تتردد في طلب العون من المتخصص. * ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الابن العزيز السائل أهلا وسهلا بك، لقد وضح لك أخي وزميلي المستشار الدكتور أحمد عبد الله، حاجتنا إلى تفاصيل أكثر توصيلا للمفاهيم التي تتسببُ في معاناتك، وأنا فقط هنا سأحيلك إلى عدة ردود سابقة لمستشارينا على صفحة استشارات مجانين لتجد فيها ربما ما لم تستطع قوله لنا وهي تدور حول الاكتئاب وعسر المزاج وأيضًا أحلام اليقظة، وربما تجد الحل لمعاناتك في أحدها، فانقر على العناوين التالية: اللا مبالاة هل هي اكتئاب ؟ / عسر المزاج والاكتئاب / التفكير النكدي / الاكتئاب الجسيم وماذا بعد / الاكتئاب الدائم أم عسر المزاج / الاكتئاب المتبقي أم العلاج المنقوص ؟ / الوسواس القهري وأحلام اليقظة. نرجو أن نكونَ قد أفدناك وأن تكونَ استشارتك القادمة أكثر إفادةً لنا من ناحية التفاصيل وتتبع الفكرة إلى آخرها، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.