السلام عليكم؛أنا منى صاحبة مشكلتي حب الألم واستعذابه، أعلم لقد أثقلت عليك لكني وصلت للنهاية، لم أعد أحتمل الرغبة في الألم تكاد تصيبني بالجنون، رغبة جامحة... شرسة تكاد تمزقني أنا مجنونة أعلم هذا، هذا الاشتياق إلى الألم والعذاب لم أعد أفكر تقريبا إلا في هذا، وأنا مستيقظة وأنا نائمة أوقاتي كلها وأنا صاحية أفكر في الألم لا أنام أو أنعس إلا أثناء تفكيري فيه، فما أن أنعس حتى تبدأ أحلام عذابي التي أشتاق إلى تحقيقها.هذه هي حياتي الآن الرغبة في الألم فقط... لم تعد أحلام اليقظة كافية لكني لم أتوقف عنها لحظة واحدة أما جسدي فحدث ولا حرج.... لقد تشوه ذراعي تماما لم أعد أستطيع الوضوء أمام أحد أو خلع ملابسي أمام إخوتي!الصيف على الوشك البدء وكل ملابسي الصيفية تكشف عن ذراعي ماذا أقول لأهلي إذا رأوا تلك الندوب؟ وماذا أقول لهم إذا ارتديت ملابس ذات أكمام طويلة على غير عادتي، الألم فقط هو ما أحلم به لا أفكر إلا فيه مما أصابني بنوع غريب من الإرهاق الذهني حتى أنني أفتح عيني بصعوبة، الصداع لا يفارقني أصحو من النوم وكأنني كنت في معركة زيادة شديدة في ضربات القلب التي أعالج منها أساسا والتي أزيد من جرعات علاجها دون جدوى.الشرود الدائم عدم القدرة على التركيز حتى القراءة التي أفرط فيها لم أعد أهتم بها كما كنت من قبل والسبب أنني إنسانة غير سوية مشوهة داخليا تستعذب الألم وتتمناه، هل تعرف ما أخاف منه حقا ألا أستطيع الاستمتاع بحياتي الزوجية إلا بالإهانة كما قرأت عن بعض الزوجات فآخر ما أريده هو الإهانة، ثم ماذا سيحدث إذا رأى زوج جسد زوجته المشوه ليلة الزفاف أي صدمة سيلاقيها إذا عرف أنها من فعلت هذا أول ما سيفكر فيه أنه وقع ضحية زوجة مجنونة لا تتورع عن تقطيع جسدها وبالتالي ستقوده أفكاره إلى نفسه وأولاده هل سيأتمنها على أولادهأفكر في شيء ربما إذا حصلت على الألم قلت وخمدت رغبتي فيه، أما ما أعيشه الآن فهو العذاب بعينه، ثم لماذا لا تتحدثون إلا عن المازوخية وعلاقتها بالإثارة الجنسية.هذا ما يجعلني أتحاشى دائما الحديث عن الموضوع مع طبيبي المعالج، لقد أخبرته كما نصحتني لكني كدت أصاب بانهيار عصبي عندما تطرقنا لهذا الموضوع المخجل مما جعلني أبتعد تماما عن الحديث عن معاناتي أو أؤجلها، إلا أني أعلم أنه سيفتح الموضوع آجلا أم عاجلا.هل هناك حل أرجوك أن تجيب عن سؤالي بصدق كيف يمكن لأمثالنا أن يكرهوا هذه الممارسات على الرغم من استمتاعنا بها وانشغال عقلنا بها طوال الوقت، كيف يمكن أن أكف عن تشويه جسدي، لم أعد أقدر على المقاومة لقد كنت على موعد مع طبيبي النفسي فما كان مني إلا أن دخلت حمام العيادة وقمت بجرح ذراعي وتركت الدم ينساب مني في الحوض، فأنا أعشق رؤية دمائي وهي تقطر أمام عيني وأحب إحساس البلل الذي أشعر به والدم ينساب مني ليبلل ملابسي، هل تعرف لا اشعر بتلك المتعة إذا حدث الجرح غصب عنى لابد من أن أقوم أنا بجرح نفسي.ما الحل؟ أنني أعشق حتى مشاهد التعذيب في الأفلام وأسترجعها طويلا في ذهني لأيام بل أقوم أيضا بتمثيلها حيث أغلق باب الحجرة وأظل أتلوى وأصرخ سرا وأؤلف مشاهد مؤلمة أمثلها وأستمتع بها، هذا غير الأشخاص والأسر الخيالية التي أعيش معها وأتحدث معهم لأحصل على ما أريد من مشاهد مؤلمة، فأنا أعيش حياتين حياتي العادية وحياة أخرى داخل عقلي بها أم وأب وأخوة مختلفون، يعمل بعضهم أطباء أما أنا فريضة دائما يحاولون علاجها مما يعطيني مساحة واسعة من الأفكار والأساليب المؤلمة التي أحلم بها طوال الوقت وأمثلها في بعض الأحيان، تلك هي حياتي لقد ضقت ذرعا.إما أن أحصل على ما أريد من الآلام وإما أن تختفي رغبتي فيها أما ما أعيشه الآن من عذاب فقد فقدت، القدرة على احتماله.ما الحل؟ أرجوك أخبرني.28/2/2007
أما إصرارك على طلب العلاج من وراء حجاب فلا أظنه سيفيد إلا إن كنت تنتظرين منا ردا مؤلما تضيفينه إلى سلسلة الآلام الممتعة.... وبالمناسبة نحن لا نركز فقط على المازوخية الجنسية كما يتضح من قراءة مقال المازوخية، ولكن مرسلي الاستشارات هم الذين يركزون.اسمعي يا منى إما أن تكوني واضحة صريحة مستعدة بالفعل لتحمل مشقة أن توضحي نفسك أمام المعالج ليتمكن هو من مساعدتك بالفعل ليس فقط في الوسواس أو الاكتئاب وإنما أيضًا في حب الألم واستعذابه، إما هذا وإما فاعلمي أننا لا نستطيع تقديم شيء أكثر مما قدمنا.