السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..... أنا صاحب مشكلة(الخروج من سجن المثلية : ما ظهر وما بطن!). سيدي الفاضل د/وائل... أنا مذهول.. ومصدوم.... السبب هو أنني كنت انتهيت من كتابة رسالتي الثانية إلى موقعكم بعد تردد أسابيع بسبب عجزي عن تقرير أهمية الموضوع من عدمها, حين قرأت رسالة(سجن الميول المثلية: قضبان وهمية!) وأنا أستعد لإرسال رسالتي إليكم....!!!!
لله مقادير عجيبة..... على العموم هذا هو نص الرسالة.... لكي تضحك مثلي على سذاجتي... وأنا الذي كنت أخشى أن أتهم بالمبالغة!!!!!!!!؟؟؟ وهذا هو نص الرسالة الساذجة....
[المثلية كظاهرة... مطلوب إسعافات أولية لتقليل الخسائر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه..!]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أستاذي الفاضل د/وائل أبو هندي.. لا أستطيع أن أصف لك امتناني وسعادتي بسرعة ردكم على رسالتي(الخروج من سجن المثلية : ما ظهر وما بطن!).. فردكم(الرائع) لم يخل من اهتمام شديد.. وحسن ظن(مفرط).. وثقة غالية..... لا أعتقد أنني أستحق كل هذا...!!!
لكنني مع ذلك أريد أن أستوضح جزئية صغيرة, وهي: لماذا تعاملت معي في ردك على أنني(واحد من الذين خاضوا تجربة الابتلاء بالميول الجنسية المثلية بنجاح) مع أنني لا أعتبر نفسي قطعت سوى نصف الطريق فحسب...
لا أنكر فضل الله سبحانه وتعالى علي بأن وفقني لخطوات كثيرة نحو الأمام, أهم ما فيها أنها أعطتني دافعاً وأملاً عظيماً في أن هذه ليست –(لعنة أبدية التصقت بي)-... ولكنني لا زلت- كما ذكرت من قبل- أجد في نفسي ميلاً غير قليل نحو الذكور....
ربما أصبح تحت السيطرة أكثر... وربما أصبح من نوع(أقل تشوهاً)!!, لكنني لا أخفي عليكم قلقي من وجوده أصلاً.. ولا أخفي عليكم كذلك قلقي من تأثيره على نجاحي في الزواج, خاصة أنه في عدد غير قليل من المشكلات على صفحة مشاكل وحلول بموقع إسلام أون لاين أجد هؤلاء المزدوجي التوجه يفشلون في زواجهم حتى بعد سنوات من المعاشرة الطبيعية بل وإنجاب الأطفال!!!..... كما لاحظت أن الدكتور عمرو أبو خليل يميل إلى أن إقبال من هو غير واثق من ميوله الجنسية على الزواج فيه نوع من الظلم للطرف الآخر..!!!! وهو كلام له وجاهته.. !!!!؟
والأهم من كل ذلك أنني لست أقنع بكوني -(مزدوج التوجه الجنسي Bisexual)- فضلا عن أن(أفخر به)!!!!!!؟، وأنا أحكي كل هذا لأنني أريد أن أعرف هل ما ورد في ردكم علي كان من باب التشجيع... أم أنك كنت تلمح إلى أن هذا –(النجاح)- هو بالفعل أقصى ما يمكن الوصول إليه؟؟؟....
عموماً.. أنا لم أشغل هذه المساحة من وقتكم الغالي من أجل هذا السؤال فقط..!! لكنني أريد منك ومن فريق المستشارين أمراً سأحاول توضيحه بعد قليل... لكنني قبلاً أريد أن أعرج على جزئية –(الطب النفسي الإسلامي)-....
سيدي الفاضل... إن عدم وجود هذه المدرسة في الطب النفسي حتى الآن هو غالباً المسؤول الرئيسي عن نظرة الناس في مجتمعاتنا الإسلامية للطب النفسي عموماً, أو لنقل رفض الناس لهذا الفرع الذي يمكن أن يكون مهماً –وأقول يمكن- فأنا مقتنع تماماً بعلم النفس كفرع من العلوم, لكنني أرفض تماماً –كغيري من المسلمين– الكثير من الأفكار التي تعتبر مسلمات في علم النفس الغربي...
والواقع أننا بأمس الحاجة إلى تمييز هويتنا كمسلمين, والتي هي من الثراء والقوة بما يجعلها تطمس أي هوية أخرى... بل وتصبغ حتى مسيحيو الشرق بعادات وتقاليد لا تجدها في الغرب... ولا أدري لماذا يكافح ويناضل بعض من يحملون أسماءً إسلامية في سبيل صهر ثقافتنا وأيدلوجيتنا في الثقافة الغربية, والتي يرفضها كثير من أهلها أنفسهم!!؟....... ولأن ثقافتنا ثقافة ربانية... فهي غير قابلة للانصهار... لذلك كانت النتيجة هي الانفصال والازدواجية التي تميز مجتمعاتنا اليوم في الكثير من جوانب الحياة... ومن أوضح الأمثلة على هذا الانفصال هو نظرة مجتمعنا للطب النفسي.....!!!!! فهذا الرفض والاستخفاف بل والسخرية سببها أصلاً حساسية المجال الذي يمسه.., وشدة التباين بين النفسية والعقلية الغربية التي صاغت النظريات التي يحاول البعض تطبيقها بحرفية غبية عندنا....وبين البنية الأساسية لثقافة الفرد في مجتمعنا...
لذلك أعتقد أن ظهور المدرسة الإسلامية في علم النفس سيكون كسباً للعلم نفسه.., كما سيغير تماماً من نظرة مجتمعاتنا له, وبالتالي أرجو أن يزيد -ان شاء الله- من فعالية دوره في حل المشاكل الموجودة والكامنة في مجتمعاتنا الإسلامية........ فلا يملك أي عاقل غيور بعد كل هذا إلا أن يدعو لكم بالتوفيق والتيسير والاستمرار مع عظيم الأجر, إن شاء الله...
ربما يكون ما سبق مقدمة للموضوع الذي أريد البدء فيه من أسابيع -من قبل حتى رسالتي الأولى- ولا أعرف كيف أعبر عنه....!!(وهذا ما أخر هذه المتابعة رغم أنني تمنيت الرد في نفس اليوم..).
لقد قرأت كل الرسائل التي(مَسّت) موضوع الميول الجنسية المثلية, على موقعكم ومن قبل مولده على صفحة مشاكل وحلول بموقع إسلام أون لاين,... قرأتها عدة مرات... وقرأت الردود حتى أصبحت أميز المستشار من أسلوبه ومن وجهات النظر التي يتبناها... لكنني كنت دائماً أجد فكري متجهاً لزاوية أخرى للموضوع غير التي يتناولها أصحاب المشكلات وبالتالي من يتولون الرد عليهم...!!
أجدني أفكر في المشكلة(كظاهرة) منتشرة –ولا شك– في مجتمعاتنا... وأفكر في عدد الأشخاص الذين يعانون في صمت مما أعاني منه أنا وأصحاب تلك المشكلات...., هؤلاء الأشخاص الذين يحملون في داخلهم سراً يمزقهم في الوقت الذي يروحون ويجيئون بين الناس كأكثر خلق الله طبيعية وسعادة واستقرار...
إذا استقرأنا المؤشرات والتجارب المتاحة سنتوقع أن عدد هؤلاء الأشخاص غير قليل أبداً – مع عدم تجانس التوزيع الجغرافي بالطبع–..... في الغرب يقولون أن واحداً من كل عشرة أشخاص هو شخص شاذ...!!... وماذا عنا نحن؟؟ ربما نفس النسبة وهذا لا أستبعده.... وربما أقل أو أكثر... لكنهم بالتأكيد كثير... جداً..!!! خاصة لو وضعنا في اعتبارنا أن الذي يعاني من الميول المثلية لا يفصح عن معاناته أو يعترف بسره, ولا تظهر عليه أعراض واضحة في أغلب الأحيان.
إذن فنحن لا نتكلم عن الجزء المغمور من(الكرة الثلجية)... وإنما عن الجزء الذائب منها في الماء المحيط بها!!!! وللأمانة ليس هؤلاء من يشغلون الحيز الأكبر من قلقي... لكن ضحاياهم المتوقعون... بل.. المستمرون كل يوم.... لا أعتقد أننا سندفن رؤوسنا في الرمال وننكر أن الاعتداء على الأطفال– بمختلف درجاته- لا يحدث عندنا بشكل خطير, ولا أن كثير من هؤلاء الأطفال– ولن أقول معظمهم– سيكبر ليعاني بدوره من تشوهات نفسية جنسية... وربما يكون له ضحاياه بدوره....!! إنه ميراث ملوث ينتقل من جيل إلى جيل عبر لحظات حماقة شهوانية.........!!!
أعرف أن كلامي هذا غير دقيق ويقبل الأخذ والرد... لكنني واثق أن هناك الآلاف ممن يقرءون هذه الصفحة ويعانون في صمت... وكثير منهم لن يلجأ لطلب العلاج إما لعدم ثقته في الطب النفسي كما أسلفت, وإما لأسباب اقتصادية أو خوفاً من الفضيحة.... وإما يأساً وإحباطاً... من ثقل السر الذي يحمله... فإذا كان الاحتفاظ بأي سر له تأثير الذنب على صاحبه -على زعم (كارل جوستاف يونج)-, فما بالك إذا كان هذا السر يعتبر ذنباً في حد ذاته؟؟
ما أريد قوله أن نسبة غير قليلة من مجتمعاتنا محتاجون ليد تمتد إليهم لتساعدهم أو لتمنعهم من إيذاء أنفسهم أو غيرهم نتيجة لقلة الوعي... أو ربما انعدام الوعي....!!!.... هناك لحظة في حياة كل شخص وقع في الفاحشة التي يهتز لها عرش الرحمن... كان يمكن لو سمع فيها كلمة أن يغير مسار تصرفاته.. وأن يبدأ رحلة السباحة عكس تيار ميوله الشاذة من نقطة أقرب بكثير إلى شاطئ الحياة الطبيعية....!!! وأنا أريد أن تنطلق هذه الكلمة من هذا الموقع...... فأنتم اخترتم أن تحملوا مسؤولية مساعدة عباد الله بما آتاكم الله من علم وخبرة... مقابل أجر مؤجل ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون...
أنا مقتنع تماماً – والآن أكثر من ذي قبل– أن المساعدة النفسية يمكن أن تساعد الكثير منهم, ومقتنع كذلك أن العلاج عن طريق الإنترنت هو من الصعوبة بمكان.... لكنني أعتقد أن الأمر يستحق إجراءا أسرع من هذه الخطوة التي قد تتأخر عند البعض وقد لا تأتي عند البعض الآخر... بلفظ آخر, أنني أرى أن الحالة خطيرة وتحتاج إلى إسعافات أولية إلى حين الوصول إلى المستشفى...
مجرد زيادة وعي على شكل قواعد, أو توجيهات لأفعال إيجابية يستطيع الشخص أن يبدأ في تنفيذها قبل أن ينتهي من قراءة الصفحة إذا كان صادقاً في الرغبة في التخلص مما هو فيه... وهي في نفس الوقت خطوة أولى وتمهيدية قبل بدء العلاج مع أي حالة أياً كان وضعها....
بالطبع ردود المستشارين مليئة بمثل هذه الخطوات الأساسية, لكنها مبعثرة هنا وهناك... وقصدي من هذه الرسالة –بعد إذنكم- أن أزيد على أعبائكم الكثيرة عبء تجميع هذه النقاط من بطون الإجابات السابقة وصياغتها على شكل نقاط في ملف قابل للتحديث يمثل إجراءاً وقائياً لتقليل الخسائر في صفوف شبابنا....
ومما شجعني أكثر على هذا الاقتراح, أنني وجدت الرد على رسالة (انحراف مسار الغريزة: ميلٌ مثلي للرجال الكبار) يمثل صورة قريبة مما في تصوري وبأسلوب رائع,.... لكنه يظل موجهاً لشخص بعينه.. وتأثيره يختلف عما لو كان موجهاً لكل من يقرأ الرد... لكنه مفيد جداً.. وسأحاول – مضطراً – أن أوضح أكثر تخيلي لما يمكن أن يقال في مثل هذا الموضع (مع رفع الملام عن اجتهادي فأنا غير متخصص):
* أولاً: وقبل أي شيء... استعن بالله... ثم... استعن بالصبر والصلاة, فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر... * ثانياً: توقف فوراً عن مطالعة المواد المثيرة والتي ترسخ الميول الشاذة وعلى رأسها طبعاً المواقع الإباحية والصور والقصص والحوارات الجنسية...!!
* لا تخبر أحداً بميولك المثلية إلا في حالة طلب العلاج من شخص مختص.. ولا حتى عن طريق الإنترنت أو (الشات) خاصة لو كان مع أشخاص من نفس البلد..
* إذا شككت في أن شخصاً ما, عنده ميولاً شاذة, فلا تحاول أن تتأكد, بل احرص على أن تعطي عن نفسك انطباعاً بأنك من أبعد الناس عن هذا السلوك..
* إذا كنت ممن يمارسون أي نوع من السلوك الجنسيٍ مع آخرين فعليك أن تقطع علاقتك فوراً بجميع من هم على علم بهذا السلوك..
* أحكام الشرع في غض البصر وتحريم الخلوة ليست مقصورة على المرأة وانما تمتد لتشمل الصبي الأمرد ومن في حكمهم ممن لا يأمن الشخص على نفسه الفتنة معه..
* لا تحتفظ بصديق مقرب واحد......( إمّا شلة و إما لا ).....!!!
* إذا كانت عندك أي مشاعر سلبية مرتبطة بالشذوذ فحاول أن تستحضرها كلما شعرت بالإثارة (كأن تكون قد جربت الأمر مرة ولم يكن ممتعاً كما تصور لك خيالاتك..). * إذا كانت عندك أي مشاعر نحو الجنس الآخر, فاحرص على التركيز عليها واستحضرها في تفكيرك بشكل دائم... * إذا كنت تعرضت لتجربة قاسية وأنت صغير... فإياك أن تكون السبب في تعريض غيرك لمثلها... و تأكد أن الطفل يعي ويسجل كل شيء مهما كان صغيراً..
* لا تسمح لشهوتك أن تتحكم في تصرفاتك... وأنا لست أهلاً للفتوى ولكنني أعتقد أن الشخص غير القادر على الزواج إذا كانت زيادة شهوته يمكن أن تسبب له الضعف أمام بعض الممنوعات كالدخول على مواقع جنسية أو شات جنسي أو الوقوع في فعل محرم مع طفل أو صديق مثلاً... فأنا أعتقد أنه يشرع له –وربما يجب عليه– أن يفرغ شهوته بالاستمناء من باب سد الذرائع... على أن تكون المتعة الجنسية المصاحبة للاستمناء(متعة ميكانيكية)سريعة...!! بدلاً من المتعة(الوجدانية) التي يحدثها سماح الشخص لنفسه بأن يعيش لمدة يحرص على إطالتها في حالة طلب المتعة سواء من المواقع الإباحية أو من ممارسات شاذة مثلاً والتي ترسخ ميوله الشاذة وتؤكدها وبالتالي تطيل مشوار العودة..!! *...... أعتقد أنني أوضحت فكرتي.. وهذا اجتهادي... ولست عنه راض... ولم أقدمه إلا لأوضح الصورة التي في ذهني, وأنا أعرف أنكم– إن وافقتموني في رأيي- ستعالجون الأمر كما ينبغي إن شاء الله...
وأخيراً.... لا يهمني أن أرى هذه الرسالة على الصفحة.... لكن ما يهمني أن أكون شريكاً لكم في الأجر في كلمة ينفع الله بها.... وجزيتم خير الجزاء....
14/10/2003
|