إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   مشكلة 
السن:  
none
الجنس:   C?E? 
الديانة:  
البلد:    
عنوان المشكلة: قاتل الله البخل والبخلاء 
تصنيف المشكلة: اضطرابات وجدانية: اكتئاب Major Depression 
تاريخ النشر: 04/03/2007 
 
تفاصيل المشكلة

 


أشعر بأني فاشلة فلقد فشلت في كل شيء. كنت طالبة متفوقة أيام المدرسة ودخلت الجامعة بنسبة مرتفعة ثم اخترت الدراسة في كلية الهندسة ولكني أخفقت في الدراسة ورسبت في 6 ‏مواد ثم تم إجباري على دخول قسم هندسة الكهرباء لأن الأقسام الأخرى عليها تنافس شديد مثل قسم الاتصالات والكمبيوتر، كما أني لم استطيع قبول خيار التحويل لكلية الآداب لأن أهلي يرون بأنها كلية متدنية المستوى وأهلي يوهمون أنفسهم بأني فتاة عبقرية!! ‏وكل أخوتي خريجو كليات علمية. منذ أن دخلت قسم الكهرباء في الكلية عرفت بأني حياتي تغيرت فأنا لا أعرف شيئا في الكهرباء والمحطات والمحولات وكنت تقريبا البنت الوحيدة في التخصص مع عدد غفير من الذكور.

‏تخرجت بعد معاناة شديدة واضطررت لزيارة القسم النفسي بالمستشفى بسبب إصابتي بما وصفه الأطباء بالاكتئاب مع أني لم أخبرهم عن حقيقية أني اكره تخصصي وأخذت حبوب ايفيكسر وشعرت أن معنوياتي ارتفعت قليلا ونجحت بعلامة امتياز مع مرتبة الشرف في مشروع التخرج! ‏وبعد التخرج التحقت بشركة كهرباء كمهندسة تم استقبالي في الشركة وسط استغراب من جميع المهندسين الذكور. ‏

يحاول الجميع إحراجي ويسألون الم تجدي غير هذا التخصص كي تدرسيه؟ هذا صعب جدا بالنسبة لفتاة؟ هل سترتدين ملابس الوقاية من أخطار الكهرباء overall‏‏؟ هل ستذهبين معنا إلى المحطات؟؟ أشعر أن الجميع يحاول إحراجي والتحبيط من معنوياتي. ‏أكره مكان عملي وأكره رئيس القسم الذي لا ينظر إلي حتى ولا يكترث لوجودي أبدا، اشعر أنهم وظفوني في الشركة حتى أكون كديكور لأنه مضى عام على انضمامي للشركة وحتى الآن لا يوجد أي شيء أعمله بل أتقاضى راتبي بمجرد الجلوس في المكتب أمام النت!! ‏

أقضي كل وقتي في البكاء وذرف الدموع وحين أطلب من رئيس القسم أن يعلمني شيئا عن العمل يقول أنا لست فاضي عندي أعمال كثيرة أقوم بها! ‏وحين كلمني المدير الإداري وحين سألني كيف العمل قلت له لا اعرف أي شيء عن العمل لأن رئيس القسم دائما مشغول فقال انه أخطائك فأنتي لم تقدرين أن تندمجي مع رئيس القسم ونحن لا نهتم بك ولا يهمنا إذا بقيت بدون عمل عليك أنتي أن تسعي للمعرفة والتعلم وقال عني بأن وجهي حزين وأني أخجل من التعلم!! ‏

وقال لي أنتي لا تصلحين كمهندسة وأرى أن أضعك كمنسقة مكتب!!!!!! ‏تلقي الإدارة اللوم علي لأنني الأضعف في الشركة أما رئيس القسم فهو صاحب الوجه الضحوك وهو الذي يصبح على جميع المهندسين الذكور في الصباح وينسى أن يلتفت إلى ويقول صباح الخير!!! ‏و هو الذي ما إن ينضم مهندس ذكر جديد تحت رئاسته حتى يهرع إليه بجميع التقارير والمعلومات ويناديه للمكتب ويناقشه ويسأله عن كل شيء ويحاول جهده أن يشرك المهندس الذكر الجديد المسكين حتى يدخله في جو العمل!!!!!!!!!

لا أريد أن أخرج إلى المحطات أبدا فأنا أجلس في المكتب بصفة دائمة وربما لهذا السبب يستصغرني الجميع!!! ‏ماذا افعل فأبي متشدد جدا هو سيسمح لي بالخروج للمحطات ولكن سوف يؤذيني بتدخلاته المستمرة في حياتي وفي كل كبيرة وصغيرة وشاردة وواردة!! ‏ليس لأن أبي يحبني ولكن لأنه يرغب بتملكي من الأعلى للأسفل!

‏وأبي جدا جدا بخيل ولم يكن يصرف علي كل حياتي واضطرت أمي لبيع ذهبها القليل الذي اشتراه أبي لها كمهر كي تصرف علينا حين كنا أطفال واضطررنا أن نشحت ملابس بنات خالتنا القديمة -‏أيام الجامعة- ‏لنرتديها في السكن الداخلي. ‏في البيت كنا لا نجد ما نأكل ولا ما نشرب!! ‏وأبي تاجر معروف ويكسب الآلاف في الشهر ونعيش في بيت كالخردة ولم يشتري أبي يوما سيارة فحبسنا في البيت كل سنوات عمرنا!!

وأمي أجنبية ولم يسفرها أبي لرؤية أهلها منذ 30 ‏عاما وهي لم تطأ قدمها خارج البيت منذ نفس المدة فالزيارات ممنوعة والنزهات ممنوعة والأسواق ممنوعة، على الأقل نحن كنا نرتاد المدرسة!! ‏كان أبي يشتري لنا الأغراض بعد أن يذلنا في البيت ولم نكن نطلب منه غير الأساسيات فقط وحين أقول الأساسيات فأنا أعني الأساسيات! ‏ولم نزد قائمة الشراء يوما عن 5 ‏أغرض في الأسبوع ومع هذا كان يقيم علينا البيت ويغضب ويشتم ويكيل لنا الاتهامات بالفسق والفجور والظلم والجحود وقلة الأخلاق. ‏

حتى في الجامعة كنا نكتب أغراضنا في ورقة وتحمل القائمة 12 ‏غرضا لمدة 4 ‏أشهر وهي الأساسيات فقط ويشتري أبي الأغراض من السوق ويرميها لنا قبل السفر للجامعة بساعات! ‏ ويشرف علينا بنفسه ونحن نرتب الأغراض حتى يضمن أن لا شيء آخر سيدخل الحقيبة غير تلك الأثنا عشر غرضا!!! ‏والمال كان يعطينا 10 ‏ريالات للأربعة أشهر هي مدة الفصل الدراسي ويلقي النقود في وجوهنا ويقول وهو يضحك باستهزاء هذا سيمكنك من شرب كفايتك من المشروبات الغازية (بالمناسبة أنا لست أحب شرب المياه الغازية!!!!!).

تعلمت ممارسة العادة السرية في سن صغيرة جدا كنت طفلة فضولية جدا وكبرت على ممارستها ومنذ 5 ‏أعوام فقط عرفت أن ما أمارسه اسمه العادة السرية ومنذ أشهر قليلة عرفت أن ممارسة العادة تتطلب الغسل الكامل!! فعلا أنا كما يقول عني أبي "‏حمار يحمل أسفار" ‏وكما يقول أيضا دائما "‏علمك لا ينفعك شيء" "‏درجاتك العالية مجرد حبر على ورق وتصوير للكتب ونقلها في ورقة الامتحان" "‏أنتي غبية"‏، "‏عليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"‏، "‏فاجرة وأمك فاسقة", "‏تتحملين العيش معي في البيت لأنك تطمعين في نقودي"‏، "‏زوجك في المستقبل سيحتقرك وسيسبك"‏، "‏أولادك سأبصق عليهم"‏، "‏ظالمة"‏، "‏لا أفعل أي شيء لأجلك ولكن كي ارضي الله"‏، "‏أنا المسئول عنك".

‏يطلب إلينا نحن أولاده وبناته أن نكتب تعهدات من حين لآخر مثل تعهد أني سأتكفل بأمور أختي في الجامعة وليس عليه أن يتحفنا بالمجيء للجامعة معنا وعلى أخواتي التوقيع كشهود ثم يأخذ الورقة في جيبه وهو يقول "‏هذا لأحمي نفسي منك حين تأخذيني للمحكمة"!!! أظن بأني فقدت غشائي، كان هنالك شخص ذو أخلاق وكان حريصا جدا علي ولمح أنه يريد التقدم لي، فرفضت ذلك تماما وطلبت إليه أن ينساني حيث أن دراستنا انتهت وأن علاقتنا كانت علاقة دراسة وحسب!!

خفت عليه من أبي وخفت على عائلته من أبي واعتقدت أني لا أصلح له وأن فتيات غيري سيصلحن له أكثر مني! ‏فأنا قد أكون فاقدة للغشاء بسبب غبائي!! لا أملك أي شيء، فقط أملك جمالا وملامح جذابة! ‏وأصبح جل اهتمامي شكلي ومظهري ولبسي وطريقة مشي وجسمي وصوتي وطريقة حديثي ولاشيء آخر فتاة فارغة تماما تماما لا أملك أي شيء ولا أستحق أي شيء! أخاف بشدة حين يتشاجر أحد في البيت أو حين أشعر أن الآخرون ينظرون ألي أو حين أتعرض لموقف اشعر فيه بقهر ويصيب حلقي جفاف وتتسارع ضربات قلبي ويتصبب العرق البارد بغزارة من أطرافي وبعد ساعة أو ساعتين أصيب بعرض جسدي ما في عضلاتي حيث ترتعش أو أشعر بألم في رأسي أو تصيبني حمى وأصبت 3 ‏مرات تقريبا بشيء لا أعرف ما هو، حيث أشعر فجأة وكأني لست أنا وأنظر إلى الأشياء من حولي بخوف شديد وقلق وكأني أنتظر مصيبة كبيرة ستحصل وأشعر بخذلان في جسمي وخاصة أكتافي وأسمع صوت هدير أو تشويش وأتمسك بأي شيء قريب مني وأشعر وكأني سيغمى علي وسأتشنج ولكن في نفس اللحظات أقاوم بشدة هذا الشعور وأقاوم الرغبة في السقوط على الأرض وبعد دقائق يختفي هذا الشعور ويستمر خفقان القلب واللهاث وأتنفس بسطحية شديدة!!

‏ولم أخبر أحدا من أهلي لأني أظن أنهم لن يصدقونني! منذ فترة عام عانيت فترة ضغوط رهيبة في البيت حيث أنهيت الجامعة وبقيت في البيت 6 ‏أشهر قبل أن أبدأ العمل ومن شدة الشعور بالقهر والكبت والظلم بدأت أقص نفسي بالمقص في يدي حتى انزف واشعر بالراحة لهذا الفعل، وحين بدأت العمل في أول شهر تحرش بي موظف وكان يهددني ويخيفني ومن بعد هذا وحتى الآن أعاني من ضعف شديد في كل جسمي وتعب وإرهاق شديد بشكل متواصل قد أصبح أفضل قليلا أحيانا وأحيانا أصبح في حال تعب شديد وسيء جدا يستمر يومان أو 3 أو أسبوع! ‏قرأت أخيرا عن مرض اسمهChronic fatigue syndrome وآخر اسمهFibromyalgia ‏‏أظن بأني مصابة بأحد هذين المرضين ولا أعرف من أخبر؟

شيء آخر أعاني منه هو مرض Cataplexy ‏ ‏أيضا شخصته بنفسي لأني أعاني من شلل وهلاوس شديدة عند النوم وأستيقظ بصعوبة شديدة وأشعر وكأن روحي ستزهق!! ‏وأصبحت كلما واجهت يوما عسيرا تهاجمني النوبة ليلا!! ‏أحيانا تهاجمني 5 ‏مرات في ليلة واحدة!! أخبروني بالله عليكم أين أذهب ماذا افعل؟ من أنا؟ هل يحبني أحد؟ هل سيغفر لي الله إدماني العادة السرية المقرفة! ‏لا أستطيع أن أتوقف مع أني أكرهها وأخاف الله!! ‏فليساعدني أحد أشعر بأني سأدخل مصحة عقلية إذا استمريت عاما آخر على هذا الوضع!!!!! أرجو منكم الصبر وأن تجاوبوا على أسئلتي كلها لا تهملوا أي جزء فكلها أشياء مهمة عندي.
 
09/02/2007

 
 
التعليق على المشكلة  

الأخت العزيزة
كاتبة الرسالة؛ تحية طيبة وبعد
لقد كتبت رسالة مطولة حاولت فيها إخفاء شخصيتك وهذا من حقك تماماً، ونحن نرحب بذلك حفاظاً على أسرارك- ولكنني وجدت في رسالتك بعض المعلومات عنك قد بدت متناقضة بالنسبة لي، لذا حاولت أن أرتب مشاكلك الكثيرة ومعاناتك الكبيرة مع إحساسي بصعوبة في ذلك وأنت تطالبينا أن لا نهمل أي جزء من أسئلتك!!؛ فالله المستعان.

أعتقد أختي الفاضلة أن مشكلتك تكمن في شخصية والدك الشحيحة المركبة، وأنا أقول ذلك لأنبه إلى خطورة مشكلة بخل الآباء على أبنائهم وبناتهم، فلو كان مثل هؤلاء الآباء الأشحاء فقراء لكان ذلك رحمة لذرياتهم، ولكن المأساة أن يكون مثل هؤلاء الآباء الأشحاء أغنياء ولديهم ثروات كبيرة كما تقولين أنت عن والدك -ولله في خلقه شئون وحكم لا ندركها نحن كبشر ضعفاء محدودي العلم- وما عُذِب بنو إسرائيل وغيرهم من الأمم السابقة إلا نتيجة الشح والبخل؛ حيث أصابتهم الكوارث والنكبات من حيث لم يدروا ولم يحتسبوا!.

ولنبينا الكريم حديث صحيح واضح في هذا المعنى: "الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم" صححه مسلم. والشح أشد من البخل، ففيه يطمع البخيل في مال غيره وما هو بمحتاج إليه.

أختي الذكية، لا أشك ولو للحظة واحدة أنك شديدة الذكاء بصفة عامة، والدليل على ذلك أنك تكيفت مع ظروف حياتك القاسية ونجحت في قسم الكهرباء بكلية الهندسة وأنت كارهة لهذا النوع من الدراسة- وأنجزت مشروع التخرج بتقدير امتياز بعد أن بدأت في تناول دواء واحد لعلاج الاكتئاب، والذي من الواضح جداً أنك توقفت عن تناوله بعد الانتهاء من دراستك، وكان هذا القرار خطأ منك.

أختي الطيبة لا تجعلي كلام والدك أبداً سبباً في إحباطك؛ فأنت إنسانة طيبة صابرة مثابرة حية الضمير، وأنت تعلمين أفضل مني أن والدك يسبك ويحط من شأنك لحاجة في نفسه ألا وهي أن يجعلك دائماً مطيعة له ولو في الباطل، وأن تساعديه بمالك وهو غير محتاج له؛ ولكنه الشح وتبعاته، ولا أقول لك أن تثوري عليه أو تغضبي في وجهه أو تقلبي عليه المائدة، فهو رغم كل شيء والدك، وقد أُمِرنا أن نصاحب والدينا في الدنيا معروفاً ولو كانا على غير ديننا، فالصبر الصبر، مع احتساب أجرك على الله، و"بشر الصابرين"، ولكن خذي كلامه الذي فيه سباب وإهانات لك بغير حق، والمبني معظمه على الظلم والباطل، من أذن وأخرجيه من الأذن الأخرى دون أن تتأثر شعرة واحدة من شعر رأسك.

أما موضوع الزملاء في العمل فأنت بحاجة إلى اكتساب بعض المهارات الاجتماعية وأهمها هو "كيف تكتسبين الأصدقاء وتؤثرين في الناس؟" و هناك كتاب بهذا العنوان، مؤلفه هو "ديل كارنيجي"، وقد ترجمه للعربية الدكتور الزيات وهو كتاب سهل جداً في أسلوبه وعملي في تطبيقه أنصحك وأنصح من لديهم مشاكل مع زملائهم باقتنائه وقراءته أكثر من مرة، والبدء في تطبيق ما جاء فيه من نصائح طيبة في هذا المجال.

كما أرى أيضاً أيتها الأخت الطيبة أن تستمري على تناول "الإيفيكسور" كمضاد للاكتئاب في حالتك، وسيساعدك العلاج على تخفيف حزنك وبداية التحدث مع الزملاء، الذين هم من الواضح قلقين من صمتك و عدم تداخلك معهم، فالناس دائماً يخافون من الأشخاص الغامضين الكتومين، حتى ولو كانوا طيبين ومسالمين مثلك، ولا يُعقل أختي العزيزة أن جميع زملاءك ينفرون منك ولا يطلعونك على خطوات العمل وأسراره، وكما قال لك المدير الإداري أنك لا تسألين ولا تحاولين معرفة كيفية الصيانة أو لنقل خطط العمل الذي تعملين فيه، هذا العمل الذي أصبح وسيلة أساسية لكسب عيشك ولحياتك ولمستقبلك، فحاولي أن تجدي الجوانب الإيجابية في هذا العمل، وهو من وجهة نظري -كطرف محايد- عمل حساس وهام ومُشرِّف لمن يتقنه، أما إن كان أهلك قد أرغموك على مواصلة الدراسة في هذا التخصص وأنت كارهة له، فأعتقد أن هذا ضمن منظومة البخل والتي أسسها الوالد هداه الله- وأصبح لها توابعها في البيت من استبداد في الرأي وتسلط وكآبة وخوف وشك وحرص على جمع المال بأي ثمن ومن أي طريق وبأي وسيلة وعلى حساب ضياع أي شيء!!!.

وفي اعتقادي أنك تكرهين هذا التخصص لأنه فُُرِض عليك من جانب السيد الوالد، ولكنك لو نظرت إلى تخصصك هذا بعيدا عن شعورك بالظلم والاستبداد الذي تم ممارسته عليك من قبل، واستطعت أن تحيدي تلك الأفكار السلبية تماماً من عقلك فأنا واثق تمام الثقة من أنك ستبدعين في عملك هذا وستكونين فيه أفضل من زملائك الذكور، وذلك لأن لديك الصبر والخلفية النظرية الجيدة جداً.

أختي الفاضلة هناك في الحياة نظرية هامة نطلق عليها "نظرية المُتاح"، ومن الواضح لي أن المُتاح لديك هو النجاح في عملك كمهندسة كهرباء، فوالدك لا أعتقد أنه سيسمح لك باستكمال دراسات عليا في مجال الاتصالات والكومبيوتر مثلاً، لأن ذلك سيكلفه مالاً، وهو يريد أن يأخذ منك لا ليعطيك، فعليك أن تنجحي بالإمكانيات المتاحة لك، وأن تكوني من أهل الواقع، ومن البشر الذين يمشون على الأرض ولا يركبون بساط الريح ويطاردون الأوهام، ويحققون أهدافهم الحياتية في أحلام اليقظة فقط!، أليس كذلك
؟!!.

أختي الطيبة لا تلومي نفسك كثيراً على ممارسة العادة السرية؛ لأن ذلك يزيد من شعورك بالاكتئاب، وأنت لديك القدر الكافي منه ويزيد، وأتصور أنه بمجرد زواجك قريباً بإذن الله ستكفين عن ممارستها، ولا تترددي إن تقدم لخطبتك شخص طيب الدين والخلق أن تقبليه فوراً وأن تتمسكي به ولو لم يكن غنياً كما يرجو أبوك، واطردي عن ذهنك موضوع تمزق غشاء البكارة تماماً، فما هذه إلا مجرد وساوس وأوهام تعانين منها كما تعاني منها العديد من الفتيات اللاتي يمارسن العادة السرية .

أما بالنسبة لجملة الأمراض التي تظنين أنك مصابة بها من fibromyalgia , catalepexy and chronic fatigue syndrome فالاكتئاب وحده قد يسبب كل تلك الأعراض المصاحبة لمثل هذه الاضطرابات التي ذكرت أنت وأكثر ، أما أعراض الخوف والعرق البارد وخفقان القلب والدوخة وأحياناً الإحساس بأنك ستقعين على الأرض فهذه يطلق عليها "نوبات هلع"، تصاحب الاكتئاب في كثير من الأحوال.

وأما الرغبة في تقطيع جلدك بالمقص وأن منظر الدم يريحك فهذا العرض النفسي نطلق عليه "السلوك المؤذي للذات"، وهذا السلوك كثيراً ما يصاحب الأشخاص الذين لديهم اضطرابات بالشخصية مثل اضطراب الشخصية البينية والشخصية الكئيبة، وأنا أتصور أن المعاناة الطويلة في منزلك -وبالذات مع توجيه الكثير من الإيذاء الجسدي والمعنوي والنفسي واللفظي لك باستمرار من جانب والدك- قد أثر كل ذلك على شخصيتك. وما عليك إلا كما قلت لك من قبل وأكرر أن تبدئي فوراً في العلاج، وحبذا لو كان هناك متابعة مع طبيبك النفسي ولو مرة كل عدة أشهر، ولمن لديهم مثل أعراضك النفسية قد يفيدهم مع مضادات الاكتئاب الحديثة "كالإيفيكسور" إضافة جرعات صغيرة من مضادات الذهان يحددها الطبيب المعالج، مع تمنياتنا لك بالشفاء العاجل، وتابعينا بأخبارك.
 
   
المستشار: أ.د مصطفى السعدني