عذرا حيث أني قمت بإرسال تعقيب على مشكلتي ولم أتأكد من وصولها إليكم لذا أرسلت هذا التعقيب راجيا في حالة وصول الأول اعتباره هو الأساس..... سيدي الدكتور علاء مرسي، سيدي الدكتور وائل أبو هندي، أشكر لكم ردكم على مشكلتي وإن كنت قد ترددت كثيرا في إرسالها من الأصل ولكن لإيماني التام بما تقدموه من خدمات جليلة للإنسان فقد أرسلتها وعلى الرغم من طول انتظاري في تلقي الرد إلا أنني شاهدته من خلال تصفحي اليومي لصفحتكم الغراء.أشكر للدكتور علاء مرسي، الإجابة التي تفضل بها وإن كانت لم ترو عطشي حيث كنت أتخيل أني سأقرأ رسالة مطولة كما يحدث في العديد من الرسائل وكنت أتوقع أن مشكلتي تتضمن العديد من الردود خاصة وأن بها عدة مشاكل متداخلة. أرجو كريم اهتمامكم بالنقاط التالية:- بالفعل أنا أوافق سعادة الدكتور علاء مرسي في حالة الوالد رحمه الله ولكن فاتني أن أشير إلى أن الوالد قد توفاه الله وأنا في التاسعة من عمري ولا أتذكر بأنه كان يتجول داخل أروقة العاطفة بأي شكل أو لون، ولكنه كان أبا كغيره من الآباء الذين تعودنا أن نراهم، به من العصبية ما يجعلك دائما تفسح له الطريق ويبعدك عنه وحيث أني كنت أحد الأعباء المحملة عليه سواء مالية أو غيرها فأنا لا أتذكر أي نوع من الاهتمام كان يوجهه أبي لي أو لغيري عدا أخي الأصغر أخر العنقود. وأذكر للوالد مشهدين ولا أتذكر وجهه في غيرهما الأول عندما زارني في مدرستي أنا وأخوتي لدفع الرسوم المدرسية وكانت المرة الأولى والأخيرة والوحيدة،، والثاني هو مشهد وفاته. تفضلتم بقولكم "ليس من العجيب إذن أن تكون سريع الغضب وشديد العصبية وأن تستمر في العلاقات الجنسية مع الذكور مع إحساسك بالعار (الخوف من الفضيحة والحفاظ على شكل اجتماعي مقبول) تجاه هذه العلاقات." ولكنكم لم تشيروا إلى الطريقة المثلى التي تخلصني من تلك المشاكل أو الأمور الغير طبيعية. تفضلتم بقولكم "أليس من الأمانة أن تخطو خطوات فعلية نحو العلاج أو أن تطلق زوجتك وتبوح لها ولأولادك بسرك؟ لماذا لم تفعل أحدهما حتى الآن؟...سيدي لم يخطر ببالي مجرد إحساس أو شعور بأنني من الممكن أن أستغني عن أولادي أو زوجتي بل على العكس تماما فأنا احبهم حبا لا يمكن تخيله وأبذل كل ما في وسعي كيف أوفر لهم جميع متطلباتهم وأجعل حياتهم سعيدة،، لدرجة أن زوجتي كثيرا ما تعترض على بذخي المبالغ فيه تجاه ما أقدمه لها أو للأولاد،،، وهي دائما وأبدا تشكر الله وتحمده على أنه أتم زواجنا وحسب قولها بأنها لم تتخيل أن تجد زوج مثلي"حنان وحب وأخلاق"... حسب قولها. ولابد من التأكيد على أن الدافع الأساسي لإرسالي المشكلة إليكم ورغبتي في تقويم سلوكياتي أو حتى خيالاتي،،، في المقام الأول هو حبي لأولادي وأسرتي ومحاولتي أن أؤمن لهم حياة تنشئهم نشأة صحيحة وسليمة ومستقرة بإذن الله.لم تتكرموا بالإجابة المستفيضة على نقطتين هامتين:- أولهم: مازال لدي نفس التلهف وعدم التحكم في النفس حيال الاندفاع نحو أي شخص اشعر بالحب من قبله أو بمعنى أدق أشعر بالحب له ولا أتردد في بذل الرخيص والغالي من أجله. ثانيهم: حيرتي في كيفية تربية أولادي بالشكل الذي يحميهم من كل هذه الاضطرابات النفسية.أشكر لكم صبركم وأعدكم بالسير على إرشاداتكم إلى أن ينجيني ربي مما أنا فيه، ولدي أمل في معرفة وجهة نظر الدكتور أحمد عبد الله في موضوعي، بارك الله فيكم أشكر لكم تكرمكم وسعة صدركم، وجزاكم الله عنا خير الجزاء. 15/10/2003
الأخ السائل: شكرا على ثقتك، وأرجو أن أكون عند حسن ظنك. لم أقرأ رسالتك الأصلية، ولا رد الزملاء عليها، ولذلك سيأتي تعليقي على رسالتك الثانية فقط، والتي وددتُ أن أضع لها عنوان "حكمة الله الجنس المتشابه متنافر"، لكن النظام المتبع في صفحة استشارات مجانين يلزمنا بأن نسميها سجن الميول المثلية: قضبانٌ وهمية، متابعة. يبدو أنك من مزدوجي التوجه الجنسي. فلديك زوجة تحسها وتشتهيها فيما أعتقد – ولديك منها أولاد، وفي نفس الوقت لديك مشاعرك وممارساتك المثلية كما فهمت، وبغض النظر عن الأسباب التي أوصلتك إلى هذا فإنني أقول لك: أن المشكلة في الميول المثلية تأتي من درجة هذه الميول، وليس من أصل وجودها فهي تحدث في مراحل التطور الجنسي لكل إنسان بدرجة أو بأخرى، وقد تظل عند البعض شهوة متنحية ترد على خواطرهم من آن إلى آخر، ولكنهم سرعان ما ينسونها أو يتناسونها بسهولة، ويندرجون في العلاقات الجنسية بالجنس الآخر وحده. وفي حالة الشذوذ، يتحول هذا التشويش المؤقت أو الشهوة العابرة بعد ذلك إلى هاجس مستمر، وفكرة متسلطة على الذهن بحيث تكون أفقا محتملا، ومآلا في شيء لكل علاقة لصاحبها برجل يتوسم فيه ما يبحث عنه من مشاعر أو صفات، وبدلا من أن تقف العلاقة بالرجال – من نفس الجنس – عند حدود الصداقة أو الأخوة في الله، والتلذذ بالحوار الفكري أو التواصل الذهني تتطور العلاقة إلى الرغبة في اللقاء الجنسي الأمر الذي يمكن أن يكون مفهوما ومقبولا تجاه الجنس الآخر، ولكن يبدو مرضيا في حالة نفس الجنس، وهناك من المدارس الفكرية والطبية الغربية من يقولون بأن هذه الميول والممارسات المثلية هي من باب التنوع وليس الانحراف النفسي، ونحن لا نعتقد سوى أنها شهوة فاسدة ينساها الأسوياء وينساق وراءها غيرهم من الخيال إلى الممارسة.ولمن يستقر لديه الرأي على أن هذا السلوك هو منحرف ويحتاج إلى تقويم.فإن العمل ينبغي أن يكون علي مستويات عدة للعلاج. الأول: عدم الانسياق مع الفكرة المثلية بل الوقوف بها عند حدود الشهوة المتنحية التي ترد أحيانا على الذهن فلا تدعو عندئذ إلى الرعب، ولكن إلى التهميش، والتناسي، وتأكيد الانتماء الجنسي الطبيعي، وربما ساعدك على هذا أن تعاشر زوجتك كلما جاءتك الفكرة وربما يفيدك أن تتلاعبا جنسيا بحيث تتضمن المعاشرة نوعا من تقمص الأدوار التمثيلية، فيبدو الأمر وكأنها تجبرك على معاشرتها، لأن هذا يحمل جزءا من الشعور بالسلبية والإذعان الذي تتضمنه حالتك، ولذا سنحاول أن نحصل عليه من طريق مشروع آخر غير المثلية المرفوضة.الثاني: أن تحذر من تكوين علاقات خاصة وفردية برجال، وأن تقتصر علاقاتك الرجولية على التواجد في وسط مجموعة سواءً كان هذا في العمل أو غيره، وأن تمتنع عن كل ما من شأنه تقوية الشهوة المثلية في نفسك من تواصل عبر الإنترنت مع أصحاب نفس الميول والممارسات، ومن دخول إلى مواقع الشواذ... الخ. الثالث: أن توقظ مشاعرك الجنسية في تجاه الجنس الآخر بشكل أكبر، ويحتاج منك هذا إلى تجديد وتصعيد وتطوير علاقتك بزوجتك بحيث يتحول الجنس بينكما من مجرد لقاء سعيد عابر إلى احتفالية كبري بنعمة الله وتوفيقه أن رزقك زوجة تحبك كل هذا الحب، وتحمد الله على أن رزقها إياك، وبالتالي تكون علاقتك الجنسية بزوجتك كافية لاستثمار لكامل طاقتك الجنسية.الرابع: أن تعرف أن تحويل المشاعر من الميل المثلي الذي تعودت عليه هو مثل أي تغيير نفسي أو سلوكي يحتاج إلى وقت وجهد، فهو لن يحدث بين يوم وليلة ،وهو طريق ليس بالقصير، ولكنه ممكن مع البذل والإبداع.الخامس: أن ترصد لنفسك مكافأة مناسبة ومجزية بعد كل خطوة تقطعها علي طريق النجاح مستخدما نفس التقنية التي أشرت أنا إليها سابقا في إجابة: المواقع الساخنة.. الاستمناء .. وداعاً للإدمان على صفحة مشاكل وحلول للشباب، وقد لا يكفيك الإرشاد عبر الإنترنت، وتحتاج إلى طلب العون المباشر، الأمر الذي فكرت أنك ستفعله في أقرب فرصة شكرا وتابعنا بالتطورات.