الابنة الكريمة: رسالتك نموذجية في وصف العلاقة التي تنشأ بين أصحاب الخبرات النفسية المعتلة، وبين هذه الخبرات، وفي هذه الناحية توجد أدبيات كثيرة تتحدث عن المرض النفسي بوصفه اختيارا حين يرفض المريض التخلص من أمراضه لأنها تقريبا تكون كل ما لديه من جدوى أو معني أو محتوي للحياة . ياااالله ... نعم .. هناك من تستبد بهم الوحدة ، وتنفردُ بهم الأعراض ، وتصبح بديلا عن مكابدة معاناة التواصل الإنساني الذي لا يخلو بطبيعته من مسئوليات ، بل وأذى أحيانا، ويؤثرون بقاء الوضع علي ما هو عليه !!! والاختيار أمام الطبيب يكون صعبا لأن أدوار العلاج تكون أعقد أو أكثر تركيبا في مثل هذه الحالات ، فالمريض يشعر أنه راضٍ أكثر بمرضه ومستقر متآلف مع أعراضه ، ويكره الدواء لأنه يهدم هذا العالم الذي يعيشه ، وليس لديه سواه !!! وقد يستطيع الطبيب أن يشرح طبيعة المرض وأعراضه ومآلاته، ولكنه قد لا يستطيع، وغالبا لا يمكن، أن يقيم للمريض عالما آخر يكون بديلا صحيا عن العالم المرضي الذي يعيشه بخبراته إلا بمقدار ما يتعاون معه المريض الرافض للتعاون أصلا !!! هذه هي الحالة التي أمامنا في قصة هذه الابنة ، فما العمل ؟!!! يتضح من رسالتك أنك في مرحلة عمرية حرجة تتضمن درجة أو أخري من اعتلال المزاج بشكل فسيولوجي طبيعي مصاحب للتغيرات البيولوجية والنفسية التي تعيشينها حاليا ، وفوق هذا الوضع ربما توجد درجة أعلي من اعتلال المزاج قد تصل إلى وجود أعراض ذهانية تشبه أعراض الفصام ، أما الدواء الذي ذكرته فلا يستخدم في علاج الفصام ، وإنما هو علاج عسر المزاج Dysthymia أو الاكتئاب Major Depression ، ولا أدري من الذي قال انك مريضة بالفصام ،؟! ولا أدري من الذي وصف لك هذا العقار ؟! ولكني أحاول أن أشرح لك طبيعة حالتك ، وبدلا من التمسك بالأعراض المرضية ، وعشق الصداع والوحدة ، دعينا نحاول أن نبني عالما جديدا ، وبيئة صحية من حولك ، ليكون العلاج الدوائي جزءا مقبولا منك .. نريد تفاصيل أكثر ، وأهلا بك . ويضيف الدكتور وائل أبو هندي : الأخت السائلة العزيزة أهلا بك ، لدي إضافة حول مشكلتك هي في نفس إطار ما أشار إليه أخي وزميلي المستشار الدكتور أحمد عبد الله ، لكنها تخاطب البعد الديني في نفسك المبدعة التي أمتعني إبداعها برغم الألم والمرارة التي تعتصر قلبها ، وهي تكتبُ وعقليَ وأنا أقرأ ، نعود إلى البعد الديني هنا لأذكرك بقول الله تعالى في سورة البقرة : "وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" صدق الله العظيم ، سورة البقرة ، الآية 195 ، وبقول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يأمرنا بطلب العلاج : قال صلى الله عليه وسلم "عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام " صدق رسول الله ، وقال صلى الله عليه وسلم :"ما أنزل الله داءاً إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله" صدق صلى الله عليه وسلم ، وكلها أوامرُ واضحة من الله ورسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم ، بأن لا نفرط لا في نفوسنا ولا أجسادنا بإلقائها إلى التهلكة (والفُصام يا بنيتي تهلكة ، والاكتئاب الذي هو الأكثرُ وضوحا في إفادتك يا بنيتي تهلكة) وأمرٌ لنا من الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أن نبحث عن العلاج ، وألا نستسلم للمرض لأن الله كما خلق الداء خلق له الدواء ، وأقول لك أيضًا لأن المهنة تحكم أحيانا ، مادمت قارئةً عاشقةً للفصام فانقري على العناوين التالية لتقرئي على صفحتنا استشارات مجانين عن الفصام : نقاب فعباءة فبنطلون !! إحترس من حواء أسمعهم ولكن من يصدقني: نحن نصدقك ولكن ! اكتئاب أم فصام وهل هناك احتمالات بارانويا ؟ الـزَّوَرُ (البارانويا) أنواع ، فأيّ الأنواع أنت ؟ الفصام المزمن وأعراضه السالبة الفصام المزمن وأعراضه السالبة متابعة وفي النهاية أكرر ترحيب الصفحة بك وأهلا دائما بك ، ونحن في انتظار متابعتك وإبداعك.