السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛أنا فتاه في الـ22 من عمري، تخرجت والحمد لله في كليتي هذا العام، وأنا أعاني من سمنة مفرطة؛ حيث إن وزني هو 125كجم وطولي 169 سم، ولتكونوا على علم بحالتي بالضبط فأنا منذ صغري وأنا أعاني من تلك السمنة المفرطة التي حرمتني -وإن حاولت المكابرة- من أن أعيش طفولتي أو حتى كمن هم في مثل سني، وكأني أعاقب نفسي على ذنب لا أعرف كيف ومتى اقترفته؛ فلا أترك لنفسي الفرصة لأحلم أو أتمنى ما تتمناه من هي في مثل سني. أتذكر أنه وأنا في الصف الأول الإعدادي كنت أزن 105كجم؛ فقررت أن أقوم بعمل حمية غذائية تساعدني على تخفيف الوزن، وبدأت بالفعل بنظام غدائي ومجهود بدني، وكنت أتابعه مع أستاذ جامعي متخصص، ولكني لم أستشعر صدق إحساسه بمعاناتي، كانت كل فكرته عني أنني حالة من الحالات التي تتابع عنده، ولم يعطني الفرصة وأنا الطفلة الصغيرة لأبوح بمخاوفي، وأنني تؤلمني نظرات من حولي أو تلك الكلمات البشعة التي أسمعها في الشارع وفي المدرسة وفي أي مكان ممن يعرفني أو لا يعرفني، أو عندما أتشاجر مع أحد إخوتي فينعتني بصفة لا أعلم كيف وصل بي الحال إليها. المهم فشلت تلك التجربة نتيجة تكاسلي عن الاستمرار في الذهاب إلى الدكتور في الأوقات المحددة، وبدأت تجربة أخرى بعد أقل من شهر مع الإبر الصينية، فلم أجد لها أي تأثير مقنع؛ فأنا فعلا لا أشعر بفرق بعد وضعها أو قبله وإن كان ما يجدي هو تلك الطبيبة لاذعة اللسان التي تزنني كل أسبوع، وأنا لا أحب أن تسمعني من كلامها ما يضايقني؛ فكنت أتبع النظام الغذائي مع مشي 4 ساعات يوميا: 2 في الصباح و2 مساء، ولكني لم أصمد طويلا. ولا أعرف ما الذي حدث بعدها، ولا أذكر إلا وأنا في الصف الثالث الإعدادي وكنت أزن 137 كجم؛ فقد تزايد قلق والدتي ووالدي، وبدآ يزوران عيادات الأطباء من ورائي؛ لأني كنت أرفض الذهاب معهم لخجلي الشديد ويأسي من المحاولات المتتابعة التي ظللت أتابعها كل تلك السنين (أعشاب، ساونا.... إلخ). المهم عملت عدة فحوص وأشعات على الغدد وغيرها من الفحوص التي لم أكن أعلمها بحكم سني، وجاءت كلها إيجابية بأنني لا أعاني مرضا أو خللا أدى إلى تلك السمنة المفرطة. ثم وصل بي المطاف إلى الوصول إلى طبيب مشهور لإجراء جراحة مساعدة (تدبيس المعدة)، وكنت أبلغ الـ 14 من عمري، وكنت في غاية الفزع ولكي أكون صريحة لم أكن أعلم أي شعور تجاه تلك الجراحة.. هل ستؤدي إلى نتيجة أم لا؟ كل ما جعلني أقبل القيام بها هو إرضاء أبي وأمي؛ لأني كنت أشفق عليهما من قلقهما وخوفهما علي، وقبل إجراء الجراحة طلب الدكتور الانفراد بي، وحدثني بطريقة لم أحدث بها من قبل.. سألني: لماذا تريدين أن تقللي من وزنك؟ فأجبت لأن شكلي "وحش"، فرد علي بحزم: إنه ليس سببا كافيا لأخاطر وأجري جراحة، وقال: إن الشكل نسبي، وإنه مهما كنت جميلة فقد أشعر أنني لست كذلك إلا إذا امتلكت ثقة في نفسي، وإن السبب الذي يستوجب تفكيري في إجراء الجراحة هو الخطر على صحتي، وقال لي: إن قلبي مسئول عن جسمين بدلا من جسم واحد، وظهري يتحمل وزن إنسانين بدل واحد، وكانت أول مرة أتناول فيها الناحية الصحية، المهم لم أشعر حينها بمعنى أو أهمية الكلام وأبديت اقتناعي؛ لأني كنت قد اتخذت القرار مسبقا. وأجريت الجراحة وكم كانت مؤلمة تلك اللحظات بل السنة التي تليها، وكانت صحتي سيئة؛ لأني قمت بعمل عملية أخرى معها وهي عملية "الفتق السري"، وقمت بتركيب شبكة، وكان الجرح مع دوران بطني من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال؛ فكنت أولا لا أقوى على نصب ظهري إلى أن ساعدني الدكتور على ذلك وأُصبت ببرد وكم كانت الكحة تؤلمني، وفوق كل هدا الفزع الذي أصابني؛ فأنا أخاف أن ألمس بطني، حتى أنني إلى الآن (اعذرني في القول) لا أقوم عند الاستحمام إلا بغسلها بالماء ولا أجرؤ على لمسها بيدي. الجانب المشرق هو أن العملية جاءت بنتائج عمري ما حلمت بها؛ لأول مرة أرى نفسي بملابس جاهزة، كانت حينها أجمل ملابس في نظري، وكنت ولأول مرة أرتدي ملابس جاهزة، ووصلت خلال سنة إلى 96كجم دون أي مجهود يذكر مني. وتغيرت حينها وكنت في الصف الأول الثانوي؛ فبدأت أفكر كفتاة أصبحت أكثر حيوية، وأصبحت لي اهتمامات أخرى غير مذاكرتي فأصبحت أخرج مع صديقاتي وأذهب لزيارة أهلي و... مع مرور الوقت ثبت وزني على هذا الحد، وكانت الفكرة أنني كلما أكلت زيادة عن قدر معين أبدأ بتقيؤ ما بعده. والآن وبعد فترة 8 سنوات لم أشعر خلالها يوما أني حرمت من الأكل حتى الحلويات، بدأ وزني في الزيادة مرة ثانية وذلك بعد فترة نفسية سيئة نتيجة وفاة خالتي العزيزة علي ميتة قاسية، وسفر أختي الوحيدة الأصغر مني للعمل وهي التي كانت صديقتي الوحيدة، فأصبت باكتئاب إن صح القول، فكنت آكل بشراهة غريبة؛ لدرجة أني كنت آكل إلى أن أتعب من الأكل، وبعد انتهاء الإجازة وجدتني ازددت 10 كجم في أقل من شهرين. الآن أنا أحاول إنقاص وزني بشتى الطرق لكني لا أملك القوة على المواصلة، إن استمررت يومين أرجع أسوأ لمدة أسبوعين، وبدلا من أن ينقص وزني أجده يزداد بطريقة سريعة، وأجد أن مشكلتي ليست الجوع، وإنما التفكير في الأكل، وأنا لا أعلم كيف أكف عن التفكير فيه؛ فأنا مهما كنت مشغولة أجد نفسي أفكر فيه! ودوما أفكر ما الذي سآكله اللحظة القادمة؛ لدرجة أنني أحيانا أجد طعاما لا أشتهيه فأجد أنني أجبر نفسي على أكله. إن منظوري اليوم للرجيم منظور جديد قد يكون أكثر وعيا وألما من السابق؛ فإن ظهري يؤلمني، وأنوي دوما أن أصلي كذا وكذا فلا أقوى، وإن قرأت القرآن فإني لا أقوى على التنفس بعد بضع آيات، ومع كل هذا ولأكون صادقة فإنني تعلقت تعلقا شديدا واسمح لي أن أقول إني أحببت إنسانا، ووالله ليس حبا مراهقا وإنما توسمت فيه أخلاقا رائعة وتدينا... وللأسف هو يراني إنسانة ذات خلق متدين وطيبة وشخصية عقلانية وناجحة، ولكن لا يمكن أن يتخيلني كزوجة وأنا أعذره؛ فكيف لي أن أعف شابا في مثل سنه، وأنا التي لا أظهر أصلا كأنثى؟! وطبعا فإن المشكلة هي معه أو مع غيره، وأنا الآن في حالة سيئة يائسة، ولا أجد عزيمة لعمل أي شيء. آسفة للتطويل، وأرجو المساعدة. 1/1/2007