لقد بدأت تصفحي لموقعكم بحثا عن معلومة معينة، وهذه الساعة الرابعة تقريبا وأنا أتصفح مشكلات الناس وحلولها من قبلكم. لست أدري من أين أبدأ، ولكنني عشت حياتي تائها وضائعا وأبحث عن حل، ولا أرتاح نفسيا إلا عندما أصلي في الليل ويأخذني البكاء بين يدي ربي.عائلتي عائلة دخلها متوسط، متدينة إلى حد كبير جدا، ووالدي مستعد إلى أن يتخلى عن ابنه إن اكتشف أنه لا يصلي أو حتى ضيع فرضا واحدا، والجميع في منطقتنا يراجعونه في الأمور الدينية والفتاوى. وأمي بسيطة من سوريا وأحس كثيرا بأنها مسكينة.كنت خجولا لدرجة أنني لا أستطيع رفع رأسي بوجه أحد، كان خجلي يقتلني، وهذا قبل سن الثانية عشرة، كنت أخجل أن أطلب من أهلي قرشا واحد أو شيئا أريده، وأخشى أن يقولوا لي لا إن طلبت، وفعلا حدث ذلك مرة حين طلبت منهم بعض الدفاتر وأنا بالصف الثاني حيث كنت أعشق كتابة القصص، وحينها سرقت من والدي وكانت أول سرقة أقوم بها، وفعلتها ثانية وثالثة لأنني أخجل من طلب أي شيء منهم، وذات مرة علم والدي بالأمر وضربني ضربا مبرحا حتى كدت أن أموت، وكنت عنيدا للغاية فازددت إصرارا على ذلك، وفعلتها مرة أخرى وسرقت منه، وكان ما أسرقه لا يتجاوز ثمن حبة شيكولاتة من أرخص نوع، حتى كبرت وأنا هكذا.وبكيت مرة أمام والدي بكاء شديدا، وقلت له: أنا مريض.. وكثيرا ما وعدني بأن يذهب بي لطبيب نفسي ولكن بلا جدوى، كان دائما يحقرني ويسيء لي حتى إنه كان يبصق في وجهي.. وأنا أزداد إصرارا وحقدا عليه برغم أنني أحبه وأحب والدتي وإخوتي وكل الناس. وأتمنى لو أكون مليونيرا فأنفق كل ما لدي ليسعد كل ذي حاجة، وأن أرفع مستوى عائلتي المادي. أحب الخير لأبعد حد، حتى كنت أحيانا أسرق لأعطي امرأة مسكينة في الحي، وكلما أرى فقيرا أو صاحب حاجة أبكي. وأنا حساس لأبعد حد؛ فكلمة واحدة تجعلني أبكي أشد البكاء.دخلت الكلية وتخرجت ولم أجد عملا حتى الآن برغم أن الجميع يعترف بمهاراتي وخصوصا في برمجة الويب، والجميع يلجأ إليّ لحل مشاكل الكمبيوتر والإنترنت، والجميع يحبونني ويحترمونني. لم أشعر بحنان أبي وأمي في يوم من الأيام، عقدوني وشتموني وضربوني وأهانوا كرامتي، ولم يحدثني أحدهم يوما حديثا لينا إلا بعد الإهانة، وعندما تتوقف أذناي عن الاستماع أرى راحتي في الصلاة وخصوصا والكل نيام.أتمنى لو أصنع المعجزات لأساعد كل صاحب حاجة، أعمل أحيانا عملا خارجيا وأحصل على مبالغ جيدة من المال، وأعطيها كلها لأهلي وأترك لي شيئا بسيطا، وعندما ينفد ما لديّ أخجل أن أطلب منهم فأسرق مما أعطيته لأهلي، ويأتيني مال آخر من عمل خارجي آخر فأعطيه لأهلي.. وهكذا، حتى أضحت السرقة مرضا عندي، حتى من مالي أسرق، وإن لم أكن بحاجة إليه!!إنني أحتقر نفسي أحيانا، وأحيانا أرى أنني مظلوم وأتساءل: لماذا هناك أناس يعيشون في نعيم وأنا أعيش في شقاء وأكابد على القرش مكابدة وبالكاد يأتيني، حتى إن أفكارا جرتني لأقوم بالاحتيال على أصحاب الأموال، وهناك طرق كثيرة أستطيع الخوض بها ولكن كلما أبدأ بالتنفيذ أرى الخوف من الله أمامي فأبكي.. وأصلي. أرجوكم هل من حل لي؟أحببت فتاة من بلد مجاور لنا وهي تحبني، وأسعى لجمع المال كي أتزوجها. وهي تعطيني الحنان الذي أحلم به، والحب الذي أتمناه، والحمد لله لا أسمح لها بالتمادي في كلمة "أحبك"، ولا أسمح لنفسي بحجة أنها ستكون زوجة المستقبل، ويمنعني خوفي من غضب الله فلا يوفقنا في الزواج.الكل يقول عني: كريم للغاية، ما في جيبي ليس لي، مستعد أن أحرم نفسي لأرى الابتسامة على وجه غيري، ويدعو لي ويقول لي: "الله يوفقك"، ولكني لا أرى توفيق الله، يقول الشيوخ: إن اللص ومن في رقبته حقوق لعباد الله ليس له دعاء مستجاب والسماء مغلقة في وجهه. ولهذا أشعر بأني لا يستجاب لي دعاء ولا رجاء، برغم وقفاتي الكثيرة في قيام الليل. كنت قطعت الصلاة ولكن عدت لها، وكل يوم يجب أن أسمع درسا دينيا وأبكي.. وأصلي.. وأبكي.أريد حلا، فحياتي جحيم، أنا غير قادر على التخلص من العادة السيئة التي بي، وغير قادر على تكوين نفسي للزواج، وغير قادر على إشباع رغبتي الجنسية التي تفوق ما تتصورون، برغم أنني في الشارع أو في أي مكان حتى لو أعجبت بفتاة لا أنظر إليها أكثر من نظرة عابرة بينما بيني وبين نفسي صراع عظيم. لو كنت متألما لا أظهر للناس شيئا، فيقتلني الألم بيني وبين نفسي. لو أني ليس معي مال من المستحيل أن أطلبه من أحد، وأظهر أنني معي ولست بحاجة، لا أظهر لأحد شيئا وأظهر بعكسه دائما. الكل يحبني وأنا أحبهم، وبودي لو أسعدهم ولكنني غير قادر على المضي وتكوين نفسي، أظهر لأي شخص يطلب مني شيئا أنه سهل وبسيط وأسعى له به وأقدمه له، ولكن لو كان الأمر يخصني لا أستطيع.. أنا عاجز.. فهل لعجزي عندكم دواء؟.آسف للإطالة، ولكن دموعي تكاد تخنقني وتغرقني، ولكنها لن تظهر الآن؛ لأنني في مقهى الإنترنت.تحياتي لكموبارك الله فيكم1/5/2007