إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   llll73 
السن:  
30-35
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: سنة ويمضي الاكتئاب لماذا العلاج؟ 
تصنيف المشكلة: اضطرابات وجدانية: اكتئاب Major Depression 
تاريخ النشر: 16/07/2007 
 
تفاصيل المشكلة

 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أود بدايةً أن أشيد بهذا الموقع الجميل المفيد وبكل القائمين بالعمل الذي أرجو من الله أن يكون في ميزان حسناتكم، وحجة لكم لا عليكم... لي استفسارات كثيرة أرجو ألا تملوا منها فقد يكون في إجابتكم عليها فائدةً ما سواء لي أو لغيري من زوار الموقع.

لقد استخدمت مقياس الاكتئاب من باب قياسات وقد كانت النتيجة "اكتئاب شديد" فهل هذا المقياس يعتبر كافياً لتشخيص المرض ودرجته أم لابد من الذهاب الطبيب النفسي حتى يكون التشخيص دقيقا؟

وهل الاكتئاب الشديد هو نفسه الاكتئاب الجسيم الذي يؤدي إلى سلب الإيمان كما ورد في استشارة سابقة؟ هل هناك علاقة ما بين الاكتئاب -وبالذات الشديد- والنفاق من جهة أن المكتئب يظهر الالتزام مثلاً وهو مفرِّط في بعض العبادات ولا يشعر بالتفاعل مع آيات القرآن أو الدعاء الذي يكون في أمس الحاجة إليه ولكنه يكون مقلاًّ فيه وإذا دعا الله لا تكون هناك حرارة في الدعاء وكذلك المكتئب يكون بارد المشاعر وللاعتبارات الاجتماعية قد يُظهر الحب والمودة ولكنه لا يشعر في الواقع بأي شعور فهل هذا هو النفاق؟ فهو هنا يُظهِر عكس ما يُبطِن.

وقد يُصاب الشخص بمُصيبةٍ ما كفقد عزيز أو مشاكل في العمل يحدث بعدها الاكتئاب فهو يعتبر هنا اعتراض على قضاء الله وقدره وهو كذلك من صفات المنافقين وفي بعض الأحيان يكون المُكتئب نافد الصبر فيثور لأقل الأسباب ويُسيء لمن حوله أشد الإساءة وهي كذلك من صفات المُنافقين "... وإذا خاصم فَجَرْ" كما ورد بالحديث الشريف.

كذلك ما هو تأثير العمل بالتدريس على مريض الاكتئاب وهل يستمر في هذا العمل على الرغم من أن من أبرز أعراض المرض فقدان الحماسة واللا مبالاة والشعور بالدونية وفقدان الجدارة والشعور بالذنب الشديد -الذي قد يؤدي إلى التساهل مع الطلاب على أساس أنه أشد ذنباً منهم- وهو ما يتعارض مع المواصفات التي ينبغي أن يكون عليها المدرس ووجود هذه الأعراض يؤدي بالتأكيد إلى أن يُقصِّر مريض الاكتئاب في عمله ولا يؤديه بالتالي على الوجه الذي يُرضي الله وهو ما يُعيدُنا إلى السؤال الخاص بالعلاقة بين الاكتئاب والنفاق فالمنافق بالتأكيد لا يُراعي الله في أدائه لعمله.

أخيراً ما الذي يؤدي إليه عدم طلب العلاج؟ فقد قرأت في إحدى الاستشارات على الموقع أن مرور عام على المُصاب بالاكتئاب الجسيم يؤدي إلى اختفاء أعراض المرض فإذا كان هذا صحيحاً فلم يطلب المريض العلاج؟

آسفة على كثرة الأسئلة ولكني في الواقع أعاني بشدة ولا أستطيع لأسباب كثيرة الذهاب إلى الطبيب النفسي.
وفي النهاية أسجل إعجابي بشخص الدكتور وائل أبو هندي وبمجهوده الرائع في إنشاء واستمرار هذا الموقع وأتمنى أن يكون مُجيبي وكان الله في عونه وعون فريق العمل وجزاكم الله خيراً.
 
22/06/2007 

 
 
التعليق على المشكلة  

الأخت العزيزة "llll73" أهلا وسهلا بك على موقع المجانين.... ندعو الله لك بمثل ما دعوته لنا ونزيد راحة النفس والبال في رضاه سبحانه.
لا ليس يكفي تطبيق أي مقياس نفسي Psychometric Tool للوصول إلى تشخيص اضطراب هو اضطرابٌ إكلينيكيٌّ بالأساس، يعني لا تكفي المقاييس لأنها لا تستطيع أبدًا إعطاء صورة عن كيف كان يحل المفحوص وهو ما يتسنى بسهولة لمطبق الاختبار -إذا كان فاهما- أو للطبيب النفسي وهو يفحص الحالة، ولذا فإن تشخيص الأمراض النفسية يبقى ليس مؤكدا أبدا دون مقابلة إكلينيكية... وهو في كثير من الأحيان حتى لا يبقى مؤكدا قبل مرور وقت طويلٍ من الزمن، وحتى ربما يتغير حسب تغيرات التصنيف في الطب النفسي.... وبعيدا عن كل هذا.. باختصار تعتبر الدرجات التي حصلت عليها مؤشرا على حاجتك لفحص يؤكد التشخيص أو يخففه أو ربما ينفيه، ويجب أن يتم بسرعة لأن الاكتئاب الجسيم داءٌ يشخص بعد مضي أسبوعين فقط من بدايته.... أي أنه عادة ليس من نوع الاضطرابات النفسية التي تتلصص في حياة الفرد ولا يدري بها هو والآخرون من حوله.

لا ليست محاولات التماسك النفسي التي يبديها مريض الاكتئاب نفاقا، ليس هذا هو النفاق بل هو من قبيل بشر ولا تنفر ومن قبيل إذا بليتم فاستتروا... ومن قبيل أنهم مرضى ابتلاهم الله به وهم لا يريدون أن يظهروا بمظهر المقصرين في عبادتهم، أمام الناس ولعلك تعرفين مدى عذاباتهم بفتور العلاقة مع الله..... تلك العلاقة التي كانت أنجدتهم وأسعدتهم وأذاقتهم حلاوة الإيمان.... وكم رأيتهم وهي التي يبكيهم ضياعها ويقتلهم وسواس بأنها لن تعود...، رأيت من المكتئبين كثيرين عاشقين لعلاقة مع الله نزعت من قلوبهم ولا يعرفون لذلك تفسيرا!

وكثيرا ولكن ليس دائما- يظهر المكتئبون شديدو الاكتئاب فتورا أو فقدا لعلاقتهم مع الله سبحانه وتعالى ولهذا درجات وتباينات خاصة في سلوكياتهم التي يعبرون عنها، تبدأ من فقدان طعم الدعاء أو العبادات أو فقدان الشعور بالخشوع فيها، وتمر في كل اتجاه ممكن من اتجاهات تفكير المسلم المعاصر ثم هي قد تتوقف في أي وقت أثناء العلاج فيستعيد المريض طعم ومعنى علاقته بربه سبحانه، وأحيانا يشاء الله لها هي وكل أعراض الاكتئاب الشديد المصاحب أن تنقشع... وأحيانا إثر حدثٍ حياتي سارٍ للإنسان وداعمٍ له بشكل أو بآخر... وأحيانا بالدخول في علاقة إنسانية جديدة
.....

وفي أحيان أخر يصل إلى مرحلة ما أسميه "الانفلات الاكتئابي Depressive Disinhibition" وهو ما قد يشمل انغماسا في اللغو والذنوب بأي صورة تكون وربما مع الشكوى المستمرة وعدم المثابرة في العلاج، وأحيانا فشل العلاج بالطبع أو اقتصاره على كيماويات الأطباء النفسانيين الكيميائيين وهم كثر،.... وأحيانا يتفاقم الاكتئاب وأعراضه مع دوامة الانفلات الاكتئابي تلك وصولا ربما إلى التخطيط للانتحار وربما الوقوع فيه والعياذ بالله.

كفاية كذا.... من ذا كفاية.... هو حضرتك تتكلمين عن مدرس مكتئب لا يدري أنه مكتئب؟ أو يدري ولا يقدم على طلب العلاج؟..... هل هو سيربي الأجيال مكتئبا يا أختي؟ مثل هذا إن لم يرحمه ربه بانقشاع الاكتئاب...، أو ظل يعيش بين نوبة ونوبة على خلفية من عسر المزاج فصار اكتئابه مضاعفا...... أو اتخذ أي شكل من أشكال الاكتئاب المزمن ولو بأعراض جسدية وشعورية واعية أقل ولكن بأفكار اكتئابية نكدية وهو في كل ذلك لا يطلب أن يعالج أو يطلب فلا يجد؟؟ أعتقد أن أمثال هذا قليلون فهناك وعي لا بأس به -وإن بقي دون الكافي أو حتى المعقول بمراحل- إلا أن مشهورا أصبح أمر الاكتئاب ولو في صورة كلاسيكية أصبحت في كثير من الأحيان اليوم غير متكاملة وربما تغلب فيها قوى نفسية أخرى مع أو بدلا من المشاعر الاكتئابية، لكن رغم كل ذلك ما الذي سيبقي مدرسا يفترضُ فيه أه يقوم بدور كالذي تصفين أن يبقى مكتئبا دون علاج؟

أقصد أن الاكتئاب اضطراب نفسي عابر في أغلب الأحوال ما دام تلقى صاحبه العلاج... حتى وإن ارتدت نوباته وهو رديد بطبعه يسمونه الاكتئاب الجسيم الرديد Recurrent Major Depression ، ولكن من يتلقى اللازم من علاجات الاكتئاب العقارية والنفسية المعرفية السلوكية والاجتماعية... وغيرها في منظومة علاج متكامل.

أحسب أني أجبت على تساؤل آخر لك وهو إذا كان الاكتئاب يمكن أن ينقشع بعد عام فلماذا يطلب العلاج... ولكن أؤكد أن هذا ربما ينطبق على شكل الاكتئاب الذي يحتفظ بعلاقة ضعيفة فقط مع محيط حياة صاحبه، وهو الذي يشعر الطبيب النفساني بأنه أقرب للتغيرات البيولوجية الجسدية أو غيرها لكنه غير شديد العلاقة مع حياة صاحبه النفسية الاجتماعية سببيا وإن أثر عليها بقاؤه بالتأكيد، فينقطع مثلا عن عمله وينفلت سلوكيا وتكثر أخطاؤه ولو فقط أمام نفسه، وهو في كل ذلك ليس منافقا بل مريض، وبصراحة من يكون اكتئابه لمدة عام كامل لا يختلف كثيرا في رأيه أو ظروفه عن عيشه دون اكتئاب... هذا الأخير إن وجد هو حر! ولكن مسئول أمام ربه عن تفريطه في العلاج من علة قد تؤثر على علاقته بربه!

يا ترى أفحمتك يا أخت "llll73"؟؟ أرجو ذلك بحيث تكون النتيجة أن تطرقي باب أقرب طبيب نفسي طالبة التقييم والتشخيص والعلاج منه والشفاء من الله.... وأنا وكل قراء مجانين سيدعون لكما بالتوفيق، استخيري وتحركي أولا ثم انتظري من الله الشفاء و
تابعينا بأخبارك.  
   
المستشار: أ.د.وائل أبو هندي