السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛أود بدايةً أن أشيد بهذا الموقع الجميل المفيد وبكل القائمين بالعمل الذي أرجو من الله أن يكون في ميزان حسناتكم، وحجة لكم لا عليكم... لي استفسارات كثيرة أرجو ألا تملوا منها فقد يكون في إجابتكم عليها فائدةً ما سواء لي أو لغيري من زوار الموقع. لقد استخدمت مقياس الاكتئاب من باب قياسات وقد كانت النتيجة "اكتئاب شديد" فهل هذا المقياس يعتبر كافياً لتشخيص المرض ودرجته أم لابد من الذهاب الطبيب النفسي حتى يكون التشخيص دقيقا؟ وهل الاكتئاب الشديد هو نفسه الاكتئاب الجسيم الذي يؤدي إلى سلب الإيمان كما ورد في استشارة سابقة؟ هل هناك علاقة ما بين الاكتئاب -وبالذات الشديد- والنفاق من جهة أن المكتئب يظهر الالتزام مثلاً وهو مفرِّط في بعض العبادات ولا يشعر بالتفاعل مع آيات القرآن أو الدعاء الذي يكون في أمس الحاجة إليه ولكنه يكون مقلاًّ فيه وإذا دعا الله لا تكون هناك حرارة في الدعاء وكذلك المكتئب يكون بارد المشاعر وللاعتبارات الاجتماعية قد يُظهر الحب والمودة ولكنه لا يشعر في الواقع بأي شعور فهل هذا هو النفاق؟ فهو هنا يُظهِر عكس ما يُبطِن. وقد يُصاب الشخص بمُصيبةٍ ما كفقد عزيز أو مشاكل في العمل يحدث بعدها الاكتئاب فهو يعتبر هنا اعتراض على قضاء الله وقدره وهو كذلك من صفات المنافقين وفي بعض الأحيان يكون المُكتئب نافد الصبر فيثور لأقل الأسباب ويُسيء لمن حوله أشد الإساءة وهي كذلك من صفات المُنافقين "... وإذا خاصم فَجَرْ" كما ورد بالحديث الشريف. كذلك ما هو تأثير العمل بالتدريس على مريض الاكتئاب وهل يستمر في هذا العمل على الرغم من أن من أبرز أعراض المرض فقدان الحماسة واللا مبالاة والشعور بالدونية وفقدان الجدارة والشعور بالذنب الشديد -الذي قد يؤدي إلى التساهل مع الطلاب على أساس أنه أشد ذنباً منهم- وهو ما يتعارض مع المواصفات التي ينبغي أن يكون عليها المدرس ووجود هذه الأعراض يؤدي بالتأكيد إلى أن يُقصِّر مريض الاكتئاب في عمله ولا يؤديه بالتالي على الوجه الذي يُرضي الله وهو ما يُعيدُنا إلى السؤال الخاص بالعلاقة بين الاكتئاب والنفاق فالمنافق بالتأكيد لا يُراعي الله في أدائه لعمله. أخيراً ما الذي يؤدي إليه عدم طلب العلاج؟ فقد قرأت في إحدى الاستشارات على الموقع أن مرور عام على المُصاب بالاكتئاب الجسيم يؤدي إلى اختفاء أعراض المرض فإذا كان هذا صحيحاً فلم يطلب المريض العلاج؟ آسفة على كثرة الأسئلة ولكني في الواقع أعاني بشدة ولا أستطيع لأسباب كثيرة الذهاب إلى الطبيب النفسي. وفي النهاية أسجل إعجابي بشخص الدكتور وائل أبو هندي وبمجهوده الرائع في إنشاء واستمرار هذا الموقع وأتمنى أن يكون مُجيبي وكان الله في عونه وعون فريق العمل وجزاكم الله خيراً. 22/06/2007