السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزى الله الفريق كله خير الجزاء عن كل ما يحاول به مساعدة المرضى التائهين الحيارى، وكلمتي لكم لا تتعدى أن أنقذوني قبل أن أخسر الدين والدنيا، وهي ليست كلمة إنسان ضعيف الإرادة أو متخاذل، ولكنها صادرة عن إنسان ظل على مدار 6 سنوات يصارع الوسواس القهري الذي أصابه في كل أمور حياته؛ بداية من الطهارة إلى الوضوء والغسل، ونية الصلاة، والصلاة نفسها، انتهاء بالشك في طهارة أي شيء موجود حولي. لقد جربت كل أنواع المقاومة؛ جربت الحوار مع الآخرين، والقراءة عن الموضوع في كل مكان وحتى على موقعكم الكريم، وكل ما جال بخاطري من وسائل وحتى المقاومة بأسلوب التجاهل، وفي كل مرة كان الأمر يتيسر بعض الشيء لفترة قصيرة، ثم يعود أسوأ مما كان؛ حتى شعرت أني كالذي وجد نفسه ما بين 4 حوائط، لا مدخل فيها ولا مخرج؛ حتى إنه ليتساءل: كيف دخل بينها؟ فإذا ما صرخت فلا سامع، وإذا ما حاولت نقب الحائط عسى أن أجد مخرجا وجدت التراب لا يكشف إلا عن تراب؛ فأصابني الشعور بالعجز واليأس والإحباط؛ حتى العلاج الكيميائي عند الأطباء النفسيين، والذي كنت أعلق عليه أكبر وآخر آمالي باء بالفشل؛ مما جعلني أشعر أنه لا علاج لما أنا عليه، وصف لي طبيبي النفسي (أنافرانيل إس آر 75) نصف قرص صباحا والنصف الآخر مساء، ورفض زيادة الجرعة برغم إخباري له أني لا أشعر بتحسن؛ بدعوى أن التحسن سيأتي ببطء. لقد صبرت على الدواء شهرا، وطبيبي يزعم أني سأصل بعد هذا الشهر إلى تحسن يقرب من 30%، ولكن ما من تغيير حتى توقفت عن الدواء. لقد فقدت الكثير من نجاحاتي الدينية والدنيوية على السواء، وأشعر أني في طريقي إلى أن أفقد ما تبقى منهما إلى الأبد بعد إحساسي بشعور من مرارة لا توصف؛ لعلي لا أبالغ إذا قلت: إنه إذا كان هناك مرض يسمى "الانتقام من الذات"؛ فمن المؤكد أني مصاب به. بالله عليكم إن كنتم تستطيعون مساعدتي فساعدوني قبل أن أفقد ديني ودنياي. في النهاية أنا شاب في الثانية والعشرين من عمري، وما زلت طالبا بكلية الهندسة بجامعة الأزهر بالقاهرة. وجزاكم الله خيرا. 22/5/2007