أعتقد يا أخي أن الموضوع يحتاج منك إلى خطوة أقوى من هذا, وهذه الخطوة هي أن تتصل بوالدها وتفاتحه في الأمر وتطلب لقاءه وتستفسر منه عن سبب الرفض وتعلن له تمسكك بالفتاة، إذا كنت بالفعل مقتنعا بالفتاة وهناك حب متبادل بينكما ودرجة لا بأس بها من التكافؤ الاجتماعي أو المادي أو الثقافي فتوكل على الله وقاتل لأجل الزواج ممن تحب...
أسباب الرفض المتوقعة كثيرة جدا, ولكن في كل الأحوال الموضوع في يدك... فإذا كان سبب الرفض مثلا هو شعور الأهل بعدم جديتك أو عدم استعدادك للزواج, فأنت وحدك القادر من خلال مواجهتك لأهلها على إقناعهم بعكس ذلك, وأن تثبت لهم أنك جاد وعازم على الزواج من ابنتهم, وتقدم لهم تصورك لخطوات إتمام الزواج, وتطمئن قلوبهم بشأن التدابير اللازمة لهذا الأمر من حيث توافر المسكن أو الوظيفة بعد التخرج, وتتفق معهم على ضوابط علاقتك بالفتاة لحين إتمام الزواج بعد فترة معقولة تتفقا عليها كلاكما "أنت وأهلها".
أنا لا أستبعد أيضا أن رسوبك قد يكون له دور في الرفض, فإن كنت أنت طالبا في السنة الثانية ورسبت سنتين, ترى كم بقي لك من السنوات في الكلية حتى تجتاز السنة الرابعة؟! هذا أيضا شئ يقلق؟! ضع نفسك يا أخي في مكان أهل الفتاة, يتقدم إليهم شاب مجهول المستقبل لا يقف علي أرض صلبة وكل ما يملكه هو للفتاة!! وهل الحب وحده تقوم عليه البيوت؟بالطبع لا..، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من استطاع منكم الباءة فليتزوج" والمقصود بالباءة:القدرة المادية والمعنوية والنفسية...
والآن يا أخي, أنا أدعوك أن تنظر للمشكلة بشكل آخر, لا تتصور أن المشكلة في"موافقة أهل الفتاة" ولكن المشكلة في"استعدادك أنت"، اسأل نفسك سؤالا: هل أنا مستعد أم لا؟ إن كنت مستعدا فتوكل على الله وتقدم لأهل الفتاة, وعندئذ سيوافقون بإذن الله تعالي ثم بضغط ابنتهم عليهم ووساطة أهل الخير.. ولي وقفة سريعة عند مشكلة الرسوب التي تحدثت عنها, ألا ترى يا أخي إن"عامين" من الرسوب أمر غير هين؟ وألا ترى أيضا أنك تنظر للأمر ببساطة زائدة ,فتعلق على الموضوع بكلمة "مفيش نصيب"..
لا تفهم من حديثي هذا أني أتعمد تجريحك أو توبيخك, ولكنني بروح الأخوة - أدعوك ألا تجعل حبك للفتاة يضع الغشاوة علي بصيرتك فلا ترى نفسك! ولا أقصد أيضا أن أقول لك: أنت فاشل في تحمل مسؤولية دراستك, فكيف ستنجح في تحمل مسؤولية زواج؟! لا أقصد هذا, بل العكس تماما.
أريد أن أقول انجح في دراستك وفي حياتك وتخطيطك لمستقبلك حتى تصبح أهلا للنجاح في تحمل مسؤولية الزواج.. وعندئذ لن يعارض الأهل, بل سيباركون الزواج لأنهم لا يتمنون لابنتهم سوى الاستقرار و الخير مع شاب يحافظ عليها, ويطمئنون علي حياتها معه، أما إذا لم تكن مستعدا يا أخي, فالتراجع عن العلاقة كلها أسلم عندئذ, وأخيرا لا تنسي الدعاء والاستخارة لعل الله يجعل بعد عسر يسرا, ويوفقك في أمورك كلها.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابن السائل العزيز أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، ها أنت تتلقى رأي مستشارة أخرى من مستشارينا، وها هي الآراء كلها تصب في نفس الاتجاه، وعلى أي حال أرى أن كلا من مستشارينا قد وجهك إلى نفس الوجهة، وأرى أن اختياري لعنوان مراهقة بعد العشرين قد ازداد وجاهة بعد إفادتك الثانية، فعل الثالثة تبينُ لنا أنك تجاوزت كل ذلك، وأهلا وسهلا بك فتابعنا بأخبارك. |