السلام عليكم؛
أنا صاحب مشكلة: أسير اليأس: عرض الأزياء والقلب الحجري ! ومشكلة: عرض الأزياء و القلب الحجري متابعة وأيضًا صاحب: عرض الأزياء والقلب الحجري، وأشكركم جزيل الشكر على كل ما قدمتموه من عون لي في حل مشكلتي، وأخبركم أني بدأت فعلا أشعر بالتحسن تدريجيا، حيث أن الرد الأول لا زلت أحتفظ به وأقرأه بين الحين والآخر.

أشكر الأستاذة إيناس نبيل مشعل على الرد، وأقول: أعجبني رأيك عن الحب بأنه يجب أن لا يكون احتياجا نبحث عنه، بل أن ندعه يفاجئنا، ولكنه على كلا الحالتين يبقى عاطفة جميلة نحتاجها جميعا، ربما تختلف حاجتنا لها باختلاف العمر، والوضع.

ولكنني لا أتفق أبدا مع عبارة الدكتور وائل أبو هندي، حيث أني أعتقد أن الزواج هو استمرار للحب، وهما مكملان لبعضهما البعض من حيث أن الذي يحب يتمنى أن يبقى مع من يحب إلى الأبد، وهذا ما يستحيل حدوثه في مجتمعاتنا العربية خارج نطاق الزواج، على أية حال فأنا لا أناقش الموضوع من واقع خبرة!! إنما هذا ما أراه قد يحتمل الصواب أو الخطأ.

أما بالنسبة للحديث عن الفتيات، فأنا أجيب بأن هذا العالم يستهويني لأنني أولا شاب، ثم أنني أختلط بهن كثيرا في الجامعة، فيهمني أن أعرف ولو بعض الشيء عن تصرفاتهن وأساليب تفكيرهن، كما أن علاقتي بالفتيات ليست بتلك العلاقة القوية، فمن أتحدث معهن يعدّن على الأصابع وفي نطاق الزمالة والأحاديث الهامة المتعلقة بالدراسة لا أكثر، أما نوعية الفتيات اللاتي يتفنن في زينتهن فأنا لا أحاول حتى التحدث إليهن لأنهن على الأغلب يبدون مغرورات وتافهات، إنما كان سؤالي عن الدوافع وأشكركم على الإجابة.

كما أشكر الدكتور أحمد عبد الله على إجابته الوافية المفصلة عن الموضوع، شكرا جزيلا لك يا سيدي وسأفعل ما بوسعي إن شاء الله لتطبيق ما ذكرت فيها. وأخيرا أسأل الله لكم التوفيق والسداد، وأن يبارك لكم هذه الجهود الإنسانية الرائعة، بارك الله فيكم.. والسلام عليكم

07/11/2003

كم يسعدني أن تصلني رسالة منك أو متابعة فهذا يعني أنك حقا مصر على تخطي محنتك والخروج للأفضل وأنا مازلت عند وعدى لك بإيضاح أي شيء ترغب فيه وسوف أحاول بقدر استطاعتي ولكنك هنا طلبت منا أن نوضح لك الدوافع وراء سلوك مثل تلك الفتيات التي تراهن في الجامعة متبرجات وقبل أن اشرح لك أود أن أقول لك أن حب الزينة فطرة عند المرأة فكلنا نحب أن نتزين وإذا سالت أي امرأة لماذا تتزينين هكذا فلن تجد لديها إجابة قاطعة.

إنها فطرة في بنات حواء أن يتزين، وتختلف باختلاف عمر الفتاة، فالطفلة الصغيرة تتزين بطريقتها فنجد الفتاة الصغيرة تحب أن تضفر شعرها، وأن تضع الأشرطة والتوك الزاهية فهي من وجهة نظرها أنها هكذا تتزين والفتاة الشابة مهما كانت تربيتها أو شخصيتها فإنها تتزين حتى المحجبة تتزين بأن تضع دبوسا لامعا أو تلبس الحلي وهكذا باختلاف أعمار المرأة وثقافتها حتى المرأة في الريف والمرأة العجوز يحببن أن يتزين، وذلك ليس بالشيء الغريب على حواء ولكن الزينة المبالغ فيها تعكس شخصيه مضطربة في الغالب.

إن كل شئ يفعله أو يسلكه الفرد يعكس جانب كبير من شخصيته حتى للشخص العادي يستطيع أن يحكم على الفرد بمجرد أن يصدر منه فعل أو اكثر ولكن يبقى لنا أن نتساءل لماذا يفعل ذلك بمعنى آخر ما الدافع وراء مثل هذا الفعل، والدافع كما يعرف في علم النفس هو حاله نفسيه أو جسميه توجه الفرد نحو هدف محدد عن طريق استجابات أو سلوكيات متعددة أي أن الدافع لا نستطيع أن نلاحظه إلا من خلال السلوك Behavior .

فأي سلوك يفعله الفرد يكون هناك دافع كامن وراءه، ربما بدا كلامي لك مفككا لذا سوف أوضح لك أكثر لقد اتفقنا سويا مما سبق على أن السلوك وراءه دافع Motive وأن السلوك يعكس جانبا كبيرا من شخصياتنا، إذن فالدوافع تختلف باختلاف الشخصيات.

فيتنوع ويتباين السلوك باختلاف الدافع والشخصية، فالدافع الذي يجعلني أسلك على نحو ما قد يختلف عن الدافع الذي قد يدفعك أنت إلى نفس السلوك عندما تسلكه أنت فلماذا؟ ولماذا يختلف السلوك أحيانا على الرغم من أن هدف الدافع واحد عند كل منا؟ الإجابة ببساطة هي أن شخصيتي تختلف عن شخصيتك ومرة أخرى نتساءل لماذا شخصيتي تختلف عن شخصيتك؟ سأجيب وأقول لك باني لم أتعرض لنفس الظروف البيئية والوراثية والنفسية التي تعرضت لها أنت.

هذا مجرد مثال أردت أن أوضح لك قصدي من خلاله. فالإنسان الكئيب المتشائم يتصرف بطريقه يستطيع حتى غير الدارس لعلم النفس أن يعلم أنه شخص كئيب ومتشائم وأيضا الشخص المتردد والجبان وكل أنماط الشخصيات المتعددة فكل شخصية لها سلوكياتها التي تعكسها ومن أنماط الشخصيات المختلفة الشخصية الهستيرية Histrionic Personality ومن أهم ما يميزها أن تسلك أي سلوك يجذب الانتباه لها ويجعلها محط إعجاب واهتمام الآخرين لذا فنجدهم يبالغون في مظهرهم وطريقه كلامهم ويفسرون أي حدث أو موقف على أنه موجه لذواتهم فتلك الهستيرية التي تبالغ في مظهرها والتي تفسر أي نظرة لها على أنها إعجاب وولع وترى أن جميع من في الجامعة والحي من شباب ونساء وأطفال وشيوخ وأجنة في بطون أمهاتهم يحبونها ويعجبون بها.

مثل هذه الشخصية المضطربة يدفعها لأن تسلك مثل هذا السلوك عدة دوافع منها على سبيل المثال أي بالتعميم وليس بالتخصيص لأني لا أستطيع أن أحكم على كل الشخصيات بحكم واحد فلكل فرد ولكل شخصية ظروفها التي كونتها كما سبق وأوضحت لك وهذه الظروف تختلف باختلاف الثقافات والبيئات أيضا، فأنا لا أعلم ظروف كل فتاة لكي أفسر لك الدوافع التي وراء سلوكها ولكن غالبا ما يكون هذه السلوك المظهري البحت يخفي وراءه أنانية وعدم نضج انفعالي واجتماعي وإحباط ورغبة في لفت الانتباه والاهتمام لإخفاء العيوب الداخلية.

وعلى الرغم مما يبدو لنا من أن الشخص الهستيري مغرور، أو ذو ثقة زائدة إلا أنه على العكس من ذلك غالبُا ما يكونَ فاقد الثقة في نفسه ويعوض نقصه الداخلي وعدم الرضا عن الذات الذي يشعر به بهذه المبالغة المظهرية الكاذبة.

ونقطةٌ أخيرة أود أن أشير إليها وهى أن لكل مرحلة من مراحل العمر صفاتها وخصائصها فلا نستطيع أن تقول على المراهق أو المراهقة شخصيات هستيرية لمجرد أنها تبالغ في مظهرها أو زينتها وتحاول جذب انتباه الآخرين نحوها بالطبع لا نستطيع أن نقول ذلك لأن ذلك مظهر من مظاهر الفترة التي تمر بها وشيئا طبيعيا بالنسبة لتلك المرحلة فهؤلاء الفتيات غالبا ما يكن مازلن مراهقات وغير ناضجات خاصة في السنتين الأوليين من الجامعة حيث حب الظهور يطغى على غالبية تصرفاتهن.

أتمنى أن أكون قد وفقت مرةً أخرى معك وفقك الله فأنا أتمنى لك الخير دائما.

* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي : الأخ العزيز أهلا وسهلا بك، الحقيقة أن الأخت الزميلة أ.إيناس نبيل مشعل، قد بينت لك كل النقاط التي أشرت إلى رغبتك في معرفتها، إلا أنني أود فقط أن أضيف لك معايير تشخيص اضطراب الشخصية الهستريونية أو الهستيريةHisterionic Personality Disorder في الطب النفسي كما جاءت في تصنيف منظمة الصحة العالمية الأخير ICD-10 ، لعلك تستطيع أن ترى إن كانت تنطبق على من تقصد من الفتيات أم لا، فاضطراب الشخصية الهيستريونية هو اضطرابٌ نوعي في الشخصية يتميزُ بالتالي:

(1) أداء تمثيلي ذاتي ، أداء مسرحي، تعبيرٌ مبالغٌ فيه عن المشاعر؛
(2) قابليةٌ للإيحاء ، والتأثر السهل بالآخرين، وبالظروف المحيطة؛
(3) وجدانيةٌ ضحلةٌ ومتقلبة؛
(4) بحثٌ دائمٌ عن الإثارة، والتقدير من قبَلِ الآخرين وعن الأنشطة التي يكونُ فيها المريض مركزًا للانتباه؛
(5) الإغراء غير المناسب في المظهر أو السلوك؛
(6) الاهتمام الشديد بالجاذبية الجسدية.

ويحتاج التشخيص إلى وجود دلائل واضحة على ثبوت واستمرارية ثلاث من الصفات السلوكية السابقة بشكل يؤدي إلى معاناة الفرد أو المحيطين به أو كليهما، وهناك ملامح أخرى مصاحبةٌ للشخصية الهيستريونية مثل الأنانية، والتوق للتقدير ومشاعر التأذي بسهولةٍ والسعي المستديم لتحقيق ما هو مطلوب، إلا أن من المهم أن تدرك أن هناك شخصيات هيستريونية تقع ضمن الشخصيات الطبيعية، وكثيرًا ما نجد الشخصية الهيستريونية في النساء في المطربات وملكات الجمال والفنانات بوجه عام، وأخيرا أكرر ترحيبي بك وشكريَ على متابعتك.