من أبو حبيبة (طالب جامعي، 23 سنة) من الأردن يقول: إرضاءً لزوجي، هل أمارس السحاق؟!السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛الأخ الكريم وائل أبو هندي، الأخت السائلة، تحية طيبة مباركة لكما وبعد:مؤسف هو الحال المزري الذي وصل إليه; رجالنا في هذه الأيام، فبينما رجال يقتّلون في فلسطين ذائدين عن حياض الأمة من الأمركة والأسرلة والتغريب والعولمة الفكرية والثقافية والتحررية، نرى أقواماً آخرين مهتمّون كثيراً لتجريب كل شيء حتى لا يمرّ شيء من أمامهم لا يجربونه ويتفحصون ما فيه، وكأن الله جل وعلا نهانا عن المعاصي وفيها كل الخير، وأمرنا بالطاعة وفيها العكس!! ذلك الإنسان بطبعه يحب التجريب والاقتناع، فآدم جرّب الأكل من الشجرة لكنه أخطأ خطيئته الكبرى ولولا فضل الله عليه لضلّ، وآخرون جرّبوا الكوكايين والهيروين كتجربة لكنهم أوغلوا في تجربتهم حتى تشمعت أكبادهم وتفتقت كلاهم وهم ما زالوا يجرّبون.. ولو أن الناس عملت بمقتضى أمر الله ونهيه لكفوا مئونة المرض وغلوائه ومضاعفاته، ولكنها الرغبة الطينية الجامحة..!!الله عز وجل أخبرنا أن النفس فيها شهوات يجب أن تصرّف بالشكل المطلوب الذي دلّ عليه الشارع الكريم، فنهانا عن الزنا وقال لنا أن الزواج هو أفضل سبيل، لكن الناس بتفاضلهم في تقواهم يزنون ويتزوجون، ومنهم شاذّون في تصرفاتهم، كذاك الشاعر الذي هدد امرأة بهجائها إن لم تسلمه نفسها، فاتفقت المرأة المسكينة مع زوجة الشاعر على أن تحلّ محلها عند اللقاء، فلما استفسر الشاعر من المرأة أيهجوها بأقذع لفظ أم يزانيها، قالت له: ازن بي، لكن أطفئ كل الأنوار، فلما وصلوا لموعدهم ومكانهم حلّت زوجة الشاعر محلّ المرأة المستضعفة فجامعها الشاعر وفتح النور، فإذا هي امرأته، فقال قولته المشهورة: ما أطيبك حراماً وما أبغضك حلالاً... وكذا هؤلاء، يقول لهم الله هذا حلال، وهذا حرام، ويقول لهم العلم الحديث المصدق لكلام ربنا هذا مفيد وهذا ضار، ثمّ تجد أقواماً من الناس لا يحلّون حلالاً ولا يحرمون حراماً، بهائم تحركهم شهواتهم بأي ضروب الشهوة يستنفرون! فهؤلاء استعاضوا عن حكم الله بحكم شياطينهم، تربع الشيطان على قلوبهم حتى لكأنك لا ترى في وجوههم غيرة على دين الله ومحارمه، الله قال لنا أن نتجاوز بنظرنا إلى نساء الإفرنج كي نشتهي نساءنا! الله قال لنا أن نسقط الغيرة من قلوب أهلنا لنقضي شهوتنا؟ الله قال أن نسقط بنات المسلمين لنقضي معهنّ أمتع وقت (أندم وقت) على مسمع ومرأى زوجاتنا!! غريب هو هذا المنطق، وغريبة هي هذه الحالات، كأني بزوج الأخت وقد سقطت الغيرة عليها من قلبه، وكأن شذوذه هذا جعله يحث الخطى ليرى كل العالم شاذاً مثله، وهنا أقول أن هذا الرجل لو لم يتجه للعلاج، فالأولى بالزوجة أن تحفظ دينها وعرضها منه، فتطلب الطلاق لعل الله يرزقها بمن يسترها ويحفظها ويدنيها ويكرمها ويحافظ على عفتها في دنياها ودينها في أخراها...يسيئني جداً أنني لا أشعر بتلك الحرارة التي ترافق المذنبين، ألا يشعرون بأن الله قريب منهم، ألا يخشون ساعة يأخذ الله فيها أرواحهم، ألا يفزعون إذ يسألهم الله: عبدي، فعلت كذا فعلت كذا، ماذا سيقول لله؟ هل سيقول: والله رغبتي، والله كنت أحب أن أجرب كل شيء! والله كنت أودّ ألا يفوتني في حياتي لذة! صعب، صعب جداً أن أتصور كمسلم عربي فتاة تزعم أنها نشأت على الدين تقوم بما تقوم به دون ذكرى لله ولتاريخها المضيء، ويجفّ الماء في قلبي حين أرى رجالاً هوت أعمدة الغيرة على دين الله ومحارمه من قلوبهم، فسقطوا بعين الله وملائكته والناس أجمعين، إنني أستحقر فكرة أن أكون زوجاً لفتاة تطيعني بكل ما أقول لها، حتى ولو كان أمري لها كفراً أو معصية، يا ناس، يا عالم: الزواج مشاركة وتعاون ومصلحة للطرفين، لكن كونوا واقّفين عند حدود الله، لا تطعن أزواجكن في معصية مهما وصلت إليه الأمور، لا تطيعوا زوجاتكم في ما حرم الله ولو وصلت الأمور حد الطلاق، فالله أغلى منك ومنها، ودينها أعز منك ومنها، وشرعه أرفع من رغبتك ورغبتها.أختنا: أجبري زوجك على العلاج من شذوذه هذا، فإن لم يرضى ولم ينصلح حاله فأنصحك بطلب الطلاق، دينك أغلى، دينك أجلّ وأعلى، وقارك وحياؤك وطهرك أغلى من زوجك وبيتك وأهلك... سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.أبو حبيبة 23/8/2007ومن إسراء الأحمد (ربة منزل، 37 سنة) من الإمارات أرسلت تقول: إرضاءً لزوجي هل أمارس السحاق مشاركتان2السلام عليكم ورحمة الله.. عفواً سيدتي هل تريدين إرضاء الزوج على حساب غضب الله!! أعتقد أن المشكلة هي البعد عن الدين والحلال والحرام هذا هو السبب الذي دفعك وزوجك للجوء إلى هذا... أعتقد مجرد السؤال هو قبولك على سلوك درب الحرام.. ولكن تريدين من يشجعك. عزيزتي الجئي إلى الله بدعوة صادقة أن يهدي زوجك وأكثري من العبادات وليس عند الحاجة فقط. بإمكانك أن تبدئي بالتغيير بنفسك وعطرك وتصرفاتك ونوعية الحديث والأماكن التي تكونين بها مع زوجك ولا تجعلي العلاقة الزوجية روتينيه كعمل الموظف المنهك... حاولي أن تجربي معه كل شيء وأن تمارسي معه كل شيء فهو حلالك لكن طوري في علاقتك الزوجية كي تخرجي من هذا المأزق وأعتقد كل امرأة تعرف نقطة ضعف زوجها التي تستطيع أن تدخل بها إليه... وهذا الموضوع لا يحل بيوم وليلة ولكن يأخذ فترة كي تستطيعي أن تشعري بالتغيير. وحاولي بطريقة وأخرى إلغاء هذه القنوات دون أن يشعر واجعليه يدمن على رؤيتك أنت مثل ما يفعلن ولكن الفرق أنك تفعلين الحلال وتكسبين الأجر, وهن مصيرهن معروف.24/8/2007وأرسلت أميرة إبراهيم (40 سنة) من الولايات المتحدة تقول: إرضاءً لزوجي هل أمارس السحاق؟ متابعةالدكتور وائل؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيرا على جهودكم المشكورة واسمحوا لي بالتعليق على هذه المشكلة بالسؤال ألم يخطر لكم أن صاحب مشكلة نرجسي ويريدهن مع زوجته! وصاحبة مشكلة إرضاءً لزوجي هل أمارس السحاق؟ هما شخص واحد كما خطر لي؟ وسؤالي هو كيف الطريق للتمييز بين أصحاب المشاكل الحقيقية وبين العابثين أو الباحثين عمن يوافقهم على غيهم وشذوذهم لا من يساعدهم على التخلص منه وتجاوزه, فيرهقكم ويضيع الفرصة على المحتاجين فعلا للاستشارة. ومرة أخرى أسأل الله أن يجازيكم خير الجزاء في الدنيا والآخرة22/8/2007