أولا أود أن أشكركم على ذلك الموقع الذي كان حقا مخرجا لي من العديد من المشاكل التي مرت بي وكان عثوري عليه مصدرا كبيرا للسعادة في الوقت الذي كنت أعاني منه معاناة مرة.. فأنا طالبة جامعية عندي 20سنة ومنذ أن أدركت حقيقة الحياة وأنا أشعر أني لا أعيش في الدنيا فمهما أحاط بي الناس لدي شعور غريب بأني وحيدة غريبة.. ومنذ صغري وأنا أعاني من وساوس شديدة لم تتركني يوما فهي تتغير ولكنها مستمرة أحيانا تتمثل في الخوف من الموت وكانت تسيطر علي تلك الأفكار بشكل متوحش فما كانت تتركني لحظة وعندما كنت في الصف الأول الإعدادي كانت تسيطر عليه فكرة غريبة بأني قد أنزف وأنا نائمة حتى الموت وكنت أحاول أن أمنع نفسي من النوم خوفا.. ثم بعد فترة تحولت تلك الوساوس إلى الخوف على من أحبهم من الموت فكنت أنظر إليهم وأتخيل أنهم ماتوا وأبكي ليل نهار ولا أحد يعلم ما بداخلي وظلت تتبدل وتتغير باستمرار وكل مرة تكون أقوى مما قبلها وأكثر قسوة.. ومنذ شهرين تبدل حالي فقد تقربت إلى الله كثيرا والتزمت وشعرت بحلاوة لم أحسها من قبل وشعرت بقرب من الله منحني سعادة لم أعرفها أبدا حتى كنت أشعر أنه لا يوجد أسعد مني على وجه الأرض وأصبح تفكيري في الله لا ينقطع سواء في يقظتي أو في نومي واختفت تلك الوساوس التي طالما عذبتني وما كنت أتصور أن تنتهي أبدا.. اختفت تماما.. ولكني اكتشفت أنها كانت تعد نفسها لتهجم علي بوحشية ودون رحمة..فتفاجأت بأفكار تهاجمني.. ولكن فيمن؟ إنها في إلهي ذي الجلال والإكرام على شكل عبارات فيها والعياذ بالله تطاول على المولى جل وعلا علوا كبيرا.. فكنت أبكي وأستعيذ وأكلم نفسي وأشتمها وأظل أردد لا لست أنا يا إلهي وما رأيت عذاب مثل ذلك قبل فكنت أجاهد نفسي لدرجة قربتني من الجنون حتى أتى شهر رمضان أخذت أدعو الله وأتضرع إليه بأن يجيرني حتى لا أضيع ذلك الشهر الكريم في عذاب ثم العذاب الآخر يوم القيامة.. ولا أدري ماذا حدث ففجأة استيقظت من نومي فلم أجد لترك الأفكار أثرا في رأسي لقد اختفت وحتى عندما أحاول تذكرها أجد نفسي قادرة على إبعادها بكل سهولة وما أشد فرحي لقد استعدت إرادتي وظننت أنها كانت وساوس الشيطان التي تصفد في رمضان... ولكن آن لي أن أفرح فقد نسيت تلك الكلمة فما هي إلا ساعات حتى راودني من الأفكار ما هو أقبح لدرجة أني لم أعد أعلم من أنا أشعر وكأني في حلم أو ليصح التعبير كابوس فكانت الأفكار تأتيني في أعز ما أملك وهو عقيدتي.. فليس هناك فكرة إلا وراودتني حتى إني أحيانا أشعر أن الله يعدني كافرة وأني سأدخل النار لا محالة فلم يعد لدي يقين في أي شيء أشعر أني أعيش في خيال.. أخذت أبحث عن إعجازات القرآن على النت وفي الكتب وأقرأ في السيرة النبوية وكنت أنبهر بذلك الإعجاز وأظن أني قد استيقنت فلا تلبث أن تراودني الأفكار من جديد وكان هناك شخص بداخلي يكذبني وأنا أهاجمه.. تمنيت أن أكون مسلمة طبيعية حتى ولو لم أكن ملتزمة.. اعذروني للإطالة ولكني حقا في كرب شديد حتى أن عيناي تورمتا من البكاء وأشعر أن أيام رمضان تنفلت من بين يدي وأن الله لن يسامحني ولا يريد أن يهديني لأنه ساخط علي.. أمي تقول لي بأنه مس وأني سوف أتغلب عليه بقراءة القرآن ولكنها للأسف لم تفهم شيئا مما أعانيه.. كنت قد قرأت حالات مشابهة وأنها الوسواس القهري فلو كان كذلك هل يمكن أن أعرف ما هو الدواء الذي يمكنني أخذه وجرعته دون الذهاب لطبيب فوالدي صيدلي وهل حقا لن يحاسبني الله على ذلك؟؟؟ أفيدوني من فضلكم.. 18/09/2007