السلام عليكم ورحمة الله بركاته،جزاكم الله كل الخير على هذا الموقع الرائع، وبعد فأتمنى أن يتسع صدركم لمشكلتي وأن تسدون لي النصح، فزوجي ـعافاه اللهـ يعاني من مرض الفصام أو الوهام أو الذهان لا أدري بالضبط ما هو نوع المرض فقد شخص لي أحد الأطباء مرضه بأنه ذهان عقلي، وأخبرتني طبيبة أخرى أنه فصام، فهو يعاني من ضلالات فكرية وهلاوس بصرية واضطرابات سلوكية. وأريد أن أعرض عليكم ما يعاني منه من أعراض، فمنذ ما يقرب من أربعة أعوام لاحظت تغيراً في أفكار زوجي فبدأ يعتقد أن كل سيارة تمر أمامه تحمل شعاراً أو علامة فإن هناك من جعلها تمر من أمامه وأنه هو المقصود بهذا الشعار كنّا نضحك ونظنه يمزح، بدأ الأمر يتطور شيئاً فشيئاً فأصبح يشك في كل الناس ويعتقد أنهم يحاولون إيذاءه في عمله (زوجي يعمل صاحب مخبز ويدرس الآن في التعليم المفتوح كلية الحقوق وعمره 39). كان لديه اعتقاد بأن حركة التجارة والبيع والشراء ما هي إلا مصالح مشتركة فإذا قمت بالشراء من فلان فإنه يأتي ليشتري مني وهكذا، هذا الاعتقاد تحول إلى أنّه المسئول عن هذه الحركة في المنطقة التي نقطن بها فكان يتصل بي من الشارع ليسأل عما إذا كنا نستمع للقرآن فإن أجبنا بنعم يطلب منا غلقه والعكس، أيضا الشباك إذا كان مفتوحاً أم لا، أو قد يأمرنا بإيقاد النور أو إطفائه، لم أكن أفهم ولم أربط بين هذه الأعراض. وفي العامين الأخيرين بدأت الأمور تسوء فبدأ بالظن أنّ هناك من يتجسس عليه ويراقبه دائماً حتى وهو في البيت، وبدأ الزحام في الشارع يثيره فهذه السيارات تسعى لمراقبته، بل وتسعى لقتله، كذلك تحوّلت مشاعره تجاه الناس كلها إلى الكراهية والعداء وتفاقمت الأمور فأصبحت أنا التي أنقل أخباره وتحركاته إلى كل الناس وإلا فمن الذي يستطيع معرفة أنواع الأكل التي يأكلها ثم يزاوله بها. كذلك بدأ بالحديث عن شخص ما يسميه هو "أبو جلمبو" يمر من أمامه ليزاوله (أي يضايقه) ويتساءل دوماً من الذي يسيّره أمامه، وهكذا بدأت الأمور تتطور، إلى أن وجدته ينهرني يوماً وأنا جالسة لأني أعطي ظهري للجيران ويقول: "حرام عليك الأذى ده ليه تؤذي الناس عملولك إيه، تديهم ظهرك ليه."فأصبح ذلك الاعتقاد بعد ذلك راسخاً فكل من يعطي ظهره لشيء فهو قاصد إيذاءه، بالإضافة إلى أنه أصبح يختلق قصصاً لا أساس لها من الصحة ويجزم بصحتها، فمثلا ظل أياماً يتحدث عن أنه وهو صاعد السلم تزحلق بسبب وجود أذن كبيرة لا يعرف إن كانت أذن كلب أو عجل أو...، ساءت الأمور فأصبح يكرهني بشدة وطردني من المنزل، ولمّا تدخّل أخوه الأكبر وعدت إلى المنزل بعد شهرين وجدته كما هو فيتهمني مثلا بأني قلت لأخي أنه يتغطى أثناء نومه بكوفرتة فجعل بائعاً للكوفرتات يمر من أمامه، ثم بدأ يتخذ في بعض الأحيان أوضاعاً غريبة كأن يثني جذعه للأمام ويلتفت يميناً ويساراً، وفي أحيان أخرى يجلس القرفصاء أو يقف ويعطي ظهره لشيء ما ويلتفت بنفس الشكل، أحيانا أخرى نجده ينادي بأسماء أشخاص لا يتواجدون معنا بالمنزل (هذه الأعراض غير مستمرة، ولكنها تظهر بين حين وآخر)، الأمر الذي دفعني لاستشارة طبيب نفسي، أخبرني أن ما يعاني منه هو الذهان العقلي وأنه لا بد من إيداعه المستشفى لأسبوعين بعدها يكمل علاجه بالمنزل، لم أستطع إخبار أهله (لديه ثلاثة أخوة أحدهم أكبر منه، واثنان أصغر منه قليلا) في البداية، ولكني تحدثت معهم وخصوصاً مع الأخ الأصغر عما يعاني منه من أعراض كان يراها مثلي لأنه شريكه ومعه في العمل طوال اليوم، ولكنهم لم يقتنعوا أنه مريض (فكيف يكون مريض وهو على وعي كامل بحياته ويدير عمله ويصلي ويذاكر وينجح).ولم أجد بداً من التّحمل والسكوت بعد أن دخلت معهم في صراع لم أخلص منه إلا وأنا متهمة أنني أدّعي مرضه ليودع في مستشفى حتى أستطيع السفر في إعارة أو على أقصى تقدير لديه اكتئاب لأنه يعاني من الوحدة بسبب إهمالي له، وهكذا لم تفلح محاولاتي معهم أن يقوموا بسؤال طبيب عن حالته، بل وصل بهم الأمر إلى إخباره أنني أقول عنه أنه مجنون! والآن بعد مرور عام على زيارتي للطبيب تزداد الأمور سوءاً، فقد كانت تنتابه حالات الهياج على فترات متباعدة فيظل أسبوعاً ثائراً ثم يهدأ لمدة قد تزيد على الشهرين (ولكنه لا يتخلى عن اعتقاداته أو يغير مشاعره أثناء فترات الهدوء)، وهكذا تمر بنا الأيام فأثناء امتحاناته يكون هادئا جداً لا يشغله سوى المذاكرة وما أن تنتهي تلك الامتحانات حتى نعاني الأمرّين وتبدأ حالات الثورة والهياج ـقام بتهديدي أنا وأولادي بالقتل بالسكين في إحدى تلك الحالات ووضع السكين على السفرة وعندما استنجدت بأخيه الذي يسكن في نفس المنزل منع ابني من النزول لعمه ثم هدأ ـ (ليس فى المنزل فقط بل في عمله أيضاً فيقف ويسب في الناس كلها لأنها تزاوله ويقول "مين اللي قال عني أني مجنون، أنتم المجانين) ثم يهدأ بعدها، ولا يثور بعد ذلك إلا إذا تعرض لما يضايقه فكلما استفزه شيء (أحياناً لا نستطيع تحديد سبب لثورته).انتابته حالة الهياج التي يسب فيها كل الناس كل الجيران وكل من نعرفهم إلى أن يصل إلى أنني السبب وراء كل ذلك. وأظن أيضاً أنّه يعاني من هلاوس بصرية ففي مرة أخبرني أنّه رأى ثعباناً وسط الطريق وهو يوصل الأولاد للنادي وعندما سألت الأولاد قالوا أنهم لم يروا شيئاً، أيضاً تجده يقول رأيت خيالا يمر على الشباك، ومرة رأى في الشارع جار لنا توفي منذ زمن بعيد، وما بين الهدوء والهياج استمرت حياتنا، وكنت قد اتخذت قراراً بأن أتحمله فأنا أحبه لأنه في الأصل شخصية طيبة وحنون وكريم، ولا أحتمل فكرة التخلي عنه، ولكن كما ذكرت تزداد الأمور سوءاً، ففترات الهدوء التي كنّا ننعم بها بدأت تقل، وثوراته تزداد حدة فإن لمسه أحدنا بدون قصد تقوم الدنيا ولا تقعد فنحن إذن نعرف من الذي يفعل ذلك في الشارع فهذا هو ما يحدث له حيث يعتقد دائماً بأنّ هناك من يتحرش به في كل مكان حتى في الجامع،وينتهي الأمر بضربي أنا والوصول إلى أنّي التي أدبر كل هذا بل وأنقل علامات في جسده للناس. الكثير والكثير من الاتهامات التي أعرف أنها ناتجة عن مرضه ولكن، ماذا عنّي وعن أولادي؟؟؟ لا سبيل لديّ لعلاجه فلا يمكن أن أشرح له حالته، وأهله رغم ما يرون من حالات هياجه (منذ أسبوع وقف في الشارع وظل يسب الناس كلها كل باسمه لأكثر من ساعة) لا يقتنعون أنه مريض ولا سبيل للتفاهم معهم، كيف لي أن أدخله المستشفى أو أعطيه علاجاً دون علمهم، ماذا أفعل لدي عديد من التساؤلات: أولها إلى أي مدى يمكن أن يتطور به الحال وهل ممكن أن يهدأ أم إلى ماذا سيصل (والأمل مقطوع في العلاج)؟ إنني على يقين بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ولكن هل يمكن أن يؤذينا أنا أو أحد من أولادي؟ تأثرت حالتي النفسية أنا وأولادي وخصوصاً ابنتي الكبرى (11عام) فأصبحت تعاني من الصداع المستمر ناهيك عن حالة الهلع أثناء هياجه، لقد أوضحت لها الأمر حتى تتفهم تصرفات أبيها وحتى لا تغضب منه ولكنها طفلة، وأنا لا أستطيع إنجاز شيء في عملي أنا وأولادي تنهار قوانا شيئاً فشيئاً، الآن لدي رغبة قوية في تركه ـعلى الرغم من المرارة الشديدة في ذلكـ ولدي دوافع كثيرة أولها مصلحته هو فإلى متى سأظل أراقبه وحالته تتدهور دون أن أفعل شيء، ربما يشعر إخوته عند تركي المنزل أن هناك مشكلة بالفعل ويحاولوا علاجه، كذلك أريد أن تقضي ابنتي عاماً هادئا تستطيع المذاكرة فيه فهي في الشهادة الابتدائية، وهنا لي تساؤلان هل يفيده تركنا له أم سيزيد من حدة المرض، إنني على استعداد تام لتحمل جميع مراحل العلاج معه ولكن أين العلاج ما الذي يفيده ونحن معه ننهار؟؟؟ الأمر الثاني أولادي يحبون أباهم بشدة فهو حنون وكريم كما ذكرت كيف لي أن أبعدهم عنه، وكيف أوضح لهم الأمر؟معذرة إن كنت قد أطلت ولكن صدقوني إنني لم أذكر الكثير والكثير من الحكايات والأحداث التي نعاني منها أنا وأولادي. أشكر لكم سعة صدركم وأتمنى أن تجيبوني بسرعة حتى أستطيع اتخاذ القرار.وفقكم الله ورعاكم وجزاكم عنّا كل الخير... 07/10/2007