ما أدري أنا فتاة أبلغ من العمر16عاما، مشكلتي هي نفسي.... أنا أخجل من أبي جدا جدا، فلا أتكلم معه نهائيا، إن رأيته في مكان فإني أخاف ولا أدخله، حتى إذا أتي ليوقظ أخوتي في الغرفة الأخرى فإن شيء يقول لي أنه سيأتي فأقفز من سريري وأقف مع أن نومي ثقيييييل. إذا تألمت من أي شيء فاني أحرص أن لا أصدر أي صوت كي لا يأتي أبي إلي، وتكون المصيبة إذا اجتمع أبي وأمي وقد حصلت مرة وأردت أن أهرب بأي وسيلة. أبي لا يضربني إلا فيما ندر.. أمي ليل مع نهار أصبحت أنا وأخوتي متعاقدين عقد طويل الأجل مرة تنكسر يدي مرة عيني تنخدش....الخ...، وأنا إن سمعت صوت أمي أختبئ مثل أخي الصغير، إذا صعدت إلى الأعلى أنزل إلى الأسفل، لكن إذا أتت لتوقظني فبعد أن أتأكد أنها أمي لا أعود قلقة، لكني أحس أني سيئة فأعاقب نفسي بكسر شيء زجاجي وأجرح نفسي كي أري الدماء تخرج من يدي، وأحيانا أضغط عليها كي يخرج الدم بغزارة، والله صدقني أشعر بالسعادة. وأعاتب أختي الكبيرة دوما عندما تضرب أبي علي هيئة مزاح، وأؤنبها عندما تلبس البنطال في البيت وتتكلم مع أبي بكل جرأة أقول لها:(استحي على دمك) إني لا ألبس إلا ملابس أكبر من حجمي، وأفش شعري كي يكون منظري مخيفا أقول لها: افعلي مثلي تقول: ابعدي يا مجنونة!! وأيضا عندما أذهب لأبي كي يذاكر لي مادتي المقيتة الإنجليزي، فإني أجلس بعيدة عنه جدا يقول(قربي ما راح آكلك) فأجلس علي أعصابي، وأحيانا أذهب إليه وأنا متحجبة وأدعي أني سأصلي بعد قليل، وسعادتي عندما يسافر أحس بالراحة الفظيعة... وعلاقتي بأخوتي الذكور الأكبر مني هي هذه الكلمات(أخرج أريد تنظيف الغرفة). ولدي عادة غريبة أريد التخلص منها: أني لا أنام علي سريري بل أنام في الأماكن الضيقة، مثل الدولاب... تحت الدرج، ولأن أختي تغلق النور وأرتعد خوفا من الظلام آخذ جميع وسادات أخوتي، واحدة أنام عليها، والأخرى أحتضنها، والباقي حولي.... ويستيقظون كل صباح للبحث عني.. وشكرا 15/11/2003
الابنة العزيزة السائلة، أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وشكرًا على ثقتك، لستُ أدري في الحقيقة، على أي وجه يجبُ أن تقرأ رسالتك، وهل نأخذها على محمل الجد، باعتبار أننا موقع المجانين، الذين يقولون كلاما غريبا أو غير مفهوم؟ وهنا سنرى في كل كلمةٍ ذكرتها أنت في إفادتك إشارةً إلى عرضٍ نفسي ما قد يتراوحُ ما بينَ دليلٍ على الخوف والقلق إلى حد التشوش الكامل في الذهن والتفكير المضطرب، أم ترانا نأخذ باعتبارنا أنك فتاةٌ خليجية بسيطةٌ رقيقةٌ، في منتصف سنوات المراهقة، وقد سميت إفادتك "ما أدري" وبدأتها بقولك:(أنا فتاة أبلغ من العمر16عاما، مشكلتي هي نفسي....)، فأنت بالتالي تعيشين مشكلةً مع نفسك، فلا تفهمين نفسك، ولا ترتبين أفكارك، ولا تعرفين ما الذي يقال للطبيب النفسي أو كيف يقال، ولعل مرحلتك العمرية تشفع لك، ولأن ما يجبُ أن يقال للطبيب النفسي عبر الإنترنت ليس بالتأكيد مما تتعلمينه في أي مكانٍ أو مقام، ولأنك بالتأكيد لم تقرئي صفحة الإرشادات التي تظهر لك عندما تضغطين أيقونة إرسال المشاكل من صفحتنا استشارات مجانين، وتسارعين لضغط أيقونة أرسل مشكلتك، دون أن تقرئي.المهم وباستبعاد احتمال المزاح في نيتك (أي باستبعاد الاحتمال الأخير المتبقي وهو أنك تمزحين، والذي وصل عندنا إلى حد الشك في كونك بنتا من الأصل، فقد يكونُ شابا يمزح معنا)، فإننا نرى فتاةً مضطربةَ الأفكار إلى حد كبير خاصةً فيما يتعلقُ بعلاقتها كأنثى بالغة بالذكور، ورؤيتها لكيف يجبُ أن تبدوَ الفتاة المسلمة حتى في بيتها من أجل أن تتجنب الذئاب المسماة بالرجال، هذان المحوران المتداخلان هما أهم ما ننوي الحديث عنهما في ردنا عليك، إضافةً إلى ما أشرت إليه على عجلٍ بقولك:(لكني أحس أني سيئة فأعاقب نفسي بكسر شيء زجاجي وأجرح نفسي كي أري الدماء تخرج من يدي، وأحيانا أضغط عليها كي يخرج الدم بغزارة، والله صدقني أشعر بالسعادة.). فأما المحوران المتداخلان، فتشير كلماتك إلى كم غير طبيعي أبدًا من الرعب من أن يصيبك الرجال بأذى، لا فرق في ذلك عندك بين المحارم وغيرهم، فأبوك وهو الأوفر حظا من رعبك منه، وصل به الحال إلى أن يقول لك: (قربي ما راح آكلك)، وهو ما يعبرُ عن رؤيته لك كهرةٍ منكمشةٍ في جانب المجلس، ولن أقول دجاجةً لأنه باعترافك لم يضربك إلا نادرًا، وأما علاقتك بأخوتك الذكور الأكبر منك فقد لخصتها في عبارةٍ أسأل الله ألا يجعلها صالحةً أبدا لوصف الحال في بيتٍ من بيوت المسلمين، وذلك بقولك: وعلاقتي بأخوتي الذكور الأكبر مني هي هذه الكلمات(أخرج أريد تنظيف الغرفة)، معنى ذلك أنه لا توجدُ أصلا علاقةٌ ولا حوار، لأنهم بالطبع كلهم ذئابٌ أو مشاريع ذئاب! ما كل هذه العقد يا ابنتي وما مبرراتها أصلا؟ ولما كانت هذه هي علاقتك بأبيك الذي لم يضربك أبدًا، وهذه هي علاقتك بأخوتك الذكور الذين أيضًا لم تقم بينك وبينهم علاقةُ أخوةٍ أكثر من تلك التي على الورق أي لم يقم أحد منهم بضربك أي أن الخوف ليس من أن تضربي، فالخوف إذن من شيء آخر، لم تذكريه صراحةً لكنه يتضح بعد ذلك بجلاء حين تتكلمين على المحور الآخر، فتعرفيننا بأنك فتاةٌ مؤدبةٌ لا تلبس إلا الأثواب الفضفاضة، وتفشُّ شعرها لكي يبدو شكلها منفرًا لمحارمها من الذئاب(عفوا أقصد الرجال)، وأحيانا تجالسُ أبيها وهي ترتدي الحجاب! لكي لا يطمع الرجل (المسكين) فيها! ما أقوله لك يا ابنتي هنا هو أن ما تفجعيننا به من حال للتعامل في أسرة عربية لا أظنها تصلح أن تعد نموذجا لعددٍ قليلٍ حتى من الأسر وإلا فهي كارثة حقيقة، هذا الوصف المفجع لعلاقتك بمحارمك إن كان صادقا ومطابقًا للواقع، فإن شيئًا لا يشفع لك فيه إلا احتمالان لا ثالث لهما: أولاً: أن تكونَ لديك سلسلةٌ طويلةٌ من ذكريات التحرش الجنسي، بل ربما والمصحوب بإيذاء جسدي، لأن مستوى نفورك أعلى من أن يفسر على أنه فقط نفورٌ من الجنس، والذي لا نستطيع اعتباره خبرةً منقولة شفهيا مثلا من والدتك، لأن أختك لا تتصرف بنفس طريقتك بل إنها تعتبرك غير طبيعية، ولتعرفي ما هو التحرش الجنسي يمكنك أن تقرئي الردود السابقة لنا على صفحتنا استشارت مجانين تحت العناوين التالية: تحرشات جنسية كيف ؟ / تحرشات جنسية كيف ؟ متابعة / تحرشات جنسية كيف ؟ متابعة ثانية / الضرار الجنسي ليس دائما ضرارا ! / احتضان الأطفال..هل يثيرهم جنسيا ؟؟ وضمن إطار التحرش الجنسي يمكننا أن نفهم معظم ما تقولين: فمثلاً خوفك المبالغ فيه من الرجال بما فيهم محارمك، ورغبتك في الظهور بشكل لا يغري أحدا، كل هذه عواقبُ نفسيةٌ موصوفةٌ للضرار الجنسي في الطفولة، حيث ترى البنت أنها مادامت سيئة المظهر فإنها بمأمن من تكرار التحرش، ونفس الكلام ينطبق على إيذاء النفس المتعمد Deliberate Self Harm ، أو ما يبدو أنه يصل في حالتك إلى حد اضطراب الإيذاء المتكرر للذات Repetitive Self Harm ، كما يستنتجُ من قولك:(أحس أني سيئة فأعاقب نفسي بكسر شيء زجاجي وأجرح نفسي كي أري الدماء تخرج من يدي، وأحيانا أضغط عليها كي يخرج الدم بغزارة، والله صدقني أشعر بالسعادة)، فهذا العرضُ هو أيضًا من أشهر عواقب الضرار الجنسي في الطفولة، حيث يرون فيه استعادةً لا واعية للصراع النفسي بين الشعور باللذة الجنسية المخلوطة بالإثم والشعور بالاستغلال وربما الإجبار أو عدم الفهم إضافةً إلى اتهام الذات بأنها هي المسئولة عن هذا الخطأ، ومن المهم أيضًا أن تدركي أن هذه العادة في إطار التشويش الواضح، وعدم الترتيب وخلل الترابط بين كلماتك وجملك في إفادتك، كل هذا يجعلنا نحيلك إلى قراءة ردودنا السابقة على صفحتنا استشارات مجانين تحت العناوين التالية: الحلم "البين بيني"00 ! والشخصية الحدية / هل أنا مجنونة ؟ : نعم ولا ، ولا ونعم ! / البنات والعرقسوس : البنات وعلاقتهن بالجنس وأما ثانيا فإن الاحتمال الثاني فهو أن لديك لا ذكريات تحرش جنسي مؤلمة، ولا مجرد اضطراب في الشخصية، وإنما لديك أفكارٌ ذهانية هي ما نسميها بالوهامات Delusions، والتي تتعلق بالخوف من أن يؤذيك الرجال ومن ضمنهم إن لم يكن وعلى رأسهم محارمك، فهذه فكرةٌ وهامية، ما دمت تعتقدينها وترينها صحيحةً بدليل أنك تريدين من أختك أن تتبعك فيما تدعينها إليه من لبس الأثواب الفضفاضة في البيت، ومن فش الشعر ونكشه لكي تظهر منفرةً للآخرين، وكأنك بذلك تطلبين منها التصرف عكس فطرتها التي فطرها الله عليها، فقد خلق الله الأنثى تميل للتزين بطبعها دون أن يكونَ للرجال دائما علاقة بذلك.فإذا قلنا أن الشريعة الإسلامية جعلت لهذا الميل الفطري في الأنثى أطرًا يتم فيها، فإن أحد أهم هذه الأطر هي بيت تلك الأنثى، وإلا تموتُ أو تصبح كالرجل، ثم أن هنالك فرقا شاسعا بين أن تحرص البنت على أن لا تكونَ مغريةً أو مثيرةً لشهوات الآخرين، وبين أن تكونَ "أمُّـنا الغول" كما يقولون في مصر، أي أن المظهر اللائق بالفتاة المسلمة أبعد ما يكونُ عن توجهاتك اللا معقولة، وفي ذلك نحيلك إلى ردود مستشارينا السابقة على صفحتنا استشارات مجانين تحت العناوين التالية: أسير اليأس: عرض الأزياء والقلب الحجري ! / عرض الأزياء والقلب الحجري مشاركة / عرض الأزياء و القلب الحجري متابعة / عرض الأزياء و القلب الحجري - متابعة ثانية فاعلمي يا بنيتي أنك إن كنت بالفعل مقتنعةً بأن الصحيح هو أن تظهري دائما مخيفة كما عبرت في الحوار بينك وبين أختك إذ تقولين: (إني لا ألبس إلا ملابس أكبر من حجمي، وأفش شعري كي يكون منظري مخيفا أقول لها: افعلي مثلي تقول: ابعدي يا مجنونة !!)، اعلمي أن ما تقوله أختك صحيح، وأن الجنون هنا لا يستخدم بمعناه عندنا في هذا الموقع وإنما بمعناه المرضي غير المتناسب مع الحياة الإنسانية الطبيعية، وأن اللجوء إلى طبيب نفسي متخصص يجبُ أن يكونَ أول ما تطلبين من أهلك، إن لم يقوموا هم به من تلقاء أنفسهم، لأنك بهذا الشكل تعيشين مأساةً متصلةً ندعو الله ألا تكتمل حلقاتها. وأما ما تبقى بعد ذلك مما ورد في إفادتك فإنه غير واضح أو كتب على سبيل المزاح أو ربما انعكاسا لما نوهنا له في بداية ردنا من ارتباكك وتشوش أفكارك، ونحن لا نستطيع الوقوف على تشخيص لحالتك وما زلنا في حاجةٍ إلى إفادةٍ مفصلة بعد أن تقرئي ما يرد من إرشادات على موقعنا قبل أن ترسلي مشكلتك، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بالتطورات أولاً بأول.