لا أعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,, بداية أتقدم لكم بالشكر على جهودكم الجبارة، ولأدخل بالموضوع مباشرة, أنا فتاة في 25 من عمري, حدث وأن سافرت من بلادي إلى دبي من أجل العمل, وقد جئت وكلي أمل بأن أخرج من كل همومي ومشاكلي السابقة, بحيث عرفت حياتي الفشل تلو الفشل, فبعد أن حصلت على الثانوية العامة, لم أتمكن من الدخول لكلية الطب التي طالما حلمت بالالتحاق به, فكانت صدمة قوية لي, حيث كنت في الدراسة من الأوائل رغم ما اعتراني من كسل في الأخير نتيجة بعض المشاكل العائلية التي احتدت خاصة بين أبي وأمي.
المهم, لم أتمكن من تحقيق حلمي الجميل, فقررت الالتحاق بكلية العلوم, ولم أحب ذلك بعد 15 يوما من الدراسة, فقد أصيبت عمتي التي كانت تعولني بمرض السرطان مما اضطرني للعمل مكانها كخادمة عند فرنسية, وهذه الأخيرة كانت تعاملني بمنتهى العطف وأنتم على دراية بأخلاق الأجانب مع الخدم, فهي لم تعتبرني خادمة أبدا.
المهم أنني غيرت الكلية إلى كلية الاقتصاد, ولم أتمكن من النجاح نتيجة لعدم جديتي في الدراسة وتضييع الوقت، في العام الثاني كنت نادرا ما أذهب للكلية فقد قررت الاستمرار في العمل عند الفرنسية كخادمة وأتوجه فقط للامتحانات, وقد التقيت بأستاذي السابق في الثانوية يوما, وقال إنه يريد أن يحدثني ضروريا, وفعلا بدأ يكلمني عن حبه لي, وأنا كنت أعارض, ومرت الأيام, إلى أن بدأت ألتقي به في منزل الفرنسية, رغم أنه كان يعرض علي أمورا مشينة لكنني كنت أرفض وأقول أنه ليس بالضرورة إذا التقى ذكر وأنثى في مكان سيقومان بشيء مشين وفعلا نجحت في الامتحان, وقد ساعدني كثيرا ماديا لأن ظروفي المادية جد صعبة فأبي يدخن المخدرات ويلعب القمار, ونأكل بالديون, عدا أن بيتنا يفتقر إلى الضروريات, فنحن نعاني كلنا.
المهم دفع فواتير الهاتف فقد كنت أتصل دائما بشخص خارج وطني وكنت أحلم بأن ينقدني من حالة الفقر لكنه ساعدني مرة وأعرض مرات وانتهت علاقتي بالأستاذ بعد أن تأكد من أنه لا جدوى مني.
ومرت الأيام وأنا في حال واحد الأحلام والانترنيت, أتكلم مع هذا, وبالغد هذا, وأنا في داخلي إحساس بأنني لا أفعل شيئا غلط, بل كنت مقتنعة بما أفعل, ولا أخفي عليكم فلم أكن أبحث عن العواطف بل عن النقود, ولا أنكر أنه كانت تربطني علاقة طيبة مع أشخاص كثيرين, لأنهم يرون في المتدينة, لكن هناك تناقض, فأنا أكون مقتنعة بما أفعل، ومرت الأيام والتحقت بإحدى المعاهد لمدة سنتين وأنا لا أكترث أبدا بالدراسة, بل في مرات عدة قررت أن أترك المعهد لكن العائلة أصرت على أن هذا الدبلوم سينفعني في البحث عن عمل خاصة وأنه دبلوم معتمد من الدولة, وفعلا مرت سنتين وأخذت الدبلوم, وبدأت أبحث عن عمل, وفي قلبي أمل بأن أنجح في العام الثاني بالجامعة, ففي البداية أ:ون متحمسة وأنظم كل شيء لكن أثناء الامتحان تعتريني شعور باللامبالاة, فأعبث بالأوراق أثناء الامتحان, وأنا بإمكاني بالقليل من الصبر والتركيز الإجابة على كل الأسئلة, لكنني لا أبالي أبدا.
ومررت بعدة دورات تدريبية كانت اللامبالاة السمة الغالبة فيها, فالكل يحاول مساعدتي, لكنني لا أكترث وبالتالي لا أحصل على وظيفة, رغم أن الكل يشهد على أخلاقي الكريمة, وبأنني يجب أن أصبر قليلا, لكن من يسمع, وبعد أن أجلس بالبيت أندب حظي وأقول لماذا الناس هكذا معي, وأرمي كل هذا على الحجاب فالسكرتارية لا تتناسب مع الحجاب, فهكذا كنت أقنع كل العائلة, وأجلس بالبيت ليس لي عمل سوى النوم ومشاهدة التلفاز والقلق والحزن, إذ أنني في مرات عديدة أصاب بالمرض, ويتغير لوني.
أذهب للانترنيت وأرجع للبيت أزور صديقاتي وهن يعشن حياتهن وعملهن وأنا أراقبهن وليس لدي شغل, كما أني لا يمكنني الدخول إلى إحدى المعاهد لقلة ذات اليد، واستمرت حياتي هكذا إلى أن جاء العقد الذي كنت دائما أحلم به, السفر خارج بلدي والبعد عن الهموم واِِلأحزان, والتغير الذي حرمت منه, فلا سفر في البيت, لا نسافر أبدا لأن الظروف المادية لا تسمح صيفنا كشتائنا, لا نزه ولا شيء, حياة روتينية.
وفعلا تحقق الحلم وقدمت على دبي, وعملت لكنني جئت إلى عالم لا عرف عنه شيئا سوى أنه مكان للحصول على المال, وأصحاب العمل هم المتكلفون بي منذ جئت باعتباري غريبة ولا أعرف شيئا, وقد كان يتكلف بكل هذا شخص من الهند جد لطيف يعمل معي, كان لا يفارقني حتى أننا كنا نجلس في غرفتي لتبادل الحديث, وتطورت الأمور إلى أن ارتكبنا المحرمات, و أنا نادمة أشد الندم, وهو الان يرغب بالزواج بي, وطلب رأيي, لكنني مترددة لعدة أسباب:
أولا اختلاف العادات والتقاليد, كما أنه لا يعرف حتى قراءة القرآن وهو يصلي, وفيه من الأخلاق الطيبة الكثير, ساعدني كثيرا, ينصحني, علمني أشياء كثيرة جيدة, فأنا شخصية متذبذبة وأرغب فعلا في تغيير حياتي, ونفسي, إلى الأفضل فأنا لا صبر لدي ومتعجلة, ولا أقدر على الثبات على رأي واحد، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. 15/11/2003 |