أحبه جداً لكني أكرهه جداً مشاركة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سادتي الكرام حقيقة أعجز عن شكركم لنشركم مشاركتي التي لم أكن أتوقع نشرها ولكنني مازلت عاجزاً عن وصف ما أثلج قلبي حين رأيتها منشورة وبإمكان أصحاب أي من هذه المشكلات قراءتها... ودون أن أطيل فقط لدي تعليق إن سمحتم لي على رد الدكتور وائل أبو هندي:... بخصوص مشاركتي فقد أوضحت بها الجزء الموافق للشرع الذي ينظر له المجتمع بصورة واقعية لا بالصورة الصحيحة الصحية... فمثلاً : من المنطقي والمعروف أن حدوث فساد وإثم مثل هذه العلاقات إنما يقع عبئه بصورة كبيرة من وجهة نظري على الرجل، والذي بإمكانه إفساد أكثر من فتاة بينما لا تملك هي إلا إفساد نفسها، فكلنا يعلم أنه مهما كانت الفتاة فإنها لن تفاتح الرجل لبدء هذه العلاقة وهذا الارتباط مهما كانت شدة رغبتها في ذلك، وعلى الأكثر ستمارس ضغوط للفت نظر الرجل، وتنبيهه لها، ليأتي ويفاتحها ولكنها لن تبدأ بنفسها... وهذا يلقي وزرا أكبر على الرجل من وجهة نظري لأنه هو من يبدأ ولأنه من يفسد الأمور بعدم تحمله المسئولية... وهذا المنطقي، ولكن هل هذا ما يقره المجتمع الذي نعيش فيه؟ ويحكم بقوانينه التي سواء رضينا بها أم لم نرضَ إنما تسري بنا علينا؟؟! لقد طرحت وجهة نظري من ناحية المجتمع الواقعية ليس من الناحية المفروض أن تكون عليها، ولا تنس أن صاحبة المشكلة فتاة فكان ردي على خطئها، ولكم أتمنى أن أملك حرية الرد على رجل في مثل هذه المشكلة، ولكن عذراً فمثل هؤلاء أشباه الرجال لا تمثل لهم تلك الأشياء مشكلة لطرحها، فهم فقدوا الإحساس بتحمل المسئولية ومراقبة النفس وتهذيبها فلن يضير معهم سلخ الشاة بعد ذبحها. حقيقة واقعة في مجتمعنا... الجاني الأول هو الرجل عفواً الذكر(حقيقة)... والجانية الوحيدة في نظر المجتمع هي الفتاة (واقع) ولا يوجد مجني عليه(حقيقة وواقع). بالنسبة للنقطة الأخرى فأنا لا أنكر علمي وثقتي بما أخبرت عن رأي الدين في ماضي الفتاة ولكن أذكرك أنه مشروط بأن تتوب إلى الله بدافع إحساسها بذنبها في حق الله، لا بأن تكون مجرد كفت عن ذلك خوفاً من الفضيحة فقط لا غير. أما عن ما هو مفروض أن نتسامح كرجال مؤمنين مع كل من هي تائبة وعائدة من هذا الطريق، إن أحسسنا صدق توبتها وهذا هو الحالة الصحية السليمة تماماً، ولكن سألتك الله من منا سيقبل إن علم حتى من غيرها أو علم عنها... بصورة واقعية لا بما هو مفروض... من كان للشيطان غلبة لييسر الخيانة على نفسه مرة فهل توليه ثقتك في الثانية بتلك السهولة... على الأقل في أكثر الأحوال تفاؤلاً ستكون لديك حساسية وظنون.... أنا شاب رأيت في حياتي ما يراه أي ممن عاش سني ولا أخفي عليك نظرة المجتمع، وأنا كنت واحد من هذا المجتمع، لمن يتزوج فتاة كانت على مثل هذه العلاقات من قبل تكون إما إنه ديوث إن كان يعلم أو (قرطاس) وآسف في اللفظ إن كان لا يعلم ولا أعتقد أن أيا منهما أخف من الأخرى على إحساس أي فتاة على علم بأنها ستتزوج رجل لتضعه بين واحد من هذين الأمرين أمام الناس إن كان بقي من ضميرها شيء. أذكرك بأن أشهر من صدقت توبتهن وعدن من هذا الطريق صدقاً اتجهت للتوبة والتصوف دون زواج أي بما يشبه العزوف عن ما في الدنيا ولا أعني إلا رابعة العدوية وفي رأيي إن هذا أكثر الحلول المناسبة لمثل تلك التائبات إن صدقن التوبة (وهذا رأيي الشخصي دون إفتاء أو تشريع وأنا على علم بما به من تطرف أو قسوة ولكن الإنسان يذل نفسه بخطئه وهذه هي الضريبة) ما ذكرته الصورة الواقعية الحقيقية لا المفروضة ولا المثالية واذكر سيدي أن الفتاة عندما تسري إلى مثل تلك العلاقات إنما تبحث عن متعتها ورغبتها مثل الذكر تماما فلا يوجد هنا ضحية فكلاهما خائن لا يخف وزر أي منهما عن الآخر... وهذا رأيي وأؤكد لكل من تقع عينه على تلك المشاركة أنني لم أنكر أن سبب سعي الفتاة لمثل تلك العلاقات الرئيسي هو فقدان الحب والحنان والاهتمام عما هو مفروض في الأسرة مع ضعف الإيمان والفراغ النفسي، ولكن "كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشورا" .وأما عن التوبة وعدم إخبار الزوج أسألكم قراءة مشكلة "الصفحـة القديمــة" التي وردت في بريد الجمعة 22 أغسطس 2003 ويمكنكم ذلك من خلال موقع الأهرام فهذه كانت تائبة ينازعها الشيطان بماضيها لينغص حياتها بعد استقرارها وتوبتها بأكثر من 20 عاما. أشكركم جزيلاً لسعة صدركم وأفقكم، عفواً قد يكون ردي به شيء من القسوة ولكن لكثرة ما قرأت ولكثرة ما فكرت فأنا أرد عن إحساس متراكم من مشكلات عدة، وآسف للإطالة. 21/11/2003
الأخ العزيز، أهلا بك مرةً أخرى وشكرًا على مشاركتك ومتابعتك، الحقيقة أننا نتفق معك في كثيرٍ مما ورد في إفادتك الأخيرة، لكننا سنركز هنا على بعض نقاط اختلافنا معك، وأول هذه النقاط هي اقتناعك بأن الفتاة لا يمكن أن تكون هي البادئة في مثل هذه العلاقات الآثمة، وهذا مع الأسف كان وتغير، فالبنات في أيامنا هذه لم يعدن كما كن.صحيحٌ أن الغالبية منهن يلجأن إلى ما أشرت إليه من إغواء للرجل لدفعه إلى ما يردن، وصحيحٌ أنهن كثيرًا ما يتمنعن وهن راغبات، إلا أن شريحةً لا يستهان بها لم يعدن يكتفين بذلك، ولا تفغر فاك ولا تحملق فهؤلاء هن بنات الجيل الجديد، والمتأثرات ببعض التوجهات النسوية التي أصبحت ترفض إلحاق السلبية بدور المرأة، ومن ضمن ذلك أنها تستطيع أن تبدأ الجنس مع من تريد!! كلامنا هنا بالطبع بعيد تماما عن حالة صاحبة المشكلة الأصلية: أحبه جدا لكني أكرهه جدا، وكذلك عن حالة صاحبة مشكلة:عقلي يأمرني: اتركيه... وقلبي لا يطاوعني، فكلتاهما ضحيتان كما بينا في ردود ومتابعات مستشارينا، لكنني وجدت بين أفكارك التي تطرحها ما يحتاج إلى تعليق، فهناك من التغيرات الحادثة في معنى الأنوثة وفي السلوك الأنثوي ما لا يعلم غير الله إلى أين سيحملنا، وهذه المتغيرات بالطبع تظهر أكثر ما تظهر في جيل الفتيات الصغيرات. وأما النقطة الأخرى التي نرى التعليق عليها لازما فتتعلق بقولك:(أنا لا أنكر علمي وثقتي بما أخبرت عن رأي الدين في ماضي الفتاة ولكن أذكرك أنه مشروط بأن تتوب إلى الله بدافع إحساسها بذنبها في حق الله، لا بأن تكون مجرد كفت عن ذلك خوفاً من الفضيحة فقط لا غير)، فما تقوله أنت صحيح، ولكن من أين لك أن تحكم على تائبةٍ أنها تابت لسببٍ آخر غير الخوف من الله؟ هل تملك غير أن تسألها؟ وهل لو أقسمت لك بالله أنها تابت بدافع إحساسها بالذنب في حق الله، هل من حقك أن لا تصدقها أو أن ترى غير ذلك، لسببٍ أو لآخر؟ وأنا هنا أذكرك بما جاء في الحديث الشريف: عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق، ومن حلف له بالله فليرض. ومن لم يرض فليس من الله-، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه ابن ماجه بسند حسن. بقيت لنا نقطةٌ أخيرةٌ تتعلق بقولك (ولكن سألتك الله من منا سيقبل إن علم حتى من غيرها أو علم عنها... بصورة واقعية لا بما هو مفروض... من كان للشيطان غلبة لييسر الخيانة على نفسه مرة فهل توليه ثقتك في الثانية بتلك السهولة... على الأقل في أكثر الأحوال تفاؤلاً ستكون لديك حساسية وظنون....)، ونقول لك في ذلك أن الأمر حين يتعلق برجل يعرف عن فتاة يرغب في الزواج منها، أنها كانت على علاقة في يوم ما بغيره، فإنه لا يصح أن نطلق حكما مسبقا كما فعلت....، لماذا؟ لأن الناس يختلفون كثيرًا في مدى حساسيتهم للشكوك وللظنون، ولعل بعض الرجال يكتفي بأن تخبره الفتاة بأنها مرت بعلاقة حب قديمة مثلا، وبعضهم يصر على أن يعرف التفاصيل، بعضهم يستطيع الوثوق بتلك الفتاة ويكمل حياته معها، وبعضهم لا يستطيع، ولكن المؤكد لدينا هو أن لكل حالة ملابساتها الخاصة، وليس من العدل أن نطلق حكما عاما كما فعلت، وأهلا وسهلا بك دائما.