بسم الله الرحمن الرحيم، ---- أخي الدكتور الحبيب، كل عام وأنت بصحة وعافية. أكتب إليك هذا الخطاب راجيا منك أمرين: 1- سرعة الرد. 2- السرية وعدم نشر الايميل. في البداية أنا أكتب إليك هذه الرسالة وأنا في أمس الحاجة إلى من أفتح له قلبي فهناك الكثير والكثير بداخلي وأريد أن أبوح به لأحد وكنت أفكر في أن أذهب إلى طبيب نفسي ولكن لم تسنح الفرصة. أنا طالب في السنة النهائية في الجامعة وأحفظ القرآن الكريم كاملا ولله الحمد ولكن رب حافظ للقرآن والقرآن يلعنه، كما أني أحمل على عاتقي عبء الدعوة إلى الله ولكن أيضا رب داعيا إلى ما لا يفعله!!!!! أخي الحبيب... مشكلتي هي كالآتي: أنا نشأت في أسرة كريمة ربياني فأحسنا تربيتي، وقد درست في السعودية قدرا من دراستي وأخذت الثانوية من هناك ودخلت كلية محترمة ومن أول ما دخلت الكلية ووالدي في الخارج وشاء الله تعالى أن أتعرف على رفقة خير -أحسبها كذلك- وساعدني في ذلك سلوكي الظاهر الذي يتمثل في حفظ الكتاب والأخلاق الطيبة، ولكن هذا هو الظاهر فما خفي أدهى وأمر فأنا من ممارسي العادة السرية ورب أفكر كثيرا في مثل هذه الأمور!!! وأخيرا تقدمت لخطبة فتاة صالحة هذه الفتاة في بلد آخر تدرس هناك وعلى وعد الزواج في نهاية العام ومنذ الخطوبة وإلى قبل لحظات كتابة الرسالة بقليل كنت قد انتهيت عن العادة ولكن هاهي الطامة الكبرى تعود من جديد... أنا الآن أفكر بجدية في فسخ الخطوبة حيث أنني أحس بأني خسارة في مثل هذه الفتاة الصالحة.. لقد زاد من الطامة أنها بعد رمضان وطبعا كده رمضان لم يقبل أكيييييييييييييد، وهناك محور آخر للمشكلة وهو رفقة الخير التي تعرفت عليها فنحن ندعو إلى الله بكل وسيلة متاحة ويشاء الله أن أتصدر رفقتي ويراودني أيضا أن أترك تلك المجموعة حيث أني لا أستأهل هذا المكان. أخي الحبيب أنا حائر جدا، وأبحث من زمان على من يهتم بمشاكلي الداخلية هذه، طبعا أستحي أن أحكيها لأحد يعرفني، وحاولت كثيرا في إسلام أون لاين وفور إسلام فدلوني عليك، أود الإجابة والرد بسرعة. 29/11/2003
الأخ السائل: أهلا بك، لو أن ما كتبناه عن العادة السرية تم جمعه في كتاب لأصبح موسوعة كاملة تتناول الأمر من كل جوانبه، ولذلك أنصحك بالرجوع إلي الإجابات الخاصة بالاستمناء والعادة السرية في موقع إسلام أون لاين صفحة مشاكل وحلول للشباب ففيها ما يفيدك بالقطع. إن كل ما تصفه عن حالتك معروف ومتكرر، وليس فيه ما يدعو للهلع الذي يبدو في سطورك، والشباب في مثل عمرك يحتل الجنس في تفكيره مساحة واسعة بحكم الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولذلك فهو يفكر كثيرا في هذه الأمور!!! وطرق قضاء الشهوة أو التعامل معها معروفة، وأهمها الزواج الذي أنت على أعتابه، ومن الطرق المعروفة تاريخيا وواقعيا ممارسة العادة السرية التي لا يكاد ينجو منها شاب طبيعي إلا بالزواج في مطلع حياته أو أن ينشغل عن المثيرات الجنسية بأنشطة رياضية وثقافية واجتماعية يستثمر فيها كل طاقته الجسمانية والذهنية فلا يكون لديه لا الوقت ولا الفرصة للدخول في مجال الشهوة وتصعيدها بما يصل إلى ممارسة العادة، وأحسب أن هؤلاء أقلية من أولي العزم. وجميل أن تحب وتتمنى أن تكون منهم، ولكن ذلك يحتاج إلى جهد أكبر مما تبذله حاليا، بدلا من الصراخ والعويل حاول التقليل من ممارسة العادة تدريجيا، والزيادة من معدل تحصيلك الدراسي، ونشاطك الدعوى، وأضف إليه نشاطا رياضيا منتظما، ونشاطا ثقافيا منعشا لذهنك، واجتماعيا يصلك بالآخرين داخل وخارج دائرة الملتزمين من حولك اقرأ وتعلم عن الحياة والدنيا كما تحاول أن تتعلم عن الدين، فلا يكمل إيمان المرء أو إسلامه إلا بأن يعلم عن هذه مثل تلك. ولا تنقطع عن أنشطتك بل ضاعف مجهودك فيها، وزد عليها كما ذكرت لك، واقترب من خطيبتك بما هو مباح، وبما يرضي الله فإن تعلقك القلبي بها من شأنه تحويل بعض الشهوة الجنسية إلى طاقة عاطفية تحتاجها أنت وهي لتنمية علاقتكما، وافهم الإنسان يا أخي، فليس الإنسان حجرا ولا ملاكا... ولكن أكثر الناس لا يعلمون. * ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخ السائل، أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك بصفحتنا استشارات مجانين، ما أود إضافته بعد الإجابة الشاملة لأخي وزميلي الدكتور أحمد عبد الله، هو أولاً أنني لم أجد ما يخجلُ في كل ما جاء في رسالتك، ولذلك أستأذنكَ في نشرها على صفحتنا استشارات مجانين، مع تجهيل بياناتك كلها بالطبع، كما أحيلك إلى ردود سابقة على الصفحة ناقشنا فيها كثيرًا من الأمور المتعلقة بالعادة السرية أو الاستمناء في الذكور وذلك تحت العناوين التالية: الاستمناء وشماعة الجهل التي ذابت / الاستمناء والاحتلام والوسوسة / الاستمناء القهري أم الاستعراء القهري؟! / الرغبة الطبيعية وعقدة الجنس! / الاستمناء والوسواس والعرات والشُّقَـيْـقـة! / الميول المثلية ووساوس من فقه السنة / الميول المثلية ووساوس من فقه السنة متابعة.وثانيا لي تعليق بسيط على الطريقة التي تفكر بها يا أخي العزيز، وإلى أي حد تبدو ظالما لنفسك ومبالغا في تقديرك للجرم الذي تفعله بممارسة الاستمناء، فأدعوك أولاً أن تقرأ جيدا ما نقلناه لك من فقه السنة عن حكم الاستمناء، كما أجد نفسي وأنا أوجه الكلام لواحدٍ من حملة القرآن الكريم مرغما على سؤاله: أما قرأت في القرآن الذي تحفظه قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم { وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذكرين}. صدق الله العظيم، سورة هود الآية 114، أفلا تستنتجُ رحمة الله وباب التوبة المفتوح في الإسلام من تلك الآية الكريمة التي قالها سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام عندما أقر أحد المعالجين أمامه بأنه أصاب من امرأة كان يعالجها؟، فقد ورد في الحديث النبوي الشريف: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ حَدَّثَنَا سِمَاكٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ قَالاَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنِّى عَالَجْتُ امْرَأَةً مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ فَأَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ أَنْ أَمَسَّهَا فَأَنَا هَذَا فَأَقِمْ عَلَىَّ مَا شِئْتَ. فَقَالَ عُمَرُ قَدْ سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْكَ لَوْ سَتَرْتَ عَلَى نَفْسِكَ. فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَأَتْبَعَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلاً فَدَعَاهُ فَتَلاَ عَلَيْهِ (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ) إِلَى آخِرِ الآيَةِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَهُ خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ كَافَّةً فَقَالَ « بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً ». صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه أبو داود. - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ خَالِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَقِيتُ امْرَأَةً فِى حُشٍّ بِالْمَدِينَةِ فَأَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ الْجِمَاعِ فَنَزَلَتْ (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَفاً )، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم مسند عبد الله بن أبي مسعود ومسند أحمد فهل من أصاب من امرأة يا أخي العزيز أقل ذنبا منك؟ إن سماحة الإسلام يا حامل القرآن، أكبر كثيرًا مما تظن، أتمنى أن تكونَ رسالتي لك أنت، ولمعذبي أنفسهم ظلما وهم كثير، قد وصلت.