الفصام ونكباته السيد الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني؛السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد فلسيادتكم جزيل الشكر والتقدير، فقد كنت أرسلت لكم فيما سبق رسالة على موقع مجانين وتفضلتم بالرد السريع الذي لم أكن أتوقعه وجاء ردكم ليشد من أزرى ويقوى عزيمتي على تحمل الابتلاء الذي أصاب زوجي ولأذكرك بنفسي فأنا زوجة لمريض بالفصام يرفض أهله الاعتراف بأنه مريض وبالتالي لا يبدون أي استجابة لمحاولة علاجه وكان سؤالي لسيادتكم أليس من الأفضل لي وله أن أتركه حتى يعترف أهله بأن هناك مشكلة ومن ثم يحاولون علاجه، ونصحتني سيادتكم ألا أترك زوجي حتى لا تتدهور حالته، كان ذلك منذ ما يقرب من ستة أشهر خلال هذه الفترة تفاقمت أعراض المرض لدى زوجي إلى الحد الذي أصبح فيه أهله لا يستطيعون إنكار المرض، فهو يقف ليسب الناس في الشارع بدون سبب معتقداً أنهم يحاولون إيذائه بالإضافة إلى الكثير من السلوكيات التي لا أريد الإطالة بها عليكم؛المهم يا سيدي أنهم أخيراً اقتنعوا أن هناك مشكلة وذهبت مع اثنين منهم إلى طبيبة شخصت المرض كما سبق وأخبرتهم بأنه فصام ويحتاج إلى علاج إن لم نستطع إعطائه له في المنزل فعلينا بإدخاله المستشفى، والآن نحن في حيرة وأنا قبلهم هل نواجهه بأنه مريض يحتاج إلى علاج وأنا أعلم بأنه لن يتقبل ذلك مطلقاً (نسيت أن أخبرك أنه قرأ الرسالة التي كنت أرسلتها لسيادتكم بما تحمله من وصف لأعراض المرض ورد سيادتكم عليه فانتابته حالة شديدة من الهياج، ولكنه تجاهل الأمر بعد ذلك وكأنه لم يقرأ شيئاً فقط عندما يثور يقول لي: "أنت عاوزة تثبتي أنت وأهلك أنى مجنون" ولكنه لا يذكرها مطلقاً وهو هادئ)،أم ندخله المستشفى جبراً دون الحديث معه حول مرضه وبعد أخذه العلاج سيتفهم الأمر، كل ما أريده هو ألا آذي مشاعره ولا أعرف هل سيستجيب للعلاج فيعلم أن هذا لصالحه أم أنه سيخرج ناقماً علينا فتزداد الأمور سوءاً، وكان لدي اقتراح آخر لا أعرف كيف أنفذه كنت أود لو أشعرته بأنه مصاب بأى مرض وأعطيناه علاج الفصام على أنه علاج لهذا المرض لكنى خائفة أيضاً من تنفيذ هذه الفكرة؛ (يشتكى زوجي خلال هذه الأيام من الشرود بمعنى أنه عندما يحدثه شخص لا يستطيع استيعاب ما يقوله، وأحياناً عندما يتكلم يسكت فجأة لثوان معدودة ويجد نفسه غير قادر على مواصلة الحديث، أظن أن لهذا علاقة بالمرض أليس كذلك؟)، أتمنى أن تسدى لي النصح في الطريقة المثلى التي نستطيع بها بدء العلاج، وأنا أطمع في كرم سيادتكم بسرعة الرد وأود لو أمكنني الحصول على رقم هاتفك المحمول لأتمكن من مناقشة هذا الأمر معكم جازاك الله عنى وعن أولادي وزوجي خير الجزاء.