الأخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على هذا الموقع الرائع المفيد، وأسأل الله أن يجزيكم كل خير على ما تبذلون من جهد لمساعدة الناس.أنا طالب بالمرحلة الثانوية، مشكلتي أنني وببساطة شاذ جنسيا، وهذه المشكلة ظهرت معي منذ كنت صغيرا جدا حتى قبل البلوغ، لقد قرأت في بعض الكتب عن أن الشذوذ الجنسي مرض نفسي، ولكنني لم أفعل شيئا أزيد من أنني كنت أنظر وأيضا عن طريق المواقع التي تعرض صورا وأفلام فيديو.أريد حقا أن أتوب فهذه المشكلة تؤرقني وأخشى يوما أن أقع في الخطأ، وأتوسم خيرا أن أجد لديكم العلاج فقد عاقب الله قوم لوط على ذلك وهذا يعني أنها وساوس شيطانية فكيف أتخلص منها؟ 29/11/2003
الأخ السائل العزيز أهلا بك، وأسأل الله أن يعينك على آلامك، وهيَ إن شاء الله قابلةٌ للعلاج ما دمت تريد ذلك العلاج، أنت تعاني من ميولٍ جنسيةٍ مثلية، وهذه الميول والتخيلات والتصورات الجنسية المثيرة التي يتعرضُ لها كل بني آدم ليست من صنعه ولا يد له فيها في كثيرٍ من الأحيان.وأما فيما يتعلقُ بمحتوى الميول والتخيلات التي تعذبك لكونها متناقضة مع عقيدتك وأخلاقك ومجتمعك الذي تعيش فيه، هذا المحتوى أيضًا لا ذنب لك فيه خاصةً في بداية الأمر، وأما زيارة المواقع الإباحية المختصة بالجنسية المثلية بين الرجال فهذا سلوكٌ أنت سلكته ونحمد الله أنك أقلعت عنه ونسأله سبحانه أن يغفره لك، فلابد إذن من التفريق بين الميول والتخيلات (والتي لا يتحكم فيها الإنسان تحكمًا كاملاً)، وبين السلوك الذي يمكنُ أن يعززَ من تلك التخيلات والميول كما يمكنُ أن يضعفها.إذن فأن تحسَّ في داخلك بأنك تميل إلى الذكور وأنك لا تميل إلى الإناث فهذا هو التوجه الجنسي والذي ما يزال العلم حائرًا في الوصول إلى حقائق مؤكدة بشأنه (وعليك شرعًا عندما يكونُ محتواه مثليا أن تقاومه ، وأن تطلب العلاج منه لا أن تستسلمَ له أبدًا)، وأما سلوكك الجنسي فأمرٌ مختلف وأنت والحمد لله لم تقع في المعصية الكبيرة وهي اللواط، وكل ما فعلته هو أنك زرت المواقع التي ربما زادتك عذابا على عذابك، وها أنت أقلعت عن ذلك كما قلت وهذا هو السلوك المحمود، ومن المهم بدايةً أن أحيلك إلى إجابات المستشارين السابقة على صفحتنا استشارات مجانين ومنها على سبيل المثال: الخروج من سجن المثلية: ما ظهر وما بطن! / الميول المثلية ووساوس من فقه السنة / الميول المثلية ووساوس من فقه السنة متابعة / الميول الجنسية المثلية: الداء والدواء / الشعور بالذنب قد يكونُ مفيدًا! / الشعور بالذنب قد يكونُ مفيدًا! متابعة / الشعور بالذنب قد يكونُ مفيدًا! متابعة ثانية / أريد الشهرة ، ولو بالشذوذ! / الجنس الثالث والنفس اللوامة / تخيلات أم ميولٌ مثلية بعد الخمسين؟ / وهام الخيانة الزوجية: وسواس أو وهام الغيرة متابعة. إلا أننا لا نستطيع إرجاع الأمر إلى الوساوس الشيطانية ياعزيزي، كما يستنبطُ مما قلته في إفادتك من قولك (عاقب الله قوم لوط على ذلك وهذا يعني أنها وساوس شيطانية فكيف أتخلص منها؟)، فهذا الأمرُ (أي التوجه الجنسي) يتعلقُ أكثر بالنفس البشرية وبسلوكياتها وكل ما يؤثر في تلك السلوكيات، وما تزال الأمور غير مفهومة تماما بشأن أسبابها من ناحية علم النفس والطب النفسي, ولكي لا أطيل عليك فإن البحث العلمي الموضوعي المحايد في أسباب الجنسية المثلية في الذكور قد صال وجال من الهرمونات إلى البحث في فروق تركيبية إلى البحث في فروق وراثية، وإلى ما هو أكثر، ولم يصل إلى شيء!!!! فبقدر ما يعتبرُ اللعب الجنسي بين الذكور Male Homosexual Foreplay والإناث، ظاهرةً عرفتها المجتمعات البشرية كلها كما عرفتها الكائنات الأدني كالحيوانات كلها (حتى أنها ظاهرةٌ طبيعيةٌ أن ترى قطين ذكرين في مرحلة مبكرة من عمرهما يداعبان بعضهما جنسيا)، بقدرٍ ما ظهر أن الجنسية المثلية الخالصة أي التي لا يمارسُ أعضاؤها الجنس أبدًا مع الجنس الآخر (أي الذكور الذين يمارسون فقط مع الذكور والإناث اللاتي يمارسن الجنس فقط مع الإناث). هذه الظاهرة المتطرفة لا توجدُ إلا في المجتمعات البشرية فقط، وهذا أحدُ أهم الثوابت في البحث العلمي في هذا الموضوع، وما نستطيع استنتاجه من هذا هو أن للنفس والسلوك البشري تطبيعًا وممارسةً دورًا في نشأة ما يصطلح على تسميته بالجنس الثالث أو الجنس المثلي الخالص(الذكور مع الذكور فقط والعكس صحيح)، ومن هؤلاء جماعات تجتاح العالم الجديد المتحدر(والخطأ مقصود بالمناسبة)، وقد عاقب الله قوم لوطٍ ليس لأن الشيطان تمكن منهم، بل لأنهم سلكوا ذلك السلوك واستهجنته نفوسهم الأمارة بالسوء، وللشيطان دورٌ لا يستطيع مسلمٌ إنكاره في كل شرٍّ قد يصيب الإنسان، وهو يساعد النفس في وساوسها، لكنه لا يتحمل الوزر وحده.وتأمل قول الله تعالى:{ولوطًا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحدٍ من العالمين* أئنكم لتأتونَ الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكرَ، فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين} صدق الله العظيم، سورة العنكبوت الآية 28 و 29 . فلابد إذن أن تتقدم خطوةً أخرى على طريق مجاهدة نفسك يا أخي، واعلم أن الطبيب النفسي العربي يستطيع علاجك إن شاء الله من خلال العلاج المعرفي السلوكي، وأظنك قرأت في الإجابات التي أحلتك لها ما يفيدُ ذلك، فإياك من اليأس واعلم أن مشوار العلاج طويلٌ لكنه ممكن، فسارع بعد اللجوء إلى الله باللجوء إلى أقرب طبيب نفسي متخصص، والله معك وتابعنا بأخبارك.