إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   مها 
السن:  
none
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   السعودية 
عنوان المشكلة: بعد التحرش: هلوسة جنسية أم وسوسة؟ متابعة 
تصنيف المشكلة: تحرش جنسي Childhood Sexual Abuse 
تاريخ النشر: 30/08/2008 
 
تفاصيل المشكلة

 


أرسلت لكم سابقاً وطلبتم مني أن أمدكم بالمزيد من التفاصيل عن حالتي، أرجو منكم مساعدتي لأني والله العظيم أعاني ولكم الأجر إن شا الله والدعاء مني.
سأذكركم بمشكلتي باختصار وهي أني تخصصت في مجال ليس طموحي وعانيت لأني لم أحقق طموح عشت طفولتي كلها وأنا أحلم به، وكذلك أعاني من عزلة اجتماعية وتعرضت لمحاولة استغلال جنسي استطعت النجاة منها ولكنها أثّرت في نفسيتي وجعلت الجنس حاضراً في ذهني رغم محاولاتي أن أبتعد عن ذلك والتي مازالت مستمرة، أتحسن يوماً وأتردّى أياماً بل إن الوضع يزداد سوءاً، مشكلتي كانت بعنوان "وساوس أم هلاوس جنسية" وقد زادت المشكلة معي للأسف.

أنا على هذه الحال منذ سنة تقريباً أصبحت أستثار لرؤية أي شي ربما لا يكون له علاقة مباشرة بالجنس أو حتى إذا لمسني أي أحد: أمي أو أختي.. أنا لا أتعرّض لمثيرات فأنا ملتزمة والغريب أن مشكلة الاستثارة بدأت بعد محاولة الاستغلال بفترة ليست قصيرة تقارب الثلاثة شهور ولكنها في تزايد مستمر رغم أني شغل نفسي بأي شيء. أصبحت أهتم بأمور لم أكترث لها يوماً؛ أصبحت أقرأ أكثر، وسجّلت في دورة كمبيوتر، وأحفظ سور القرآن، وأطبخ وأذهب للكوافير، وكثفت جهودي كي أحصل على وظيفة! إحدى صديقاتي تعرضت أيضاً لمحاولة استغلال جنسي لكنها لا تعاني ما أعانيه بل استأنفت حياتها بشكل طبيعي رغم أنها كان لها دور كبير بما حدث معي.

أحببت نصيحتك أختي الدكتورة صفية، لكن ما يحزنني أني أثناء قيامي الليل أعاني بسبب أني أستثار واضطر لإعادة وضوئي لأني بالصلاة الواحدة أجاهد نفسي فلا أستطيع أن أصلي بخضوع ولا أستطيع أن أصلّي لوقت طويل أو أتهجد أو أقرأ القرآن سوى لوقت قصير وذلك لأن أفكاراً مرتبطة بالجنس تأتيني بمجرد أن أبدأ الصلاة، وفي الآونة الأخيرة أبحت في كل وقت تقريباً، أحياناً لا أستطيع النوم وأشعر بآلام نفسية وجسدية، وكما ذكرت أرسلت لكم لأن الحالة زادت معي آخر فترة بشكل مخيف لدرجة أني بدأت أشك في بكارتي! ليس من محاولة الاستغلال بل من الاستثارة لأني أشعر حالياً باتساع بالمهبل ولم أشعر بذلك قبلاً. إن أكبر مصيبة قد يعاني منها شخص هي أن تكون المصيبة في دينه؛ أنا أحاول قدر المستطاع أن أتمسّك بالدين ولكني أعاني عند الصلاة، أصبحت أعاني في الآونة الأخيرة من وساوس بالعقيدة وهذا يزيد الألم النفسي كثيراً فأصبحت أقرأ كتب عن العقيدة وعن الدين وأسأل الله أن يثبتني على الإيمان به.

سبق وأخبرتكم أننا نعاني من عزلة اجتماعية وأن أهلي محافظون وليس لهم احتكاك كبير بالناس وأننا نقضي الإجازات أحياناً دون أن نرى شخصاً غريباً، وأقرباؤنا لا يحبوننا رغم أننا لم نؤذهم، وحدثت معهم مشكلة بسبب الإرث وفوجئنا أنهم ردّوا شباباً تقدموا لخطبتنا بأن أخبروهم أن جدتي ساحرة افتراءً وزوراً وذلك زاد من انعزالية أهلي، لأنهم فقدوا الثقة بالناس بعد أن نالهم الأذى من أقربائهم، وأنا زادت محاولاتي للحصول على وظيفة حتى لا تتفاقم الحالة بمكوثي في البيت، كما بدأت أقرأ كتب علم النفس وأرقي نفسي بالقرآن. أشعر بعدم الرضا عن نفسي رغم أني أفعل كل ما يمكنني فعله وليس بيدي غير ذلك، فقط أخبروني ماذا أفعل؟ هل بقي شيء لم أفعله؟.

يحزنني أن شخصيتي تغيّرت، أي قبل تعرضي لتلك المحاولة وقبل قصة حب فاشلة أنهيتها بإرادتي لأنها كانت تستنزفني نفسياً بعد هذه الأحداث تحوّلت القوة إلى ضعف، أصبحت أداري الناس كلها وأخاف أن أتخذ قراراً، أصبحت لا أجيد الكلام كما أخبرتكم وأشعر أن حديثي ممل ولا أحد يرغب بسماعه وأني ضعيفة وأتأتئ بالكلام، لقد أخبرتموني بأني قوية والجميع يقول ذلك وأنا أشعر بذلك لكن هذا كان سابقاً. الآن أبحث عن وظيفة أؤمّن منها مبلغاً من المال يساعدني بدخول دورات ودبلومات بتخصصات أحبها والحمد لله قد أتمكن من ذلك قريباً. سمعت عن علاج اسمه "أنافرانيل" واشتريته بعد أن استشرت 5 صيادلة، رغم أني كنت في السابق أكره تناول أي دواء استخدمته لأني أريد العلاج، وعندما اكتشف أهلي دخلت معهم بتحقيقات وقاموا بمصادرته ولم أشعر بتحسن ملحوظ منه إذ كان ما يحصل معي هو حالة طبيعية، فهل سيستمر معي؟ وهل لا شفاء من حالتي؟.

أود أن أضيف أن قبل فترة خطبني قريب لي وأهلي رفضوه، هل أوافق عليه وأعاند أهلي حتى ينتهي ما أعاني منه؟ هو مهندس وراتبه جيد وأخلاقه جيدة لكنه يعاني من إعاقة وهي قصر في اليدين والرجلين بطريقة واضحة وملحوظة وعرج بمشيته، كما أن أهله معروفون بسوء تعاملهم. أنا جدّ محتارة!.

وأريد أيضاً أن أخبركم عن شيءٍ لا أدري ما هو؛ فأنا أتناول مساحيق الغسيل! أعلم أن هذا غريب ولكن لا أدري هل هذا حالة نفسية؟ لا أستطيع الذهاب لدكتور نفسي لأنني أعيش في بلد صغير ليس بها أطباء نفسيون، كما أن ذلك ممنوع عند أهلي.

أريدكم أن تخبروني ماذا أفعل كي لا أستثار ولا أوسوس في الصلاة لأني أحياناً أشعر بأني غير قادرة على الصلاة وأبكي بحرقة لعدم قدرتي حتى على العبادة، ومتى فعلاً يجب عليّ إعادة وضوئي؟ وهل يوجد طريقة تعيد لي ثقتي بنفسي وقوة الشخصية السابقة علماً أن شخصيتي كانت أقوى عشر مرات في السابق وهل أنا مذنبة لأني أعاني من وسواس العقيدة؟.

10/08/2008 

 
 
التعليق على المشكلة  

أختي العزيزة، السلام عليك ورحمة الله وبركاته؛
الضغط الذي تعانين منه يمسك بتلابيب روحك، يجعلك غير قادرة على الاسترخاء، أشعر بك تماماً، لكن كما قلت لك من قبل، الوصول إلى الاستقرار لا يكون "بضغطة زر"، وأقولها لك اليوم؛ الاستقرار الكامل ليس أمراً سهل المنال، ولا ينال النفس الراضية المطمئنة إلا القليل من الناس، وسائر الناس يتقلّبون في منازل النفس، ويصلون إلى كمال الاستقرار تارة، ويكونون في منازل أدنى تارة أخرى، لأن من طبيعة النفس التقلّب. المنزلة المعتدلة –كما أفهم- هي أن نجعل اضطرابنا معتدلاً، ونتعلم كيف نتعامل معه، وأول ذلك هو أن نستوعب جيداً فكرة أن الأمر يحتاج إلى وقت، وقت قد يمتد لأشهر، وقد يستغرق عمرنا كله، لكن تتفاوت شدة الضغط باختلاف الظروف العمرية والحياتية. لقد جاءتني رسالتك الثانية بعد ثلاثة أيام من إجابتي عن رسالتك الأولى، ولست ألومك على مراسلتك، بل أريد أن نضعها أنا وأنت في سياق مختلف، بمعنى أنه ليس سياقها أن حالتك لا تتحسن، وإنما سياقها أننا نتعاون سوياً للوصول إلى (الاضطراب المعتدل) إن صح التعبير، انظري إلى دعاء قيام الليل:

"اللهم إني أسالك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتلم بها شعثي، وتردّ بها ألفتي، وتصلح بها ديني، وتحفظ بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكّي بها عملي، وتبيض بها وجهي، وتلهمني بها رشدي، وتعصمني بها من كل سوء" الذي روي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهل من نفس مطمئنة أعظم من اطمئنان نفس سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه يعلمنا أن نظل في كل حالاتنا نسأل الله الارتقاء والثبات، يحتاج الأمر إلى مداومة يا عزيزتي، مداومة في الدعاء، مداومة في مجاهدة النفس، وسياستها، وأخذها إلى ما يليق بها من منزلة.

ستتعثرين وتقومين، لا بأس، هكذا حالنا مع أنفسنا، وقد نقل عن بعض الصالحين قولهم:"سيروا إلى الله عرجاً ومكاسير في هذه الأثناء احرصي على علاقات جيدة مع أهلك، نجاحك في كمال البر بأهلك، هذا مكسب، سيلوّن حياتك، قراءات متنوعة، مشاركات تطوعية ولو عبر الانترنت، مع متابعة البحث عن عمل، وقبل ذلك وبعده الدعاء، وشكر الله على الإيجابيات التي لديك، أتعلمين؟ أحياناً يستغرقنا لومنا لأنفسنا على قصورها وتقصيرها فلا نشهد إيجابياتها ولا نلقي لها بالاً، وهذا مزلق حقيقي، لأن الشكر هو قيد النعم الحاضرة، فلا تضيعي ما تتمتعين به من صفاء نفس ورقيّها وعزيمتها في فعل الأفضل، لا تضيعي ذلك بعدم ملاحظته والإحساس به وبعظمته، لا لأنه كسب منك، ولكن لأنه توفيق من الله، ونعمة منه، تستحق منك شكرها، هذه الإيجابيات التي لديك ليست قليلة -ما شاء الله- فاشكري الله عليها، وكوني قوية بنعم الله عليك.

أما الابتلاء الذي أنت فيه، فقولي لنفسك: (أيام وهتعدي)، صدقاً يا أختي، (هتعدي) بتوفيق الله وكرمه، الشدة (هتعدي)، فداومي على شغل نفسك بما يصرفك عن التفكير المستغرق في الجنس، ولا تضخمي أمر التفكير العابر، وكلمة عابر هنا (نسبية)، لأنه طبيعي جداً، ولا ضير فيه، ولا تقارني حالتك بأخريات، كل نفس لها وضعها، وطبيعتها، فما يؤثر فيك قد لا يؤثر في أخرى وهكذا.. خذي وقتك فقط في المجاهدة بهدوء، هدوء ينبع من قناعتك أن المسالة مسألة وقت فقط، وأنت فوق ذلك مثابة على صبرك بكرمه تعالى
..

بالنسبة لصلاتك، فالقاعدة الفقهية تقول إن الأمر إذا ضاق اتسع، بمعنى توضأي وضوءك المعتاد للصلاة وصلّي، ولا تلتفتي لهذه الأفكار التي تقتحمك، واصلي صلاتك رغماً عنها، ولا تلتفتي لما تشعرين به من استثارة، وأتمّي صلاتك. ماذا يريد الله بعذابنا إن شكرنا وآمنا، والله أعلم بضعفنا. أحسني الظن بربك، ولا تلتفتي لتلبيسات الشيطان والنفس، فما جعل الله علينا في الدين من حرج.

أما مسألة الزواج؛ فلا تقدمي عليها إلا بعد دراسة متكاملة لما يناسبك، فالحاجة الجسدية مهما ضغطت علينا، تظل جزءاً من الزواج، الذي هو حياة كاملة، بكل تعقيداتها، فلا تختصري الزواج في الحاجة الجسدية، التي ستتعاملين مع ضغطها عاجلاً أم آجلاً، هل من المنطقي أن تدخلي في حياة جديدة ومشروع جديد بناء على دافع واحد دون دراسة كافة الأبعاد؟.
أما عن قراءتك في مسائل العقيدة فأنا أتوقف عند ذلك، تحتاجين إلى استشارة تفصيلية ممن هو أعلم مني.

بقيت مسألة مسحوق الغسيل، وأدعها
لدكتور وائل.. مرحباً برسائلك، ويا رب تكوني أفضل حالاً، وأسأله تعالى بكرمه العظيم أن يكرمك كرماً تجدين بركته في أمرك كله، وكل سنة وأنت في طاعة وعافية وخير، واذكرينا جميعاً في صالح دعائك في أيام وليالي الشهر الفضيل. 
   
المستشار: أ,صفية الجفري