السلام عليكم ورحمة الله بركاته،لا أدري لمن أقدّم تحياتي: شكراً لله أن مجانين موجود، وفقكم الله في مسعاكم. تعلمت الكثير من موقعكم، وأظنني بإذن الله سأتعلم. أنا فتاة في العشرين من عمري، خمسة شهور ويحل عيد ميلادي الحادي والعشرين. هواياتي الرسم وكتابة القصص، أنا قارئة نهمة، أدرس Interior Design . مع الناس أنا مرحة واجتماعية، قريبة من الكل وواثقة من نفسي وأعرف تماماً ما الذي أريده. ومع نفسي أنا كنت سيئة، لكني حالياً أتمتع بصحة نفسية جيدة. عانيت منذ سنتين من الهلوسات وكان عندي صديق خيالي أحادثه كثيراً لحوالي العشرة شهور، لكن حالياً لا أعاني من هذا أبداً. (لا أعتقد أن له علاقة بمشاكلي، لكني ذكرته فقط لزيادة التفاصيل). لا أرى نفسي سيئة الحال، لكني أعاني من أمور أظن أنها لن تحتاج أكثر من رأيكم وخطة بسيطة. مشاكلي ثلاث، وأعتذر مسبقاً على الإزعاج والتكثير:1- تعرّضي للتحرش. 2- اضطراب النوم في كبري. 3- على مدى عمري كله؛ النسيان، وازداد في الآونة الأخيرة - آخر سنتين-.(1) في الحقيقة أنا لا أعتبرها مشكلة، وهذا ما يجعلني أشك أنها مشكلة، خاصة أني لا أتذكر التفاصيل جيداً. كل ما أذكره أنه كان خالي، وأنه أدخل يده في بنطالي وأخذ يتحسس منطقتي الحساسة، هل فعل بي شيئاً؟ هل اغتصبني؟ أشك كثيرا أنه اغتصبني، ما الذي حصل؟ لا أعرف حتى متى حصل! [أتوقع أن الزمن في الابتدائية] أذكر المكان جيداً، وأذكر تفاصيل ما قبل الواقعة، لكن بعد ذلك، تقل التفاصيل بشكل غير عادي.. غرفته.. المايك.. المكان.. ألوان الغرفة.. أذكر حتى ماذا كنت أغني في غرفته.. لكن ما الذي حدث بالضبط؟ لا أعلم، لكن لعدم تذكري أتوقع أنه كان مجرد تحرش. أذكر شيئاً واحداً بعد إدخاله يده في بنطالي، أني كنت أقفز حول والدتي وأقول: اطلبي منه ألا يلمسني، وهي تسألني: لمسك؟ وأنا أقفز: لا.. (لماذا لم أخبرها؟ هل كنت أتخيّل؟) تذكرت الواقعة وأنا كبيرة [في الصف الثالث متوسط] كنت كالمغيّب عن الوعي، نسيت الموضوع تماماً، وحتى عندما تذكرت– تذكرت في المدرسة وصديقتي تتحدث عن حادثة تشبهها "كانت تتحدث بمرح ولم تكن بائسة ولم أكن متفاعلة معها على الإطلاق"-، تذكرتها لكني لم أكن مفزوعة جداً، شعرت كما يشعر كل الأطفال أني السبب، ثم أدركت بعدها أني لم أكن مذنبة! وللآن لا أشعر بأي شعور تجاه المشكلة، ولا أشعر أنها أمر كبير جداً! أريد أن أعرف، هل عدم تذكري للتفاصيل يعني احتمالية كوني تعرضت للاغتصاب؟ وهل عدم شعوري بالمشكلة أمر غير منطقي؟ هل أنا صادقة في عدم اهتمامي؟.(2) اضطراب النوم. مشكلتي يا سيدي أني أنام أقل من الناس؛ أنام ما بين الخمس والأربع ساعات يومياً، وقد أزيدها لتصل للست ساعات أحياناً، وأحياناً تأتيني فترات لا أنام أكثر من ثلاث ساعات يومياً-ليلاً فقط فنوم النهار مستحيل بالنسبة لي-. تطول هذه الفترات بين السنة والأسبوعين، ومع قلة نومي فإن نومي خفيف جداً، أستيقظ بسهولة، على أقل صوت! ( أظن أن ذلك يعني أني لا أصل لمرحلة الألفا بسرعة) رغم ذلك فأنا نشيطة جداً في اليوم العادي ولا أرهق بسهولة. مزيد من التفاصيل: لا أذكر كيف كنت أنام وأنا في الإعدادية، لكني أذكر أني في الصف الأول ثانوي أنام 3 ساعات يومياً، على مدى سنة كاملة، وقد أتعب يوماً كل شهرين فأنام طوال اليوم، غالباً أكون حزينة وأنسى حزني بالنوم ذاك اليوم. في الصف الثاني ثانوي أخذت عادة النوم ما بين أربع إلى خمس ساعات، وفي الصف الثالث ثانوي كنت أنام أقل، لكن أحياناً ولكثرة الضغط أنام يوماً كاملاً. لما تخرجت وأخذت درجتي وكانت متدنية للغاية، ولشدة صدمتي، لم أحزن ولم أبكِ، فقط تمددت على السرير وغطيت رأسي بالغطاء ثم نمت 22 ساعة متواصلة، لكني في العادة لا أنام أكثر من أربع أو خمس ساعات وما زلت كذلك. عندما يزيد نومي لست ساعات أشعر بالنعاس طوال اليوم! ولا أعرف لماذا. أيضاً، عندي شعور غريب تجاه النوم؛ أشعر بالذنب إن نمت سبع ساعات، أشعر أن وقتي ضاع وحياتي تضيع! وأشعر أني إذا نمت كثيراً سأسمن وأصبح شديدة الكسل وعظامي ستؤلمني وتتيبس مفاصلي!! رغم أني قرأت كثيراً حول النوم، إلا أنني لا أستطيع نفي هذا الشعور- آخرهم: قبل فترة عانيت من ضغط نفسي وظهر أثره في استيقاظي باكية دون أن أعرف أبداً، فأهلي يخبرونني بذلك. أتحرك كثيرا وأتقلّب أثناء النوم أكثر من الإنسان الطبيعي حيث أنتقل من وضع لوضع كالأطفال، فأجدني وقد وضعت أقدامي في مكان رأسي ويداي على الأرض، رغم أني في العادة لا أتحرك أبداً أبداً أبداً، حتى أني أحياناً أشعر بآلام في رقبتي. أيضا حدث كثيرا أني استيقظت مفزوعة فزعاً شديداً حتى أني شعرت أني أعاني من الخفقان وأخذت أدور بلا هدف وأبكي بكاءً شديداً ثم عدت للنوم، وللآن لا أتذكر ما الذي كنت أحلمهن بل أني لم أكن أحلم! ثلاثة أسئلة: - لماذا لا أنام؟ وهل نومي أقل من الطبيعي كما يقول لي الناس؟ ما سبب مشاعري السيئة تجاه النوم؟ هل اضطرابي وقت نومي وبكائي وتقلبي والفزع هو الرعب النومي sleeping terror؟.(3) أعاني من مشكلة النسيان بشدة كما أسلفت سابقاً. فأنا أنسى الأمور أو لا أدركها إلا بعد فترة طويلة. في الفترة الأخيرة ازداد النسيان معي، أنسى الأشياء البديهية؛ فقد أجلس على العشاء وأنسى كيف يؤكل الأرز!! وهل أضع عليه الكاتشب أم الصلصة الحارة؟ هل أضع الملح أم الفلفل؟ كيف أحب الأرز؟ هل أحب اللحم أو الدجاج؟ ولا أتذكر إلا بعد فترة يوم- أسبوع أحياناً-. أشك بأسماء أقاربي، أنسى أسماءهم! رغم أني أراهم دائماً- على الأقل مرتين في الأسبوع، عندما يسألني أحد عن أسماء إخوتي الخمسة أذكرهم وأنا أشك أني نسيت شخصاً ما، وأحياناً أنسى. أحياناً أتحدث مع أحدهم وأنسى ما قاله قبل ثوانٍ، قد أشاهد فيلماً وأنسى ما الذي حدث في منتصف الفيلم، هل هذا طبيعي؟ وأي نظريات النسيان يتبع؟1- نظرية التلاشي Trace Decay Theory ومفادها أن المعلومات التي لا نستخدمها لفترة طويلة تبدأ في الضمور تدريجياً حتى تتلاشى من صفحة الوعي.2- نظرية التداخل Interference Theory لوحظ أن النوم بعد المذاكرة (أو حتى الاسترخاء) يجعل تذكر المعلومات أسهل، أما مشاهدة التليفزيون أو الجلوس إلى الإنترنت فإنه يحدث تداخلاً في المعلومات وتشويشاً عليها. 3- نظرية الكبت Repression Theory فحين ترتبط المعلومات بذكريات مؤلمة لا تحتملها النفس فإن المعلومات وما يصاحبها من ذكريات تلقى في غياهب العقل الباطن (اللاوعي) حتى لا تسبب قلقاً للجهاز النفسي. 4- نظرية الجشتالت Gestalt Theory وموجزها أن غياب التنظيم في إدخال المعلومات يساعد على نسيانها. لمن ألجأ؟ هل أحتاج طبيباً؟ هل يعتبر عدم الإدراك نسياناً أم انفصالاً عن الواقع؟ أو كما أجبتم كثيراً: فحين ترتبط المعلومات بذكريات مؤلمة لا تحتملها النفس فإن المعلومات وما يصاحبها من ذكريات تلقى في غياهب العقل الباطن (اللاوعي) حتى لا تسبب قلقاً للجهاز النفسي، أي أني– لكوني شخصاً قلقاً– أنسى كل شي مع قلقي؟ شكراً، وعذراً على الإكثار! أردت فقط وضع التفاصيل التي تحتاجونها! ربما وضعت أكثر من اللازم، أو كتبت ما لا تحتاجونه وقصّرت فيما تحتاجون (هل من الممكن إخفاء معلوماتي الشخصية التي ذكرتها في الأعلى؟). ملاحظة من الموقع: علقت المدققة اللغوية لمجانين على هذا النص بقولها: شكراً للأخت الفاضلة لهذا النص المتماسك والواضح، وأبارك لها ما وهبها الله من قدرة تعبيرية جيدة جداً ولغة سليمة أفتقدها في معظم النصوص التي يبعث بها تعساء لضياع لسانهم العربي لا لمشاكلهم النفسية!14/09/2008
أهلا بالأخت الكريمة، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..وأنا سعيد أن أجيب على استشارة لأختٍ مثلك واعية ومثقفة وقارئة نهمة، وأنا بدوري أشكر الله تعالى على مجانين وعليك، وأكثر الله من أمثال المواقع كمجانين والمستشارين مثلك واضحي الفكرة جيدي السبك لكلماتهم العربية، وما أقلهم!!وأترك إخفاء أو إظهار معلوماتك الشخصية لإدارة الموقع..أطلت بين عباراتك هاتين العبارتين:((مع نفسي أنا كنت سيئة)) ((عانيت منذ سنتين من الهلوسات وكان عندي صديق خيالي أحادثه كثيرا لحوالي العشر شهور))استوقفتني هاتين العبارتين وتساءلت هل لهما علاقة مع شيء آخر؟! على العموم..بالنسبة للإجابة على الأسئلة الخاصة بمشاكلك الثلاثة: (1) مشكلة تعرضك للتحرش:هل هي بالفعل ليست مشكلة؟!قد تكونين تجاوزت الكثير من مشاكل تعرضك للتحرش في الصغر، ولكن لا تزالين بحاجة لتفريغ تلك اللحظات الماضية (واقعة التحرش) من محتواها الانفعالي والشعوري، وتنقية أفكارك حولها من أية أفكار سلبية تجاه نفسك أو تجاه الآخرين عبر جلسات مع أخصائي نفسي أو جلسات خلوة وصفاء مع نفسك ومع الله وبشكل متعدد ودوري ودائم..علماً أن ما تعرضت له قد تعرضت الكثير من الفتيات له، ولا يعني التعرض للتحرش أنه سيولد مرض نفسي فهنالك آليات دفاع defense Mechanisms ودعم عائلي يدحض المرض النفسي ويقي منه ويقوي ما يدعى عامل المقاومة على المرض Resilience .والذي يبدو لي أنه توفر لك السابق فاستطعت تجاوز مشكلة التحرش وأمست في طي الماضي الذي تم التعامل معه بشكل جيد فأمسى جزءاً من خبراتك الماضية وليس جزءاً من معاناتك الحالية، وقد ولّد لديك بعض القلق والتوتر الحالي.. بالنسبة لأسئلتك فأجوبتها أصبحت في طي ما سبق..(2) مشكلة اضطراب نوم:يقسم الناس حسب عدد ساعات نومهم إلى قسمين:1- النائمون طويلا Long Sleeper:ينامون على الأقل تسع ساعات ونصف للإحساس بكفاية النوم.(يتميزون بالخمول والانطوائية والاكتئاب..)2- النائمون قليلا Short Sleeper:ينامون وسطيا خمس ساعات ونصف.(يتميزون بالطموح و المبادرة و قلة القلق..)3- النائمون المتبدلون:يتبدلون بين هذين الصنفين.ويبدو أنك تنتمين إلى الصنف الثاني، ولنقول أن لديك مشكلة فهذا يعتمد على العمر ومدى الكفاية من النوم ونوعية النوم من حيث تحقيقه للراحة أو لا وكذلك مدى صحتك النفسية (نفي وجود قلق أو اكتئاب أو.. إلخ).من جهة أخرى، وتصحيحاً لمعلوماتك الطيبة فالنوم ينقسم لأربعة مراحل - حسب فيزيولوجيا النوم- والمرحلة الأعمق هي المرحلة 4 حيث يسيطر عليها موجات دلتا وتتا وليس ألفا..أما الرعب النومي أو الفزع الليلي Sleep Terrors: فهو نوبات متكررة من الاستيقاظ من النوم، تبدأ بصرخة حادة من الهلع أو من شيء مخيف (نوبات من الهلع الليلي الشديد) يرافقها قلق شديد وفرط نشاط حركي غير هادف في الأطراف وتعابير الوجه (البلع أو فرك اليدين) صراخ وصياح، مع أعراض نظيرة ودية (خفقان، تسرع تنفس، تعرق بارد، توسع حدقتين). الرعب الليليٍ قد يكون طبيعيا أو يعبر عن الكروب والشدات، ويكون الشخص بوضع اتصال غير كامل مع المحيط ولا اهتداء عابر، تستمر النوبة بين 1-10 دقائق وتحدث خلال الثلث الأول من الليل. لا يهدأ ولا يطمئن المريض بكلام المحيطين. قد يعبر عن صراعات شديدة لدى الطفل. لا يتذكر الشخص الحدث وإن تذكره فبشكل صور متتابعة وليس مشهد كامل.أما التدبير: فهو الابتعاد عن الشدات Stresses النهارية والتطمين بأنه حالة غير مؤذية، وقد نلجأ لوصف عقار بنزوديازبين في الحالات الشديدة المزعجة.(3) النسيان آخر سنتين للـِ (الأشياء البديهية، أسماء أقاربي، ما الذي حدث قي منتصف الفيلم..)، وإن نسيانك هذا يتبع كل النظريات التي ذكرت..وقد يكون لديك شيء من القلق وهي من طبيعة عصر السرعة والتقنية، مما يحدث لديك حالة من قلة التركيز تؤدي إلى سوء في تخزين المعلومات في الذاكرة أو استرجاعها recall من الذاكرة. فما لديك سوء في التركيز وتوتر تؤدي إلى خلل في التذكر وليس مشكلة في مناطق الذاكرة بحد ذاتها.كما أن قلة النوم قد تساعد فيما سبق، وكذلك كثرة إدخال المعلومات دون الراحة بعدها.. نصائح مفيدة بإذن الله:- تعلّم وتطبيق تمارين الاسترخاء Relaxation- اتباع تعاليم الصحة النومية Sleep hygiene-الاهتمام برحالات الاستجمام الهادئة مع صحبةٍ صالحة.- ممارسة رياضة خفيفة يومية، والمشي لفترة نصف ساعة في اليوم لثلاثة مرات أسبوعيا على الأقل.- استشارة أخصائي نفسي إن أمكن للتقييم.- قد تفيدك جلسات العلاج الجماعي الداعم group support Psychotherapy إن توفرت في مدينتك.واقرأ هذه العناوين على مجانين:الأرق المزمن قصر النوم وطول النوم! جزء من ذاكرتي مفقود!! بعد التحرش: هلوسة جنسية أم وسوسة؟ متابعة تابعينا بأخبارك.. أتمنى لك كل الخير والاسترخااااء.