النفور أنا شاب عصامي تعرضت للكثير من المشاكل العائلية أثناء فترة المدرسة كانت سوف تؤدي للطلاق بين الوالدين، إلا أنني استمررت في الدراسة برغم الفقر والقهر العائلي، وحتى حصلت على أعلى الدرجات العلمية، واستطعت بجهدي أن أتزوج وأكون عائلة نموذجية، لا بل وأن أبني بيتا وأولادي في أحسن المدارس، لا بل قمت بمساعدة أخواني في نفقات الزواج. مشكلتي أنني أحس بالغيرة والحقد تجاه من كل من أتعرف عليه سواء في مجال العمل أو العلاقات الشخصية وذلك لكفاءتي وامتيازي في العمل وجهدي المثابر، مما انعكس على علاقاتي الشخصية وأصبحت أخاف من إقامة أي علاقات صداقة مع أي إنسان لا بل وان مستوى عملي وجهدي قد تباطأ في الفترة الأخيرة وأصبحت عصبي المزاج ولا أتحمل أحد وتساورني الوساوس ولا أنام جيدا وأصبحت أشك في نفسي وأن المشكلة أنا السبب فيها وليس الآخرون. أرجو المساعدة مع الشكر الجزيل 17/12/2003
سيدي إن شعورك بالغيرة والحقد تجاه كل من تتعرف عليه هو شيء غريب في ظل أنك كفء وممتاز في عملك ومجتهد.. فالغيرة والحقد يشعر بهما الفاشل تجاه الناجح وخصوصا إذا ما اعتقد الفاشل أنه ليس لديه فرصة للنجاح إلا من خلال إقصاء الناجح أو التقليل من شأن نجاحه وقيمته.... فكيف تشعر بالغيرة والحقد وأنت تصف نفسك بأنك ناجح ومثابر؟؟؟؟ إذا كنت تقصد أنك تشعر بهذه المشاعر منهم وليس تجاههم فمن المهم جدا أن تتحرى ما إذا كان هناك سببا منطقيا غير مجرد شعور الغيرة... أي أنك يجب أن تتحرى ما إذا كانت طريقتك وتصرفاتك معهم تثير غضبهم وحفيظتهم... ثم ما هي الوساوس التي تساورك وتمنعك من النوم؟؟ من ناحية أخرى، قد تكون حياتك وأسرتك نموذجيتان ولكنك لا تشعر بالإشباع... ما الذي ينقصك في حياتك؟؟ ماذا تريد في المستقبل لك ولأسرتك؟ ما الذي يجب أن يحدث حتى تشعر بالرضا؟؟ نرجو المتابعة معنا وإعطاءنا المزيد من المعلومات عن حياتك ورغباتك وخصوصا الغير مشبعة منها، وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب. * ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ العزيز السائل أهلا وسهلا بك، ونشكرك على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، ما أود إضافته فقط بعد إجابة الأخ الزميل الاستاذ علاء مرسي، هو ما يتعلق بما لم تفلح في التعبير عنه بصورة واضحة، وأستطيع التكهن به- مع عدم التأكد التام منه، فنحن في حاجةٍ إلى معلومات أكثر كما أخبرك أخي الاستاذ علاء- فإذا كنا سنقرأ السطرين التاليين من إفادتك كما وصلانا هكذا: (مشكلتي أنني أحس بالغيرة والحقد تجاه من كل من أتعرف عليه سواء في مجال العمل أو العلاقات الشخصية وذلك لكفاءتي وامتيازي في العمل وجهدي المثابر)، فإننا سنتكلم عن وسوسةٍ بأنك تغير منهم ويضايقك هذا، ويصبح أول حرف جر في إفادتك –من- حرفا زائدا، ونرى هنا أن أفكار الغيرة التسلطية التي تضايقك وتحرمك من النوم هي وسواس قهري، وأنا أعرف أنها أفكارٌ غير منطقية وإلا لما ضايقتك، فإذا كانت هنا تكمن مشكلتك فهناك أفكارٌ غير منطقية ولا مبررَ لها من وجهة نظرك أنت الشخصية لأنه لا داعي لأن تشعر بالغيرة من الآخرين بينما ترى نفسك وحياتك بفضل الله على ما يرام، ولكن لأن هذه الأفكار غير منطقية وذات طبيعة تسلطية، أي أنك لا تستطيع التخلص منها فإن شروط الفكرة التسلطية (الوسواس) التالية تنطبق عليها: -1- أن يشعرَ المريضُ بأن الفكرَةَ تَحْشُرُ نفسها في وعْيِهِ وَتفرضُ نفسها على تفكيرهِ رغماً عنه لكنها تنشأُ من رأسِهِ هو وليست بفعلِ مؤثِّرٍ خارجي. -2- أن يوقِنَ المريضُ تفاهَةَ أو لا معقوليَّةَ الفكْرةِ وَعَدَمَ صِحَّتِها وعدم جدارتها بالاهتمام. -3- محاولة المريض المستمرة لمقاومة الفكرة وَعدم الاستسلام لها. -4- إحساس المريض بسيطرةِ هذه الفكرة وقوتها القهريةِ عليه فكلما قاومها كلما زادَتْ إلحاحًا عليه، فيقعُ في دوامةٍ من التكرار الذي لا ينتهي. وليست هذه هي كل أشكال الغيرة، فهناك السويُّ والمحمود من الغيرة وهناك المرضي بدرجاته المختلفة -بين ما هو من وسواس النفس (الأمارة بالسوء في الفهم الإسلامي ، والمتأثرة بسمات الشخصية في الفهم الغربي) وما هو من الوسواس الخناس (أي الشيطان والذي تكفيك الاستعاذة بالله منه لتخلص منه)، وما هو من الوسواس القهري، ومنها كذلك ما هو واصلٌ إلى حد الذهان أي الغيرة الزورانية، وهو الاحتمال الذي أشار إليه أخي الاستاذ علاء، بقوله:إذا كنت تشعر بالغيرة من الآخرين تجاهك، وهو أيضًا ما قد يكونُ صحيحا إذا كانت هناك ياء ناقصة من كلمة تجاهي، فكتبتها تجاه، بينما الصحيح هو (مشكلتي أنني أحس بالغيرة والحقد تجاهي من كل من أتعرف عليه سواء في مجال العمل أو العلاقات الشخصية وذلك لكفاءتي وامتيازي في العمل وجهدي المثابر)، وفي هذه الحالة يصبح خوفك وقلقك وضيقك بسبب أن الآخرين يغيرون منك أمرًا مختلفا، فنحن إذن نحتاج إلى تقييم مدى اقتناعك بفكرة أنهم يحقدون عليك، وهو ما يجعلنا في حاجةٍ ماسة للمعلومات منك، ويجعلك في حاجةٍ إلى اللجوء لطبيب نفسي. وكذلك أحيلك إلى المقالين اللذين سيوضحان لك مكان الغيرة في ما نسميه في الطب النفسي الغربي الحديث بنطاق الوسواس القهري OCD Spectrum فأيا كان نوع الوساوس التي تقصدها عصابيا أو ذهانيا أو راجعا إلى سمات الشخصية فإنه داخل نطاق الوسواس القهري: نطاق الوسواس القهري / وساوس الخوف والريبة وفي النهاية نكررُ لك إن من اللازم أن تعرض نفسك على أقرب طبيب نفسي مسلم ليقيم حالتك، ونحن في انتظار موافاتنا بالتطورات.