السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو الاهتمام برسالتي والرد السريع عليها لأنها ارتبطت بمستقبلي. أنا أعاني من وسواس شديد منذ 6 سنوات، كانت تأتيني في أشياء مختلفة، أحياناً دينية وأحياناً في زوجتي. ذهبت لطبيب وأعطاني فافرين وأنافرانيل، ثم سافرت للعمل في السعودية وانقطعت فترة بسيطة عن العلاج، ثم ذهبت لطبيب في السعودية وأعطاني فافرين وريسبردال، وزاد أنافرانيل. أنا الآن تأتيني وساوس عاطفية ينتابني شعور بالضيق وعدم الثقة بالنفس وكره العمل وأني أريد العودة لمصر، مع أني هنا منذ 6 أشهر فقط ومعي زوجتي، كنت سعيداً وأعمل بجد ولم أحس بهذا إلا من شهر ونصف. أتعذب؛ تأتيني فكرة أني مكتئب ومخنوق من العمل وأريد العودة، تغلبت على عدم الثقة و لكن الشعور بالضيق والاكتئاب مسيطر علي، أبكي بلا سبب، حاولت أن أقاوم، كثيراً أنجح أحياناً ببعض أساليب العلاج السلوكي لمدة بسيطة ويعود الشعور مرة أخرى ماذا أفعل؟ هل أعود لينتهي هذا الشعور أم ماذا؟. أرجو الإجابة السريعة بالله عليك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 12/10/2008
لا، لا تعُد يا عبد الله، ابقَ حيث أنت الآن.. فقط عليك أن تكون أكثر قرباً من طبيبك النفساني المعالج في السعودية فحالتك تذكرني بحالات كثيرين بين الوسواس والفصام، وإن كنت أراك أقرب إلى الوسواس بدليل أنك تحسنت على عقاري وسوسة حتى تركت العلاج من نفسك معتقداً أنك شُفيتَ بعد عدة أشهر، لكن المرضى باضطراب بين الوسواس والفصام يحتاجون مزيجاً من مضادات الوسوسة ومضادات الذهان ولعل هذا هو ما جعل طبيبك يضيف لك الريسبيردال... راجعه هداك الله ليساعدك أكثر بإذن الله تعالى.لم تحدد لنا الفترة البسيطة التي انقطعت فيها عن العلاج (ونخمن أنها كانت بسبب ارتفاع معنوياتك وإحساسك أنك تمام بعد سفرك وعملك في السعودية)، وإن كنت لم تذكر لنا بوضوح هل تحسنت على مزيج الم.اس والم.ا.س.ا الأنافرانيل والفافرين أم لا؟ مشكلتك الحالية بدأت منذ شهرٍ ونصف حيث بدأت تأتيك ما تسميه "وساوس عاطفية" وتصفها بقولك "أتعذب؛ تأتيني فكرة أني مكتئب ومخنوق من العمل وأريد العودة"... فهل هذه أفكار أم مشاعر؟ أم مزيج من الاثنين؟ أياً كانت الوساوس العاطفية تلك يمكنك بكل تأكيد أن تهملها لا أن تقاومها... والفرق هو أنك حين تهملها تقصر استجابتك لها على إهمالها كأن لم تأتك... وأنصح المرضى بوقف أي عمليات فكرية متعلقة بالحدث العقلي التسلطي (الوسواس) من خلال وقف الأفكار بالاستعاذة بالله... وأما المقاومة فتعني أنك تحاول دحض الفكرة أو نفيها أو معادلتها أو اتباعها، وفي كل هذه الأحوال تتسلط الفكرة عليك أكثر.. فقط عليك بإهمالها ومكافأة نفسك بثواب الاستعاذة بالله. وإذا كنت تنجح كما ذكرت في استخدام بعض أساليب العلاج السلوكي فمعنى ذلك أن العلاج المعرفي السلوكي سيفيدك إن شاء الله فابحث عن من يقوم معك به. ومرةً أخرى، أقول لك لماذا لا تهمل تلك الفكرة أو الشعور وكأنها لا شيء، إن استطعت ذلك فستصبح آثار تمارين العلاج السلوكي الناجحة معك آثاراً دائمة يا عبد الله، حاول وراجع طبيبك المعالج وتابعنا بالنتائج والتطورات.أهلاً بك.