صديقتي السلام عليكم ورحمه الله وبركاته؛المشكلة التي أريد سردها أعتقد أنها مشكلة صعبة أعتقد أني سأحكيها أولا وأترك لخبرتكم الإجابة، المشكلة لصديقة وأخت لي في نفس الكلية وهى أن والدها يتحرش بها جنسيا وللأسف منذ فترة طويلة وحتى الآن وهى الآن في الرابعة والعشرين من عمرها وللأسف أن هذا التحرش كان يحدث لإخوتها البنات وللأسف أكثر أن الأم سامحها الله تعلم بما يحدث ولكن لا تحرك ساكنا. المهم أن التحرش بيكون بالتلامس الجسدي واللمس للأعضاء وأنه يقوم بممارسه العادة السرية ويطلب منها أن تنظر إليه فقط وهو يمارسها وللأسف فقد عرفت ذلك بعد ملاحظتي لبكائها المستمر وانطوائها فسألتها لماذا لم تخبر أحدا أمها أو إخوتها وكانت الصدمة أن أمها تعلم ولا تصرح لأحد ودائمة الشجار معها ودائما ما تلقى عليها باللوم. وقد حاولت صديقتي أكثر من مرة أن توقف هذا الشيء وتذكر أباها أن يتقى الله فيها ويتوب إلا أنه لا يتعظ ويضربها وذلك تحت سمع وبصر أمها والمشكلة أننا لا نعلم لمن نلجأ وماذا نفعل لنوقف هذه المهزلة وأنت تعلم مجتمعنا وطبيعة هذه المشاكل التي لا يريد أحد أن يسمع عنها. اعذر أسلوبي الركيك ونرجو أن تقول لنا كيف تتعامل هي مع والدها وهل من الممكن علاجه أم أن مرضه لا علاج له علما بأن عمره في أواخر الخمسين، ولكم جزيل الشكر. 18/12/2003
الابنة الكريمة، ليست مشكلة صديقتك بالصعوبة أو الغرابة التي تعتقدينها، فمن خلال معرفتنا بالتحرش الجنسي، وتعاملنا مع العديد من حالاته، ومن خلال الإحصاءات والأبحاث العلمية عنه محليا وعالميا، نجد أن نسبة كبيرة ممن يقومون بالاعتداء الجنسي على الضحايا هم من ذويهم المقربين: الوالد – العم – الخال – الأشقاء... إلخ وفي كثير من الحالات التي تعاملنا معها وجدنا أن الأم تتخذ موقفا سلبيا بالصمت على ما يجري للبنت أو البنات، ودافعها لذلك أنها لا تريد هدم الأسرة، ولا تدري المسكينة أن البيت الذي تحاول الحفاظ عليه بالتواطؤ السلبي يتحول إلى محضن تفريخ للمرض النفسي بأنواعه، وهو ما يصيب من تتعرض لهذه الصدمة، وبخاصة مع التكرار. طبعا والد الفتاة مريض بانحراف نفسي وجنسي يشمل خليطا من أمراض مختلفة منها داء الاستعراء وفيه يتلذذ الشخص بكشف أعضاءه التناسلية أمام الآخرين، ونظرات الدهشة – وأحيانا الخوف – في عيونهم، وهو مصاب باضطراب في شخصيته يجعله يمارس هذه الأفعال منتهكا كل مسئولياته ومكانته أمام بناته، ويحتاج الأب إلى علاج نفسي قد يطول. أما بالنسبة للفتاه فعليها أن تحمد الله على أن التحرش لا يمتد للمعاشرة الكاملة كما يحدث في بعض الحالات، وعليها أن تتخذ من التدابير ما يصعب على والدها فرصة أن يجد وقتا أو إمكانية لهذا الفعل، وسيمكنها أن تبتكر لهذا من الوسائل أكثر مما أنصحها أنا به، فيمكنها أن تحاول استضافة بعض زميلاتها للمذاكرة معها إن كانت طالبة، أو زيارتها لفترات طويلة حتى ينام الأب، ويمكنها مثلا أن تحاول الخروج لأوقات طويلة للعمل أو الدراسة، ويمكنها أن تحاول الإقامة خارج المنزل لدى إحدى قريباتها أو تنتقل للعمل أو للدراسة في مدينة أخرى مثلا.ولكن هذا كله سيقلل من فرص التحرش بالنسبة لها وتبقى المشكلة بالنسبة لبقية الأخوات، أما وقف هذه الممارسة تماما فلن يكون إلا بعلاج الأب أو فضحه، ولا يمكن أن يحدث هذا إلا حين يتوفر الاستعداد لدى البنات على الأقل للتعامل مع تداعيات وآثار واحتمالات انهيار الأسرة، وحتى يتوافر هذا الاستعداد يمكن اتخاذ التدابير سالفة الذكر، ويمكن الاستعانة بقريب حكيم مسئول لعله يتدخل بلباقة، ومن طرف خفي، للحد من انحرافات هذا الأب المختل بنوع من الضغط الأدبي أو المعنوي عليه، وهذا أفضل الحلول مرحليا على الأقل، والحوار مستمر بيننا حتى يكتب الله النجاة لكل ضحية من ضحايا التحرش، والله معنا ومعهن. * ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخت السائلة العزيزة، أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين وشكرًا على ثقتك فينا، ليست لدي إضافة حول مشكلتك بعد ما أشار إليه أخي وزميلي المستشار الدكتور أحمد عبد الله، إلا إحالتك إلى عددٍ من الردود السابقة على صفحتنا استشارات مجانين تحت العناوين التالية: تحرشات جنسية كيف؟ / تحرشات جنسية كيف؟ متابعة / تحرشات جنسية كيف؟ متابعة ثانية / الضرار الجنسي ليس دائما ضرارا! / احتضان الأطفال .. هل يثيرهم جنسيا؟؟ / احتضان الأطفال .. هل يثيرهم جنسيا؟؟ متابعة ومن على صفحة مشاكل وحلول للشباب يمكنك أن تقرئي أيضًا: التحرش بالمحارم.. السكوت أخطر من الفعل وفي النهاية نتمنى أن يعينك الله على مساعدو صديقتك، وأن يعينها وأخواتها على الخلاص، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بالتطورات.