إغلاق
 

Bookmark and Share

الاسم:   هنونة 
السن:  
14
الجنس:   C?E? 
الديانة: مسلمة 
البلد:   مصر 
عنوان المشكلة: قبل النشر والكي : عصر الملابس 
تصنيف المشكلة: نفس اجتماعي: مراهقة Adolescence 
تاريخ النشر: 06/01/2004 
 
تفاصيل المشكلة

 


السلام عليكم؛
أشكركم على هذا الموقع الجميل، وأتمنى أن تساعدوني في حل مشكلتي التي تؤلمني بجد!
مشكلتي تكاد تكون غريبة إلى حد ما ولكنها ظهرت بظهور العيد هذا العام فأنا بالطبع قبل العيد نزلت لأشتري ملابس العيد فنزلت مكان متوسط الرقي لأننا نشترى منه كل عام وهو مكان محترم والملابس التي تعرض فيه ملابس محترمة لذلك فهو متوسط الرقى، واشتريت طاقمين أعجبا والدتي جدا وأعجباني أنا شخصيا وعندما سألت أصحابي عن الأماكن التي اشتروا منها ملابس العيد أخبروني عن أماكن قمة في الرقى والجمال وفى مناطق راقية جدا وموضة جدا فاشتروا من أكبر مولات وأفخم المناطق وأغلى المناطق لأنهن يفتخرن بذلك بين بعضهن فيقلن أنا اشتريت من المكان الفولاني وأنا اشتريت من المكان العلاني ويتباهين بين بعضهن بذلك، وأنا شعرت وقتها أنني أقل منهم، وهذا الإحساس أحس به دائما عندما أشتري أي شيء جديد وأعرضه على زميلاتي فأحس من لهجة كلامهن أنهن يحتقرن المكان الذي أشتري منه حاجاتي أو يحتقرن حاجاتي نفسها لأنها محترمة زيادة عن اللزوم ومكبراني، ومش شيك أوي وما إلى ذلك من الأسباب.

فتعرضت لضغط نفسي رهيب وأحس باختناق من نفسي وأكره هذا الشيء الذي اشتريته لا أعرف لماذا أشعر بهذا الإحساس الفظيع فهو إحساس بأني أقل منهن لماذا؟؟؟ لا أعرف
ازدادت المشكلة عندما بدأ العيد وقابلت أصحابي وشاهدت ملابسهن واكسسواراتهن شعرت بأني لا شيء، وأن كل ما اشتريته (زبالة)(وآسفة في التعبير) بالنسبة لما اشتروه فهن يرتدين ملابس جميلة جدا وشيك جدا، هي فعلا ثلاثة أرباعها (مسخرة) ولكن الربع الآخر محترم، وفى نفس الوقت شيك وجميلة، فشعرت باختناق أكثر من الأول وكرهت ملابسي وألقيتها في الأرض وحاولت أن أقطعها ولكني تماسكت وحدث لي اكتئاب بشع وفظيع وانفعلت على أسرتي وقلت لهم لماذا كل البنات ملابسها حلوة وأنا ملابسي (معفنة) لماذا هم يذهبون إلى المناطق الراقية وأنا لا. لماذا.. لماذا.. لماذا؟

وانهمرت في البكاء وأقسمت ألا أرتدي ملابسي هذه مرة ثانية فأنا بدأت أخجل وأنا مرتدية هذه الملابس وكلما رآني أحد وأنا ألبسها أحس بأنه ينظر لي نظرة احتقار أو نظرة.. لا أعرف ماذا أسميها ولكنها نظرة فظيعة!

ممكن أكون أنا أبالغ في هذا الكلام إلى حد ما ولكن هذا ما أشعر به فأنا ممكن أكون حساسة جدا وزيادة عن اللزوم قوى كمان، ويمكن يكون هذا هو سبب تعذيبي فماذا أفعل هل أستجيب لهم وأجاريهم فيما يفعلون وأفعل مثلهم لكي لا أحس بهذا الإحساس أم ماذا افعل؟

مع أني متأكدة إني حتى لو فعلت ذلك أكيد هلاقي حاجة تانية تحسسنى بهذا الإحساس المؤلم فانا لا اعرف لماذا أحس بهذا الإحساس مع أن مستوانا الاقتصادي ليس قبيحا لهذه الدرجة التي أشعر فيها بأن كل الناس أحسن منى فأبواي لا يحرمانني من أي شيء، ولأني آخر العنقود فأنا مدللة ومعظم ما أتمناه أجده وليس كل ما أتمناه بالطبع فلماذا أشعر بهذا الإحساس؟ أرجوك ساعدني في حل هذه المشكلة برد واقعي فأنا في حالة نفسية لا تتصورها.

11/12/2002 

 
 
التعليق على المشكلة  


الابنة الكريمة؛
شكرا على رسالتك التي تكمل معنا صورة البيئة التي نعيش بها، وتعيش وسطها الفتاة العربية المعاصرة فنتعرف جميعا على عالمها الداخلي الذي كان مجهولا أو محجوبا تحت الأغطية أو خلف المظاهر الهادئة الخادعة!!!

عندما شرع الله سبحانه وهدى الإنسان إلى أن يرتدي الثياب كان الغرض الأساسي منها ستر العورة، ثم الزينة بالمعقول والمقبول دون أن تتحول المسألة إلى عناء وتعب أو ميدان لاستعراض العورات، والثروات، والعلل النفسية والاجتماعية.

وحب التفاخر بين الناس هو من طبائع البشر، ولكن أفهم أن يتفاخر الناس على بعضهم بالعلم أو الفضل أو الأدب أو الخلق، أو حتى الحسب والنسب أما أن يتفاخروا بماركة الملابس أو المتجر الذي اشتروها منه فهذا من خفة العقل، وتفاهة التفكير، وأنا أتأمل وأسألك: ما هو معيار الحكم على ملابس معينة أنها "شيك" جدا وجميلة جدا، وهي في نفس الوقت "مسخرة" بنسبة ثلاثة أرباع إلى ربع!!!

وأتأمل وأسألك: ما هي الملابس المحترمة في رأيك؟‍ ورأي صديقاتك؟؟ وما هو معيار "الرقي" سواء في الأماكن أو في الأزياء وأسألك ما هو مصدر "الموضة وماذا إذا كانت الموضة "مسخرة" أو كانت مهلهلة أو ممزقة كما يحدث أحيانا فهل تكون راقية ومحترمة فقط لأنها الموضة أم مرفوضة لأنها مكشوفة أو ضيقة أو "مسخرة"؟؟ ولا أدري كيف يكون نفس الزي "موضع" إعجاب منك ومن والدتك ثم بعد يومين يصبح نفس الزي "معفن" على حد تعبيرك؟؟

أنت يا فتاتي مترددة ومشوشة ولا تعرفين الصواب من الخطأ بوضوح، ولذلك فأنت كل يوم برأي، ويزداد طينك بلة لأن المجموعة التي تحيطين نفسك بها هي مجرد شلة من الفارغات التافهات اللائي تحولن إلى مجرد شماعات لاستعراض الثياب فهن أقل حتى من عارضات الأزياء لأن العارضات على الأقل يمارسن مهنة ويحصلن مقابل استعراض أجسادهن على شهرة وثروة أما الفتاة الصغيرة التي تستعجل إبراز أنوثتها بملابس مثيرة فهي بداخلها تشعر بنقص رهيب في شخصيتها وعقلها، وترى أن تغطي على هذا النقص الزاهر في تصرفاتها وعقلها الفارغ وسلوكها الخفيف بهذه الملابس "المسخرة".

أفهم أن الملابس يمكن أن تختلف من جيل إلى جيل، وأنها تختلف من طبقة اجتماعية إلى أخرى، ولكن أن تتحول إلى مقياس نقيس به أنفسنا أو الناس من حولنا فهذا غريب وشاذ، وهو لا يرضي الله لأنه ينظر إلى عقولنا وقلوبنا وأعمالنا لا إلى أجسادنا وملابسنا، وهذا المسلك لا يرضي العقلاء من الناس أيضا، والحل لمشكلتك أن ببحثي لك عن "شلة" أخرى غير هذه التي تعيرك، وتتنافس معك لا في الخير والنفع والتفوق العلمي أو التميز الثقافي أو الأخلاقي، ولكن في ماركة الملابس، ومحل شرائها‍؟ أو بدلا من تغيير الشلة يمكنك أن تبتذلي نفسك بارتداء ما يرتدين ولو كان "مسخرة"، ولا أظنك ستكونين سعيدة إذا نظرت لنفسك عندئذ أو نظر الناس إليك، وأنت طفلة تحاول إبراز مفاتنها لتغطي على عقل فارغ أو شخصية ضعيفة، وقدرتك على أن تكوني متميزة وقوية الثقة بالنفس والشخصية ستظهر إذا خالفت صديقاتك إذا تنافسن في الخيبة، فتضعين أنت نفسك خارج تلك المنافسة الخاسرة.

إن الإنسان هو الذي يرسم صورته في عيون الآخرين، فإذا اختار أن تكون صورته مجرد ملابس فادحة أو راقية فسيكون كما أراد، وإذا اختار أن تكون صورته أعمق من هذا وأشمل وأكثر روعة واحتراما فله هذا، والمرء حيث يضع نفسه، فاختاري...
وتابعينا بأخبارك.

 
   
المستشار: د.أحمد عبد الله