السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،أدخل في المشكلة؛ مشكلتي بدأت تقريباً من شهر، وهي أني لا أشعر بالنعاس! استمر الحال تقريباً سبعة أيام، وكنت أنوّم نفسي بالغصب، أنوّم نفسي بعد المغرب على طول، وأصحو الساعة الثالثة بعد منتصف الليل أو قبل الفجر بقليل. كنت بحالة اكتئاب ما يعلمها إلا الله، والآن الحمد لله تحسنت، وبعدين أخذت خمس أيام بحاله طبيعيه يعني أحس بالنعاس وأنام بدري وأصحى الساعة ست ه الفجر... وبعدها تكررت معي نفس الحالة، ووهي مستمرة منذ عشرة أيام تقريباً، وأنا أنوّم نفسي بالغصب. علماً بأني والحمد لله بمجرد ما أنوّم نفسي أنام على طول... لكن لا أدري لم لا أحس بالنعاس، علماً بأني نادراً ما أشرب قهوة أو شاي، ولا آخذ أي حبوب. سؤالي: ما السبب الذي يجعل الإنسان لا يشعر بالنعاس؟ وهل المصاب بالأرق مثل حالتي لا يشعر بالنعاس؟ أنا أول مرة أمرّ بهذي الحالة ولا أدري ما سببها؟ أحياناً أمشي للحرم على رجلي وفوق هذا حين أرجع لا أحس بالنعاس ولا بالإرهاق! أرجوكم أفتوني في حالتي، أنا بانتظاركم، ومستعدة لأي استفسار. 18/01/2009
أهلاً وسهلاً بالأخت الكريمة وبكل أهل مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،بالنسبة لمشكلتك؛ الشعور بالنعاس ومن ثم النوم حالة فسيولوجية كالجوع والعطش والشبع والارتواء، فلا يصح أن أقول "أنوّم" نفسي أو أن أقوم بذلك، كما لا يصح أن أقول أجوّع نفسي أو أعطش نفسي أو أن أقوم بذلك! فهذه حاجات فسيولوجية تلقائية يشقى الإنسان عندما يحاول إحكام السيطرة عليها أو التحكّم المطلق بها.كما قلت (أنوّم نفسي بالغصب)، وأردد للمرضى المشتكين من قلت النوم أن يرددوا أن "النوم كالسلطان إذا طلبته أبى، وإذا تركته لحق بك وقبّل يدك لتقبله"، وهي من أهم القواعد الصحية للنوم ألا تنشده وتتوسل إليه.- إن قلة الحاجة إلى النوم أو عدم الشعور بالنعاس كما عبّرت عنها تختلف عن الأرق Insomnia أو صعوبة الدخول في النوم، لكن كلها تدخل في اضطرابات النوم Sleep Disorders، وهي أعراض منتشرة في الكثير من الاضطرابات نفسية من ضمنها:اضطراب الاكتئاب الجسيم (الكآبة كمرض يحتاج لمعالجة نفسية)، اضطراب التأقلم (عدم التكيف مع حدث حياتي جديد)، الأرق الأولي الذي لا سبب له، طيف اضطرابات القلق ومن ضمنها القلق المعمم (الشعور بالخوف دون وجود سبب لذلك) وغيرها.الخطوات وملامح الحل:- من الجيد إجراء تقييم عند طبيب نفسي لحالتك النفسية، وهناك ما يعرف بعيادة النوم، ولا أعلم إن كان متوفراً هذا عندكم في المدينة الطيبة، لأنه استوقفتني كلمتك "وكنت بحالة اكتئاب ما يعلمها إلا الله، والآن الحمد لله تحسنت" ولأن كما ذكرت الأرق وعدم الشعور بالنعاس عرض لكثير من الاضطرابات النفسية.- إتباع قواعد النوم الصحية Sleep Hygiene:1. استيقظي واذهبي إلى النوم في نفس الوقت في كل ليلة. يجب ألاّ تختلف أوقات النوم والاستيقاظ بين أيام الدراسة والأيام التي لا توجد فيها دراسة. وانتبهي ألا تتركي نفسك تتقلبين على الفراش ساعة وساعتين وثلاثة..، فقط حددي فترة نصف ساعة لنفسك كي تنامي وأنت في السرير، وفي حال مضت الفترة دون النوم اتركي سريرك ومارسي أي نشاط هادئ (كالقراءة، الاستماع للقرآن، أناشيد هادئة، صلاة، مشاهدة التلفاز لبرامج هادئة) حتى يطلبك جسمك ويتوسل إليك لتنامي...! 2. تجنبي النوم المديد خلال فترات العطل، حتى تستطيعي مواكبة فترات النوم، وهذا يقلل من حدوث مشاكل في بدء النوم.3. تجنبي في الوقت الحالي القيلولة خلال النهار، وإذا أردت أخذ قيلولة فيجب أن تكون قصيرة (ساعة على الأكثر) ويجب أن تكون في فترة ما بعد الظهيرة الباكرة أو فترة منتصف الظهيرة. 4. امضِ وقتاً خارج المنزل كل يوم، لأن التعرض لضوء الشمس يساعد على ضبط ساعتك البيولوجية بشكل دقيق.5. مارسي التمارين بشكل منتظم، فالتمارين تساعدك على بدء النوم وتجعل نومك أكثر عمقاً.6. استخدمي سريرك للنوم فقط، تجنب الدراسة أو القراءة أو الاستماع للموسيقى أو مشاهدة التلفاز وغيره وأنت على السرير.7. اجعلي 30-60 دقيقة قبل الذهاب إلى النوم فترة راحة واسترخاء وهدوء وممارسة نشاطات ممتعة كقراءة كتاب أو الاستماع إلى موسيقى هادئة، وهذا يبطئ نشاط جسمك وعقلك بشكلٍ كافٍ لكي تغفي. لا تدرسي ولا تشاهدي أفلاماً مثيرة أو مرعبة، ولا تمارسي تمارين أو تتورطي في نشاطات ذات جهدٍ كبير قبل الذهاب إلى النوم.8. تناولي وجبات منتظمة ولا تذهبي للنوم جائعة. إن وجبة خفيفة قبل النوم هو أمر جيد، ولكن ليس من الجيد تناول وجبة ثقيلة قبل ساعة من الذهاب إلى النوم.9. تجنبي المأكولات أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين خلال فترة العشاء، وهذا يتضمن المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي والشوكولا والكولا.تفضلي بالاطلاع على الرابط التالي:مع نفسي أنا سيئة، كنتأرجو الرد بعد اتباع القواعد السابقة ولفترة شهر. أتمنى لك كل الخير والعافية والنوم الهادئ.
