حلة الفاصوليا فوق رأس الزوجة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في الحقيقة, وجدت أنه من واجبي أن أسرد عليكم قصة طريفة سمعتها منذ يومين, وأضحكتني وأبكتني, واستوقفتني كثيرا أسئلة عدة, دارت في خلدي وهي: هل هناك أمل في إزاحة التخلف من مجتمعاتنا؟ وإن كان هناك أمل, فمتى سيحدث ذلك؟ وما هو دورنا في ذلك؟ والقصة هي, أنه كان هناك شاب خطب فتاة وأحبها جدا وكانا سعيدان جدا مع بعضهما وبعد الزواج, ظهر الشاب على حقيقته, وذهبت كل سمات الوداعة والمحبة وأصبحت الشرقية هي العنصر السائد, والموقف الذي أود ذكره هو أنهما في مرة بعد الانتهاء من الغداء, طلبت الزوجة من زوجها أن يساعدها ويأخذ حلة الفاصولياء إلى المطبخ, فما كان منه إلا أن حمل الحلة وسكبها فوق رأسها لتتعلم الأدب........ ماذا تتوقعون من هكذا نفسيات وخاصة إذا كان 70% من المجتمع يعيش بهذه العقلية وهذه النفسية ...... ما تعليقكم, وما تصوركم لتساؤلاتي...... إنني سنة أولى علم اجتماع وأتمنى أن يكون لي أيادي بيضاء في تغيير فكر المجتمع فكيف أستطيع مع هذه العقليات, ودمتم. ولكم جزيل الشكر. 26/12/2003
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك، ذكرتني قصتك بأخرى مشابهة ولكن بطلها هو حارس عمارة "بواب" بدأت زوجته في حضور دروس محو الأمية وأصبحت تقرأ طلبات السكان وأصبح لها صديقة مثلها، بدأت الخلافات الزوجية تدب بينهما وكان يفتعل أي سبب يجعلها لا تحضر الدرس ثم طلب منها صراحة ألا تذهب، طريقة تفكير هذا الحارس الأمي البسيط وما شعر به لا يختلف كثيرا عن الزوج في قصتك أو عن الرجل الشرقي –في كثير من الأحيان- ويبدو أن الاختلافات هنا هي اختلافات في الدرجة أو الكم وليس الكيف. إن التطورات التي حدثت في مجتمعاتنا كانت آثارها على المرأة أكثر من الرجل فأصبحت تسعى للنجاح والإنجاز في جوانب الحياة المختلفة: في التعليم والعمل والعلاقة بالزوج وتعمل على تربية أبنائها بما يجاري التغيرات الحديثة في المجتمع. ويبدو أن البرامج المختلفة اهتمت بتطوير تفكير المرأة متناسية الآثار التي يمكن أن تحدث إذا لم يجاريها الرجل بالتطور والتغيير!! فاتجاه الرجل نحو المرأة لم يتغير كثيرا مقارنة باتجاه المرأة نحو الرجال فظل ينظر إليها أن عليها أن تكون تابعة له وتدور في فلكه – ومن آثار ذلك القصة التي ذكرتها، بل يمتد الأثر إلى ما نلاحظه من ارتفاع معدلات الطلاق وارتفاع سن الزواج بل ووجود نساء لم يتزوجن وعمرهن أكبر من السن المناسب للزواج. وذلك يرجع- في جزء منه- إلى أن المرأة حينما أصبح لها دخل مادي شعرت أنها ليست في حاجة إلى زوج، وهذا يفقد المجتمع اتزانه، أقول للرجل هل ترضى ألا تحتاج إليك المرأة وتعتبرك عبئا إضافيا عليها؟ ثم من قال أن أعمال المنزل تختص بالمرأة فقط؟، دعونا نرجع إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم، فكان الرسول عليه الصلاة والسلام وهو قدوتنا يقوم بخدمة أهله ويكنس البيت ويرقع ثوبهما يشير إلى أن تلك الأعمال ليست من نصيب المرأة وحدها. هذا من جانب ومن جانب آخر لم يرفض الزوج مشاركته زوجته فقط –في القصة التي ذكرتها- بل عاملها معاملة سيئة للغاية، في حين كان الرسول(ص) يعامل زوجاته معاملة حسنة، ففي إحدى المرات أعدت له إحدى زوجاته طعاما وأرسلته إليه(ص) وحينما أخذت الزوجة الأخرى القصعة –أي الإناء الذي يوضع به الطعام- كسرتها أمام الصحابة، ترى ماذا فعل النبي؟ لقد تصور الصحابة أنه سيعاملها بشدة ولكنه قال "غارت أمكم" بمعنى أنه حتى في أصعب المواقف كان يتحمل الغضب ويتطلف مع زوجاته ويبرر تصرفاتهن. وقال الله تعالى:"وعاشروهن بالمعروف" فهذا أمر منه عز وجل، كيف نتناسى هذه المواقف وتلك الآيات ونرى الأدب في شيء آخر؟ على كل زوج أن يتذكر العهد الذي عقده مع الله تعالى حينما عقد الزواج وقال: أتزوج فلانة على كتاب الله وسنة رسوله- فهذا العقد يتطلب منه أن يتعامل مع زوجته كما هو موجود بالكتاب والسنة، ويعاملها معاملة الإسلام، إن الضرب أو رفع الصوت أو إساءة المعاملة ليست الرجولة، إنها شيء آخر قال (ص)" ليس القوي بالصرعة ولكن القوي من يملك نفسه عند الغضب" إن القوة ليست حيلة الإنسان القوي بل أنها حيلة الضعيف ولا تدل أبدا على الرجولة الحقة. * ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخت السائلة أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين، الحقيقة أن الأخت الزميلة د.داليا مؤمن، قد أفاضت في ردها عليك لكنني أود إحالتك إلى رد سابق على صفحتنا عن التوافق بين الزوجين : قواعد عامة، لعل فيه ما يفيد، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.