السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،جزاكم الله خيراً وجعله في ميزان حسناتكم. أنا زوجة عبد الله صاحب مشكلة بين الوسواس والفصام وساوس عاطفية، أود أن أبين أننا عملنا بالنصيحة ولم نرجع حتى الآن، وأنه راجع طبيبه وأخبره أنه يعاني من بعض أعراض الاكتئاب وأعطاه افيكسور 75 ثم زاد إلى150، بجانب الفافرين وأوقف الرسبردال بالتدريج. كان بالفعل يقوم من النوم مخنوق ويبكي ولا يريد العمل، وكان لا يستطيع التعامل مع الناس ولا مجاراتهم في الحديث، وبفضل الله تحسن ودمج نفسه مع الناس وحاول الخروج مما هو فيه إلى أن منّ الله عليه بالشفاء وقال الطبيب لأن الاكتئاب جعله يشفى من الوسواس!. لكن بعد حوالي 3 أسابيع فقط من الشفاء عادت له الوساوس التي كانت في الله وفيّ أنا، كان يتذكر الوساوس القديمة ويوسوس فيها، ثم استقرت لأنه يوسوس في أني أعرف رجالاً وأخونه، فأي أمر عادي يربطه بأني خائنة؛ مثلاً لو وجد العصير كميته قلّت فلا بد أن أحدهم جاء وشربه، ولو بنتنا الصغيرة قالت "عمو" فمعناها أن شخصاً ما جاء البيت... وهكذا! ويتناقش معي فيها بالساعات. أعطاه الطبيب ريسبردال ثانية إلى أن وصل إلى حبة ونصف في اليوم، وفافرين 3 مرات يومياً مع الايفكسور منه. مع العلم أني لما أسأله إن كان يظن بي ذلك يقول: "لا، أنا واثق فيك، لكن الأشياء التي أراها تشككني ولا أجد لها إجابة تبرئك" ويقول أنه خائف من فكرة الخيانة فأي شيء عادي يربطه بالخيانة ويفكر فيه ويحاول أن يبرأني لكن لا يجد مبرراً يقنعه أحياناً! لكن بفضل الله، يحاول حالياً تجنب تلك الأفكار لكن الأمر صعب عليه، ويبكي ويقول أنه يتمنى أن يصير طبيعياً.سؤالي: ما التشخيص والعلاج؟ وهل من الممكن أن يتحول إلى فصام؟ وهل ممكن أن يرجع له الاكتئاب؟ حيث أنه يبكي أحياناً ومقاومته للأفكار تتعبه، وهل ضغط عمله يزيد من مرضه؟.آسفة للإطالة، وجزاكم الله خيراً. 22/03/2009
السيدة العزيزة "بدون اسم"،أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك. يؤسفنا ما يمر به زوجك من انتكاسة في أعراض اضطرابه والتي لا نستطيع هنا فهم أسباب حدوثها على وجه التأكيد. التشخيص هو وسواس قهري ذهاني، يعني نفس التشخيص القديم بين الوسواس والفصام، والعلاج الدوائي نفس ما قلنا في ردنا السابق وهو خليط أو مزيج من عقاقير الم.اس والم.ا.س.ا أي مضادات الوسوسة ومضادات الذهان. أما العلاج المعرفي السلوكي فهو ما أظنه الأسلوب الناجع -إن شاء الله- في علاج زوجك، فمن الواضح أنه يحتاج تحليلاً معرفياً جيداً وتدخلاً لعلاج خلل معرفي من نوع: (1) "إعطاء الأفكار أهمية أكثر من اللازم" أو الأهمية المفرطة للأفكار" Over-Importance of Thoughts : فقناعة الموسوس غالباً هي ”تَقُولُ الأفكارُ شيئاً مهماً عنيّ أَو عن العالم“. (2) اندماج الفكرة/الفعلة (Thought Action Fusion TAF): (الفكرة = الفعلة)؛ فمثلاً التَفكير في حدث 'سيء' أو رؤية صورة عقلية سيئة يعني أن الحدثَ أو الصورة يمكن لها فعلاً أن تحدث في الواقع.هذه العلل المعرفية أو غيرها ربما تحتاج علاجاً معرفياً سلوكياً إلى جانب علاجه العقاري، فحاولي الوصول من خلال طبيبه المعالج إلى من يعالجه معرفياً، هناك العديد من الأخوة في المملكة.أهلاً وسهلاً بك دائماً، ونتمنى لك ولزوجك الخير والشفاء من كل داء فتابعينا.