السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،أود أن شكركم على موقعكم الرائع وعلى سعة صدركم لسماع كل مجانين العقلاء. أنا صاحب مشكلة شذوذ فوسوسة فاكتئاب عظيمة يا مصر. لقد عملت بنصيحة حضراتكم وذهبت إلى الطبيب النفسي، وأعطاني "زاندول 2 قرص، وفلوفيكسال2 قرص 2 مم" استمريت على العلاج لمدة 6 أشهر ولكن الخوف من التعامل مع الناس ما زال موجوداً، والأفكار الجنسية في الموصلات ما زالت موجودة، وأخرج لكي أركب المواصلات وأتمنى أن أجلس بجانب امرأة كبيرة وجسمها ممتلئ، ولا يهم الشكل فالمهم أن يكون جسمها كبير. ثم غيّر الطبيب الدواء وأعطاني منذ ثلاثة أسابيع "فافرين وريسبريدال" والحمد لله ارتحت على هذا الدواء، والأفكار الجنسية في المواصلات أقل من 20% أو تكاد تختفي ولا تسبب لي أي قلق. وأيضاً الحمد لله الأفكار تجاه المحارم اختفت تماماً ولا تأتيني إلا إذا تعاطيت الحشيش، والحمد لله توقفت عن الحشيش والترامادول منذ ما يقرب من 4 أشهر، ولم تأتيني الأفكار الجنسية تجاه والدتي. ولكن المشكلة الآن هي في التعامل مع الناس؛ فلا أستطيع التعامل مع الناس وخاصة الفتيات، ولا أستطيع أن أقيم علاقة سوية مع فتاة، وذلك بسب الصمت الرهيب الذي يحدث لي عندما أجلس مع الناس أو عندما أصبح محل اهتمام، فلا أستطيع التواصل مع الآخرين في الكلام، ولا أستطيع أن أحضر أي مناسبة اجتماعية (فرح أو عزاء) لأني أشعر أن الناس تنظر إليّ مما يتسبب بإصابتي بالقلق وأنصرف من هذه المناسبة سريعاً، حتى أصبحت أخجل من الجلوس مع أقاربي. وإذا حدثت مشكلة فليس لدي القدرة على المواجهة، وتزداد ضربات قلبي، ويزداد الخوف ولا أستطيع التصرف، وتأتيني نوبات خوف أو هلع. المشكلة الآن في الصمت الفظيع الذي يحدث لي، وتحدث أيضاً دوخة، أصبحت لا أستمتع بمشاهدة فيلم أو سماع أغنية أو سماع القرآن، ولا أشعر بحلاوة الصلاة وقلبي أصبح جامداً من ناحية الدين والصلاة، وأيضاً عندما أخرج إلى الشارع أحب النظر إلى النساء وإلى مفاتن أجسادهن، والأفلام الجنسية لم تعد تسبب لي أي إثارة، وأشعر بالندم من الأفكار الجنسية التي كانت تأتيني تجاه والدتي.كل هذا يسبب لي الإحباط والندم والقلق، هل من إنسان عاقل يفعل كل هذه الأفعال؟ فأنا على يقين أن الله سيعذبني عذاباً شديداً على كل هذه الأشياء، فلا أدري ما هو مصيري، هل من شفاء لكل هذه الأمراض؟ لا أدري! هل من نهاية لكل هذا؟ هل من الممكن أن أعود إلى حياتي الطبيعية؟ أسأل الله ذلك.وشكراً لكم. 12/4/2009
أخي الحبيب، أهلاً ومرحباً بك ثانية على عقلاء المجانين ومجانين العقلاء.تعرضت لمحنة المرض وخضت تجربة العلاج وهذا يشجع الكثيرين ممن يراسلون الموقع على العلاج وكسر الظلام الذي يعيشون فيه ويهابونه في نفس الوقت.تحسنت وساوسك بدرجة كبيرة مع العلاج وإن كنت لا أعلم كيف حصلت على زاندول في مصر (هو موجود ولكن باسم آخر)!. المهم أن الله شافاك وعافاك من هذه المحنة.وظهرت مشكلة أخرى قد تكون موجودة من الأصل ومختفية خلف وساوسك وهي الرهاب الاجتماعي (رهاب الجنس الآخر). ولتشخيص الرهاب الاجتماعي للجنس الآخر كمرض وليس كعرض من أعراض مرض نفسي أو جسدي آخر يجب تواجد أحد الأعراض التالية:1- خوف ملحوظ وقوي من واحدة أو عدة مواقف اجتماعية حيث يتواجد المريض تحت نظر أشخاص من الجنس الآخر.2- التواجد في الموقف الاجتماعي الذي يخشاه ينتج عنه بصفة دائمة قلق شديد قد يصل إلى حالة هلع.3- المريض يدرك أن ما يحصل له من خوف هو مفرط وغير مبرر.4- التجنب الملحوظ للتواجد في الأماكن أو المواقف التي قد تزيد قلقه.5- تأثير هذا السلوك الانطوائي على محيطه الاجتماعي والعملي بصفه واضحة مما يتسبب له في آلام نفسية أو يؤدي إلى استعمال مواد مهدئة.6- هذا الرهاب ليس ناتجاً عن مرض عضوي أو نفسي أو استعمال مواد طبية.من أهم الأعراض الاكلينيكية التي تظهر على مريض الرهاب أعراض فسيولوجية (جسدية) مترافقة مع الرهاب مثل: الإجهاد والصداع، وتصبب العرق أثناء الشعور بالخوف أو الرهاب، الارتجاف وبرودة الأطراف، اضطراب الكلام، خفقان القلب وسرعة التنفس أو ضيق التنفس، التقيؤ والشعور بالدوار، آلام في البطن أو الظهر أو الشعور بالإغماء. ومن أهم الأعراض النفسية: نقص الثقة في النفس، والشعور بالنقص والدونية، عدم الشعور بالأمن، التردد وصعوبة اتخاذ قرار، الجبن وتوقع الشر، الاحتراس الشديد والمبالغة في الحماية، الاندفاع أحياناً وسوء التقدير، الارتباك والشك المبالغ فيه، الامتناع عن بعض مظاهر السلوك العادي، السلوك التعويضي. وهناك أعراض ذات طابع اجتماعي مثل: الانسحاب الاجتماعي والعزلة، سوء التوافق الأسري والزواجي، ضعف القدرة على الإنتاج والعمل، وعدم القدرة على تكوين علاقات وصداقات شخصية. لماذا تحدث الأعراض؟المصاب بالرهاب الاجتماعي يخاف من أن يخطئ أمام الآخرين فيتعرض للنقد أو السخرية أو الاستهزاء، وهذا الخوف الشديد يؤدي إلى استثارةٍ قوية للجهاز العصبي اللاإرادي حيث يتم إفراز هرمون يسمى "النورأدرينالين" بكميات كبيرة تفوق المعتاد مما يؤدي إلى ظهور الأعراض البدنية على الإنسان الخجول في المواقف العصيبة. علاج حالة الرهاب:الخطة العلاجية في معالجة الرهاب الاجتماعي تشتمل شقين: الأول: العلاج الدوائي؛ من أهم الأدوية المستخدمة مشتقات البنزوديازبين وبعض مضادات الاكتئاب، ومضادات البيتا.الثاني: العلاج النفسي؛ الذي لا يقل أهمية بل هو الأفضل في معالجة مرضى الرهاب الاجتماعي، خاصة إذا صاحبه العلاج الدوائي. وأكثر المدارس العلاجية شهرة في هذه الحالات هو العلاج السلوكي المعرفي.نصائح لمريض الرهاب الاجتماعي:1- أدرك هذا الأمر مبكراً قبل أن يستفحل ويصبح متأصلاً صعب العلاج.2- تدرج في مقابلة الآخرين والتحدث أمامهم بصوت مرتفع، ويمكن أن تبدأ بمجموعة صغيرة ممن تعرفهم وتحضّر كلمة قصيرة تحضيراً جيداً وتتدرب على إلقائها مسبقاً ثم تلقيها عليهم وتكرر ذلك، ومع كل مرة تزيد من عدد المستمعين لك حتى تزداد ثقتك بنفسك ويصبح الأمر شيئاً طبيعياً بالنسبة لك. 3- تعلم المهارات التي تمنعك من الوقوع في الحرج في المواقف الطارئة.4- مفتاح التغلب على الخجل الاجتماعي هو تحدي الأفكار الخاطئة التي تسيطر على الذهن عند التعرض للمواقف الاجتماعية فإذا تمكن الإنسان من تحدي تلك الأفكار والتغلب عليها فسوف يتصرف تلقائياً بصورة طبيعية.5- تعلّم وتعرّف بعمق على هذه الحالة .6- تقبّل واعترف بأنها مشكلة حقيقية، لأن الرهاب الاجتماعي ليس نوعاً سيئاً من الخجل ولكنه حالة مرضية ويجب أن نتعامل معها بجدية. 7- لا تعتبر الحالة المرضية خطأً لأحد معين وتلقي باللوم عليه أو على نفسك.8- ارجع إلى الطبيب المختص في حالة عدم قدرتك على التعامل مع حالتك المرضية. 9- شجّع نفسك من بداية العلاج وأظهر تقديرك وإعجابك لنفسك بأي تحسن يطرأ مهما كان قليلاً. 10- في المنزل حاول أن تواصل حياتك اليومية بشكل طبيعي بقدر الإمكان، ولهذا لا تقبل أن تكيف حياتك لتتماشى مع مخاوفك وقلقك.وفي النهاية، أرجو أن تعود إلى طبيبك المعالج ليهتم بأعراضك المرضية سواء الرهاب أو ما تتابع عليه من اكتئاب ثانوي بسبب هذا، والعلاج النفسي مهم جداً جداً جداً في حالتك.وفقك الله وننتظر المتابعة.