بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا فتاة تبلغ من العمر 28 عاما.... عقد قراني منذ سنة تقريبا على شاب كان متزوج من قبل في أمريكا من سيدة أمريكية، ثم جاء إلى مصر وعقد قرانه على ثم سافر مرة أخرى وعاد العودة النهائية بإذن الله ليستقر في مصر. مشكلتي هي أني أغار بشدة حينما يتحدث إلى أو يشير إلى زوجته السابقة أو إحدى علاقاته السابقة، فلا أستطيع تحمل كلامه حتى ولو كان بريء وأبكي بشدة، حتى إذا لم يتكلم هو في تلك المواضيع فأنا لا أستطيع أن أمحو صورته معها من ذهني أو صورته مع إحدى صديقاته السابقات....... مع أنه أقسم لي أن زواجه من تلك السيدة كان بغرض أخذ الإقامة فقط وأنه زواج الغرض منه المصلحة فقط، وأنه لم يكن سعيد معها على الإطلاق، ويؤكد لي هذه الفكرة مرارا وأنه لم يحبها يوما مثلما يحبني وأنه عرفني بعد ما طلقها بشهور أي أنني لست السبب في طلاقه...... كنت دائما أقنع نفسي بأنني أفضل من كل من عرفهم..... فأنا من نفس دينه وملتزمة والحمد لله ومن نفس جنسيته وأصغر منهن جميعا ومن عائلة محترمة ومعرفته لي كانت منذ البداية في غاية الاحترام ولم أدعه يلمس يدي قبل عقد القران..... بعكس المجتمع الأمريكي. للأسف أنا كنت السنة الماضية أسأله بشدة عنها وهو يرفض أن يتكلم عنها بسوء بحجة النميمة والغيبة وكنت أحترم ذلك بشدة، ولكن حالي تبدل تماما هذه السنة، فأصبحت أغار عليه بشدة وأراقب نظراته بشدة في التليفزيون أو حينما نخرج سويا، وأتشاجر معه إذا نظر إلى أي فتاة أخرى وأشعر بكسرة في نفسي كبيرة جدا...... مما جعلني أحلم أحلام فظيعة تؤرقني في حياتي ولا أستطيع أن أواجهه بهواجسي لكي لا يتهمني بالجنون أو الغيرة القاتلة وإنما أكتفي بالبكاء تارة مع نفسي....... وبسؤاله بدلع عما إذا كان سعيدا معي أكثر أم معها.؟ للأسف فقدت ثقتي بنفسي لكونها أجمل مني وخبيرة عني في أمور الزواج وجسمها أجمل مني.......الخ، كل ذلك مع أنه أثبت لي أكثر من مرة أنه يحبني في هذه الفترة أكثر من السنة الماضية بكثير...... ولكني أشعر أن الغيرة تقتلني، فأرجو منكم مساعدتي ووضع خطة لتحسين حالتي النفسية، وآسفة للإطالة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 18/12/2003
عزيزتي أهلا وسهلا بك وشكر على ثقتك، مشكلتك هي مشكلة عامة وكثيرة الحدوث في كل المجتمعات يقول البعض وهم مخطئون كل الخطأ أن الغيرة هي من علامات الحب الصادق... إن الغيرة تنبع من الإحساس بأنه من السهل استبدالك بأخرى.. ودعيني أقول لك أنك إذا سمحت لنفسك بالغيرة الشديدة فإن زوجك سوف يسأم من هذا ويصبح فعلا راغبا في استبدالك سواء كان هذا سهلا أم صعبا. قد يتزوج الرجل أو يقيم علاقة مع امرأة جميلة ولكنها قد تكون صعبة المزاج ودائما مصرة على النكد والغيرة.... فهناك الكثير من الجميلات اللاتي يفتقدن الثقة بالنفس وبالتالي فإنهن يعانين ويجعلن أزواجهن يعانون من الغيرة الشديدة، ومما لا شك فيه أن الرجل هنا سوف يسأم من جمالها ومنها... هناك نساء جميلات جدا ولكنهن من المستحيل معاشرتهن المعاشرة المرجوة بما فيها من سكن وسكينة ومودة ورحمة، والسبب هو عدم الثقة بالنفس، وعدم الثقة بالنفس تتفاقم بالمقارنات التي يشوبها التعميم والتعسف... فأنت تعممين فكرة أن أي امرأة ينظر إليها رجلك سوف يراها أفضل منك وسوف تخطفه هي منك... وكأن زوجك مفعول به وليس له مقدرة على أن يفضلك ويصطفيك من بين الأخريات.... وكأن كل الأخريات أجمل منك وأفضل منك.. وهذا إحساسك ورأيك في نفسك ولا علاقة له بالجمال والجسد الجميل المتناسق. من ناحية أخرى، قد يتزوج الرجل من امرأة غير جميلة شكلا أو متوسطة الجمال ولكن يسعد معها وتغنيه عن أي رغبة في أي امرأة أخرى، وهذا لأنها تعطيه ما يهمه (الإحساس بأنه أهم شخص في حياتها وأنه كبير في نظرها) وتثيره ذهنيا وعاطفيا و روحيا... فالجسد والشكل يتغيران بالزمن وتبقى الروح والنفس وهما ما يمكن التعديل فيه والارتقاء به إلى حد الجاذبية الشديدة والجمال الذي لا يقاوم. من ناحية أخرى، ما فائدة أن تعرفي ماضيه وأن تقارني بينك وبين من عرفهن في الماضي؟؟؟ ما حدث في حياته قبلك ليس من حقك الحكم عليه وإثارة مواضيعه مرارا وتكرارا... إذا أردت أن تكوني أجمل امرأة في نظر زوجك فابدئي بأن تري الجمال الداخلي فيك أولا وفيه ثانيا.. أليس هناك نساء دميمات يعجب بهن رجال على قدر كبير من الوسامة؟... أليس هناك رجال على قدر كبير من الدمامة و تعجب بهم نساء جميلات؟؟... كيف يحدث هذا؟ إنه يحدث لأن هناك إشباع لاحتياجات الآخر الأساسية وليس فقط إشباع مؤقت لحاسة البصر.. فبعد فترة قصيرة من إمتاع البصر بالجمال الخارجي، يتعود الإنسان على هذا الجمال ولا يصبح له نفس الرونق والجاذبية الأولى وبالتالي تقل قيمته مع الوقت. إن علاقتك بزوجك لها جوانب عديدة منها المعاملة والمعاشرة الجنسية ومعاملة أهله وأصدقائه ومساندته في آماله وأحلامه ودعمه في لحظات ضعفه وتوفير الجو الهادئ بينكما والمودة والرحمة والسكن والسكينة.. أشياء كثيرة جدا لا يمكن اختزالها في مسألة الشكل أو المقارنة بعلاقة سابقة... يمكنك أن تعطيه كل ما يحتاج بدون أن تكوني ملكة جمال الكون... وفي نظره يمكنك أن تكوني ملكة جمال الكون ولو كنت دميمة بالمقاييس الدارجة.. فمن المضحك مثلا أن هذه المقاييس تختلف من زمن لآخر ومن بلد لآخر.. في العشرينات والثلاثينات كانت صورة الجمال والثروة والأبهة هي المرأة البدينة، والآن يتجه بعض الناس إلى أن النحافة هي الجمال. أما من ناحية الدراية والخبرة بأمور الزواج فمن الممكن أن تثقفي نفسك جنسيا من خلال القراءة والإطلاع ومشاركته في رغبتك في المعرفة التي سوف تتسبب في إمتاعه وإرضائه... من المهم جدا في العلاقة الزوجية المشاركة والحوار في محاولة لفهم الآخر وإشباعه. تقولين أنه حتى إذا لم يتحدث عن ماضيه فإنك لا تستطيعين محو صورته مع صديقاته السابقات أو في علاقاته السابقة... أرأيتهن جميعا؟؟؟ أرأيته معهن؟؟؟ كيف تصدقين ما تتخيلين على أنه الواقع أو الحقيقة؟؟ إن زوجك قد اختارك أنت وتزوجك أنت ولا أعتقد من رسالتك أنه كان مرغما على هذا... ولكنك إذا أصررت على الاعتقاد بأنك لا تكفينه بدون أخذ خطوات فعالة لإرضائه وإشباعه فمما لا شك فيه أنه سوف يصدق إحساسك الوهمي ويصبح هو أيضا يحسه وكأنه حقيقة. الأحرى بك أن تنتبهي لما فيك من مميزات ولما يمكنك إضافته لشخصك من مميزات ومهارات.. لا بأس أيضا من تحري ما في الموضة والأزياء والماكياج مما يظهر جمالك الطبيعي... أيخلق الله ما هو ليس جميلا؟؟؟؟ لو نظرنا في الكون كله بعين محايدة فسوف نجد الجمال في كل شيء صنعه الخالق جل وعلى... بما فيه أنت. لو كان زوجك ينظر إلى أخريات فهذا معناه أنك لا تعطيه الإحساس بأنه مرغوب أو محبوب بما فيه الكفاية... فالرجل الذي يجلس مع زوجته أو حبيبته وينظر إلى أخرى هو في الحقيقة يبحث عن نظرة إعجاب وقبول له من الأخريات وإن كان لا يرغب فيهن.. فلماذا يحس بهذا النقص؟؟ قد يكون من جراء تقصيرك في الانتباه له ولمميزاته بحيث لا تنظرين له بإعجاب، وقد تكون المشكلة قاصرة عليه وحده... فإذا افتقد الثقة بنفسه فسوف يحاول الحصول عليها من خلال نظرات الإعجاب في أعين الأخريات... ومن أكثر الأشياء التي تجعل الرجل يسأم هو وضعه في موقف المتهم بالتقصير وبالغش في المشاعر بصفة مستمرة... أنت لا تحبني كفاية... أنت لا تحبني مثلما تحبها... هذه هي الجمل التي تصنع التعاسة... لماذا لا تجعلي من نفسك المرأة التي يتمناها زوجك وأي رجل؟؟؟ لماذا لا تصنعي من نفسك امرأة جذابة بدلا من التركيز على أنه منجذب أو قد ينجذب إلى أخرى؟؟ ما الذي أجبره على الزواج منك؟؟؟ أكان تحت تأثير القهر أم التهديد أم ماذا؟؟؟ أعتقد أنه قد اختارك بناء على رغبته فيك وإن كان يرغب في أخرى فلماذا تزوجك؟؟ أرجو أن تتابعي معنا وأن تعطينا المزيد من المعلومات... ولا مانع من مناقشة الأمر مع معالج نفسي أو معالجة نفسية. وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب. * ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك، ونشكرك على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، ما أود إضافته فقط بعد الإجابة الشاملة للأخ الزميل الاستاذ علاء مرسي، هو إحالتك إلى ردين سابقين على صفحتنا استشارات مجانين تناولينا فيها موضوع الغيرة وإن من جانبين مختلفين، وذلك تحت العناوين التالية: الغيرة والشك والنكد الزواجي / الغيرة: منك تجاههم أم منهم تجاهك؟ بقي فقط أن أذكرك بأننا لا نستطيع تقديم أكثر من الرأي والمشورة، ولا يمكن وضع خطة لتحسين حالتك النفسية، إلا من خلال العلاج النفسي المباشر بينك وبين المعالج النفسي وليس من خلال الإنترنت وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بالتطورات.