تعبتُ كثيرا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لا أريد أن أفصل إلا إذا كان هناك مجال للحل. أنا شاب شاذ جنسيا وأبلغ من العمر30 عام/ لم أمارس الجنس رغم ذلك بسبب معرفتي لحرمته/ أنا ليس لي رغبة إطلاقا بالنساء ولا أميل لهن جنسيا مع ميلي لهن عاطفيا / أهلي يصرون علي بالزواج وأنا أرفض دون أن يعرف أحد السبب رغم وضعي المادي الجيد خوفا مني على مشاعر تلك البنت التي سأتزوج بها وكذلك من الفضيحة حيث أن سمعتي هي رأس مالي ولا أدري ماذا أفعل فمن باب السؤال البريء سألت صديق طبيب عن ذلك فأجاب أن هذا النوع ليس له علاج. ما أريده قبل التفاصيل هل هناك مجال للحل/ وإذا كان هناك مجال عن الأطباء فأي طبيب تنصحني بالذهاب إليه في الأردن/ وهل ممكن أن أقدم على مشروع زواج بحالتي هذه / ومن تلك التي سترضى بشخص مثلي رغم وسامة شكلي وحسن وضعي المادي وشهادة الناس بحسن خلقي وأدبي وكذلك شهادة الجامعة التي أحملها. لكم جزيل الشكر وبابكم آخر باب سأطرقه لأني فقدت الأمل. أنا منذ 15 عام ادعوا الله وما زلت على أمل أن يخلصني مما أنا فيه أو أن يأخذني إليه في أسرع وقت، منذ 15 عام وأنا أدعو الله أن يخلصني من الشذوذ وأملي ما زال به كبيرا سبحانه وجزاكم الله كل خير أن أعطيتموني بريق أمل وسأشرح حالتي لك بالتفصيل إن كان هناك أمل. يا رب أسألك أن تفرج هذا الهم وتزيل الغمة يا رب، ما عاد لي سواك وقلت على لسان نبيك/ ما من داء إلا وأنزل الله له دواء والسلام عليكم ورحمة الله 02/01/2004 وبعد أسبوعين أرسل يستعجلنا صاحب هذه الرسالة فقلنا له أن مشكلته عند المستشار ما تزال، فأرسل لنا ما يلي: السلام عليكم شكرا لك، ولكن حاول مع المستشار. لقد أعجبتني فتاة بأدبها ودينها وجمالها وأهلي يصرون علي التقدم لخطبتها ولكن قل لي بربك ما هو ذنبها وهل أستطيع أن أقوم معها بحق الزوجية وأنا أعرف أني لست رجل فيما يتعلق بهذا الموضوع وهل إن تقدمت وخطبتها وستستمر الخطوبة سنة تقريبا ساجد العلاج والحل. أرجوك اهتم بموضوعي أرشدني لأي طبيب أذهب ممكن أن يساعدني على حل مشكلتي، أشكرك على كل حال والسلام .16/1/2004
عزيزي .......... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نعم يا أخي الحبيب هناك حل، وقد ذكرت أنت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أنزل الله من داء إلا وجعل له دواء" وقد جاء في الحديث الذي رواه الترمذي: "يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء"، وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم "ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء"، وفي الحديث الذي رواه أحمد "إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله" وجاء في بعض روايات أحمد استثناء "الهرم" فإنه ليس له شفاء. وهذه الأحاديث تعطينا أملاً في اكتشاف دواء لهذا المرض، كما اكتشفت أدوية لأمراض ظن الناس أن شفاءها ميئوس منه، وبناءا على هذه القواعد وعلى الخبرات العلاجية مع حالات الشذوذ الجنسي نقول لك لا تيأس من رحمة الله وتعالى نرى معك أصل الحكاية: الغريزة الجنسية طاقة موجودة في كل الناس لتؤدي وظيفة هامة وهي التكاثر وعمران الأرض، ولكي يحدث هذا أحاطها الله بأحاسيس سارة ولذيذة كي تدفع الناس لتحقيق هذه الأهداف ويتحملوا مسؤوليات بناء الأسرة وتربية الأبناء، ولكن نتيجة لبعض الظروف التربوية في فترة الطفولة تتجه هذه الطاقة الجنسية اتجاهات مخالفة للمألوف، وهذه الاتجاهات اعتبرت شاذة في (نظر الأديان والأعراف السليمة والعقلاء من البشر) لأنها لا تساهم في عمران الحياة فضلا عن أنها تقويض لمسار الحياة النفسية والاجتماعية والخلقية. وما من مجتمع تفشت فيه هذه الحالات حتى أصبحت ظاهرة إلا وأصابه الانهيار (والمثال الأشهر هو قوم لوط) وذلك لأن هذا السلوك يسير ضد تيار الحياة الطبيعية. ولكن للأسف الشديد فان المجتمعات الغربية حين تحررت من أواصر الدين (لظروف خاصة بها) تحررت بالتالي من الكثير من الأخلاق المتصلة به، وفضلت الاستسلام لنداءات الغريزة على أي وضع وفي أي اتجاه، واعتبارها نشاطا بيولوجيا لا يخضع للأخلاق، وأعطوا أنفسهم الحرية في ممارسته بأي شكل يريدون، وقد ظنوا أنهم بذلك قد وجدوا الحل للصراعات والمشكلات الجنسية، ولكن الواقع العملي أثبت أن الأمر عكس ذلك، وهم يعانون الآن من رعب الإيدز ومن تفكك الأسر ومن أشياء أخرى كثيرة وما خفي كان أعظم، لأن الله الذي خلق الإنسان ونظم له حياته وحدد له مسارات طاقاته الغريزية يعلم ما يصلحه ويرشده إليه. بناءا على هذا فنحن نتفق على أننا لن نتبنى الموقف الغربي الداعي إلى انفلات الغريزة في أي اتجاه بلا ضابط، ولن يخرج الشواذ في شوارعنا في جماعات تفخر وتباهى بشذوذها، ولكن مع هذا يبقى عندنا مشكلة عدد من الناس ابتلوا بانحراف مسار الغريزة في اتجاهات شاذة (وهذه ظاهرة موجودة في كل المجتمعات بنسب متفاوتة)، وهؤلاء المرضى على نوعين: 1- نوع يرضى بذلك الشذوذ ويمارسه (وربما يستمتع به(Ego syntonic)) وهذا لا نراه في المجال العلاجي ولكن نسمع عن مشكلاته الأخلاقية أو القانونية. 2- ونوع لا يرضى بهذا الشذوذ ويتعذب به ولا يمارسه، ويسعى للخلاص منه ولكنه لا يستطيع (Ego dystonic) وهذا النوع الأخير هو الذي نراه في المجال العلاجي وينقسم أمامه المعالجون إلى قسمين: -1- قسم يستشعر صعوبة التغيير وصعوبة التحول وفي داخله رغبة الاستسهال والاستسلام للأمر الواقع (كما حدث في الغرب) خاصة وأنهم لا يجدون في التراث العلمي المنتشر(الغربي في مجمله) وسائل وتقنيات وتجارب علاجية تؤنسهم في مشوارهم الصعب مع مرضاهم الأصعب، وهؤلاء يعلنون أن الشذوذ ليس له علاج. -2- قسم يرى الأمر من كل جوانبه الطبية والاجتماعية والدينية، ويرى في هذا الشذوذ ابتلاءا يتعامل معه المريض والمعالج بصبر حتى ينقشع، وهم يحتسبون الجهد والعناء عند الله ويرجون العون والمثوبة منه ويعتبرون ذلك رسالة يتقربون بها إلى الله ولا ييأسون مهما كانت نسبة نجاحهم قليلة بناءا على قاعدة: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " وقاعدة: "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم"، وهذه هي الروح التي نتمناها أن تسود في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، كما نتمنى أن يطور المعالجون النفسيون وسائلهم العلاجية لحل هذه المشكلات حيث لا توجد لها حلول في المراجع الأجنبية أو توجد لها حلول لا تتفق مع شرائعنا وأخلاقنا فكل ما يهمهم هو إزالة الشعور بالذنب لدى الشخص المتورط في هذا السلوك وعلاجه من خجله أو اكتئابه ومساعدته على المجاهرة بسلوكه على أنه شيء طبيعي لا يستدعي أي مشاعر سلبية. هدف العلاج: وهدف العلاج هنا هو تحويل مسار الغريزة من اتجاهها الشاذ (غير المثمر) إلى اتجاه طبيعي (أو أقرب إلى الطبيعي)، ولا يدعي أحد أن هذا التحويل أمر سهل يحدث في وقت قصير، وإنما هو بالضرورة أمر يحتاج إلى وقت وجهد ومجاهدة وصبر ومثابرة من المريض والمعالج، ولابد أن يوقن الاثنان أنه لا بديل عن هذا الطريق (فليس من المقبول ولا من الممكن الاستسلام للشذوذ)، وأن يعلما أنهما بناءا على هذا التصور الإيماني يؤجران على أي جهد يبذلانه، ويتلقيان العون من الله في هذا الطريق، ويتذكران طول الوقت قول الله تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا". هذا عن الجانب الإيماني فهل يا ترى هناك جوانب عملية تطبيقية تدعم السير في هذا الاتجاه؟ نعم.. ففي خلال الممارسة العملية حدث نجاح مع عدد غير قليل من حالات الشذوذ خاصة أولئك الذين واصلوا طريق العلاج وتحملوا مشقاته، ليس هذا فقط بل إن الواقع الحياتي يؤكد توقف أعداد كبيرة من الشواذ عن هذا السلوك في مراحل معينة من العمر حيث يحدث نضج في الشخصية يسمح بالتحكم في رغبات النفس وتوجيهها حتى بدون تدخل علاجي بالمعنى الطبي المعروف. الوسائل والتقنيات العلاجية: أما عن الوسائل العلاجية المتاحة حاليا ( والتي تحتاج لتطوير وابتكار في المستقبل) فهي ترتكز على أساسيات العلاج المعرفي السلوكي من منظور ديني، وهي كالتالي: 1 - الإطار المعرفي: ويتلخص في تكوين منظومة معرفية يقينية بأن هذا السلوك شاذ (أو هذه المشاعر والميول شاذة) من الناحية الدينية والأخلاقية والاجتماعية، وأنها ضد المسار الطبيعي للحياة النظيفة والسليمة، وأن هذا السلوك يمكن تغييره ببذل الجهد على الطريق الصحيح. ومن المفضل أن يعرف المريض والمعالج النصوص الدينية المتصلة بهذا الموضوع حيث ستشكل هذه النصوص دفعة قوية لجهودهما معا فحين يعلم المريض والطبيب أن إتيان الفعل الشاذ يعتبر في الحكم الديني كبيرة من الكبائر، وفي الأعراف الاجتماعية والأخلاقية عمل مشين فإنهما يتحفزان لمقاومته بكل الوسائل المتاحة. ويحتاج الاثنان أن يتخلصا من الأفكار السلبية التي تقول بأن الشذوذ نشاط بيولوجي طبيعي لا يدخل تحت الأحكام الأخلاقية وليس له علاج حيث أثبتت الأدلة العقلية والنقلية والتجارب الحياتية غير ذلك. 2 – العلاج السلوكي: ويتمثل في النقاط التالية: 0 التعرف على عوامل الإثارة: حيث يتعاون المريض والمعالج على إحصاء عوامل الإثارة الجنسية الشاذة لدى المريض حتى يمكن التعامل معها من خلال النقاط التالية. 0 التفادي: بمعنى أن يحاول الشخص تفادي عوامل الإثارة الشاذة كلما أمكنه ذلك. 0 العلاج التنفيري: لقد حدثت ارتباطات شرطية بين بعض المثيرات الشاذة وبين الشعور باللذة، وهذه الارتباطات تعززت وتدعمت بالتكرار وهذا يفسر قوتها وثباتها مع الزمن، وفي رحلة العلاج نعكس هذه العملية بحيث نربط بين المثيرات الشاذة وبين أحاسيس منفرة مثل الإحساس بالألم أو الرغبة في القيء أو غيرها، وبتكرار هذه الارتباطات تفقد المثيرات الشاذة تأثيرها، وهذا يتم من خلال بعض العقاقير أو التنبيه الكهربي بواسطة معالج متخصص. ولنضرب مثالا لها: نطلب من المريض أن يتذكر المشاعر الشاذة التي تمر بخاطره حين يرى أو يسمع أو يشم مثيرا معينا، وحين يخبرنا بأن المشاعر قد وصلت لذروتها بداخله نقوم بعمل تنبيه كهربي على أحد الأطراف أو إعطاء حقنة محدثة للشعور بالغثيان أو القيء. 0 تقليل الحساسية: بالنسبة للمثيرات التي لا يمكن عمليا تفاديها نقوم بعملية تقليل الحساسية لها وذلك من خلال تعريض الشخص لها في ظروف مختلفة مصحوبة بتمارين استرخاء بحيث لا تستدعي الإشباع الشاذ، وكمثال على ذلك نطلب من المريض استحضار المشاعر الشاذة التي تنتابه وعندما تصل إلى ذروتها نجري له تمرين استرخاء، وبتكرار ذلك تفقد هذه المشاعر ضغطها النفسي. 3 – العلاج التطهيري: وهو قريب من العلاج السلوكي ويتبع قوانينه ولكنه يزيد عليه في ارتباطه بجانب معرفي روحي، وهو قائم على قاعدة " أن الحسنات يذهبن السيئات" وعلى فكرة " دع حسناتك تسابق سيئاتك" ، وباختصار نطلب من المريض حين يتورط في أي من الأفعال الشاذة أن يقوم بفعل خير مكافئ للفعل الشاذ كأن يصوم يوما أو عدة أيام، أو يتصدق بمبلغ، أو يؤدي بعض النوافل بشكل منتظم......الخ ، وكلما عاود الفعل الشاذ زاد في الأعمال التطهيرية، ويستحب في هذه الأفعال التطهيرية أن تتطلب جهدا ومشقة في تنفيذها حتى تؤدي وظيفة العلاج التنفيري وفي ذات الوقت يشعر الشخص بقيمتها وثوابها ولذتها بعد تأديتها والإحساس بالتطهر والنظافة وهذا يعطيها بعدا ايجابيا مدعما يتجاوز فكرة العلاج التنفيري منفردا. وهذا النوع من العلاج قريب من نفوس الناس في مجتمعاتنا (سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين) ففكرة التكفير عن الذنوب فكرة إيمانية وعلاجية في نفس الوقت، وكثير من الأعمال الخيرية في الواقع تكون مدفوعة بمشاعر ذنب يتم التخفيف منها ايجابيا بهذه الوسيلة. 4 - تغيير المسار: وهذه الخطوة يجب أن يتفهمها المريض جيدا حيث يعلم بأن الغريزة الجنسية طاقة هامة في حياته ولكن حدث أن هذه الطاقة في ظروف تربوية معينة حفرت لها مسارا شاذا وتدفقت من خلاله ولهذا لا يشعر الشخص بأي رغبة جنسية إلا من خلال هذا المسار الذي اعتاده لسنوات طويلة وتدعم من خلال تكرار مشاعر اللذة مرتبطة بهذا المسار. ولكي يتعدل اتجاه الطاقة الجنسية فان ذلك يستلزم إغلاق هذا المسار الشاذ حتى لا تتسرب منه الطاقة الجنسية وبعد فترة من إغلاق هذا المسار تتجمع الطاقة الجنسية وتبحث لها عن منصرف، وهنا يهيأ لها مسارا طبيعيا تخرج من خلاله، وسوف تحدث صعوبات وتعثرات في هذا الأمر ولكن الإصرار على إغلاق المسار الشاذ وفتح المسار الجديد سوف ينتهي بتحول هذا المسار خاصة إذا وجد تعزيزا مناسبا في اتجاهه الجديد (خطبة أو زواج) . وربما لا يجد الشخص رغبة جنسية نحو الجنس الآخر في المراحل المبكرة للعلاج لذلك يمكن أن يكتفي بالرغبة العاطفية، وهذه الرغبة العاطفية كنا نجدها كثيرا عند المرضى بالشذوذ وربما قد جعلها الله حبل النجاة للمبتلين بهذا المرض يتعلقون به حين ينوون الخلاص، وكثير منهم أيضا تكون لديه الرغبة في العيش في جو أسري مع زوجة وأبناء على الرغم من افتقادهم للرغبة الجنسية نحو النساء، ومن متابعة مثل هذه الحالات وجد أنهم حين تزوجوا كانوا ينجحون كأزواج رغم مخاوفهم الهائلة من الفشل حيث يحدث بعد الزواج إغلاق قهري للمنافذ الشاذة للغريزة (بسبب الخوف من الفضيحة أو اهتزاز الصورة أمام الزوجة) في نفس الوقت الذي تتاح فيه فرص الإشباع الطبيعية. وفي بعض الأحوال يحدث ما يسمي بالتوجه الجنسي المزدوجة (Bisexual) حيث تكون لدى الشخص القدرة على الإشباع المثلي والغيري للغريزة. 5 - المصاحبة: وبما أن مشوار التغيير يحتاج لوقت وجهد وصبر، لذلك يجب أن يكون هناك معالج متفهم صبور يعرف طبيعة الاضطراب بواقعية ولديه قناعة لا تهتز بإمكانية التغيير ولديه خبرات سابقة بالتعامل مع الضعف البشري، ولديه معرفة كافية بقوانين النفس وقوانين الحياة وأحكام الشريعة وسنن الله في الكون. هذا المعالج بهذه المواصفات يقوم بعملية مصاحبة للمريض (المبتلى بالمشاعر أو الميول أو الممارسات الشاذة) تتميز بالحب والتعاطف والصبر والأمل واحتساب الوقت والجهد عند الله. هذه المصاحبة تدعم مع الوقت ذات المريض (فيما يسمى بالأنا المساعد أو تدعيم الأنا)، وتعطي نموذجا للمريض تتشكل حوله شخصيته الجديدة في جو آمن. وبناءا على هذه المتطلبات يستحسن أن يكون المعالج من نفس جنس المريض وذلك يسمح بحل إشكاليات كثيرة في العلاقة بنفس الجنس شريطة أن يكون المعالج متمرسا وقادرا على ضبط إيقاع العلاقة دون أن يتورط هو شخصيا في تداعيات الطرح والطرح المضاد. والمعالج (المصاحب) ليس شرطا أن يكون طبيبا بل يمكن أن يكون أخصائيا نفسيا أو اجتماعيا أو عالم دين أو قريب أو صديق تتوافر فيه كل الشروط السابق ذكرها. 6 – السيطرة على السلوك: نحن جميعا في حياتنا لدينا رغبات لا نستطيع إشباعها بسبب معتقداتنا أو ظروفنا الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرها ولهذا نصبر عليها ونضبطها لحين تأتي الفرصة المناسبة لإشباعها، وقد لا تأتي فنواصل الصبر عليها أو إيجاد إشباع بديل. والشخص ذو الميول الشاذة عليه أن يتعلم ذلك الدرس وأن يتدرب على ضبط مشاعره وميوله الشاذة وأن يبحث عن الإشباع البديل (كباقي البشر، فكلنا مبتلون بمشاعر وميول لا يمكن إشباعها) وهذا من علامات نضج الشخصية. وفي المراحل المبكرة من العلاج ربما نحتاج إلى السيطرة الخارجية (بواسطة المعالج أو بالتعاون مع أحد أفراد الأسرة أو أحد الأصدقاء إذا كانوا يعلمون بالمشكلة) وذلك حتى تتكون السيطرة الداخلية، والهدف من ذلك هو منع الإشباع الشاذ حتى لا يحدث تدعيم لهذا المثار. وأثناء برنامج التدريب على السيطرة نطلب من المريض أن يكتب في ورقة المواقف التي واجهته وكيف تصرف حيالها ويقوم بعد ذلك بمناقشة ذلك مع المعالج، وهذا ينمي في المريض ملكة مراقبة سلوكه ومحاولة التحكم فيه. وفي كل مرة ينجح فيها الشخص في التحكم يكافئ نفسه أو يكافئه المعالج حتى يتعزز سلوك التحكم والسيطرة الداخلية. 7 - العلاج الدوائي: لا يوجد علاج دوائي خاص بهذه الحالة بعينها، ولكن استخدمت مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية (ماسا SSRIs) في بعض الحالات وأثبتت نجاحها، وكان المبرر في استخدامها نجاحها في السيطرة على حالات إدمان الجنس حيث تقلل من الاندفاع الغريزي، واستخدم معها أو بدونها عقار الكلوميبرامين (الأنافرانيل) على قاعدة أن السلوك الشاذ يأخذ شكل الفعل القهري ولذلك تصلح معه الأدوية المستخدمة في علاج الوسواس القهري. 8 – الدعاء: فكلما أعيتنا الأمور وأحسسنا بالعجز لجأنا إلى الله بالدعاء، فهو قادر على كشف البلاء. والدعاء سلاح إيماني وروحي حيث يستمد الإنسان العون من الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو في نفس الوقت سلاح نفسي حيث تجري عملية برمجة للجهاز النفسي طبقا لمحتوى الدعاء فيتشكل برنامج نفسي جسدي في اتجاه تحقيق محتوى الدعاء وذلك فيما يسمى بسيكولوجية ما تحت الوعي (Subconscious Psychology)، إضافة إلى ما يعطيه الدعاء من أمل في الخلاص وما يعطيه من ثواب للداعي سواء أجيب دعاءه في الدنيا أم تأجل(لحكمة يعلمها الله) للآخرة. أخي العزيز، أرجو أن يكون هذا البرنامج العلاجي مفيدا لك في حالتك خاصة وأنك ذكرت بأن لديك ميلا عاطفيا نحو الجنس الآخر، وهذا كما ذكرت حبل نجاة يعطيك الفرصة للخلاص من هذا الابتلاء ويعطيك الفرصة لتحويل مسار الغريزة، فلا تتردد في موضوع الخطبة والزواج خاصة إذا طالت الخطبة بعض الشيء للسماح بنمو المشاعر الجنسية نحو خطيبتك شيئا فشيئا. وأنصحك بالبحث عن معالج في بلدك تتوسم فيه الصفات سابقة الذكر وآسف لعدم معرفتي بأسماء المعالجين في الأردن. وأنت رغم ميولك الشاذة التي ذكرتها وعانيت منها طيلة حياتك إلا أنك نجحت في التحكم فيها فلم يحدث أن أخرجتها إلى نطاق الممارسة وإنما ظلت ميلا فقط كما فهمت، وأرجو أن يكون ذلك في ميزان حسناتك وأن يكون شفيعا لك عند الله لمعافاتك من هذا الابتلاء، وربما يكون هذا وحده سببا في دخولك في رحمة الله، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وسوف أدعو لك بالتوفيق، وأرجو من زوار هذا الموقع مجانين نقطة كوم أن يدعوا لك بظهر الغيب. * ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابن العزيز أهلا وسهلا بك، أولا نعتذر عن تأخرنا في الرد عليك ولعل الرد الذي نقدمه لك الآن من أخي الأكبر وزميلي الدكتور محمد المهدي، وهو أنشط المستشارين الكبار لصفحتنا استشارات مجانين، وليس لدي من إضافة على ما قاله فقد أبدع جزاه الله كل خير، سوى أولا إحالتك إلى عددٍ من الردود السابقة لمستشارينا لعل فيها ما يروح عنك وعن أمثالك فسم الله ثم انقر العناوين التالية: الميول الجنسية المثلية: الداء والدواء / سجن الميول المثلية: قضبان وهمية! / سجن الميول المثلية: قضبان وهمية! متابعة ثانية / الخروج من سجن المثلية: ما ظهر وما بطن! / الميول المثلية ووساوس من فقه السنة / الميول المثلية ووساوس من فقه السنة متابعة / الشعور بالذنب قد يكونُ مفيدًا! / الشعور بالذنب قد يكونُ مفيدًا! متابعة / الشعور بالذنب قد يكونُ مفيدًا ! متابعة ثانية / الجنس الثالث والنفس اللوامة / الجنسية المثلية والوساوس الدينية: هل ثمة ارتباط / الميول المثلية: أحيانا مرحلية وطبيعية! / أريد الشهرة، ولو بالشذوذ! / شذوذ جنسي: للأسف...أنت لا تدري!!! / عكس التيار: البعض يريد، فلنسبح هكذا / عتاب وشكوى وميول مثلية / تخيلات أم ميولٌ مثلية بعد الخمسين؟ / الخروج من سجن المثلية: د. وائل يتعب نفسيا، متابعة / علي ظهر الخيل: صور متنوعة لانحراف الرغبة / علي ظهر الخيل: صور متنوعة لانحراف الرغبة مشاركة. ولعلني نسيت بعض الردود الموجودة على الصفحة كما أنصحك بمتابعة ما سيظهر تباعا من ردود مستشارينا.وثانيا أقول لك ما في نفسي فأنا أشعر وأنا أعد إجابة أخي الأكبر وزميلي الدكتور محمد المهدي، للظهور على الصفحة، وكنت بالأمس أعد إجابة على مشاركة ثانية في مشكلة على ظهر الخيل، كنت أقرأ تقريبا نفس الكلام وإن اختلف أسلوب الدكتور أحمد عبد الله، فهو أكثرنا حرفية في الكتابة، وقدرة على تكثيف أفكاره وتقليل سطوره أحيانا.المهم أننا أصبحنا نتكلم كلاما يسير في نفس الاتجاه، وذلك دون أن ندري ودون أن يكونَ لدينا تفسير لذلك، لا العبد الفقير ولا الدكتور أحمد عبد الله ولا الدكتور محمد المهدي، وبذلك أصبحنا كأنما نتقابل ونتحاور، بينما نحن نعيش في ثلاث محافظات مختلفة من محافظات مصر ولا نتقابل إلا لماما أو على عجل شديد في أفضل الظروف؟ ولكننا رغم ذلك كلٌ يقول كلام أخيه دون أن يقرأ ما كتبه فيما عدى من يرفع المعلومات على الموقع وهو أنا بل إنني متأكد أن أخي أحمد عبد الله سيحمد الله على الفرحة والعزة التي سيحتاجها في دافوس وهو يتأمل من قرب ما يحاك لأمتنا على الصعيد الاقتصادي، ولعله يقرأ هذه الإجابة الآن فيبتسم، لأن المهدي يقول ما كنا نقول! أفلا يعني ذلك عندك شيئا يا أخي؟؟؟ ، إنه عندي يعني وبمنتهى الجدية:أن طبا نفسيا إسلاميا أو مناسبا للمسلمين على الأقل في هذه الحقبة المرحلية إنما بدأ ينمو ويتشكل، فاحزم أمرك واستعن بالله واستبشر خيرا، وتابعنا لأن خيرا كثيرا إن شاء الله في الطريق وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بالتطورات، واصبر إن وعد الله حق.